الاثنين، 13 يوليو 2015

جنوبيون في سماء الخرطوم..مصل ضد النسيان


لا شيء يغري بالكتابة في هذا التوقيت.. سوى ألم يفوق الاحتمال، يعتصر القلب ببرودة تثير الارتجاف.. أو حزن لم يجد ترويجاً في سوق المشاعر الكاسدة.. وربما ينتظره الحساب، فالحق الإنساني في الألم مصادر حتى إشعار آخر بدعوى شرعية مجددة.
وبرغم أن الحزن يظل فعلاً متاحاً ومجانياً، فإن الحكومات لا تسمح به كونها لا تتحصل بموجبه على ضرائب بالرغم من توفيرها لكل مدخلاته سراً أو جهرا، لكنها تمنح بديلاً عنه للشعوب وتسمح فقط بالنسيان، باعتباره المؤهل لامتصاص الهزائم ربما لم يعد للبكاء جدوى، وللانتحاب حصيلة تشفع، في إعادة تغير مسار التاريخ.. فالمذنبون بلا وعي فرحون بما تبقى خالصاً للون بشرة ذات اتجاه واحد، والمشرعون بالخطيئة صامتون من هول الذنب أو لعلهم لا يشعرون.
بوليين اللير بيور:
أول جنوبي في أول تشكيل وزاري لأول حكومة وطنية في السودان يناير 1954م، عمل مدرساً في جنوب السودان، ثم ممثلاً للدائرة 90 بور بمديرية أعالي النيل في أول انتخابات برلمانية في السودان، عن حزب الأحرار الجنوبيين الذي انتمى له في نوفمبر 1953م ليتم اختياره وزيراً في أول تشكيل وزاري لأول حكومة وطنية بالبلاد.
دال داي:
ثاني وزير جنوبي في أول حكومة وطنية في البلاد في يناير 1954م.. أصبح نائباً برلمانياً في أول مجلس نواب سوداني نتج عن أول انتخابات برلمانية في السودان في نوفمبر 1953م عن دائرة وسط النوير غرب الدائرة رقم 87.. من أعضاء حزب الأحرار الجنوبيين. عيّن وزيراً في أول حكومة وطنية في البلاد في يناير 1954م.
سانتيو دينق تنق:
أول وزير بدون أعباء. ثالث جنوبي في أول حكومة وطنية 1954م من مواليد 1922م بقرية مكوانيكير، ينتمي لقبيلة الدينكا، تلقى تعليمه الأولي بمدرسة كواجوك الأولية، ثم إرسالية إباء فيرونا حتى عام 1935م، وبعد عام 1941م انتقل الى كلية التدريب الزراعي. تلقى فترة تدريب في البيطرية بملكال لفترة أربعة أشهر.. عيّن بعدها كخبير زراعي بمركز أويل ليرحل عنها إلى مركز التونج ليشرف على تجاري مصنعاً للحوم الجافة 1947م، ثم إلى مركز البحيرات 1948م. فضل السياسة على المهنة فاستقال ليترشح في الانتخابات البرلمانية الأولى عام 1953م، وفاز عن دائرته، ثم ترشح في الانتخابات البرلمانية الثانية وفاز بها أيضاً.. كان عضواً في مجلس يرول وساعد في قيام جميعه يرول التعاونية. في عام 1954م عُيّن وزيراً بدون أعباء، لينتقل الى وزارة المخازن والمهمات وزيراً لها في التعديل الوزاري الذي جرى في يناير 1955م، ثم للثروة الحيوانية في مارس 1955م. وأعيد تعيينه وزيراً للوزارة نفسها في عهد عبود وتحديداً منذ عام 1958م حتى نهاية أكتوبر 4196م.
بنجامين لوكي:
وزير الأشغال في يوليو 1956م ولد عام 1918م، وتقول سيرته إنه تلقى تعليمه الأولي بمدرسة الإرساليات التبشيرية في جوبا، ثم مدرسة لوجنت في لوكا، لينهي مرحلته الدراسية معلماً بمدرسة كاجو كاجي الأولية في 1938م، منتقلاً إلى كلية توكر التبشيرية بموكونو بيوغندا للتدريب على التدريس 1945م، ثم تلقى تدريباً في كلية منديري لتدريب المعلمين، ليعين ناظراً لمدرسة إرسالية الكنيسة الأولية في يايو ليكون أول سوداني ناظراً لها. ويعتبر أول رئيس لحزب الأحرار الجنوبيين، ليتم اختياره عضواً بمجلس المديرية الاستوائية 1948م، ثم للجمعية التشريعية في ذات العام، ألقى (الطبشورة) متقاعداً عن التدريس للاشتغال بالسياسة في 1953م، ليسافر ضمن وفد السودان من أعضاء الجمعية التشريعية لإنجلترا، مواصلاً نشاطه السياسي حتى أصبح نائب دائرة ياي رقم 62، ليعين في يوليو 1956م وزيراً للأشغال.
الفريد برجو كالدو:
وزير الثروة المعدنية شغل منصب وزير الثروة المعدنية في حكومة عبد الله بك خليل، وتقول سيرته إنه من مواليد مبيلي عام 1921م، تلقى تعليمه الأولي بمدرسة مبيلي الأولية والوسطى بمدرسة استاك التذكارية المتوسطة، ليغادرها ملتحقاً بخدمة مصلحة الزراعة والغابات في 1932م مشرفاً على مطاحن غلال مجموعة واو ومطاحن نيانكوك. ويبدو أنه فضّل العمل السياسي على مجاله الوظيفي، فاستقال من العمل بمصلحة الزراعة والغابات للعمل في السياسة، ليبرز فيها فكان عضو البرلمان عن دائرة غرب بحر الغزال رقم 36 في أول انتخابات برلمانية في السودان في نوفمبر 1953م. لينتخب بالبرلمان عضواً محايداً عضو بحزب الأحرار الجنوبيين وعضو لجنته وأمين ماله. حتى تم اختياره وزيراً للثروة المعدنية في حكومة عبدالله بك خليل في يوليو 1956م.
غردون أيوم:
وزير الثروة الحيوانية في حكومة عبدالله بك خليل ولد في عام 1916م، ينتمي لقبيلة الدينكا، تدرج في الدراسة من ملكال الأولية الى مدرسة لوكا المتوسطة، تقول سيرته الذاتية إنه عمل مترجماً وسكرتيراً خاصاً لجمعية الكنيسة الإرسالية، ثم عُيّن كاتباً مترجماً بمكتب مفتش تعليم ياي، لينتقل الى أعالي النيل مدرساً، فكاتباً بمركز بور، ثم برئاسة المديرية الاستوائية، وكاتباً لمفتش التعليم في عطار، وفي عام 1948م انضم لفريق العمل الذي باشر العمل بمكتب النشر بجوبا. ويبدو أن عدوى العمل السياسي انتقلت الى الرجل أو أن الأجواء فرضت عليه ذلك ليستقيل في 1953م من مصلحة المعارف للعمل بالسياسة. اختير وزيراً للثروة الحيوانية في حكومة عبدالله خليل.
فلمون مجوك.. فارق السياسة لأن الإمام المهدي استشهد
(منذ هذا اليوم سنفخر نحن السودانيون بأنفسنا لأننا على أبواب استقلالنا بعد فترة الحكم الذاتي.. منذ هذا اليوم سنحتاج إلى وحدة الفرص ووحدة العمل)، بهذه العبارات تحدث الرجل عام 1955م، يوم أجاز البرلمان قرار إجلاء القوات البريطانية. من مواليد مدينة يرزلري في شرق ولاية البحيرات عام 1915م، تقول سيرته الذاتية إنه تلقى تعليمه الأولي بمدرسة مليك الأولية ببور، وكان من أوائل خريجي المدرسة وتعد مليك المدرسة الأولى في الجنوب في ذلك الوقت. التحق بقوات الشرطة خلال العشرينيات وخدم في مختلف مدن بحر الغزال، ثم قدم استقالته منها عشية استقلال السودان وفاز بأول مقعد بالبرلمان الأول عن منطقة يرول 1955م. كان رئيس محكمة الاستئنافات الأهلية بمنطقة يرول والبحيرات وعضو محكمة الاستئنافات الأهلية والبحيرات وعضو محكمة الاستئنافات العليا لمدينة بحر الغزال قبيل تقسيم الجنوب. عُيّن أول وزير للنقل والمواصلات 1957م، عضو المجلس الاستشاري 1959م ليصبح عضو لمجلس السيادة 1965م ـ 1968م، في أحداث الجزيرة أبا إبان العهد المايوي 1970م.. ألقيّ القبض عليه بتهمة التعاون مع الإمام الهادي المهدي للإطاحة بثورة مايو، وأودع السجن حتى 1972م. ولعل المشهد يكتمل إذا علم أنه تخلى عن العمل السياسي بسبب استشهاد الإمام الهادي المهدي في الكرمك.
كلمنت امبورو.. الرجل المنقذ:
من مواليد عام 1921م تقول سيرته الذاتية إنه أكمل دراسته في عام 1951م، تخرج في كلية غردون مدرسة الإدارة، فكان مديراً لكسلا ومديراً لمديرية دارفور قبل تعيينه وزيراً للداخلية في أكتوبر 1964م، ثم عيّن وزيراً للصناعة في حكومة المحجوب في عام 1968م، تولى عدة مناصب قيادية وسياسية في عهد نميري. وعلى الرغم من دوره التاريخي وفضله الكبير في إنقاذ عدد من الشماليين الذين كانوا في مركز يرول عندما نشب التمرد في جنوب السودان في أغسطس 1955م، إلا أن عهده كوزير داخلية شهد أحداث 6 ديسمبر 1964م المشئومة في الخرطوم.
اروبيورايك:
شغل منصب وزير الأشغال بوزارة الصادق المهدي يوليو 1966م.. وتقول سيرته إنه من مواليد قرية باولو في عام 1935م.. تلقى تعليمه الأولي بمدرسة دوليب الأولية، ثم مدرسة عطار الوسطى بأعالي النيل 1949م، والثانوية بمدرسة رومبيك 1958م. تخرج من كلية الآداب جامعة الخرطوم عام 1962م. أوفد في بعثة إلى مدرسة الدراسات الشرقية في جامعة لندن وتخصص في الدراسات الإفريقية، استدعي ليحضر في جامعة الخرطوم ويساعد في شعبة اللغة العربية للدارسين الأجانب، التحق بمكتب شئون الطلبة في جامعة الخرطوم بوظيفة مساعد مشرف على شئون الطلبة حتى اختياره وزيراً في عهد حكومة الصادق المهدي عام 1966م.
أزبوني منديري:
وزير المواصلات في حكومة أكتوبر الانتقالية وتقول سيرته الذاتية إنه عمل مدرسا في مدارس الجنوب حتى أكتوبر 1964م، اختير وزيراً للمواصلات في حكومة أكتوبر الانتقالية، خلال عمله وزيراً للمواصلات في عهد حكومة أكتوبر تعدى على أحد العاملين بإدارة الهاتف في ذات يوم مما عجل بعمره في الوزارة، ليهاجر بعدها إلى شرق أفريقيا، لينضم الى العمل المسلح بالضد من النميري، اختفى من الأضواء تدريجياً حتى وفاته 1994م.
جيرفس ياكاوبانيو:
وزير الري في حكومة الصادق المهدي في يوليو 1966م. ولد عام 1922م وتقول سيرته إنه تلقى تعليمه بمدرسة امبيلي في مديرية بحر الغزال (المرحلة الأولية)، مدرسة بسرى بجوبا (المرحلة الوسطى والثانوية) مدرسة الإدارة ـ كلية الخرطوم الجامعية في 1950م وتخرّج في ديسمبر 1952م. الخبرات العلمية والعملية: تعين كاتباً بوزارة الداخلية في يناير 1934م. التحق بالسلك الإداري في يناير من 1952م في وظيفة نائب مأمور، متدرجاً في السلك الإداري إلى مأمور في 1954م وإلى مساعد مفتش في مارس 1955م وعمل بمركز أويل. ترقى إلى منصب مساعد مدير في 1957م، وعمل بمديرية بحر الغزال وطلبها حتى 1961م، حيث نقل منها إلى سنار، ثم عاد إلى مركز أكوبو في أعالي النيل. ترقى إلى نائب مدير عام 1963م. عين مساعد المحافظ مديرية الخرطوم. واختير وزيراً للري في وزارة الصادق المهدي في يوليو 1966م.
هلري باولو لوقالي:
وزير العمل في حكومة المحجوب 1968م تخرج من جامعة الخرطوم كلية الآداب، تقول سيرته إنه التحق بالعمل في وزارة المالية والاقتصاد عام 1957م، ثم رئيس قسم بدرجة مفتش بوزراة المالية، عين وزيراً للعمل في حكومة المحجوب عام 1968م.
اوليفر بتالي البينو:
وزير ضحية المخدرات شغل منصب وزير العمل والتأمينات الاجتماعية في حكومة الانتفاضة 1985م ولد بجوبا في عام 1935م، وتقول سيرته إنه تخرّج بجامعة الخرطوم حاصلاً على بكالوريوس آداب، خدم بالسلك الدبلوماسي وعمل مستشاراً بسفارة السودان في نيروبي، ليعيّن وزيراً للعمل والتأمينات الاجتماعية في التشكيل الوزاري للحكومة الانتقالية في 1985 ـ 1986م.. اتهم بتهريبه للمخدرات في رحلة رسمية في جدة ليطرد من الوزارة.
بيتر كوال جاتكوث:
وزير النقل والمواصلات في حكومة الانتفاضة 1985م من مواليد أكوبو بمديرية بحر الغزال في 1938م، نال بكالوريوس اقتصاد من جامعة الخرطوم عام 1964م، التحق بخدمة بنك السودان في 1964مـ 1965م، ثم مستشاراً للتخطيط الاقتصادي بوزارة شئون الجنوب، ثم مساعد المدير للمشروعات من يوليو إلى أكتوبر 1971م. عضو المكتب السياسي بالاتحاد الاشتراكي السوداني في أكتوبر1974م. تولى أعباء محافظ بحر الغزال من 1974م إلى 1978م. عمل في عدة مؤسسات سياسية وتشريعية بالبلاد، ليعيّن وزيراً للنقل والمواصلات في الحكومة الانتقالية أبريل 1985 ـ 1986م.
صموئيل ارو:
رئيساً اللجنة الاستشارية لاتفاقية أديس أبابا ـ مارس 1973م ولد عام 1921م برومبييك ببحر الغزال، تخرّج من كلية الشرطة في 1954م. كان رئيساً للجنة الاستشارية العامة لاتفاقية أديس أبابا في مارس 1973م، وعيّن وزيراً للإدارة في المجلس الانتقالي للإقليم الجنوبي، وفي 1982م أصبح نائب رئيس مجلس وحدة جنوب السودان برئاسة كلمنت امبورو. عيّن وزيراً للري ونائباً لرئيس الوزراء في التشكيل الوزاري للحكومة الانتقالية في أبريل 1985م إلى أبريل 1986م.
نيال دينق نيال:
لاعب الفريق القومي لكرة السلة. وزير الدفاع اسمه أبراهام وليم دينق نيال تلقى تعليمه بكلية كمبوني بالخرطوم الابتدائي والمتوسطة والثانوي، تخرج من جامعة الخرطوم كلية القانون، ويقال إنه كان لاعباً ماهراً في كرة السلة حتى أن الكلية كلها رشّحته ليكون كابتناً لفريقها، وكذلك تأهل للعب بالفريق القومي السوداني لكرة السلة. عمل نيال بديوان النائب العام مستشاراً قانونياً في الفترة ما بين 1982م وحتى نهاية عام 1983م. التحق نيال بصفوف الجيش الشعبي في صيف عام 1984م، وبعد الانشقاق في صفوف الحركة رشّحه قرنق لملء الفراغ الذي أحدثه خروج كبار مؤسسي الحركة، ولذلك وجد نيال دينق فرصته ليرتقي الى مجلس قيادة الحركة.
أبيل ألير:
القاضي الذي لا يحكم وهو غاضب ولد بجنوب السودان، تقول سيرته إنه تلقى تعليمه الابتدائي والمتوسط في مدارس الجنوب، ثم التحق بمدرسة رومبيك الثانوية، وبعدها انتقل إلى مدرسة وادي سيدنا الثانوية، يعد أبيل ألير الطالب الجنوبي الثاني الذي تخرّج في كلية الحقوق بجامعة الخرطوم بعد جوزيف قرنق، انتُخِب ابيل ألير عضوًا في البرلمان لسوداني عام 1968م. ولد في أوائل الثلاثينيات من القرن الماضي،. درس أبيل ألير أكواي الثانوية في رمبيك، وجلس للامتحان مرة ثانية بمدرسة وادي سيدنا الثانوية بينما اكتفى أغلب أبناء دفعته بتلك الشهادة المؤهلة للتوظيف الجيد حينها، ومن ثم التحق بكلية الخرطوم الجامعية مفضلاً القانون على الطب ليكون بذلك ثاني طالب جنوبي يدرس القانون بعد القيادي الشيوعي الراحل جوزيف قرنق، اختار أبيل القضاء واستفاد من تلك الفترة بتطوير نفسه، فنال دراسات عليا بجامعة لندن، وكذلك فقه القانون الدولي بالولايات المتحدة (ماجستير) بعدها عاد أبيل في العام 1964م ليواصل وظيفته بالهيئة القضائية في الأبيض ومدني.
عبد الله دينق نيال:
وزير للإرشاد والأوقاف في حكومة 1989م من مواليد منطقة بور، عمل أستاذاً بجامعة جوبا عام 1985م، كان أول وزير للإرشاد والأوقاف في حكومة الإنقاذ 1989م، وشغل كذلك منصب وزير السلام وإعادة التعمير، ثم عُيّن والياً لولاية النيل الأبيض عام 1994م، قبل الخلاف بين البشير والترابي عام 1999م وتكوين الأخير حزب المؤتمر الشعبي الذي يشغل نيال حالياً منصب نائب الأمين العام له.
بونا ملوال:
وزير الإعلام في 1969م ينتمي لقبيلة الدينكا، سياسي سوداني جنوبي.. وتولى منصب وزير الإعلام لفترة طويلة في عهد الرئيس السوداني جعفر النميري، وشغل منصب مستشار الرئيس عمر البشير قبيل الانفصال.
لام أكول:
وزير من الغابة (نقلاً) الى الخارجية من مواليد عام1950م بأعالي النيل، ينتمي إلى قبيلة الشلك، وحصل على الدكتوراه في الهندسة من جامعة لندن. عمل أكول أستاذاً في كلية الهندسة بجامعة الخرطوم. يعد من أبرز السياسيين السودانيين، انضم إلى الحركة الشعبية لتحرير السودان عام 1986م، وانشق عنها في 1990م، وقع لام أكول اتفاقاً مع الإنقاذ اتفاقية الخرطوم للسلام عام 1997م، ليعين بعدها وزيراً للنقل، بعد توقيع اتفاقية السلام كان أكول ضمن وزراء الحركة الشعبية في حقيبة الخارجية من سبتمبر 2005م ـ أكتوبر 2007م.
فرانسيس دينق:
سفير السودان بأمريكا 1972م ولد عام 1938م، ينتمي لقبيلة دينكا أنقوك، تقول سيرته الذاتية أنه تدرج في تعليمه حتى تخرج من جامعة الخرطوم . عُينَّ أستاذاً للقانون بجامعة الخرطوم لبعض الوقت، ثم عمل معلماً للأنثروبولوجيا بجامعة نيويورك عام 1969م وحتى عام 1970م، عمل ضابطاً بقسم حقوق الإنسان بالأمم المتحدة منذ 1967م وحتى 1972م، ثم بجامعة بيل باحثاً في القوانين والتحديث، أولى مهامه الوطنية تعيينه سفيراً للسودان بأمريكا عام 1972م عقب الحل السلمي لمشكلة جنوب السودان، ثم عُيّن وزيراً للدولة للشئون الخارجية 1975م. ليكون عضواً لعدد من الجمعيات الأكاديمية والثقافية. له العديد من المؤلفات، ونال جائزة دولية في الدراسات الإفريقية عن كتابه (التقاليد والتحديث) عام 1971م، كذلك منح الميدالية الفضية لبحوثه العلمية والأدبية. وأسماء أخرى كثيرة مرّت من هنا نفتقدها غض النظر عن العرق واللون، وغض النظر عمّا تضمره النوايا، فلسنا حكاماً للنوايا.. ولعله مكر التاريخ أو ربما رحمة من السماء تلك التي شملتهم ليتمكنوا من أن يكونوا.. ووداعاً منقو.
تقرير : عمرو شعبان- الوان

سراي السيد عبد الرحمن.. الإصرار على ضياع التاريخ


تقول فاطمة بنت الامام عبد الرحمن المهدي بأسى وحسرة “تمنيت لوكانت بيدي خيمة كبيرة لأغطي بها المنظر البشع والسيئ الذي صارت عليه سراي المهدي في قلب الخرطوم بعد ان كانت لسنوات طويلة بهجة لساكنيها والناظرين”، حيث ظلت مهجورة ونهبا للبلى والأيام لعقد من الزمان لم تستفد منها الدولة ولا أهلها على حد السواء.

وتقع سراي السيد عبد الرحمن أصغر أبناء الإمام محمد أحمد المهدي، في وسط مدينة الخرطوم بضاحية الخرطوم شرق مطلعة على أبراج وزارتي العدل والعمل ووكالة السودان للأنباء على شارع البرلمان من جهتها الشمالية. وتبلغ مساحتها الكلية 8 آلاف متر مربع وهي أكبر مساحة لمبني أو أرض منفردة في قلب الخرطوم التجاري والإداري.
وقد جعلها الرئيس الأسبق جعفر محمد نميري بعد أن صادرها في مارس العام 1971 وثورة 25 مايو في أوجها، داراً للوثائق القومية. وقد ظلت في بداية حكم ثورة الإنقاذ على حالها ذلك حتى تم تأسيس مبني خاص بوثائق السودان ونقلت إليه كل الوثائق الموجودة بالدار أو السراي في العام 2007.
ومنذ ذلك التاريخ وحتى اليوم هُجِرت الدار وخَربت ولم يستفيد منها أحد وتهدمت وبُليت في الكثير من أجزائها وصارت خرِبة. يسكنها المشردون واللصوص ويصنعون فيها الخمور البلدية وتمارس فيها كل انواع الرزائل ويزعجون ليل منطقة الخرطوم شرق الهادئ. وحكومة الخرطوم الاتحادية والولائية وبلديتها وزارة السياحة وحماية التراث تسمع وترى، وكأنما تقول الدار للجميع (عار عليكم).
وقد بدأت قصة الدار باكراً مع عودة المهدي الصغير إلى الخرطوم عقب زهاء العقدين من الزمان بعد أن تثلم وتقوض حكم الدولة المهدية بسبب من بطش وجبروت الإنجليز العام 1889م.



ويقول د. شريف التهامي أحد قادة الأنصاري ووزير الطاقة والنفط الأسبق: بعد أن هزمت قوات كتشنر اسره الأمام المهدى قوات الأنصار الذين التفو حولها في موقعة الشكابة بالنيل الأزرق وأبادوهم وجميع أولاده، ظل ابنه عبد الرحمن الذي كان صغيرا مستقرا بالشكابة ومتنقلا بين قرى المنطقة الواقعة بينها وودمدني.
ويستطرد في العام 1908 أدركت الإدارة البريطانية الأهمية السياسية للإمام عبد الرحمن المهدي، وعملت على إحضاره إلى الخرطوم. فجائها في ذلك العام ومكث أولاً في منطقة العباسية بأم درمان في بيت صغير تتراوح مساحته ما بين 200 و300 متر، حيث تولى تعليمه الديني الشيخ محمد البدوي في خلوته.
وفي العباسية نما اسمه ومكانته وفي ذات الوقت بدأت مدينة الخرطوم تأخذ مكانتها وأهميتها كمركز سياسي، كما بدأ الإنجليز يرتاحون لعبد الرحمن المهدي ويسمحون له بالحركة. فقرر أن يقيم في الخرطوم وأشترى لهذا الغرض أرضاً في منطقة الخرطوم مطلة على شارع الجمهورية الحالي وبدء ينشأ فيه سرايته.
ويوضح د. التهامي أن سراي المهدي لم تكن قطعة أرض واحدة بل مجموعة من القطع أشتراها من أغاريق حتى صارت مربعاً كاملاً مساحته حوالي 8 آلاف متر مربع.
ويقول: إن الإمام المهدي أنفق على تأسيس السراي وهندستها وتجميلها أمولاً طائلة وقد حرص أن تعكس الوجه المشرق والجميل للمهدية الذي حاول كل من الإنجليز والمصريين تشويهه، وعمل على أن تتسم بالعصرية والحداثة.
وبدأت سراي الخرطوم تتقاسم مع بيت العباسية في ام درمان النشاط السياسي والإقتصادي للإمام وأنصاره. لكنها سرعان ما صارت تستحوذ على جزء كبير من حياة السيد عبد الرحمن وتتحول لتكون مركزه الرئيسي لإدارة شئونه كلها والأجهزة التابعة له، فكانت تمور وتضج بالحركة والنشاط وصارت المحل الأساسي لاستقبال الضيوف الرسمين.



فكان يجري استقبال الوفود السياسية سواء خارجية أو داخلية فيها وصارت مكاناً لإقامة الولائم والدعوات الرسمية ومقراً يستقبل فيه السيد عبد الرحمن السياسين والمؤرخين والصحفين وغيرهم من الزوار. فيما كانت اللقاءات الجماهير تتم في العباسية وودنوباوي.
وما أن أطلت السنوات الأولى من الثلاثينات الماضية حتى كانت السراي أحد أهم المراكز والدور السياسية ليس في الخرطوم بل وفي السودان كله. حيث نشطت فيها فكرة استقلال السودان ، واشتهرت الشعارات التابعة لها مثل (السودان للسودانيين) و(لاشيع ولاطوائف ديننا الإسلام ووطننا السودان)، كل ذلك ضد تيار الوحدة مع مصر.
واتخذت في السراي أعظم القرارات السياسية وأخطرها أثرا على تاريخ السودان بصورة إجمالية مثل تأسيس وتطور حذب الأمة ذي النزعة الإستقلالية وعلاقة السودان مع مصر ومعركة استقلال السودان، وشهدت جدرانها الأنيقة وحدائقها الغناء الصراع القوي جداً بين الاستقلاليين والاتحاديين.

ويستجمع الشريف التهامي ذكرياته ويذكر” في مارس 1970 صادرت حكومة ثورة 25 مايو السراي ضمن مصادراتها لجميع أملاك دائرة المهدي في الخرطوم وام درمان والجزيرة أبا ولم تكن تملك صورة واضحة لكيفية التعامل مع السراي.
وعقب المصالحة الوطنية مع حزب الأمة قُرر ارجاع كل أملام دائرة المهدي لأصحابها وبالفعل تم ذلك في مطلع الثمانينات
ولكن النميري كان يعتقد أن السراي معلم مهم في تاريخ السياسة السودانية وان كل القرارت العظمي اتخذت فيها. وأن تحتفظ به الدولة دار للوثائق المركزية ويرى أن تحتفظ بها الدولة وتستمر تبعيتها كدار للوثائق المركزية للسودان بما فيها وثائق المهدية.
ويقول إنه كممثل لحزب الأمة ووزير في حكومته حاور النميري في هذه الملكية وأقنعه بشراء هذه الملكية وان يعوض أهلها التعويض المناسب في كل شبر أرض يؤول للحكومة. فوافق الورثة وصدر قرار جمهوري بذلك إلا أن الصادق المهدي رفض وكان رفضه مبنى على الشعور بالذات و”القرضمة” اي التعالي لم ينفذ القرار، وأفسد الأمر على الحكومة وعلى اهله.
ويقول: “لم يستطع الصادق كزعيم سياسي وكبير لأهله أن يفعل شيئاً حتى وصلت السراي لمرحلة الخراب وهاهم ورثتها قد وجد كل واحد منهم سمساراً وباعوها مترا مترا”.


ويتنهد قائلة “هي لاتستحق ذلك فهي أعظم مكان اتخذ فيه أئمة الأنصار من السيد عبد الرحمن وحتى الإمام الصديق المهدي كل قراراتهم السياسية المرتبطة بتأريخ السودان ولايعقل أن يذهب كل هذا التأريخ أدرج الرياح وعيب على الأنصار والسودانيين وورثة المهدي أن يباع بالمتر”.
ويقول الواجب “أن يبحث عن القرار الجمهوري الذي أتخذه النميرى وهو موجود وأن يعوض أهلها من أملاك الحكومة العديدة في منطقة الخرطوم شرق كما كان نميرى يخطط وليس الأمر ببعيد وحتى أولئك المشترين الجدد يمكن أن يتم تعويضهم وشراء قيمة ارضهم في السرايا. والحكومة تملك وتقدر على ذلك”.
فيما تقول فاطمة بنت الأمام إن والدها اشترى الأرض وقد كان عليها بيت صغير من سيدة إغريقية تملكها ولسنوات ظلت الدار تتوسع وتكبر حتى صارت السراي التي شهدها وعرفها السودانيون إبان ألقها وأبهتها ثم الذين يمرون بها متهدمة ذليلة اليوم.
وتبين أنها لم تسكنها هى أو أحد أخوانها فهي لم تكن سكناً عائلياً بل سكناً رسمياً لأئمة الأنصار والمهدية وضيوفهم ، ولكن كانت ترتادها بين الحين والحين مع إخوانها عندما كان يطلب الإمام رؤية أبنائه فيأتونها من أم درمان.
وتستدرك “لكننى شهدت فيها أحداثاً خطيرة ومهمة وكنا نسترق النظر من طابقها العلوى إلى ضيوف الإمام وصحبه وهم يجيئون ويروحون. ومنهم الرئيس اليوغسلافي جوزيف بروس تيتو والرئيس الهندي نهرو وغيرهم حيث كان السيد محمد أحمد المحجوب يتولى مهمة ترجمة أحاديثهم.



كما شهدت لقاء الإمام المهدي بالسيد على الميرغني زعيم طائفة الختمية فيما عرف تاريخيا (بلقاء السيدين). وكذلك خطبة الأمام المهدي في أنصاره عقب فوز الختمية والحزب الاتحادي الديمقراطي بالأغلبية في الانتخابات بعد استقلال السودان.
وتتذكر قائلة إنها لم ولن تنس قط قول والدها الإمام لأنصاره الذين أغضبهم هذا الفوز وكانوا يظنون أنهم الأولى وأهله “أنا ماغشيتكم أنا قلت ليكم السودان للسودانيين والاتحاديين أخوانا” وهذا ماحدث. ثم لقائه بالأزهري والعديد من اللقاءات بشخصيات أجنبيه بارزة وكذلك سودانية . وكنت أسمعه يردد كثيرا “لاشيع ولاطوائف ولا أحذاب ديننا الإسلام ووطنا السودان”، وكان أحد أهم شعارات الانصار. و شهدت فيها وفاة الامام في مارس 1959م.
وتقول بعد هذا التأريخ الحافل للسراي كنت أتمنى أن تتحول إلى مكان عام يخص ويملكها كل السودانيين كأن تتحول إلى متحف قومي يضم كل مقتنيات الإمام وأبنائه وأن يعود نفعها لخزينة البلد.
وتؤكد أنها سعت كثيراً لتحقيق هذا الغرض ولكنها لم تفلح حيث تم عقد العديد من اللقاءات مع بروفيسور إبراهيم أبو سليم الأمين العام لدار الوثائق قبل وفاته والذي كان يرى أيضاً أن تتحول إلى متحف وتكون حكراً لكل ممتلكات المهدية. ثم مع مسئولين في الحكومة بعد أخلاء الدارحيث تم تكوين لجنة من قبل الحكومة لكنها “نامت” ولم تفعل شيئاً.
وتتحسر قائلة: ” لم يحدث شئ من ذلك وقد تم تقسيم السراي متراً متراً لورثة الامام الشرعيين ونصيبي منها 700 متر وأنوي بيعها، وقد باع الكثير منهم أنصبتهم إذ أن سعر المتر الواحد في المنطقة ألف دولار أمريكي أي مايعادل 9,5 مليون جنيه سوداني.
ولكنها تستدرك “رغم كل ذلك أنا على استعداد للتعاون مع الدولة بخصوص عمومية الدار حتى تكون لكل السودانيين” وتقول أنها طلبت الآن مقابلة الرئيس عمر البشير بهذا الشأن وما زالت تنتظر. وتظن أن بقية الورثة وهم :الصادق الصديق المهدي – انعام عبد الرحمن المهدي – فاطمة عبد الرحمن المهدي – امينة عبد الرحمن المهدي – عبد الرحمن الصديق المهدي، على استعداد أيضا لاتخاذ ذات الموقف.


المدير العام للهيئة العامة للآثار والمتاحف د. عبد الرحمن علي ، يقول إن مبنى سراي السيد عبد الرحمن يعد أثرا يجب حمايته وفقا لقانون الآثار لسنة 1999 الذي يُعرف المبنى التاريخي والأثري بأنه” كل بناء أو جزء من بناء خلفته الحضارات والأجيال السابقة مما يرجع تأريخه إلى مائة عام”. كما يجوز هذا القانون للهيئة “أن تعتبر لأسباب فنية وتاريخية أي عقار أو منقول أثرا إذا كانت للدولة في حفظه وصيانته منفعة بصرف النظر عن تأريخه وتعتبر من الأثار أيضا الوثائق والمخطوطات”.
ويوضح أن المبني ليس مصنفعا ضمن المواقع الأثرية التابعة للهيئة وليس له رقم يحدده، وقد طلبت الهيئة مؤخرا من وزير السياحة أن يخاطب مجلس الوزراء ان يشتريه بعد أن بدأ هدمه. ويذكر ان القانون يجوز للدولة نزع ملكية أي موقع او مبنى تاريخي لا تملكه على أن تدفع تعويضا عادلا عن الخسائر الحقيقية التي تلحق بمالك الأرض او شاغلها. ويمكن ان يحول إلى متحف خاص بالمهدية والامام عبد الرحمن المهدي وتحفظ فيه كل المقتنيات المتعلقة بهما.

مديرة إدارة المستودعات والمكتبة بدار الوثائق عائشة عبد العظيم، التي عملت في السراي لحوالي الثلاثة وعشرين عاما موظفة في دار الوثائق المركزية، تصف السراي بأن لها اربع مداخل أو بوابات بيد إن الباب الرئيس لها هو الذي يفتح على شارع الجمهورية.
وإن المبنى الأساسي للسراي يرتفع جميعه عن الأرض بحوالي المترين، ويُصعد إليه بدرجات تؤدي أولاً إلى شرفات تحيط بمجمل البناء الذي يتوسطه بهو واسع ورحب به أبواب كبيرة في جهاته الأربع، غربه شرفة واسعة بطوله، وشرقه ست غرف أو مكاتب تؤدي بدورها إلى شرفات خارجية، وشماله غرفتين صغيرتين تنتهي بشرفات خارجية أيضا، ثم سلم ومصعد كهربائي يقود إلى طابقه الأعلى والوحيد، الذي يتكون من ثلاث غرف يتوسطها بهو متوسط الحجم وتؤدي إلى شرف كبيرة إلى الخارج. وكانت تحيط بكل ذلك حدائق واسعة ورحبة للاستقبال والترويح أيضاً.
وتوضح أن هناك عدد من المباني الخارجية الملحقة منها مسجد أو مصلى من جهة الغرب مع فرندا، وثلاث مكاتب ومخازن، وغرف من جهة الجنوب، ثم ما يشبه البيت الصغير مكون من صالون واسع وغرفة وبهو. وتضيف ان دار الوثائق القومية بنت بعض المكاتب من الناحية الجنوبية الغربية عندما كانت تشغل الدار.
عضو اللجنة العليا لترحيل دار الوثائق القومية بمجلس الوزراء محمد أزرق سعيد، يتذكر ويقول في نهاية إجراءات ترحيل دار الوثائق من سراي السيد عبد الرحمن إلى مبناها الجديد في العام 2006، أهتم المسئولون وتحديدا وزير الدولة بالمجلس أنذاك د. كمال عبد اللطيف بالوضع الذي يمكن أن تصير إليه السراي بعد الأخلاء وضرورة إيجاد استخدام آخر لها يتوافق مع مكانتها وقيمتها.
وكان مبعث الاهتمام القيمة أو الصورة الرمزية القومية سياسيا واقتصاديا لمالكها التي شكلت تاريخ السودان الحديث، وإعتبار أن السراي احتفظت لاحقا بالذاكرة الوثائقية لتاريخ السودان في حقب وعصور مختلفة لانها كانت دارا للوثائق القومية، لما يقرب من الربعين عاما، كما أن وثائق المهدية تشكل أكبروأهم مجموعة وثائقية في دار الوثائق، وكذلك التصميم المعماري الفريد للمبنى.
ويقول كلفتُ لتقديم مقترح لآل المهدي بتحويل المبنى إلى مؤسسة قومية مثل معهد لدراسات الدولة المهدية أو أي نشاط آخر يتفق عليه ملاك المبنى بالتشاور مع الحكومة مقابل تعويض مادي أو عيني لهم. أو يترك الأمر برمته لأسرة المهدي لتحديد استخداما يحفظ قيمته.


ويؤكد أنه قام بتسليم خطاب رسمي بهذا الشأن للسيد الصديق الصادق المهدي حفيد الأمام للتشاور مع العائلة وأخطار مجلس الوزراء بالاتفاق النهائي. ويضيف ان مهمته أنتهت بتسليم الخطاب ولكن “حسب علمي لم تسير الأمور كما خطط لها”.
ويجيب الحفيد الصغير الصديق الصادق المهدي قائلا: هناك مشكلتين أعترضتا التقدم أو تطوير الأقتراح الذي قدمه د. كمال عبد اللطيف الأولى هي كثرة الأشخاص الوارثين للدار الذين يبلغون خمسة عشر شخصا(15) بعضهم ليس من أسرة المهدي ولا يعنيهم في هذا الحال هذا العرض أو استخدام الدار للأغراض العامة.
والمشكلة الثانية تتعلق بطبيعة العرض أو الأقتراح الذي لم يتضمن أية تفاصيل أم معلومات محددة حول كيفية استغلال السراي والوسائل لتحقيقها، وكذلك عدم تحديد التعويض و اقتراح مبالغ بعينها أو مباني او عقارات أخرى مقابلها .
ويضيف أنهم قد أجتمعوا مع الجهة أو اللجنة الحكومية ولكن لم يخرج القاء بينهم بأي عرض يمكن أن يقبل التفاوض والنقاش حوله ولم تكن هناك جدية كاملة حوله، لذا أنتهي الأمر في حينها ولم يناقش او يعرض مرة أخرى من قبل اية جهة.
ويقول أيضا هناك أمر يجب ان يوضع في البال وهو إن الدار عمرها طويل وقد تعرضت مبانيها خلال الفترة السابقة إلى ضرر واذي كبيرين وتهدمت. ولا يدري ما إذا كان يمكن الحفاظ عليها أم لا؟.
و الى ان يرسو الورثة والحكومة الي رأي حول هذا الهدر التاريخي و سبل وقفه تظل معاول الهدم سادرة في ارجاء الدار الرحبة تثلمها حجرا حجرا و معها يذوب تاريخ السودان … لا بواكي له.. و يظل بصيص من الامل معلق بهمة وزارة الثقافة و الاعلام والسياحة والتراث والمسئولين عن ارث السودان الحضاري و التاريخي… لكن الامل الاكبر يظل في اسرة الامام المهدي حيث تنتفي هنا مقولة القائل النار بتلد الرماد، تلك جذوة تظل حية وان علاها غبار ووضر من الايام!!


تحقيق : إشراقة عباس
الخرطوم 12-7-2015(سونا)

فصل طلاب”داعش” من العلوم الطبية



منعت ادارة جامعة العلوم الطبية والتكنلوجيا اثنين من طلابها المبعدين من تركيا قبل التحاقهما بتنظيم داعش من الجلوس للامتحان النهائي لكلية الطب نهار يوم السبت، بعد ان كانت قد سمحت لهما بالجلوس للامتحان السابق قبل ايام.
وابلغت مصادر بالجامعة الصحيفة ان ادارة الجامعة قد تراجعت عن موقفها الاول بالسماح لهما بمواصلة الدراسة، وقررت تطبيق اللائحة الاكاديمية على الطلاب لغيابهم عن الامتحانات والدراسة،منعا قبل ان تقرر فصلهم نهائيا من الجامعة . وقالت المصادر ان الادارة ارسلت قرارتها الى الطلاب المعنيين عبر بريدهم الالكتروني، بعد ان منعتهم من الجلوس لامتحان يوم السيت.
الوان

مؤشر أسعار صرف العملات الأجنبية في ( السوق الموازي ، السوق الأسود ) مقابل الجنيه السوداني بالخرطوم يوم الأحد 12 يوليو 2015م .


الدولار الأمريكي : 9.55جنيه
الريال السعودي : 2.51جنيه
اليورو : 10.60جنيه
الدرهم الإماراتي : 2.57جنيه
الريال القطري : 2.58 جنيه
الجنيه الإسترليني : 14.70جنيه
الجنيه المصري : 1.21جنيه
الدينار الكويتي : 34.10جنيه
الدينار الليبي : 7.34جنيه

التصريف بسوق الكلاكلة.. حلقة جديدة في مسلسل الأخطاء الإدارية


شرعت محلية جبل أولياء في حفر وتشييد مصرف لتصريف مياه الأمطار على طريق الخرطوم جبل أولياء الرئيسي وتحديدا عند مدخل سوق الكلاكلة اللفة للاستعداد لمقابلة آثار الخريف، الخطوة جيدة وتستحق الإشادة ولكنها وبحسب بعض المواطنين وأصحاب المحال التجارية المطلة على الشارع الرئيسي جاءت متأخرة، وتساءل المواطنون عن المدة التي يستغرقها الانتهاء من تشييد المصرف بصورة متكاملة ونهائية وهل تكفي الفترة الزمنية المتاحة لتنفيذ العمل لا سيما وأن تباشير الخريف على الأبواب ولم يتبق له إلا القليل لهطول الأمطار التي ستكون – بحسب تقارير هيئة الأرصاد الجوية – هذا العام ذات معدلات عالية مما يتطلب السعي منذ فترة مبكرة لمقابلة كميات المياه الكبيرة والعمل على إيجاد مجاري تصريف آمنة.
كما شكى أصحاب المحال التجارية من تسبب المصرف في فصلهم من الجهة الأخرى من الشارع ووجود صعوبة لعبور الزبائن للوصول لمحلاتهم مما أدى إلى ركود تجارتهم قياسا بالفترة قبل تشييده وطالبوا الجهات المشرفة على تنفيذ المشروع بالإسراع في إكماله ورصفه حتى تعود الحركة كما كانت عليه من قبل وهذه بمثابة مناشدة للمحلية لتكملة المشروع قبل هطول الأمطار وحينها يصعب عليها التصرف وتكملته بصورة مرضية وناجحة أو يكون الخيار أمامها تشييده بطريقة دون المواصفات المطلوبة وهو ما يشكل خسائر مادية فادحة للمحلية وللمواطنين وأصحاب المحال التجارية والعابرين على حد سواء،
وتتمثل الخطورة وأوجه القصور المحتملة التي يشكلها المصرف قيد الإنشاء في ناحيتين الأولى كون تنفيذه أتى متأخرا جدا فلا يمكن البدء والإنتهاء من مشروع بهذا الحجم بين ليلة وضحاها علاوة على أن المصرف عميق حوالي مترين تحت الأرض فيما يمتد طوله لمسافة بعيدة يمكن قياسها بالمسافة بين محطة قادرة للوقود قبالة مبنى المحلية وينتهي جنوبا حتى تقاطع شارع القبة المتجه غربا وتوضح الصور أوجه الخطورة فيه إذ يخلو المصرف أو المشروع الذي لا يزال حتى اللحظة مجرد حفرة عميقة تخلو من ممرات لعبور المشاة وعابري الطريق وهو ما تمت معالجته مؤخرا ببعض الجهود التي سعت لجلب مواد خرصانية كبيرة لتشكل ما يمكن اعتباره كبري يستغله العابرون في عبور الشارع للجهة المقابلة فيما تتمثل الخطورة الثانية في تحول المصرف لمكب للنفايات المتطايره فامتلأ جوفه بالأكياس المتناثرة وهو ما يتطلب جهدا آخرا من المحلية في تنظيفه مجددا وبين فترة وأخرى قبل الشروع العملي في تشييده وصب المواد الخرصانية عليه ليكتمل بصورته النهائية.

الصيحه

الهلال يتفوق على سموحة بهدفين ويتصدر مؤقتاً

تمكّن الهلال من تحقيق فوز مهم على فريق سموحة المصري بهدفين دون رد، جاءا في الشوط الثاني من المباراة التي جرت مساء الأحد بملعب الهلال بأمدرمان، ضمن دوري مجموعات بطولة أفريقيا، أحرزهما الشغيل ونزار حامد.
وسيطر الهلال تماماً على مجريات الشوط الأول دون أن يشكّل هجومه خطراً على مرمى سموحة.
واعتمد سموحة على الهجمات المرتدة التي جاءت دون فعالية، وتصدى لها دفاع الهلال بحسم بقيادة سيف مساوي .
وانتهى الشوط الأول للمباراة دون أهداف رغم المحاولات التي قام بها هجوم الهلال، ولعب سموحة مدافعاً بشكل كبير معتمداً على مهاجم وحيد .
في بداية الشوط الثاني تمكّن الهلال في الدقيقة الخامسة من إحراز هدف السبق عن طريق نصر الدين الشغيل، من الكرة التي وصلته من مدثر كاريكا من ركلة ركنية.
ونشط فريق سموحة في الهجوم بعد الهدف وضاعت عدة فرص بسوء الطالع.
واستغل الهلال تقدم سموحة ومن كرة مرتدة تمكن نزار حامد من تسجيل الهدف الثاني بعد مجهود فردي كبير، تخطى دفاع سموحة وسدّد كرة قوية فشلت معها محاولات حارس سموحة المصري .
وأعلن الحكم عن نهاية المباراة بتفوق الهلال بهدفين ليعتلي صدارة المجموعة مؤقتاً بأربع نقاط في انتظار لقاء المغرب التطواني ومازيمبي الكنغولي الإثنين.
شبكة الشروق

الأحد، 12 يوليو 2015

لقاء البشير والأحزاب... نفاج لإزهاق روح الانتظار الطويل



الخرطوم: محجوب عثمان
تصرّم رمضان الفضيل بقدره وليلة قدره – أو كاد - وتم انجاز انتخابات 2015م وما استتبع ذاك من إفراز لحكومات وهياكل، بوقتٍ لا يزال الحوار الوطني يقدم رجلاً ويجر أخرى، وهو ما استدعى تدخل الرئاسة مباشرة للقفز فوق المعيقات القائمة وتحديد الأسبوع الجاري موعداً للقاء الرئيس البشير وآلية (7+7) لتدارك "الوثبة".
وكالعادة سينقسم الناس بين متفائل ومتشائم حيال ما يكون أن يفرزه لقاء الرئيس البشير والآلية، ووحدها الأيام ستكشف ما إذا كان اللقاء ممهداً لانطلاقة قوية للحوار من عدمه.
لقاء الحسم
وحدّد عضو آلية الحوار، الأمين السياسي لحزب العدالة، بشارة جمعة أرورو، يوم غدٍ الإثنين موعداً للقاء الرئيس البشير والآلية، كاشفاً عن مقترحات سيجري تقديمها وتوقع أن تحرك عملية الحوار بعدما أفرغت إطاراتها من الهواء. لكن النقطة الأهم التي أثارها أرورو في حديثه مع "الصيحة" هو قطعه الجازم بأن اللقاء سيشهد وضع تقويم للحور الوطني الذي تعم سحائبه جميع الأرض السوداني لكنه حثّ الأطراف جميعها بما فيها العناصر المسلحة لتغليب صوت العقل والانخراط مع المتحاورين.
مطالب
طالب رئيس مبادرة السائحون، فتح العليم عبد الحي، طالب الرئيس عمر البشير بتقديم تنازلات في سبيل انجاح الحوار، وتوسعة الدعوة لتشمل الأطراف كلها وفي مقدمتهم حزب الأمة القومي بزعامة الإمام الصادق المهدي.
وقال عبد الحي لـ(الصيحة) إن التمترس خلف المواقف المسبقة والإمساك عن تقديم التنازلات سيجعل الحوار الوطني (حوار طرشان) لن يصل بالناس إلى مبتغاهم.
وفي منحى ذي صلة، نوه عبد الحي إلى أن دعوة الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي د. الترابي لتوحيد الحركة الإسلامية تحتاج إلى مراجعات فكرية وتنظيمية عميقة, وأوضح قصوراً في دعوة الإسلاميين لوحدهم، مشيراً إلى ضرورة أن تستوعب الفكرة التيارات كافة ضمن وعاء وطني جامع يخاطب القضايا السودانية.
مساندة من الداخل
دعوة السائحون لتقديم التنازلات مركوزة على دعوات تنبعث من داخل آلية الحوار الوطني ذاتها، فقد كشف رئيس لجنة تهيئة المناخ بالآلية عبود جابر لـ"وكالة الأنباء السودانية"، عن عزمهم إصدار دعوات للممانعين عن المشاركة في الحوار الوطني، وتحمل في طياتها ضمانات واضحة تجعل الطريق سالكاً أمام مشاركة الجميع في مؤتمر الحوار، قاطعاً بأن مشاركة المعارضة خطوة وطنية تستفيد منها البلاد في انجاز مخرجات ملزمة للجميع تنفذ ووجوبا، وتوقع جابر أن يتم الفراغ من ذلك كله قبل أن يتغير الرقم إلى (6) في التقويم الميلادي الذي يشير للعام 2015م.
ونفى جابراً أن يكون الحوار خاضع لضغوطات خارجية، وإن رّحب بمراقبة كل من الاتحاد الأفريقي والجامعة العربية والآلية الأفريقية رفيعة المستوى وآخرين.
ساعة (الحقيقة)
رؤية عبود الحالمة بحوار وطني يمضي بسلاسة وتقود الى نهايات سعيدة تراود مخيلة رئيس حزب الحقيقة الفيدرالي فضل السيد شعيب، وذلك بالرغم من أن وصيف البشير في انتخابات الرئاسة الأخيرة نفى لـ(الصيحة) أن يكون تلقى دعوة لاجتماع الغد –على الأقل حتى اتصال الصحيفة- لكنه لم يستبعد أن تكون سكرتارية آلية الحوار الوطني نجحت في تحديد موعد الحوار بناء على موجهات اجتماع الآلية في يوليو الجاري.
أما الحلم فينسرب من أحاديث شعيب حين يصل إلى القول إنه ورغم مساورة الشكوك لهم عدا إنهم تلمسوا جدية من الجانب الحكومي للمضي بالحوار نحو شواطئ الخلاص.
وشخص شعيباً العقبة الكؤود في الحوار الحالي بأنها تتمثل في الإجابة عن التساؤل عن هل يبدأ الحوار بالأحزاب الموافقة أم عليهم انتظار الأحزاب والحركات الرافضة وقال: (هما خياران أحلاهما مر) وفسر مقولته: (حوار بمن حضر لن يصل إلى مخرجات تحل معضلة البلاد، وأيضاً لا نستطيع أن ننتظر الرافضين إلى الأبد).
وعن رؤية الحقيقة الفيدرالي للحوار الوطني وقد دقت ساعة الحقيقة قال شعيب إنهم مع أجل معقول لتحديد موعد قاطع لانطلاقة الحوار بالتزامن مع تكثيف الدعوة للاحزاب الرافضة للحوار والحركات المسلحة ونوه إلى أنهم لا يجدون غضاضة في الاستعانة بالاتحاد الأفريقي لتسهيل اللقاء بالحركات المسلحة والافادة بما لدى الاتحاد من خبرات تراكمية نافياً أن يكون ذلك تدويلا.
بأي حال
يمكن وصف اجتماع يوم غدٍ (الإثنين) باجتماع الفرصة الأخيرة، فالمتاريس جلية، والمطلوبات على الطاولة، ووجهات النظر كذلك، فهل تنجح الرئاسة في لملمتها جميعاً وتقديمها للشعب كـ "عيدية"؟