الأربعاء، 3 يونيو 2015

تواصل حملة التضامن مع ساندرا فاروق كدودة : ان عادوا فعودى

صدر بيان منسوب الى الناشطة ساندرا فاروق كدودة ، أمس الثلاثاء ، تنفى فيه اختطافها أو التحقيق معها أو تعذيبها بواسطة عناصر جهاز الأمن ، وانها (اختفت) فى الفترة من 12 – 15 أبريل لأسباب (خاصة) ثم عادت الى أسرتها بمحض اختيارها .
ووزعت البيان وكالة س ام سى smc التابعة لجهاز الأمن ، كما أعلن البيان من مؤتمر صحفى (سرى) نسق له جهاز الأمن بمنزل الأسرة وحضره عدد محدود من الصحفيين .
وأكدت مصادر موثوقة لـ(حريات) ان ساندرا فاروق كدودة كانت معتقلة لدى الأجهزة الامنية لنظام المؤتمر الوطنى حتى الخامسة مساء يوم الثلاثاء قبل ساعة واحدة من المؤتمر الصحفى المزعوم .
وقال المحلل السياسي لـ(حريات) ان ملابسات اصدار البيان وعقد المؤتمر الصحفى تؤكد بان ساندرا تتصرف وهى تحت اكراه من جهاز الأمن ، وأضاف ان جهاز الأمن خطط لكل ما حدث فى يوم تنصيب النصاب باعتباره (انتصاراً) حين عزت الانتصارات الاخرى مثل الصلاة فى كاودا ، وهو (انتصار) أجهزة بكامل عديدها وتدابيرها واحابيلها فى مواجهة سيدة مستضعفة وعزلاء ! (انتصار) جدير بالمشوهين والمنحرفين المستأسدين على الابرياء والعزل .
وأضاف انه على عكس ما توقع جهاز الأمن بان يعزل بيان الاكراه ساندرا فان الاتجاه الغالب للمتداخلين فى مواقع التواصل الاجتماعى من القوى الديمقراطية ظل على موقفه من التضامن معها ، وذلك لان أى ديمقراطى ، بل أى انسان ذى وجدان سليم ، يعرف على من يلقى اللوم فى مثل هذه الحالات – على الجلادين أو الضحايا كساندرا .
وقال ان المناضلين والمناضلات من أجل الحرية مطالبون بالصمود والصبر فى مواجهة التعذيب ، ولكن كل مبدأ عام يتجسد بحسب الواقع الملموس ، فالتعذيب يختلف فى شدته ووثائره كما ان احتمال الأشخاص يختلف بحسب قابلياتهم ، ونحن على يقين بان ساندرا مناضلة شجاعة ، ولم تكن لتقبل بما حدث الا تحت ضغط اكراه شديد ، ولذا فانها ستظل موضع تقديرنا ومعزتنا وتضامننا .
وأضاف ان أجهزة الأمن المنتشية بانتصارها الصغير على امرأة عزلاء لابد ان تعرف بان لكل فعل رد فعل ، واذ باتوا يؤسسون لخروجهم المعتاد عن تقاليد سماحة السودانيين فعليهم ان ينتظروا ردود الفعل ، ليس ردود الفعل النهائية بمحاكمة كل من ارتكب التعذيب بعد سقوط النظام الحتمى ، وحسب ، وانما كذلك ردود الفعل الفردية وغير المحسوبة ، والتى تشير اليها تجارب البلدان الاخرى ، من رصد واستهداف مرتكبى التعذيب ، واذ بدأت نذر ذلك فى السودان بقذف رموز النظام بالأحذية ، فالأفضل للنظام وأجهزته الامنية ان يكفوا أياديهم الاثمة قبل ان يقذفوا بما هو أقوى وأوجع .
وختم قائلاً لساندرا ، لا تغتمى ولا تحزنى ، لا غرفة التعذيب باقية ولا زرد السلاسل ، ثم انهم زائلون كما كلام عابر ، وهذا ليس حديثاً مجانياً للتعزية الكاذبة وانما اتجاه التاريخ ، ونقول كما قال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم للصحابى الجليل عمار بن ياسر فى موقف شبيه : ان عادوا فعودى .
حريات

سوداني يمثل اسرائيل في كأس أوروبا للعدورمزي

رمزي عبدول

رمزي عبدول جابر لاجئ من دارفور في السودان يحصل على الجنسية الاسرائيلية وسيمثل اسرائيل في بطولة اوروبا


من المقرر أن يمثل لاجئ من دارفور في السودان التي شهدت حربا أهلية إسرائيل في بطولة كأس أوروبا في العدو التي ستقام في السويد. ورمزي عبدول جابر الذي يبلغ من العمر 18 عاما، قدم إلى إسرائيل كلاجئ هو وعائلته هربا من الحرب الأهلية في السودان وخاصة في إقليم دارفور الذي شهد أحداثا دموية نتيجة الصراع، فيما قررت السلطات الإسرائيلية منحه الجنسية الإسرائيلية بعد مطالبة دامت 7 سنوات.

وبعد أن أصبح رمزي عبدول مواطنا يحمل الجنسية الإسرائيلية رسميا، فإنه سيمثل إسرائيل في بطولة كأس أوروبا للعدو التي ستقام في السويد في شهر تموز/يوليو القادم، وذلك بعدما خضع لاختبارات في إسرائيل واستطاع أن يعدو لأكثر من 10 آلاف مترا بـ 31:23:33 دقيقة ليثبت أن لديه المعايير والمقومات للمشاركة في مسابقة العدو.

ورمزي جاء إلى إسرائيل مع عائلته منذ أكثر من سبع سنوات، واليوم هو طالب "متميّز" وفق معايير التعليم في اسرائيل في الصف الحادي عشر في إحدى المدارس العبرية في تل أبيب، ويخطط لأن يتعلم في المستقبل علم الحاسوب، وفق ما ذكرته وسائل إعلام إسرائيلية.

إسرائيل تحارب هجرة الأفارقة الى إسرائيل

وأقر الكنيست الاسرائيلي أواخر العام 2014 قانونا جديدا لمكافحة الهجرة غير الشرعية وذلك بعد أن قضت المحكمة العليا بإبطال قانونين سابقين مماثلين تضمنا إجراءات أكثر شدة. وينص القانون الجديد على أن أي شخص يدخل إسرائيل بطريقة غير مشروعة يمكن احتجازه لمدة اقصاها ثلاثة أشهر في مركز سهرونيم لاعتقال المهاجرين غير الشرعيين ينقل بعدها الى معتقل حولوت حيث يمكن احتجازه لفترة تصل الى 20 شهرا. وكلا المعتقلان يقعان في صحراء النقب في جنوب اسرائيل. كما ينص القانون على تشديد عقوبات السجن بحق الذين يوظفون مهاجرين غير شرعيين، وهؤلاء هم بغالبيتهم من الأفارقة الذين يتسللون الى اسرائيل عبر مصر.

وتؤكد الارقام الرسمية وجود 48 ألف متسلل افريقي في البلاد غالبيتهم من الاريتريين المتهمة حكومتهم بانتهاك حقوق الانسان، ومن جنوب السودان الذي تمزقه الحرب. وتعيش غالبية هؤلاء في ضواحي فقيرة قرب تل ابيب حيث سارت تظاهرات عدة تطالب بترحيلهم.

وأكدت هيومن رايتس ووتش في ايلول/سبتمبر 2014 أن إسرائيل أرغمت نحو سبعة الاف مهاجر إفريقي على العودة الى بلدانهم حيث يواجهون خطر التعرض لانتهاكات. والعام الماضي شنت اسرائيل حملة على المهاجرين الافارقة غير الشرعيين ادت الى ترحيل 3920 منهم بنهاية العام. كما انهت بناء سياج متطور على طول الحدود مع مصر.

وكشفت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية النقاب عن توقيع رئيس رواندا، بول كاغامي، اتفاقا مع إسرائيل يتم من خلاله تهجير المئات من اللاجئين الأفارقة الذين دخلوا إلى إسرائيل بطريقة غير شرعية وتهجرهم إلى بلاده. وأوضحت الصحيفة إسرائيل كانت تنوى إعادة الأفارقة إلى بلادهم لكنهم رفضوا لما يمثل ذلك خطرا على حياتهم، وتم الاتفاق مع رواندا. وأشارت الصحيفة إلى أنه من بين الدول الافريقية التي سيتم إرسال اللاجئين إليها أوغندا وبروندى مقابل دعم مادي واقتصادي.

وأكد وزير الداخلية الإسرائيلي جلعاد أردان أن الإجراء "سيشجع المتسللين على مغادرة إسرائيل بطريقة آمنة وتحافظ على كرامتهم. وسيشكل طريقة فعالة للتأكيد على التزامنا بإعادة الحياة إلى طبيعتها في إسرائيل". وأكدت وزارة الداخلية أن المدعي العام للحكومة وافق على الإجراء وسيتم تطبيقه في "الأيام المقبلة".

ونددت ست منظمات حقوقية محلية ودولية في بيان مشترك بالإجراء الذي وصفته بانه "غير قانوني". وقالت المنظمات الحقوقية إن رواندا وأوغندا ليستا دولا آمنة وأن المهاجرين الذين يصلون إلى هناك يتم تجريدهم من أموالهم ووثائقهم الرسمية. وطالبت المنظمات إسرائيل بإخراج الاتفاقيات مع هذه الدول إلى العلن.

وكانت إسرائيل في السابق عرضت أموالا على المهاجرين الأفارقة لمغادرة إسرائيل. وتؤكد وزارة الداخلية أنه منذ العام الماضي قام 1500 مهاجر أفريقي "بالمغادرة طوعا إلى دولة أخرى" بالإضافة إلى سبعة آلاف مهاجر غادروا "إلى دولهم الأصلية".

i24

سراج النعيم يروي قصة حواره مع ( أم الحسن) أشهر صاحبة قهوة شمال السودان

المرحومة أم الحسن

قهوة أم الحسن


سراج النعيم

تعتبر (أم الحسن) الهوارية أشهر صاحبة قهوة وكافتيريا بطريق شريان الشمال الواقع شمال السودان.. حيث بدأت قصتي معها.. بأول لقاء صحفي .. ففي ذلك اليوم جئت علي غير العادة إلي مقر صحيفة ( الدار) بالخرطوم في الصباح الباكر لكتابة صفحتي ( أوتار الأصيل ).. وقبل أن أدلف إلي المكتب.. تفاجأت بسيدة كبيرة في السن تجلس هي وبعض الشبان علي الأرض بمدخل الصحيفة.. وكانوا يتفاكرون في ماذا؟.. لا أدري.. ولكن كانت تعتريني رغبة في التعرف علي تلك السيدة.. وبالرغم من تلك الرغبة.. إلا أنني كنت متخوفاً من أن يكون لهم موعداً مع أحد الزملاء.. باعتبار أن لديها إشكالية ما.. وتود طرحها للرأي العام عبر الصحيفة.. فتجاوزت رغبتي ودلفت إلي المكتب.. فكان منظرها يطل أمام عيني.. فقلت في غرارة نفسي لماذا لا اقتحم عليها خلوتها مع أولئك الشبان وأسألها عن مشكلتها التي قادتها إلي المجىء للصحيفة في هذا الصباح الباكر؟.. المهم أنني خرجت من المكتب وذهبت إليها مباشرة.. وسألتها ما هي مشكلتك؟ فلم ترد علي والتفت إلي أحد الشبان متسائلة ماذا قال؟.. فرد علي ذلك الشاب قائلاً : وهذه السيدة هي والدتي ( أم الحسن) أشهر صاحبة قهوة بطريق شريان الشمال.. ثم أرؤدف : ووالدتي هذه لها قصص مثيرة في الصحراء الواقعة شمال السودان.. إلي جانب أن لها علاقة قوية بالرئيس الراحل جعفر محمد نميري الذي استجاب لها ابان ما كان حاكماً للسودان عندما طلبت منه حفر بئر للمنطقة التي تقطن فيها.. بالإضافة إلي أن الرئيس عمر البشير كسر لها البرتكول.. وسألها سؤالاًً مباشراً.. ما الذي تريدين أن أقدمه لك؟.. فقالت : سيدي الرئيس أحتاج إلي عربة تعينني في استجلاب السكر والشاي والبن.. ومستلزمات القهوة والكافتيريا.. وكان أن تبرع لها بعربة.. ومن هنا تبدأ الأسباب التي جعلت أم الحسن والشبان يلجأون إلي الصحيفة.. وأثناء إدارتي للحوار مع أم الحسن أكتشفت أن الشبان هم أبنائها.. وأن حضورها من شمال السودان إلي الخرطوم بدوافع استلام العربة.. والتي كانت إلي ذلك الوقت الذي ادرت فيه الحوار معها لم تستلمها.. عموماً عندما فرغت من الحوار والتقطت لأم الحسن صوراً.. قررت أن اعود بالحوار إلي المنزل وكتابته.. ومن ثم تسليمه السكرتارية في صباح اليوم التالي.. وبالفعل تحركت من مقر الصحيفة.. وما أن وصلت وسط الخرطوم.. إلا ورن السيار.. وحينما نظرت في الشاشة.. وجدت المتصل الأستاذ أحمد البلال الطيب رئيس مجلس إدارة صحيفة ( الدار).. ورئيس تحرير صحيفة ( أخبار اليوم) فقاللي بالحرف الواحد : أين أنت الآن؟.. فقلت : وسط الخرطوم.. فقال : أركب أي عربة أجرة.. وعود إلي مقر الصحيفة.. وكان أن استجبت لرغبته.. وعندما وصلت مقر الصحيفة.. وجدت الأستاذ معاوية محمد علي سكرتير التحرير.. يسألني عن نص حوار الحاجة أم الحسن؟.. فقلت : لم أعيد صياغته حتي الآن.. فقال : الأستاذ أحمد البلال الطيب يرجو منك أن تكتب منه خبر .. فقلت إنه ابلغني بذلك.. وكان أن كتبت خبراً مطولاًً من الحوار الذي اجريته مع أم الحسن.. فتفاجأت في صباح اليوم التالي بأن صوري وصور أم الحسن والمشيرين النميري والبشير تتصدر صدر الصفحة الأولى.. مصحوبة بالخطوط العريضة.. والخبر الذي كتبته.. وكان هذا الحوار هو التوثيق الوحيد الذي تم للسيدة أم الحسن.
وأم الحسن التي التقيتها.. سيدة كبيرة في السن.. وتعاني من إشكالية بسيطة في السمع.. لذا كان أحد أبنائها حلقة الوصل في إدارة الحوار.. الذي بدأت تداعياته علي هذا النحو.. بأن طلبت منهم تشريفي في المكتب.. حتي اتمكن من التوثيق لأم الحسن.. فهي إنسانة جديرة بذلك.. وكان أن طلبت لها قهوة ولأبنائها وشخصي أكواب شاي من ست الشاي حاجة الصايمة.. وبعد أن فرغنا من ارتشاف القهوة والشاي.. بدأت أم الحسن في رواية قصتها من الألف للياء.. وكيف كان لقاءها بالرئيسين الراحل جعفر محمد النميري..وعمر البشير.. فالأول تبرع لها بفحفر بئر.. بينما تبرع الثاني بعربة.. والاخيرة هي السبب في إجراء الحوار.. إذ أن البشير أصدر توجيهاته بأن تمنح أم الحسن عربة دفع رباعي.. لحظة افتتاح طريق شريان الشمال.. ولكنها لم تستطع الحصول عليها.. ما استدعاها اللجوء إلي الصحيفة لإيصال صوتها إلي البشير.. أما قصتها مع الرئيس الراحل المشير النميري.. فبدأت عندما زار المنطقة.. وقهوتها.. ولم يجدها.. فسأل عنها فجاءه الرد بأن أم الحسن ذهبت في مشوار؟.. فقال : ألم تسمع بأنني سآتي إلي هنا؟.. فقالوا : أم الحسن لا تملك راديو.. فحزن النميري حزناً شديداً .. وأمر بأن تمنح أم الحسن راديو.. حتي تستطيع أن تستمع نشرة الأخبار.. وتعرف موعد زيارته الثانية للمنطقة.. وقوتها.. وعندما أزفت ساعة زيارة النميري.. كانت أم الحسن في مقدمة مستقبلية.. فسألها عن حالته الصحية؟.. فقالت : الحمدلله.. ثم أردف : ما الذي تحتاجين إليه؟.. فلم تطلب لنفسها شئياً.. بل طلب حفر بئر لمنطقتها.. هذه هي الحاجة أم الحسن ﺻﺎﺣﺒﺔ أشهر قهوة بطريق شريان الشمال.. الطريق الممتد من مدينة ﺍﻣﺪﺭﻣﺎﻥ إلي مدينة دنقلا.
وقالت أم الحسن ( لأوتار الأصيل ) : لم أكن أفكر في نفسي بقدر ما كنت أفكر في تنمية المنطقة وتطوير القهوة إلي قهوة وكافتيريا حديثة.. وكنت استثمر أي فرصة لخدمة أهلي.. والمسافرين.. وظللت علي هذا النحو منذ أن كان هذا الطريق صحراء جرداء.. صحراء قاحلة.. ما يربو عن ﺳﺘﺔ ﻋﻘﻮﺩ.. ﺃﻭ ﻳﺰﻳﺪ.. وخلال تلك العقود فكرت في إنشاء قهوة ( أم الحسن).. ثم طورتها فيما بعد.. إلي قهوة.. وكافتيريا حديثة.. ساهم معي في إنشائها الباشمهندس عطا المنان.. وواصل اسهاماته معي داعماً للمشروع بالسكر والشاي والكراسي والطرابيز.. وكلما مر عبر طريق شريان الشمال لا يقصر معي.. المهم أن المنطقة بفضل الله.. وطريق شريان الشمال تمت تنميتها.. بعد أن كانت صحراء جراء.. صحراء قاحلة.. لا خضرة.. ولا مياه.. إنما كانت منطقة ملئية بالكثبان الرملية الثابت منها.. والمتحرك.
وتضيف ( أم الحسن) في حوارها مع ( أوتار الأصيل ) : من المعلوم أن طريق شريان الشمال يمتد من مدينة ﺍﻣﺪﺭﻣﺎﻥ.. إلي مدينة ﺩﻧﻘﻼ.. ويبلغ ﻃﻮﻟﻪ ( 594) ﻛﻴﻠﻮ متر.. ﻣﺮﻭﺭﺍً بمنطقة ( ابوﺿﻠﻮﻉ) ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪ (68) ﻛﻴﻠﻮ متر.. ﺷﻤﺎﻝ ﻏﺮﺏ ﺃﻣﺪﺭﻣﺎﻥ.. وﻳﻤﺘﺪ ﻟﻤﺴﺎﻓﺔ ( 7) ﻛﻴﻠﻮ ﻣﺘﺮﺍﺕ.
وتتذكر أم الحسن كيف كان هذا الطريق قبل أن يتم رصفه بالاسفلت؟.. فقالت ( لأوتار الأصيل ) : كان من الصعب علي الإنسان ان يسلك هذا الطريق الصحراوي.. فكل من جازف.. ودخله فقد.. ولم تفلح كل عمليات البحث عن المفقودين.. أو أن يستطيعوا الخروج من ذلك النفق.. ما يؤكد أن من يدخل تلك المنطقة مفقود.. مفقود.. والخارج منها مولود.. مولود.. إلا أنني خبرت الصحراء جيداً.. وذلك من كثرة ترحالي فيها من منطقة إلي أخري.. حتي أنني أصبحت خبيرة فيها من منطقتي.. وﺣﺘﻰ منطقة( ﺍﻟﺘﻤﺘﺎﻡ) ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪ ( 200) ﻛﻴﻠﻮ متر.. فيما تجد أن منطقتي ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪ ( 50) ﻛﻴﻠﻮ متر.
عن كيف استطاعت التأقلم علي أجواء الصحراء المتقلبة؟.. قالت ( لأوتار الأصيل ) : نشأت وترعرعت فيها وكنت انتقل فيها منذ نعومة اظافري.. فقد كان والدي يدعني يصطحبني معه من منطقة صحراوية إلي اخري.. هكذا إلي أن أستقر بنا المقام في منطقتنا الصحراوية حالياً.. وخلال ذلك الترحال شهدت ﺍﻟﺼﺮاع الحقيقي في صحراء بيوضة..الصحراء الممتدة ﻣﻦ ﻏﺮﺏ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﺣﺘﻰ الصحراء ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ.. وكان آنذاك السفر عبرها لا يتم إلا ليلاً.. فالسفر بالنهار من رابع المستحيلات.. ﻧﻈﺮﺍً إلي أن درجات الحرارة مرتفعة جداً.. وبالتالي تجد العربات صعوبة في أن تقطع الصحراء.. فمع إرتفاع درجات الحرارة.. ترتفع درجات حرارة ماكينات العربات السفرية.. مما يجعل سرعتها تنخفض.. ويضطر السائق إلي إيقاف العربة ما بين الفينة والاخري.. بغرض تبريد ( اللديتر).. والماكنة.. إلي جانب أن العربة تتعرض إلي الوحل وسط الكثبان المنتشرة علي امتداد الصحراء.. مما يجعل السائق ومساعده والركاب يعانون معاناة شديدة.. حتي يتجاوزون تلك العواقب.. ما يقودهم إلي الوقوف لفترات طويلة لأخذ قسط من الراحة.. فالسفر عبر الصحراء يستمر إلي عدد من الأيام.
وتستمر أم الحسن في روايتها مع ( أوتار الأصيل ) قائلة : من أشهر سائقي العربات الذين كانوا يمرون بها قبل افتتاح طريق شريان الشمال.. كان السائق ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻤﺪ ﺳﺎﺗﻰ المنتمي إلي قبيلة الدناقلة.. الذي انتقل فيما بعد للعيش في الخرطوم حي ( السجانة).. بعد أن ترك العمل في هذا المجال.. وأصبح يتاجر في السيارات التي استطاع من خلالها أن يمتلك ﺳﻴﺎﺭﺓ ( ﻓﻮﺭﺩ) في العام 1934م.. وما أن إمتلك هذه السيارة.. إلا وفكر في السفر عبر مدينة امدرمان.. إلي مدينة دنقلا.. ومن خلال ﺍﻟﺼﺤﺮاء.. وكان أن نفذ الفكرة التي راودته.. بعد أن حصل ﻋﻠﻰ ﺑﻮﺻﻠﺔ.. ﻭﻛﻤﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻴﺮ ﺍﻷﺑﻴﺾ ﻟﻮضعه ﻛﻌﻼﻣﺎﺕ.. تدله إلي طريق العودة من مدينة دنقلا إلي مدينة امدرمان.. كما أنه تحصل علي تصريح المرور من ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ.. علي أن يتحمل بهدا التصريح كل العواقب التي تنتج ﻋﻦ ﻫﺬﻩ المغامرة ﺍﻟﻤﺤﻔﻮﻓﺔ ﺑﺎﻟﻤﺨﺎﻃﺮ .
وأضافت أم الحسن في حوارها الذي خصت به ( أوتار الأصيل ) : المهم أن السائق ﻣﺤﻤﺪ ﺳﺎﺗﻰ شد الرحال متحدياً كل الصعاب.. مستفيداً من خبرته السابقة.. وكان أن حقق ما يصبو إليه.. حيث ﺇﺳﺘﻐﺮﻗﺖ ﺭﺣﻠﺘﻪ من مدينة امدرمان إلي منطقة ﺍﻟﺪﺑﺔ ( 7 ) أيام.
واردفت أم الحسن : ولم تتوقف مثل هذه الرحلات المحفوفة بالمخاطر وقتئذ إذ قام السائق ﺳﻴﺪ ﺍﺣﻤﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﺠﻴﺪ في العام 1947ﻡ برحلة عبر تلك الصحراء برفقة مالك العربة ﻋﻤﺮ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺍﻟﻜﻮارتي.. ﻭﻛﺎﻥ ﺩﻟﻴﻠﻬﻢ في هذه الرحلة مجهولة المصير ﻋﺮﺑﻰ يدعي ( ﺃﺑﻮ ﺟﺒﺔ).. وكانت العربة محملة بشاي مهرب.. ورافق ذلك الثلاثي في هذه الرحلة كل من ﻣﻴﺮﻏﻨﻰ ﻋﺒﺪﺍﻟﻤﺠﻴﺪ ﻭمساعد العربة ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻃﻠﺐ.. ﻭﺃﺳﺘﻐﺮﻗﺖ ( 5) ﺃﻳﺎﻡ.. ثم عادوا منها ﺇﻟﻰ مدينة ﺃﻣﺪﺭﻣﺎﻥ بعد (6) ﺃﻳﺎﻡ.. وبهذه الرحلة تم فتح الطريق أمام عربات أخري كان ملاكها.. يتخوفون من المصير المجهول.
بينما ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﺍﻟﻤﺮﺣﻮﻣﺔ ﺃﻡ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺃﻣﺮﺍﺓ مربوعة ﺍﻟﻘﺎﻣﺔ بشرتها قمحية.. ﻛﺒﻴﺮﺓ في ﺍﻟﺴﻦ.. إلا أن ﻓﻴﻬﺎ روح اﻟﻨﺸﺎﻁ ﻭﺍﻟﻘﻮﺓ التي جعلت من شخصيتها.. شخصية قوية.. وذات هيبة تدع كل من يتعامل معها يحترمها.. ويقدرها.. خاصة الشخوص الذين مروا علي قوتها أن كانوا يعملون في مجال السواقة.. أو ركاب.. وظلت علي هذا النحو إلي أن طورت قوتها إلي قهوة وكافتيريا.. وظلت تفرض من خلالها ﺷﺨﺼﻴﺘﻬﺎ المميزة بسحنتها السودانية الأصيلة.. وكل من شاهدها عن قرب يلحظ ﻗﺴﻤﺎﺕ ﻭﺟﻬﻬﺎ المتجلي رغماً عن الظروف القاسية التي مرت بها طوال السنوات الماضية.. فالبيئة التي نشأت وترعرعت فيها.. بيئة تمتاز بالخشونة.. وبالرغم من أنها كانت كبرة في سنها.. إلا أنها كانت ترتدي ثياباً تتناسب معها ومع البيئة المنتمية إليها.
وفي هذا السياق قالت ( لأوتار الأصيل ) : العيش في الصحراء يفرض عليك ارتداء الوان محددة.. ليس من بينها اللون الأبيض.. لذا أختار الألوان المناسبة مع بيئتي.
وعن كيفية بدايتها بيع القهوة؟ قالت ( أوتار الأصيل ): كنت دائماً ما أفكر في الآخرين.. خاصة أولئك الذين يستقلون هذا الطريق الصحراوي.. ومن خلال تفكيري هذا طرأت لي فكرة إنشاء قهوة تلبي بعضاً من إحتياجات سائقي العربات والركاب.. وبدأت فعلياً في تنفيذ الفكرة براكوبة صنعتها بمعاونة أبنائي من المواد المحلية.. فيما كنت أشعل النار من ﺍﻟﺤﻄﺐ.. حتي أن القهوة يميل لونها إلي السواد.. نسبة إلي أن النيران فيها لا تنطفئ.. وتظل مياه القهوة تتبخر متصاعدة إلي أعلي.. ويختلط ذلك البخار بالدخان الأسود الذي تنتجه نيران الحطب.. فيشكلان ضبابية مائلة إلي الليل في كل أرجاء الراكوبة.. وبالرغم من هذه الأجواء القاسية.. إلا أن أبنائي كانوا يجدون متعة في مساعدتي بتقديم القهوة والشاي إلي الزبائن.
ومضت : كنت اطوف بين ركاب العربات من أجل أن البي طلباتهم.. فيدور بيني وبينهم حوار بلهجة سودانية ممزوجة بلغة عربية.. وكنت أحس أنهم يتعاملون معي برقي فابادلهم الإحساس.. بالإحساس.. دون أن أتوقف عن تلبية الطلبات.
أين تقع قهوتك جغرافيا؟ قالت ( لأوتار الأصيل ) : ﻋﻠﻰ ﺇﻣﺘﺪاد ﺻﺤﺮاء ( ﺑﻴﻮﺿﺔ).. وكان السفر قبل افتتاح طريق شريان الشمال.. بالعربات ( اللواري).. ثم تطور إلي البصات.. ومع هذا التطور قهوتي إلي كافتيريا.. فاصبحت مشهورة.. ولكن شهرتي زادت عندما زارني الرئيس الراحل جعفر محمد النميري مرتين المرة الأولي لم يجدني واهداني راديو.. وفي المرة الثانية حفر لي بئراً.
سراج النعيم _ النيلين

اسعار صرف العملات الأجنبية مقابل الجنيه السوداني



مؤشر أسعار صرف العملات الأجنبية في ( السوق الموازي ، السوق الأسود ، مقابل الجنيه السوداني بالخرطوم يوم الأربعاء 3 يونيو 2015م .
الدولار الأمريكي : 9.50جنيه
الريال السعودي : 2.50جنيه
اليورو : 10.64جنيه
الدرهم الإماراتي : 2.55جنيه
الريال القطري : 2.56 جنيه
الجنيه الإسترليني : 14.54جنيه
الجنيه المصري : 1.23جنيه
الدينار الكويتي : 33.92جنيه

الدينار الليبي : 7.30جنيه

جهاز الأمن ومعركة الانتقام من المرحوم فاروق كدودة .


كل مسرحيات الحوار والانتخابات وانتصارات الجنجويد وعاصفة العدم وحفل التنصيب لم تجدي لتزيين صورة النظام فذهب يستخدم كل اليات الترهيب والتخويف والابتزاز لينتزع من أسرة المرحوم الدكتور فاروق كدودة شهادة براءة يعلقها في جيده جنبا الى جنب مع جماجم مئات الاف الضحايا الذين قتلهم ويقتلهم كل يوم.
شانه في ذلك شان الفرعون الذي يمشي في السوق عاريا فيفضحه طفل صغير يشير اليه بإصبع غض الإيهاب ولكنه كاف لتمزيق جدار الصمت المفروض بالحديد والنار والقوانين المكممة للأفواه.

تذكرت وانا اقرا بيان الأخت الصغرى ساندرا فاروق كدودة الذي تهافت جهاز الامن في تعميمه إجباريا على الصحف حتى بعد ان قامت وكالته سيئة الذكر بنشره توزيعه على نطاق واسع على طريقة ( لسنا وحدنا في الحان ... فهاهي ابنة المناضل الراحل تحتسي معنا الشراب)  تذكرت وجه والدها الصبوح وابتسامته البهية التي كانت تصدر من عمق استقامته على فكر وقضية آمن بها ونافح في سبيلها مؤمنا بها، حتى لاقى بها ربه.
وطاف بخلدي بيانات سلطة التمييز العنصري ودعايتها التي كانت تستهدف اغتيال شخصية المناضلة الجسورة ويني مانديلا التي ( حفظت الوداد زمنا صعب). تذكرت قصص فريق شباب مانديلا الذين اتخذت ويني من احدهم عشيقا بحسب دعاية النظام 
وتذكرت تحقيقات جرايم القتل والتعذيب التي كانت ويني مانديلا تمارسها ضد الشباب الذين يرفضون تنفيذ (مخططاتها القذرة) للنضال ضد سلطة الفصل العنصري.

هل كانت ويني مانديلا ملاكا مطلقا ؟ وهل عاشت حياة الرهبانية في محراب الهرم الذي أحبته بكل شغاف قلبها ومسام جلدها؟
قطعا فالإجابة لا 
فويني مانديلا بشر أناخ فوقها نظام الفصل العنصري كلكله في غياب موسسة الموتمر الوطني الأفريقي في المنافي ومعسكرات التدريب العسكري ولا يتصور من شخص مهما كانت مقدراته ومؤهلاته الذاتية ان يواجه نظاما مدعوما من كل موسسات الطمع العالمي المسمى نظام رأسمالي بحجة مساعدته على ابعاد شبح الافارقة الذي يغلفون (عنصريتهم ضد الابيض ) بشعارات النضال ضد الاستعمار والأفريقانية ، ويدثرون( شيوعيتهم) وعداءهم لحرية راس المال بشعارات العدالة الاجتماعية. 
هكذا كانت مادة الدعاية ضد النضال الأفريقي تتردد في جنبات موسسات التبشير المسيحي التي كانت تقف بصرامة شديدة خلف حملات المرتزقة البيض الذين انتشروا من جنوب افريقيا شمالا في كل مواقع التنقيب عن الماس والمعادن النادرة.

هل التزمت ويني مانديلا باستخدام وسائل شريفة في نضالها ضد النظام العنصري الذي كان يحبس زوجها وينتهك حقوق شعبها؟
الاجابة قطعا لا.
وهل كان النظام العنصري يعرف اي معايير لشرف النضال ؟
بل هل كان يعرف اي معايير للحياة الحرة الكريمة ؟
وهل توقفت آلة دعايته ومحاولاته اغتيال شخصية ويني مانديلا حتى بعد اضطراره الى مصالحة زوجها واطلاق سراحه؟! 
كلا 
وهل سلمت ويني مانديلا تماماً ؟ 
كلا 
فكما هو معلوم فقد اصر النظام العنصري على الا يهوي وحيدا فانشب مخالبه في جسد ويني مانديلا وجعل يجرها معه نحو الهاوية وبالكاد أفلحت في الصمود فوق الحافة.
خسرت ثقة زوجها وقلبه ولكن ويني مانديلا ظلت رقما ورمزا في أوساط شباب حزب الموتمر الوطني الأفريقي الذين وجدوا في أنفسهم مساحة واسعة لويني مانديلا تحتلها بكل كاريزميتها وضعفها وإنسانيتها يختلفون حول جيكوب زوما وأمبيكي وسيريل رامافوزا ولكن ويني ظلت تستحوذ على الإعجاب والاحترام المستحق للمرأة التي ظلت داخل البلاد تحمل قضية زوجها عالية تكافح عنها النسيان والتجاهل.
ما من نضال بلا ثمن. 
وما من شخص فوق الأخطاء.
والانظمة الديكتاتورية تحارب الأفعال السليمة للأشخاص العاقلين الذين يتصدون لها وتتسقط أخطاءهم وتضخمها تحت مجهر آلتها الإعلامية لتحقيق هدفين أساسين 
أولهما تحطيم واغتيال شخصيات المناضلين 
وثانيهما بصورة غير مباشرة هي تحاول الانتساب الى هولاء الأشخاص الذين يلتف حولهم الاخرين الذين ينفرون منها.

لو لم يكن لساندرا من عاصم غير انتسابها لرجل أفنى حياته مستقيما على فكرته لكفاها ذلك عاصما. 
ان مافعله جهاز الامن من خلال استخلاصه بيان اعتذار من أسرة المرحوم د فاروق كدودة. وطريقته في نشر البيان، تتماهى مع مناهج الأنظمة الشمولية التي تعلل ممارساتها من خلال تعويم معايير الاستقامة لتقول للناس لا يوجد شرفاء، وهو منهج ليس جديد حتى بالنسبة للنظام نفسه فقد ظللنا نسمع عن لغة ( اي راجل ود مرة عندو تمن) و ( قروش البترول اشترينا بيها الزيكم).
ان استهداف الجهاز ليس لساندرا كما قد يتبادر للبعض، ولكنه يستهدف ركايز مجتمع الاستقامة في شخص اسرتها وينتقم من والدها الدكتور فاروق كدودة الذي مد لسانه لشعارات (اي راجل ود مرة عندو تمن)، ومشى فوق مساقات استقامة بعيدة عن منال جهاز الامن وان تمكن من جسده ولكنه لم يتمكن من عزيمته وايمانه بقضيته.

صديق محمد عثمان 

siddig93@hotmail.com

النيلين

زيادة الاستثمار في الطفولة المبكرة ضروري للتنمية والاندماج في العالم العربي


في الوقت الذي قد يعتقد البعض أن الإنفاق على إلحاق أطفالهم بمدارس رياض الأطفال ورعاية الطفولة هو آخر شيء يريد أي شخص أن يهتم به في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الآن، فإن البيانات الجديدة تشير إلى أن ذلك يجب أن يحظى في الواقع بالأولوية. وتظهر الدراسات أن ما يحدث للأطفال في السنوات الأولى من حياتهم- جسمانيا ونفسيا وعاطفيا- يشكل مصيرهم مدى الحياة. فهي تؤثر على مدى اجتهادهم في المدارس ثم مواصلتهم ذلك إلى العثور على وظائف، وتحقيق مستوى من العيش الكريم، ومن ثم تربية أطفالهم (اجتماعيا واقتصاديا). ويؤتي الاستثمار في الطفولة المبكرة ثمارا هائلة، ليس فقط بالنسبة للأفراد، بل للمجتمعات بأسرها. ويأتي الإخفاق في تنمية الطفولة المبكرة بنتائج عكسية، ويؤدي إلى توارث الفقر عبر الأجيال.

33 مليون جائع في الشرق الأدنى وشمال أفريقيا



أكد تقرير منظمة الأغذية والزراعة بالأمم المتحدة (الفاو) لمنطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا، والخاص بالأهداف الإنمائية للألفية لخفض معدلات الجوع إلى النصف، أن 15 دولة من أصل 19 استطاعت تحقيق الهدف، لكن الأزمات التي تعاني منها بعض الدول الأخرى أدت لارتفاع معدلات نقص التغذية فيها.
وخلال المؤتمر الصحافي الذي عقد اليوم (الأربعاء) بالمقر الإقليمي للمنظمة في القاهرة، وحضرته «الشرق الأوسط»، قال المدير العام المساعد والممثل الإقليمي لمنطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا، عبد السلام ولد أحمد، إن الأزمات والنزاعات والحروب جعلت الإقليم هو الوحيد بين أقاليم المنظمة الذي شهد ارتفاعا ملحوظا في انعدام التغذية ونسبة من يعانون منها خلال الربع قرن الماضي.
وأشار ولد أحمد إلى أن 70 في المائة ممن يعانون مشكلات بالأمن الغذائي بالإقليم يعيشون في سوريا، واليمن، والعراق، وغزة والضفة الغربية، لافتا إلى أن تحديات إقليم الشرق الأدنى وشمال أفريقيا هي تقليص الفجوة بين الإنتاج الزراعي والاستهلاك، والمرشح للزيادة في المستقبل.
وذكر التقرير أن عدد الأشخاص الذين يعانون من نقص التغذية بالإقليم ارتفع إلى 33 مليون نسمة في الوقت الراهن، كما ارتفع معدل انتشار نقص التغذية من 6.6 في المائة إلى 7.5 في المائة.
وشددت «الفاو» على ضرورة تجديد الالتزام السياسي والجهود الإقليمية المشتركة لمعالجة نقص التغذية نظرا لأن أعداد من يعانون نقص التغذية لا تزال «مرتفعة بشكل غير مقبول».
يذكر أن إقليم الشرق الأدنى وشمال أفريقيا التابع لمنظمة الأغذية والزراعة بالأمم المتحدة يضم 19 دولة، هي الجزائر، البحرين، مصر، إيران، العراق، الأردن، الكويت، لبنان، ليبيا، موريتانيا، المغرب، عمان، قطر، المملكة العربية السعودية، السودان، سوريا، تونس، الإمارات العربية المتحدة، اليمن.

الشرق الأوسط