كان مصطفى عثمان وزير الخارجية وقتها قد وضع عدداً من السيناريوهات السيئة قبل ان يلتقي ولي العهد الكويتي..تلك اول مقابلة بعد ان خرجت العلاقة الثنائية من غرفة الانعاش..الشعب الكويتي لم يكن يتوقع ان تناصر الحكومة السودانية العدوان العراقي على الكويت تحت اي مسوغ..اللحظات الاولى من اللقاء سادها توتر واضطراب.. الامير الكويتي سعد العبدالله أشاح بوجهه بعيدا عن الضيف..حاول مصطفى ان يكون لطيفا وطبع على وجهه ابتسامة دبلوماسية وخاطب صاحب الدار «طال عمرك نحنا دول الضد» .. تغيرت اسارير ولي العهد وخرجت من بين فكيه ضحكة لها صرير..من ذاك اللقاء فتحت صفحة جديدة بين الكويت والخرطوم.
منذ ايام اتابع الغضبة السودانية على الاعلامية الكويتية فجر السعيد.. هداها الله طلبت من المشير السيسي ان يتوجه بجنده لإعادة احتلال السودان ..التطاول من الشيخة فجر قليلة العلم والخبرة والباحثة عن الشهرة جعلت بعض اقلام تحيد عن المعالجة الشخصية لتنزلق في المسار الذي يدق اسفين في العلاقة الصاعدة..بعض منا حاول المن على الشعب الكويتي بحجج واهية باعتبار ان للسودانيين دور في نهضة الكويت.. وذلك عبر أرتال السودانيين الذين ذهبوا الى تلك البلاد ووجدوا الاحترام والتقدير والدينار.
الصحيح ان الكويت حكومة وشعبا ساهمت في إعمار بلدنا..كل المغتربين الذين ذهبوا الى هنالك لم يكونوا في مهمة طوعية ..بل عائدات الاغتراب ساهمت في تعمير بلدنا..حكومة الكويت تعتبر المساهم الرئيس في صندوق تنمية شرق السودان..حتى هذه اللحظة صندوق اعانة المرضى الكويتي يدير بعضاً من مشافينا..حتى عندما اتخذت حكومتنا الموقف الخطأ في غزو العراق للكويت لم تتعامل الحكومة الكويتية بردود الأفعال العاطفية ..لم تطرد السودانيين الذين صمدوا ايام الغزو..اما الذين غادروا فقد وصلتهم تعويضات مالية مقدرة الى ابواب دورهم.
الكويت تعتبر واحة من الديمقراطية في الصحراء العربية..مجلس الامة في الكويت يستطيع استجواب الوزراء والامراء ..بل في كثير من الحالات يطيح برلمانهم برؤساء الوزراء المنستبين للاسرة المالكة..الديمقراطية الكويتية سبقت غيرها في الخليج..بل ومن حيويتها استطاعت الاستمرار دون ان يقطع مسيرتها بيان رقم واحد..مثل هذه الدولة جديرة بالاحترام..وتجربتها تستحق الاحتذاء.
في تقديري ..ما اقدمت عليه فجر السعيد كان خروجا عن المألوف من الذين جربوا ظلم ذوي القربى..لكن يجب ان يوضع في مكانه اللائق في سلة المهملات..الرأي الفطير لم ينشر في صحيفة رصينة..ولم يجد غير الاستهجان من النخب الكويتية..كما ان صاحبة الرأي من ذوات السوابق في الخروج على الذوق والوجدان السليم..لذلك الحساسية الزائدة في التعامل مع فجر السعيد ربما تجعلنا نصيب العلاقة الثنائية دون سابق ترصد .
بصراحة.. وجدت فجر السعيد ما تبحث عنه من شهرة حينما استغلت نقاط ضعفنا في عدم التمييز بين الرأي وقلة الرأي.
عبدالباقي الظافر
آخر لحظة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق