صدر بيان منسوب الى الناشطة ساندرا فاروق كدودة ، أمس الثلاثاء ، تنفى فيه اختطافها أو التحقيق معها أو تعذيبها بواسطة عناصر جهاز الأمن ، وانها (اختفت) فى الفترة من 12 – 15 أبريل لأسباب (خاصة) ثم عادت الى أسرتها بمحض اختيارها .
ووزعت البيان وكالة س ام سى smc التابعة لجهاز الأمن ، كما أعلن البيان من مؤتمر صحفى (سرى) نسق له جهاز الأمن بمنزل الأسرة وحضره عدد محدود من الصحفيين .
وأكدت مصادر موثوقة لـ(حريات) ان ساندرا فاروق كدودة كانت معتقلة لدى الأجهزة الامنية لنظام المؤتمر الوطنى حتى الخامسة مساء يوم الثلاثاء قبل ساعة واحدة من المؤتمر الصحفى المزعوم .
وقال المحلل السياسي لـ(حريات) ان ملابسات اصدار البيان وعقد المؤتمر الصحفى تؤكد بان ساندرا تتصرف وهى تحت اكراه من جهاز الأمن ، وأضاف ان جهاز الأمن خطط لكل ما حدث فى يوم تنصيب النصاب باعتباره (انتصاراً) حين عزت الانتصارات الاخرى مثل الصلاة فى كاودا ، وهو (انتصار) أجهزة بكامل عديدها وتدابيرها واحابيلها فى مواجهة سيدة مستضعفة وعزلاء ! (انتصار) جدير بالمشوهين والمنحرفين المستأسدين على الابرياء والعزل .
وأضاف انه على عكس ما توقع جهاز الأمن بان يعزل بيان الاكراه ساندرا فان الاتجاه الغالب للمتداخلين فى مواقع التواصل الاجتماعى من القوى الديمقراطية ظل على موقفه من التضامن معها ، وذلك لان أى ديمقراطى ، بل أى انسان ذى وجدان سليم ، يعرف على من يلقى اللوم فى مثل هذه الحالات – على الجلادين أو الضحايا كساندرا .
وقال ان المناضلين والمناضلات من أجل الحرية مطالبون بالصمود والصبر فى مواجهة التعذيب ، ولكن كل مبدأ عام يتجسد بحسب الواقع الملموس ، فالتعذيب يختلف فى شدته ووثائره كما ان احتمال الأشخاص يختلف بحسب قابلياتهم ، ونحن على يقين بان ساندرا مناضلة شجاعة ، ولم تكن لتقبل بما حدث الا تحت ضغط اكراه شديد ، ولذا فانها ستظل موضع تقديرنا ومعزتنا وتضامننا .
وأضاف ان أجهزة الأمن المنتشية بانتصارها الصغير على امرأة عزلاء لابد ان تعرف بان لكل فعل رد فعل ، واذ باتوا يؤسسون لخروجهم المعتاد عن تقاليد سماحة السودانيين فعليهم ان ينتظروا ردود الفعل ، ليس ردود الفعل النهائية بمحاكمة كل من ارتكب التعذيب بعد سقوط النظام الحتمى ، وحسب ، وانما كذلك ردود الفعل الفردية وغير المحسوبة ، والتى تشير اليها تجارب البلدان الاخرى ، من رصد واستهداف مرتكبى التعذيب ، واذ بدأت نذر ذلك فى السودان بقذف رموز النظام بالأحذية ، فالأفضل للنظام وأجهزته الامنية ان يكفوا أياديهم الاثمة قبل ان يقذفوا بما هو أقوى وأوجع .
وختم قائلاً لساندرا ، لا تغتمى ولا تحزنى ، لا غرفة التعذيب باقية ولا زرد السلاسل ، ثم انهم زائلون كما كلام عابر ، وهذا ليس حديثاً مجانياً للتعزية الكاذبة وانما اتجاه التاريخ ، ونقول كما قال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم للصحابى الجليل عمار بن ياسر فى موقف شبيه : ان عادوا فعودى .
حريات