الخرطوم: محجوب عثمان
تصرّم رمضان الفضيل بقدره وليلة قدره – أو كاد - وتم انجاز انتخابات 2015م وما استتبع ذاك من إفراز لحكومات وهياكل، بوقتٍ لا يزال الحوار الوطني يقدم رجلاً ويجر أخرى، وهو ما استدعى تدخل الرئاسة مباشرة للقفز فوق المعيقات القائمة وتحديد الأسبوع الجاري موعداً للقاء الرئيس البشير وآلية (7+7) لتدارك "الوثبة".
وكالعادة سينقسم الناس بين متفائل ومتشائم حيال ما يكون أن يفرزه لقاء الرئيس البشير والآلية، ووحدها الأيام ستكشف ما إذا كان اللقاء ممهداً لانطلاقة قوية للحوار من عدمه.
لقاء الحسم
وحدّد عضو آلية الحوار، الأمين السياسي لحزب العدالة، بشارة جمعة أرورو، يوم غدٍ الإثنين موعداً للقاء الرئيس البشير والآلية، كاشفاً عن مقترحات سيجري تقديمها وتوقع أن تحرك عملية الحوار بعدما أفرغت إطاراتها من الهواء. لكن النقطة الأهم التي أثارها أرورو في حديثه مع "الصيحة" هو قطعه الجازم بأن اللقاء سيشهد وضع تقويم للحور الوطني الذي تعم سحائبه جميع الأرض السوداني لكنه حثّ الأطراف جميعها بما فيها العناصر المسلحة لتغليب صوت العقل والانخراط مع المتحاورين.
مطالب
طالب رئيس مبادرة السائحون، فتح العليم عبد الحي، طالب الرئيس عمر البشير بتقديم تنازلات في سبيل انجاح الحوار، وتوسعة الدعوة لتشمل الأطراف كلها وفي مقدمتهم حزب الأمة القومي بزعامة الإمام الصادق المهدي.
وقال عبد الحي لـ(الصيحة) إن التمترس خلف المواقف المسبقة والإمساك عن تقديم التنازلات سيجعل الحوار الوطني (حوار طرشان) لن يصل بالناس إلى مبتغاهم.
وفي منحى ذي صلة، نوه عبد الحي إلى أن دعوة الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي د. الترابي لتوحيد الحركة الإسلامية تحتاج إلى مراجعات فكرية وتنظيمية عميقة, وأوضح قصوراً في دعوة الإسلاميين لوحدهم، مشيراً إلى ضرورة أن تستوعب الفكرة التيارات كافة ضمن وعاء وطني جامع يخاطب القضايا السودانية.
مساندة من الداخل
دعوة السائحون لتقديم التنازلات مركوزة على دعوات تنبعث من داخل آلية الحوار الوطني ذاتها، فقد كشف رئيس لجنة تهيئة المناخ بالآلية عبود جابر لـ"وكالة الأنباء السودانية"، عن عزمهم إصدار دعوات للممانعين عن المشاركة في الحوار الوطني، وتحمل في طياتها ضمانات واضحة تجعل الطريق سالكاً أمام مشاركة الجميع في مؤتمر الحوار، قاطعاً بأن مشاركة المعارضة خطوة وطنية تستفيد منها البلاد في انجاز مخرجات ملزمة للجميع تنفذ ووجوبا، وتوقع جابر أن يتم الفراغ من ذلك كله قبل أن يتغير الرقم إلى (6) في التقويم الميلادي الذي يشير للعام 2015م.
ونفى جابراً أن يكون الحوار خاضع لضغوطات خارجية، وإن رّحب بمراقبة كل من الاتحاد الأفريقي والجامعة العربية والآلية الأفريقية رفيعة المستوى وآخرين.
ساعة (الحقيقة)
رؤية عبود الحالمة بحوار وطني يمضي بسلاسة وتقود الى نهايات سعيدة تراود مخيلة رئيس حزب الحقيقة الفيدرالي فضل السيد شعيب، وذلك بالرغم من أن وصيف البشير في انتخابات الرئاسة الأخيرة نفى لـ(الصيحة) أن يكون تلقى دعوة لاجتماع الغد –على الأقل حتى اتصال الصحيفة- لكنه لم يستبعد أن تكون سكرتارية آلية الحوار الوطني نجحت في تحديد موعد الحوار بناء على موجهات اجتماع الآلية في يوليو الجاري.
أما الحلم فينسرب من أحاديث شعيب حين يصل إلى القول إنه ورغم مساورة الشكوك لهم عدا إنهم تلمسوا جدية من الجانب الحكومي للمضي بالحوار نحو شواطئ الخلاص.
وشخص شعيباً العقبة الكؤود في الحوار الحالي بأنها تتمثل في الإجابة عن التساؤل عن هل يبدأ الحوار بالأحزاب الموافقة أم عليهم انتظار الأحزاب والحركات الرافضة وقال: (هما خياران أحلاهما مر) وفسر مقولته: (حوار بمن حضر لن يصل إلى مخرجات تحل معضلة البلاد، وأيضاً لا نستطيع أن ننتظر الرافضين إلى الأبد).
وعن رؤية الحقيقة الفيدرالي للحوار الوطني وقد دقت ساعة الحقيقة قال شعيب إنهم مع أجل معقول لتحديد موعد قاطع لانطلاقة الحوار بالتزامن مع تكثيف الدعوة للاحزاب الرافضة للحوار والحركات المسلحة ونوه إلى أنهم لا يجدون غضاضة في الاستعانة بالاتحاد الأفريقي لتسهيل اللقاء بالحركات المسلحة والافادة بما لدى الاتحاد من خبرات تراكمية نافياً أن يكون ذلك تدويلا.
بأي حال
يمكن وصف اجتماع يوم غدٍ (الإثنين) باجتماع الفرصة الأخيرة، فالمتاريس جلية، والمطلوبات على الطاولة، ووجهات النظر كذلك، فهل تنجح الرئاسة في لملمتها جميعاً وتقديمها للشعب كـ "عيدية"؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق