الخميس، 18 يونيو 2015

تشديد الرقابة على وزير الخارجية السوداني!




عادة ما يكون استقبال الرئيس العائد من خارج بلاده بباقة زهور يقدمها طفل وطفلة، تحيات وقبلات وموسيقى وطنية، وخلال استعراضه لمستقبليه يسأل الرئيس وزيرَه الأقرب وهو مبتسم «هل كل شيء على ما يرام»! دون انتظار جواب على سؤاله. 
أما الرئيس الديكتاتور، فهو في خوف دائم من مفاجأة، فيسأل رجل أسراره، إذا ما كان كل شيء على ما يرام، وينظر في عينيه ليستشف الحقيقة! فهو يقصد بسؤاله: «ألم تجر أي محاولة انقلاب في غيابي! وأنت ألم تحدثك نفسك الأمارة بالسوء على التآمر والغدر! ألم تلعب بذيلك؟ 
فيرد رجل أسراره بذلّة ومسكنة على الفور»البلاد مشتاقة لك يا سيادة الرئيس، البلد نوّرت بعودتك، الشعب خرج ليعبّر عن سعادته بالمظاهرات في معظم المدن والقرى.
ـ ولماذا معظمها وليس كلها؟
– بل كلها يا سيادة الرئيس، كن على ثقة أنها مظاهرات مَحبّة وتأييد وامتنان، هذا استفتاء شعبي عفوي، الشعب يحبك ويريدك، نحن لا نحتاج انتخابات مثل الآخرين، وأتحدى أي رئيس أو ملك في العالم أن يحظى بهذا الحب من شعبه.
إلا أن وزير خارجية السودان الشقيق، لم يدخل في هذا الحوار التقليدي، وقفز قفزة نوعية في التعبير عن حبه للرئيس، لم يتمالك نفسه وأجهش بالبكاء أمام عيون الكاميرات في مطار الخرطوم يوم الاثنين على خلفية هتافات «نحن معاهو الله رعاهو» و»بالروح بالدم نفديك يا بشير»، ليشكل الوزير الباكي بهذا نموذجا يُحتذى وملهِما لبقية الوزراء والموظفين في مختلف الدوائر، والذين سيحاولون اللحاق به بذرف دموع الفرح، كي لا يكون فضل لوزير على وزير، أو لموظف على موظف، في حب البشير، إلا بكمية الدموع التي يسكبها تأثرا، عسى أن تنفعه في يوم قمطرير. 
لا شك أن قصة نجاة الرئيس البشير من الاعتقال في جنوب أفريقيا ستبقى ساخنة في السودان الشقيق لفترة ستطول، وستثير نقاشات وذكريات وأشجانا كثيرة، وسيكتب أحد الصحافيين الذي رافق الرئيس القصة بالتفصيل الممل، على طريقة هيكل في كتاب سيُحقق انتشارا.
وبلا شك أن موقعة جوهانسبورغ ستشكل إيحاء لمواضيع الإنشاء لدى طلاب الابتدائية، وقد يقارنها الطلاب الأبرياء وهم خاشعون، بنجاة الرسول (ص) من الكفار، وسوف يفوز بجائزة تشجيعية موضوع إنشاء كتبه طالب في الصف الرابع الابتدائي تحت عنوان «جبن إبليس وشجاعة السيد الرئيس». وستشكل الحادثة موضوع نقاش لطلاب الحقوق وأساتذتهم في الجامعات والكليات، وتكون محفزا للبحث في القانون الدولي، وسوف تؤلّف كتب محورها إثبات ما هو ثابت، وهو عدم نزاهة أصحاب القرار في الساحة الدولية وكيلهم بمكاييل عدة. ولكن كل هذا كومة، وهواجس السيد الرئيس البشير نفسه كومة أخرى. 
بعد الحمّام سيتناول شيئا من الحلوى مهنئا ذاته بانتصاره بمغامرة السفر إلى جوهانسبورغ، يلقي برأسه على الوسادة ويهمس»خضتَ حروبا كثيرة يا عُمر ونجوت، وكدت تُعتقل هذه المرة، ولكن الله هو المنجي، وإلا كنت ستقضي بقية عمرك في سجون الغرب الحاقد علينا. 
ولكن الأهم يا ترى لو اعتقلت! كيف سيتدبر السودانيون المساكين أمورهم من دوني لا قدّر الله! على كل حال ما يقلقني هو بكاء إبراهيم الغندور! أنا غير مقتنع بدموعه! الغندور كان يريد أن يخفي شيئا ما، لن أقتنع أنه بكى تأثرا بعودتي سالما ونجاتي من الاعتقال! لا أصدق بوجود أناس طيبين لهذه الدرجة في السياسة! أنا نفسي مثّلت البكاء أمام الكاميرات في بعض المواقف مثل زيارة دار أيتام وكذلك أثناء لقاء بالمعاقين، على كل حال ما زلت مرهقا، يجب أن أمنح نفسي مسافة من الحدث لبضعة أيام كي أعيد تقييم الوضع من جديد. ولكن الآن وقبل أن أغفو، يجب تشديد الرقابة على الوزير، سآمر رئيس جهاز المخابرات أن يشدد الرقابة عليه، (طبعا هذا ليس رئيس جهاز المخابرات الذي يعرفه الجميع، بل رئيس المخابرات الخاص بالرئيس الذي يتجسس على رئيس المخابرات نفسه).. يجب أن أعرف ما الذي حرّك دموع الوزير بالفعل! لأنه لم يذرف دمعة من قبل! لم يذرفها حتى في مناسبات مثل انقسام السودان، ولا حين وصلت أخبار المجازر في دارفور! دموع الوزير مشبوهة، لا أظن أن دموعه بريئة، ربما بكى بالذات لأنه خسر فرصة التخلص مني، يبدو أنه كان يأمل باعتقالي، ربما بكى على فرصة عمره التي ضاعت!. 
ثم ماذا قصد صديقي جاكوب زوما رئيس جنوب أفريقيا بكلماته عن لون البشرة والكيل بمكيالين! هل قصد القول إنني بالفعل ارتكبت جرائم حرب ولكن لن يَسمح باعتقالي بسبب التمييز على أساس لون البشرة! وعلى من يُحسب واحد مثل بشار الفاتح ( يقصد فاتح البشرة) الذي زاره المبعوث الدولي (ميستورا) في قصره وشرب قهوته وتناول معه طعام الغداء وتحدثا عن «مساعي سلام»، ورجاه تخفيف البراميل! لكن بشار كعادته تجاهل القضية البرميلية واختتم اللقاء بالحديث عن ضرورة التعاون الدولي لمكافحة «الإرهاب»! علما أن رجالي لم يقتلوا أكثر من رجال بشار (الفاتح)، الحديث عندي عن عشرة آلاف رأس وليس أكثر، ولم يستخدم رجالي أسلحة محرمة دوليا مثل الغازات، كلها أسلحة قانونية، بينما عنده اقترب العدد من مئتين وخمسين ألف رأس، إضافة لسجونه المكتظة بالناس! هل لعبها بشار أفضل مني! هل كان علي اختلاق قصة مقاومتي للإرهاب كي يغضوا الطرف عن رجالي! وماذا مع الصهيوني، ابن أمريكا المدلل، ها هو أوباما بنفسه يدعوه إلى البيت الأبيض كي يوضح له أن الاتفاق النووي مع إيران مصلحة إسرائيلية.. ونتنياهو سوف يبتز الأمريكان ليزيدوا له الدعم العسكري والمالي مقابل أن يمرر الاتفاق بدون مفاجآت ومشاكل، ورغم ما رآه العالم من أفعاله بالفلسطينيين من قتل مئات الأطفال والمدنيين، وتدمير عشرات آلاف البيوت، لا أحد يجرؤ على التفكير باعتقاله! على كل حال خسئوا، لن أذهب بعد اليوم إلى دولة عضو في محكمة الجنايات الدولية، ولكن أول ما يجب القيام به الآن، أن أوصي بالرقابة المشددة على الوزير الذي بكى، لست مقتنعا بدموع مجانية، حتى لو كانت دموع البروفيسور إبراهيم الغندور.

سهيل كيوان
القدس العربي

إلى متى (الصَمْتْ) على جرائم البشير وعُصْبَته ؟! .. بقلم: د. فيصل عوض حسن



يبدو واضحاً إصرار البشير وعُصبَتُه على استمرار (سَفْك) الدماء السودانية، في سبيل إشباع مَلَذَّاتهم وشهواتهم المالية والسُلطوية التي لا تنتهي، والتي في سبيلها أراقوا دماءً كثيرة في كل مناطق السودان، بإقرار البشير (نفسه) في إحدى لحظات (لا وعيه) واعتقد بعض البُسطاء أنَّه (ندم) و(عاد) لرُشده، أو على الأقل سيُوقف (حَمَّام) الدم الذي أراقه في السودان هو وعُصْبَتُه، ولكنه كالـ(مُعتاد) خيَّب كل أمل (خيرٍ) فيه وفي عُصْبَته. فقد شهدت منطقة الجريف شرق يوم الجُمعة المُوافق 12 يونيو 2015 مُظاهراتٍ عنيفة، عقب انتزاع بعض أراضي سُكَّان المنطقة، مما أسفر عن اغتيال أحد المُواطنين نتيجة لاستخدام الشرطة للقوة الـ(مُفرطة) ما بين غازٍ مسيلٍ للدموع إلى الرصاص الحي والمطاطي!

هؤلاء المغضوب عليهم ليسوا من كوكبٍ آخر، احتلُّوا جُزءاً من السودان بقوة السلاح، إنَّما هم مُواطنون سودانيون آمنين وُلِدوا ونشأوا بهذه المنطقة وعاشوا فيها منذ قبل الاستقلال، وبين ليلةٍ وضُحاها (تغوَّل) المُتأسلمون على أراضيهم ونزعوا جانباً كبيراً منها، ومنعوا بعضهم من مُمارسة أعمالهم (مصدر أرزاقهم)، دون أن يُقدموا لهم البدائل أو الحلول الموضوعية والعادلة، مع مُماطلات وتسويف معهود ومألوف منهم، لاستفزاز الأهالي حتَّى ينقضُّوا عليهم، وهو ما حدث فعلاً! حيث تدافع العشرات – رجالاً ونساء وأطفال – إلى الشوارع احتجاجاً على الأضرار التي لحقت بهم، فقابلتهم الشرطة مما أسفر عمَّا ذكرناه أعلاه، وثمَّة أقاويل بوجود أكثر من قتيل مع إصاباتٍ عديدة. وقبل هذه الأحداث، شهدت منطقتي الشجرة والحماداب أحداثاً (مُؤسفة)، ضاعت فيها أرواح عزيزة أيضاً، نتيجة لاستخدام القوة المُفرطة ضدهم، ليس إلا لأنهم احتجوا على انتزاع أراضيهم من قبل مُغامري المُتاسلمين! وساذجٌ وواهم من يعتقد بأنَّ هذه الأحداث لن تتكرَّر وستكون الأخيرة، فسيواصل البشير وعُصْبَتُه إجرامهم، بعدما أدمنوا القتل والنهب، ولن يتوقفوا وسيقتلعوا المزيد من الأراضي، سواء في الجريف شرق أو غيرها، وبالتالي تكرار هذه الأحداث لا سيما في ظل عدد من المُؤشرات والمُعطيات!

فقد (كَشَفَ) ما يُسمَّى بالجهاز القومي للاستثمار عن تعديلاتٍ جديدة في (قانون الأراضي) للـ(مُساعدة) في حل (إشكالات الأراضي الاستثمارية) التي يفتعلونها، وذلك عبر (لَجْنَة) مُكوَّنة مما يصفونها بوزارة الـ(عَدْلْ) والاستثمار والجهات المُختصَّة (لم يُحددوا هذه الجهات وما هي اختصاصاتها وعلاقتها)! وستُركز هذه (اللجنة) على (جمع) قوانين الأراضي في قانون (مُوحَّد) يُسهِّل (استثمار) الـ(أراضي)، و(مُراجعة) القوانين وتنظيم (الحيازة) و(مُمارسة) الـ(حقوق) المُتعلقة بها، وإيجاد حلول جذرية للـ(مُشكلات) التي تواجه (تعاملات) الـ(أراضي) والـ(مُستثمرين)! هذا الـ(التفاف) الإسلاموي واضح جداً أنَّه يستهدف (اقتلاع) المزيد من أراضي السودان، عقب (شَرْعَنَة) الأمر وتقنينه بتشريعات (مُفصَّلة) بالمقاس، دون أي واعز شرعي أو أخلاقي، وعلى النحو الذي فعلوه مع أهالي البراري والجريف غرب والفتيحاب وغيرها، والتي كانت أراضيهم مزارع (ترفد) الخرطوم وما جاورها بالخُضَر الـ(صحية) غير المُلوَّثة بالكيماويات، والألبانٍ والدواجن والبيض بأسعارٍ في مُتناول الجميع، فتم اقتلاعها بقوانين و(قرارات) خبيثة كهذه، وقاموا ببناء الفلل الرئاسية التي باعوها لاحقاً بأثمانٍ زهيدة، وتَقَاسَموا بقية الأراضي المنهوبة (المُتوارثة أباً عن جد) وبنوا فيها قصورهم (بأموال الشعب المنهوبة أيضاً)! وها هم الآن يسيرون في ذات الإطار، ولن يتوقَّفوا أو يرتدعوا حتَّى ولو قتلوا الشعب بأكمله! فهم مُغامرون بدءاً بكبيرهم البشير الذي أقرَّ بقتل المئات، بل الآلاف في دارفور، ومع هذا (يتبجَّح) و(يتباهى) بـ(هروبه) كالفأر من قبضة الـ(عدالة)، ويجد من يصفق له ويهتف ويحتشد لاستقباله استقبال الفاتحين، بينما هو عكس هذا ودونكم راهننا الأليم وأراضينا التي يتركوها للغير يحتلونها، بل ويقتلعون ما توارثه الناس عن أجدادهم!.

وكعادتهم منذ مجيئهم المشئوم، (يلتف) المُتأسلمون حول هدفهم ويبدأون بقياس الرأي مع بعض التمويهات والإلهاءات، ليبدو الأمر وكأنَّه (فضلٌ) منهم وليس حق مكفولٌ و(مُتوارَث)، يدعمهم في هذا إعلامٌ مأجور يبيع كل ما له علاقة بالقيم والمُثُل! ومن بين مُؤشرات اعتزامهم لـ(قتلاع) المزيد من الأراضي أيضاً، ما أعلنه وزير التخطيط العمراني بولاية الخرطوم أنَّ 50% من الأراضي ستكون لصالح الأهالي، وذلك خلال جولة قام بها لعددٍ من قُرى الريف الجنوبي لأم درمان، بهدفٍ (مُعْلَن) يتمثل في مُعالجة وتسوية النزاعات في بعض المناطق المُتداخلة بين تلك القرى، والإطمئنان على سير الخدمات ومشروعات التنمية والتخطيط القائمة فيها (بينما برميل الماء في الفتيحاب بثمانين جنيه)! بينما الهدف الـ(مُستَتَرْ) هو ابتلاع  بقية الـ50% من الأراضي، بحُجَّة بناء مدينة محورية شمال المطار الجديد تحتوي على 30 ألف وحدة سكنية اطلقوا عليها اسم (مدينة أفريقيا الإستثمارية)! وهي عادتهم التي لم ولن يغيروها أو يبدلوها، (لمَّة) و(جوغة) بهدف ظاهري هو خدمة العباد، وتضخيم الأمر عبر الآلة الإعلامية الرخيصة وبعض القوانين والتشريعات المُفصَّلة (كلٌ حسب الحالة)، دون الرجوع للجهة التشريعية للبلاد أو مُناقشة أو استفتاء! مع (هدف) آخر مُسْتَتَر يتمثل في ابتلاع حقوق الشعب! فإذا سارت الأمور كما يرسمون يُكملوا الجريمة، وإن (فَطِنَ) الناس للملعوب يُمارسون القتل والتنكيل بهم، دون عقابٍ أو مُحاسبة (كجبار، المناصير، أم دوم، الحماداب والشجرة والجريف شرق مُؤخَّراً والقائمة تطول)! فالقتل عندهم (قانوني)، وحثَّهم عليه  البشير نفسه، حينما (وجَّه) في تصريحٍ نشرته كل الصُحُف (وكتبنا عنه بوقتها)، بعدم (مُساءلة) أي شرطي أثناء (أداء واجبه) ناهيك عن مُحاسبته، وبعدها بيومين قتلوا امرأة داخل بيتها في الحماداب بحجَّة (أداء الواجب)!

أمَّا الاستثمار الذي يتخذونه (غطاء) لابتلاع أراضي الشعب ومُمتلكاته فهو (مُتعثر)، ولم يُحقق أي نجاحات مشهودة وملموسة، انعكست إيجاباً على اقتصاد البلد وتحسين دخلها القومي! فالاستثمار عندهم لا يتعدَّى بيع أراضي البلد للغير، دون دراسة لما يترتَّب على هذا الإجراء الكارثي وخطورته على مُستقبل السودان، سواء بقي الغريب فيها أو تركها عقب اصطدامه بأصحابها. وآخر صور خيبتهم، فضيحة (ملتقى أبوظبى للاستثمار)، وقبله مُلتقى الرياض بالسعودية، وهي فعاليات كان يصنعها (سمسار) المُتأسلمين السابق لينتهزها في سُؤال و(شَحْتَة) الغير أو التنازُل عن مُقدرات البلد وأهلها، وهو في الواقع (يُشوه) و(يُدمر) الاستثمار فى السودان  (حاضراً ومُستقبلاً)!

ظللتُ لفترة أتحاشى (عمداً) الحديث عن تمثيلياتهم التي يصنعونها لإلهاء العامَّة، وآخرها المسرحية العبثية ما بين جوهانسبيرج والخرطوم والتي هي في الواقع خيبة كبيرة وعارٌ ما بعده عار! كما أتحااشى الحديث عن سواءاتهم (غير المحدودة)، لأنها معروفة بالضرورة ولا حاجة للناس بحصرها وعرضها، وإنَّما اتَّجهتُ للتوعية بما يُخططون له والتحذير من (تبعاته)، و(طَرْح) ما يُمكن من حلول لمُجابتهم، ولعلَّ موضوع  التعديلات المُقترحة على قانون الأراضي (موضوع هذا المقال) أحدها، لاستهدافه (تقنين) اقتلاع أراضي العامَّة، وبالتالي اصطدامهم بالبشير وعُصْبَته، مما يعني (عملياً) مزيد من الدماء والضحايا.

المُحصِّلة أنَّ مناطقاً عديدة من السودان (مُعرَّضة) في القريب جداً لهجمات المُغامرين ولصوص الأراضي من المُتأسلمين بحجة الاستثمار، ويعملون الآن لتجهيز الغطاء القانوني اللازم لاستكمال النهب، حيث تقف قوانين الأراضي الحالية (حائلاً) دون بلوغهم هذا الهدف. والدعوة مُوجَّهة للقانونيين والكُتَّاب الشرفاء لمُجابهة هذه الكارثة الإسلاموية القادمة (كلٌ في مجاله). والدعوة نوجهها لأفراد الشرطة لا سيما المُستويات الوسيطة والدنيا، لا تقتلوا أهاليكم ولا تغُرنَّكم دعوة البشير ومن معه، فقد استحقروكم بسحب مهامكم الأصيلة وجعلكم تحت سطوة المُجرمين وقاطعي الطريق المُسمُّون الدعم السريع، وزرعوا الفتنة بينكم وبين المسحوقين من أفراد شعبكم، وانتم وهم ضحايا، وعلى أقلَّ الفروض إن لم تنصروا أهلكم لا تقتلوهم،  فالكأس دائرة وستُسألون عمَّا فعلتموه وستفعلوه يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون.

وثَمَّة كلمة لبقية أهل السودان، ها أنتم ترون بأنفسكم أنَّ الكل سواء كانوا مُتأسلمين بالداخل أو دولاً تَدَّعي صداقتها للسودان، يعملون لمصالحهم الخاصَّة، فلا تنتظروا حزباً ولا منقذاً (خارجياً)، ولا مجال أمامكم – بعد لطف الله – إلا بالاتحاد لمُواجهة هذه العصابة التي لا ترحم شيخاً ولا طفلاً ولا امرأةً أو رجل! ففي الاتحاد قوة، وينبغي أن (نتلاحم) حينما يستهدفون منطقةً ما، وعدم الاكتفاء بموقف المُتفرجين، ونُصرَتهم بكل أنواع الـ(نُصْرَة) المُتاحة، فالخوف لا يُنجينا من بطشهم، إذ أنَّ أياديهم طالت النساء في بيوتهن دون رقيبٍ أو حسيب! وأضحى الأراذل (سادة) ويتحدثون باسم السودان الذي كان حراً، ويتلاعبون بالأرواح يُمنةً ويُسرى، فإلى متى الصمت على جرائم البشير وعُصْبَته؟!

awadf28@gmail.com

(شارع الحوادث) تفوز بالمركز الثالث عربيا لجائزة بادر للمبادرات الشبابية بالبحرين


خالد أبو أحمد:
فازت مبادرة (شارع الحوادث) السودانية بالمركز الثالث لجائزة بادر للمبادرات الشبابية بمملكة البحرين على مستوى الوطن العربي، والتي تأتي ضمن برامج (المنامة عاصمة الشباب العربي) أقيمت تحت رعاية سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية.

وكانت كل التوقعات تشير إلى حصول مباردة (شارع الحوادث) على المركز الأول عربيا لولا الوصول المتأخر لوفد المبادرة نسبة لتوقيت الطيران من وإلى البحرين، إذ لم يشهد الوفد تقديم اليوم الأول للعروض أمام المُحكمين، وجاءوا في اليوم الختامي لكن رغم ذلك قام وفد مبادرة (شارع الحوادث) بعرض مبادرتهم التي نالت الاعجاب والاستحسان من المسؤولين عن الجائزة لما لها من تأثير كبير على أرض الواقع.

تم اختيار عدة مبادرات في الوطن العربي من بينها شارع الحوادث بالسودان من قبل لجنة مختصة تستضيف الجائزة وفود المبادرات المرشحة لمدة ثلاثة ايام تقام فيها فعاليات عدة من اهمها التعريف بكل مبادرة واهدافها مما يفتح مجالات كبيرة للتعاون بين المبادرات المشاركة والمؤسسات الخيرية البحرينية والعربية، قدم وفد شارع الحوادث مشاركته التعريفية بالمبادرة فور وصوله مصحوبة بعرض فيديو عن مشروع الحلم (غرفة العناية المكثفة) وأنشطة المبادرة امام لجنة التحكيم وقد احتلت مبادرة شارع الحوادث المركز الثالث لجائزة (بادر) والتي شاركت فيها تسعة مبادرات ..

ومن جانبها احتفلت الجالية السودانية بهذا الفوز وعبر أفرادها بسعادتهم وفرحتهم الغامرة أولا بلقاء هؤلاء الشباب الذين ضربوا أروع الأمثال في العمل الوطني،  ثم بالفوز المستحق بهذه الجائزة على مستوى العالم العربي، وتم الاعلان منذ أمس في أوساط الجالية بأن احتفالا كبيرا سيقام مساء اليوم الخميس بالنادي السوداني احتفاء بشباب (شارع الحوادث).

وقال الناشط الاجتماعي المنسق العام لهذه الفعالية الاستاذ محمد زكي بأن الجميع اليوم على موعد بالنادي السوداني لتحية هؤلاء الشباب الخيرين للتعبير عن سعادتهم بالأعمال الجليلة التي قاموا بها لمساعدة المرضى والمحتاجين من أهلنا في السودان، وللتعبير أيضا عن الوقوف معهم في هذا العمل الخيري والانساني.

هل ماحدث في جوهانسبيرج فقاقيع اعلاميه أم الامر غير ذلك؟

قمة جوهانسبيرج

د. محمد مراد

بناء على قرار صادرمن المحكمة القضائيه العليا في بريتوريا تم احتجاز البشير في مطار جوهانسبيرج ومنعه من السفر خارجها, المحكمة طلبت من السلطات ان تقوم بالاجراءات اللازمة لتنفيذ القرار, بدلا من ذلك خرج الرئيس جاكوب زوما معلنا ان البشير قدم الى بلاده ضيفا للمشاركة في قمة الاتحاد الافريقي والمحكمة العليا في بريتوريا تمثل السلطة القضائيه العليا في البلاد وارتكزت فيما توصلت اليه على القرار الصادر من المحكمة الجنائيه الدوليه في العام 2009 يقضي بتوقيف الرئيس عمر البشير والعمل على تسليمه للمحكمة لكي ينظر في التهم الموجهه اليه والمتصله بالجرائم التي ارتكبها في دارفور وهي ارتكاب جرائم ضد الانسانيه والابادة الجماعيه, بناء عليه ونسبة لتوقيع جنوب افريقيا في اتفاقية روما وموقعه في نظامها واصبحت ملزمة بتنفيذها والعمل على توقيف البشير وتسليمه المحكمة الجنائيه.

الجانب الاخر المهم هو ان المحكمة الجنائيه ببريتوريا, كونت بقرار من مجلس الامن وهو الذي حول التهم الموجهه الى الرئيس البشير الى المحكمة الجنائيه ومما تقدم ذكره ان الحكومة في جنوب افريقيا نفذت القرار الذي اتخذته الدول الافريقيه في آخر مؤتمر للاتحاد المنعقد في اديس ابابا الذي قرر بمقاطعة المحكمة الجنائيه الدوليه وعدم الاعتراف بها لانها اصبحت تستهدف الرؤساء الافارقه وتعاديهم.

معلوم ان الرئيس الكيني كنياتا قد انصاع لدعوة المحكمة له ومثل امامها ودافع عن التهم الموجهه اليه واخلي سبيله ورجع لبلاده حرا لاجنح عليه, تلك المبادرة لم ترضي الرؤساء لانهم تعودوا على ارتكاب افظع الجرائم في حق شعوبهم دونما حسيب او رقيب ودون ان تجد من يردعهم ويحاسبهم.

الرئيس موغابي الرئيس الحالي لدورة الاتحاد الافريقي عنف وهو وكنياتا اثناء القمه الاخيرة للاتحاد قائلا له ان والدك جومو كنياتا كان مناضلا قويا ضد الاستعمار وانت تذهب الى محكمتهم وتقف امامها للدفاع عن نفسك, ماتجدر الاشارة اليه ان تامبو أمبيكي الرئيس لجنوب افريقيا كان والده احد المناضلين الافذاذ في المؤتمر الافريقي ولكن للاسف الشديد فان ثامو امبيكي قد وضع نفسه وسمعته وامكانياته لمصلحة الرؤساء الذين ظلموا وافقروا شعوبهم وشعوب القارة الافريقية والتي وصفها الشيوعي البريطاني جاك قوديس في كتابه الصادر عام 1960 استقلال معظم بلدان افريقيا بصحوة الاسد والامل كان كبيرا ان تنهض افريقيا من كبوتها وتتوحد وتتطور وتساهم شعوبها مع بقية شعوب العالم في السلام والامن والتطور السياسي والاقتصادي لكن قوة الاستبداد والفساد لدى حكامها قلب النوايا الحسنه والتطلعات الى بناء مستقبل زاهر, انني اتعجب واستغرب للموقف الذي اتخذه جاكوب زوما وحكومته بالقرار الذي اتخذاه المحكمة العليا في بريتوريا بخصوص الرئيس البشير , فزوما والبعض من افراد حكومته تحوم حولهم شبهات الفساد والاتهامات الماليه واستغلال المناصب لخدمة اغراضهم الشخصيه, اقدموا على مصادرة الحريات واصدار الاوامر لتفريق مظاهرات الاحتجاج واطلاق الرصاص على عمال المناجم الذين وصل عدد القتلى منهم الى 34 قتيلا في احدى المظاهرات, وهم يعلمون ان البشير قادم واعطوه الضمانات للمشاركة والعودة الى الخرطوم.
وسائل الاعلام والاتصالات العالميه ووكالات الانباء تابعت بدقه وشفافيه مشهد دخول البشير وحتى وصوله الى مطار الخرطوم , في هذا السياق لابد من ارسال تحيه وتقدير لاسهام الاعلاميين السودانيين خاصة في مجال قنوات التواصل الالكتروني الذين مدوا المتابعين للاخبار والمعلومات دونما انقطاع حتى ساعات الليل المتأخرة, بناء عليه اصبحت الحقيقه واضحه وانقطع حبل الكذب والنفاق في يد السيد وزير الخارجيه غندور والذي عقد مؤتمرا صحافيا في المطار مباشرة بعد وصول طائرة الرئيس, حيث لخص غندور كل المشهد الدرامي الذي تعرض له البشير بأنه عباره عن فقاقيع اعلاميه والذين روجوا لها قبل حضور البشير بعشرة ايام, ذكر ان البشير تم الترحيب به من قبل الرؤساء المشاركين في القمة, وقد انجز المهمة التي اتى من اجلها بجدارة ووصفه بنجم افريقيا وان الخرطوم ظلت صامته طيلة الفترة الزمنيه الحرجه التي قضاها وفد السودان في جوهانسبيرج وسعى اعلام السلطة مباشر البث بصورة عاديه كأن شيئا لم يحدث.

ساكنو القصر الجمهوري لم يسمع لهم حديث وقادت المؤتمر الوطني وجماهيرهم المزعومة غابت عن المشهد ولم تكن في استقبال الرئيس والوفد المرافق له سوى اعداد قليله للغاية مقارنه بالجماهير التي يتم حشدها في مثل تلك المناسبات. المسئول الوحيد الذي لفت ظهوره في التلفاز هو وزير الدفاع السابق عبدالرحيم محمد حسين والي الخرطوم حاليا, ظهر وهو يباشر عمله الجديد ليتفقد العمل في حفر الخيران استعدادا للخريف ثم محطات الصرف الصحي ومستودعات القمامه والاوساخ هكذا يجازي البشير الايادي المجرمة التي نفذت سياساته التي أدت لاشعال الحرب والابادة وقمعهم في ديارهم بل واغتصابهم رجالا ونساء.
وفي ختام المؤتمر اكد غندور ان الرئيس سيواصل في تحركاته الخارجيه سعيا لتنفيذ المهام الموكله اليه , وان الدول التي تعادي السودان ستواجه موقفا حازما من قبل الحكومة.

مما لاشك فيه ان الضربه التي وجهت للبشير نتيجة مشاركته في القمة الاخيرة سيكون لها تداعيات على الحزب الحاكم والحكومة وعلى شخص الرئيس الذي هلل وكبر ورقص طربا بمناسبة فوزة, ومما لاريب فيه ان رد المحكمة الجنائيه الدوليه على تعنت البشير واصراره في السير في طريق الرفض وعدم الاستجابة لقرارها والاذعان لها سيكون هذه المرة قاسيا, ثانيا التداعيات المؤلمه ستكون احكام طوق العوله على النظام ورصده في اطاره الخارج على الشرعيه الدوليه ومنظومة الامن التي تمثلها الامم المتحدة وسيترتب على ذلك عقوبات دبلوماسيه واقتصاديه لايستطيع الوضع الهش تحملها في السودان الان. ولايغيب على البال ان النظام صب جام غضبه على المعارضه الشعبيه وقياداتها التي تناضل في سبيل اسقاطه ويرفع من وتيرة سياسة الارض المحروقه ويمضي في الاعتقالات والبطش والتنكيل والقتل ومحاربة الناس في عيشهم ورزقهم, بناء عليه لابد من ان تراجع قوى المعارضة وضعها وتقف وقفه جادة وحازمة في اتجاه مايعد لها من مخططات شريرة وتجديد خطابها وتحدد اولوياتها في حدود امكانياتها استعدادا لجولة قادمة والتي نأمل ان تكون الاخيرة مع النظام الغاشم والمتفلت المرتبك.
محمد مراد
براغ 17 يونيو2015

مؤشر أسعار صرف العملات الأجنبية في ( السوق الموازي ، السوق الأسود ) مقابل الجنيه السوداني بالخرطوم يوم الاربعاء 17 يونيو 2015م



الدولار الأمريكي : 9.50جنيه
الريال السعودي : 2.50جنيه
اليورو : 10.64جنيه
الدرهم الإماراتي : 2.55جنيه
الريال القطري : 2.56 جنيه
الجنيه الإسترليني : 14.91جنيه
الجنيه المصري : 1.23جنيه
الدينار الكويتي : 33.92جنيه
الدينار الليبي : 7.30جنيه

تعرض فنان شهير وفرقته لحادث اختطاف ونهب مسلح بحلفا


تعرض فنان مشهور بحلفا الجديدة وطاقمه لحادث اختطاف ونهب مسلح من قبل مجهولين ، حيث أطلق المتهمون النار عليهم مما أدى لإصابة عازف بالرصاص في قدمه وتم نهب العربة التي كانوا على متنها بكامل معداتها ، وأطلق سراحهم في الصحراء ليسيروا نحو (7) ساعات متواصلة إلى أن وصلو المدينة .
وعلمت المصادر أن الفنان وعازفه المصاب واثنين من فنيي الساوند وسائق العربة البوكس تحركوا من مدينة حلفا الجديدة قاصدين قرية ريرة بمحلية نهر عطبرة بغرض إحياء حفل هناك وعقب إنتهاء الحفل طلب منهم شخص إحياء حفل بالقرية السادسة التابعة لمحلية البطانة بولاية القضارف فوافقوا وعلى الفور قام ذلك الشخص بإرسال رصيد للفنان بمبلغ (300) جنيه كعربون على أن يعطيهم باقي المبلغ عقب إحيائهم للحفل ، ووصف لهم الطريق ليسير الفنان وطاقمه بعربتهم البوكس قاصدين القرية السادسة لإحياء الحفل وأثناء سيرهم بالطريق وقرب خور ” ضكر ” اعترضت طريقهم عربة لتوقفهم وهبط منها (5) أشخاص بينهم الشخص الذي حول لهم المبلغ وكانوا جميعهم يحملون بنادق كلاشنكوف وانزلوهم من السيارة وأطلقوا النار عليهم مما أدى لإصابة العازف وبعدها قاموا بنهب العربة البوكس واقتادوها معهم وعلى متنها الأورغن والساوند ومولد كهربائي .
صحيفة السوداني

جهاز الأمن يصادر عدد اليوم الخميس من صحيفة الجريدة


صادر جهاز الأمن والمخابرات الوطني فجر اليوم الخميس غرة رمضان الموافق ١٨ يونيو ٢٠١٥م عدد صحيفة الجريدة بعد الطباعة دون أن يبدي أي أسباب في لحظة المصادرة أو حتى القيام بقراءة الصحيفة.
صحيفة الجريدة