الجهاز متهم بحماية المؤتمر الوطني وتنفيذ سياساته؟
متهم كيف؟
على سبيل المثال فقط، تقومون بحماية مؤتمرات المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية، ويتواجد أفراد الأمن بكثرة في هذه المؤتمرات، في حين لا يظهر أثر لتأمينكم وحمايتكم مؤتمرات الأحزاب الأخرى؟
نحن كجهاز لا نؤمن المؤتمر الوطني كحزب ولا علاقة لنا بذلك، هناك إجراءات إدارية كثيرة تتبع في هذه المؤتمرات تتم من قبل الجهات الإدارية بالحزب او الحركة الإسلامية أو غيرها، ماذا نفعل نحن؟ في حال تواجدت شخصية هامة رسمية بغرض الحضور أو المشاركة في مؤتمر نقوم نحن أو الأجهزة الرسمية الأخرى بتأمينها، مثلاً إن ذهب الرئيس لحضور جلسة افتتاحية لمؤتمر الحركة الإسلامية من واجبنا كأمن وشرطة واستخبارات عسكرية أن نوفر الحماية له عبر عدة إجراءات تأمينية.
وهل تتبع هذه الإجراءات للرئيس فقط أم لمسئولين آخرين في الحكومة؟
أي شخصية هامة، ضربت مثلاً بالرئيس، نوابه الاثنين وعدد من الوزراء، وكلما قلت المستويات قل التأمين بحيث يمكن الاكتفاء بتوفير حراسة فقط.
وماذا عن مؤتمرات الأحزاب الأخرى وشخصياتها؟
حينما يوجهوا دعوة لشخصية مهمة نهتم بتوفير التأمين للشخصية وللمؤتمر نفسه، وفي أحيان تدعونا الأحزاب لحضور مؤتمراتها ونحضر.
إذا هل تنفي التهمة التي لحقت بجهاز الأمن أنه يحمي المؤتمر الوطني وينفذ سياساته؟
أنا لا انفي حماية الجهاز للحكومة، أي حكومة اليوم، وكما يقول البريطانيون The government of today ماذا يعني ذلك؟ يعني أن الجهاز جهاز دولة ولابد أن يحمي الحكومة لكي يتحقق السلام والأمن في الدولة ان تغيرت الحكومة بالوسائل الدستورية وجاءت حكومة اخرى بلا شك يحمي الجهاز الحكومة الجديدة، جهاز الأمن يحمي الحكومة بكل ما يملك من قوة ويحميها بالجهد والعرق وبالدماء والاوراح ولا يستحي بل يفتخر بذلك.
لماذا لا تتيحون أجواء سياسية أكثر حرية فتسمحون للأحزاب بإقامة ندواتها واختيار جماهيريتها كما تسمحون للمؤتمر الوطني بذلك؟
المؤتمر الوطني أقام ندواته خارج دوره بعد أن عقدت الأحزاب ندواتها.
لكنكم تسمحون للأحزاب المشاركة في الحوار فقط بعقد ندواتها، ماذا عن الأحزاب المعارضة للحوار، لماذا لا تسمحون لها؟
حتى الأحزاب المعارضة نسمح لها.
هذه الأحزاب أصدرت بيانات أشارت الى رفض جهاز الأمن السماح لها بإقامة ندوات خارج دورها؟
منذ توجيه الرئيس قبل شهرين تقريباً لم نمنع أحد.
إذاً ألن تمنعوهم مجدداً، وبإمكان أي حزب عقد ندواته خارج دوره؟
حسب الظروف، هناك أشياء من المهم ان يتفق الناس معنا حولها، مثلاً ان رغب حزب بعقد ندوة عامة عليه أن يتخير المكان المناسب لحضور الناس واستماعهم، لكن أن يذهب حزب الى موقف كركر للمواصلات ويقوم بتجهيز الميكروفونات والسماعات فلا نعتقد في هذه الحالة أن الحزب يرغب بمخاطبة الجماهير.
من الذين يراقب جهاز الأمن هواتفهم ويتنصت عليهم؟
أبداً نحن لا نفعل ذلك، كمدير لجهاز الأمن، اعلم أن الجهاز ينجح ان اهتم ورتب أولوياته جيداً في التهديدات، التهديد الأكبر يعطيه مجهوده الأكبر، والتهديد البسيط يعطيه مجهوده القليل، فكرة الاستخبارات نفسها لا تنفصل عن سرعة الوقت، المعلومة ان لم تأت في وقتها لن يكون لها قيمة، لكي ننجح لابد من ترتيب الأولويات وتوظيف الجهد المتاح من موارد بشرية ومادية التوظيف الأمثل.
التحاق الطلاب بداعش ألا يشكل خطراً على الشباب وعلى الدولة، خاصة بعد انضمام مجموعتين للتنظيم، ما جهودكم في هذا الصدد؟
هناك جهود كثيرة مبذولة لكننا لا نقول كل شئ للعلن، فليس من المصلحة الإسهام في خلق توتر في المجتمع، بعد انضمام المجموعة الأولى لم تنقطع جهودنا في إرجاعهم لأسرهم حتى اللحظة، هذه الجهود تشمل استخدام علاقتنا مع تركيا ودول أخرى فضلاً عن جهود اخرى داخل تنظيم داعش نفسه، الأمر الآخر قمنا بإجراءات احترازية، مثلاً نحن لم نمنع الناس أو الشباب من السفر الى تركيا، لكن في حال تشككنا أو اشتبهنا في أي شاب شابة نسارع الاتصال بالأسرة لنسأل، ان كانت تعلم بان ابنها أو ابنتها في المطار للسفر وما هو الغرض منه، وهذا الأمر يعرفه فقط الذين اتصلنا عليهم أي أنه ليس مشاعاً، المجموعة الاخيرة التي التحقت بداعش، لم تسافر عبر المطار ولم تذهب الى تركيا إنما الى ليبيا، وآخر شخص أراد الالتحاق بداعش وقرر السفر عبر مطار الخرطوم كان يعرف هذا الاجراء، لذا بدلاً من ان يسافر من الخرطوم الى تركيا سافر الى أديس ومن أديس الى تركيا.
هذا عن الملتحقين بالتنظيم.. ماذا عن من يقومون بتجنيدهم ودعوتهم للانضمام خاصة أنكم تعرفونهم؟
جميعهم معتقلين لدينا من يروجون للفكرة ومن يجندون الطلاب، انتم في الاعلام تقولون دائماً أن الامن يعتقل، وهناك عاطفة شديدة وحساسية ضد الكلمة، اذكر ان اول مجموعة القينا القبض عليها من تنظيم داعش مورست علينا ضغوط كي نطلق سراحهم، فأطلقنا سراحهم وفق ضمانات، لكننا ألقينا القبض على كل من روج للفكرة وجند الطلاب، آخر خلية قامت بتسفير الفتيات الأربع هم محتجزون لدينا، آبائهم وأسرهم على علم بذلك وأخبرناهم بالمعلومات وهناك تواصل معهم.
لينا يعقوب
صحيفة السوداني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق