الاثنين، 10 أغسطس 2015

استمرار التحصيل الورقي ببعض المحاكم في الخرطوم



دشن رئيس الجهاز القضائي مولانا الأمين الطيب البشير أمس، العمل بالتحصيل الإلكتروني، وأكد دعمهم للتجربة ، مشيراً إلى تسليم 45 جهاز تحصيل وزعت على منافذ التحصيل بالمحاكم بتسجيلات الأراضي ودائرة التوثيقات، وفي وقت أكد فيه استمرار التحصيل الورقي ببعض المحاكم إلى حين اكتمال إيصال أجهزة التحصيل الإلكتروني لها.
وأعلن الأمين بدء العمل بالتحصيل الإلكتروني وطالب وزارة المالية بإكمال الأجهزة خاصة أن عدد المحاكم العاملة بدائرة الاختصاص ببحري وشرق النيل كبيرة، وأشار مولانا إلى أن السلطة القضائية هي احدي منظومات الدولة، ويجب أن تخضع لأحكام القانون والعمل وفقاً للوائح المالية حفاظاً على المال العام.
صحيفة السوداني

المكتب التنفيذي لحركة العدل والمساواة يعلن اعفاء دبجو وتولي نائبه التوم كوسا رئيساً جديداً


شهدت حركة دبجو امس انقلاباً درامياً باعلان الاطاحة برئيسها وتولي نائبه التوم سليمان كوسا ليكون رئيساً ومنحه كل الصلاحيات بمساعدة مكتب مؤقت لتسيير شئون الحركة الى حين اكتمال الترتيبات لعقد مؤتمر استثنائي لاختيار الاجهزة والقيادة الجديدة وقال الصادق زكريا الناطق الرسمي لحركة العدل والمساواة السودانية في بيان باسم الحركة تلقت (أخبار اليوم) نسخة منه بان هذا القرار الذي اجمعت عليه القيادات العسكرية و السياسية ومكاتب الحركة بالولايات تم اتخاذه
بعد وصول كل المساعي والمراجعات التي بلغت اكثر من 13 مبادرة لطريق مسدود وحدد البيان (11) مخالفة ارتكبها دبجو منذ توقيع الحركة لاتفاق الدوحة في 2013 من بينها الانفراد بالقرارات وتغييب مؤسسات الحركة التنفيذية والرقابية والاهمال المتعمد لامين المال بالحركة وتبديد الاموال في غير اهداف الحركة وبرامجها مع عدم الشفافية والتقاعس الكامل عن تنفيذ الترتيبات الامنية في مناطق جنوب وغرب وشرق دارفور وابعاد الكادر النوعي من قيادات الحركة والتدخل حتى في مهام الوظيفة داخل اجهزة الدولة والتنازل دون مبررات عن حقائب كفلتها الاتفاقية.
وقال زكريا بان القرار الذي اتخذه المكتب التنفيذي للحركة والقيادات العسكرية جاء محاولة لوقف الانهيار المتسارع وبعد فشل كل المحاولات التي قام بها الحكماء لمراجعته وتأكيداته المستمرة بان ( الماعاجبو يرجع المعارضة)
واكد انه ايماناً بان الحركة تحتاج لقيادة جديدة فقد قرر المكتب التنفيذي والقيادات العسكرية باتخاذ قرار باعلان تجميد بخيت دبجو كرئيس للحركة وتحويل صلاحياته لنائبه التوم كوسا تمهيداً للشروع في توفيق اوضاع الحركة بالولايات والتأكيد على استمرار الشراكة السياسية مع المؤتمر الوطني مع الالتزام الكامل بالسلام وتنزيل وثيقة الدوحة الى ارض الواقع.
صحيفة أخبار اليوم

كتاب يجعلك تقلع عن التدخين

قبل طلاقهما، كان النجم أشتون كوتشر يدخن 40 سيجارة يومياً، لكنه اضطر إلى الإقلاع عن التدخين نظراً لصحة زوجته السابقة ديمي مور وأطفاله، وكذلك فعل أنطوني هوبكينز الذي كان مدخناً شرهاً هو الآخر. القاسم المشترك بين إقلاع هذين النجمين عن التدخين هو كتاب آلين كار الشهير The Easy Way to Stop Smoking.
استطاع الكتاب إقناع الملايين بالإقلاع عن التدخين والتخلّص من إدمان النيكوتين، حيث يركز على الأسباب التي تجعل المدخنين يستمرون في تلك العادة السيئة رغم معرفتهم بأضرار التدخين وآثاره السلبية، كما أنه يتبع إستراتيجيةً تقوم على تغيير شعور المدخن تجاه السيجارة من اعتبارها متعة، إلى شيء كريه، الأمر الذي يسهّل على المدخنين الابتعاد عنها.
الكتاب الذي تمّ تأليفه سنة 1983 وحقق مبيعات تجاوزت الـ13 مليون نسخة في أكثر من 57 بلداً حول العالم وبأكثر من 38 لغة، عاد لدائرة الضوء مجدداً مع حديث كثير من المشاهير حول كونه منقذهم في الإقلاع عن التدخين.
تعتمد فكرة الكتاب على إزالة الخوف والشك من عقل المدخنين إذ يعتبرون دائماً أنهم يحصلون على الدعم من تدخين السيجارة، لكن الحقيقة أنهم بتدخين سيجارة جديدة يقاومون أعراض انسحاب آخر سيجارة، والتي بالتالي تخلق أعراضاً جديدة، وهذه الدائرة المغلقة تحدث مع كل سيجارة.
كما يعتمد تكنيك الكتاب على إزالة فكرة الصدمة عند الامتناع عن التدخين، فلن تشعر بأي صدمة ولن يتطلب منك الأمر قوة إرادة ولكن فقط نية صادقة للتوقف عن التدخين.
ويؤكد مؤلف الكتاب أن الخوف من "التخلي" هو ما يسبب استمرار المدخنين في تدخين السجائر، لذلك فهو يركز على إزالة هذا الوهم من خلال صور بسيطة، وروايات شيقة يتم تنفيذها فورياً عند قراءتها، فيطلب منك مثلاً أن تتخذ موقفاً إيجابياً ما، أو تشاهد صورة، وكلها أمور تقوي من قدرتك على عدم الصدمة عند التوقف عن التدخين، بحيث تتوقف بالفعل عن التدخين عند الانتهاء من قراءة الكتاب.
وأهم النقاط التي يركز المؤلف عليها في التغلب على السجائر هي أفكار تتعلق بالتدخين، مثل أنه عادة، أو كيفية إبعاد الشعور بالملل بعد التوقف عن التدخين.
ويوضح آلين للمدخن أنه يقنع نفسه بأنه يستمتع بالتدخين، ليبين له خطأ ذلك وأن كل تلك الأفكار مجرد وهم عقلي ليس إلا، ومن خلال طرق نفسية نجحت مع الكثيرين ومعه شخصياً بعد أن كان يدخن 100 سيجارة في اليوم.
آلين في كتابة لا يفرق بين من يدخن كثيراً أو قليلاً، فهو يركز على هدم فكرة الاستمتاع بالتدخين من أساسها، ونزع الخوف من التخلي عن السيجارة، فهو يعتبر أن التخلي عن عبودية التدخين هو الهدف، والأساس هو هدم وهم حاجة الجسد للنيكوتين أو أن المدخن سيعاني ويضحي إذا أقلع عن التدخين.
يؤكد آلين أن كل هذه أوهام خلقتها شركات التبغ لخلق صورة اجتماعية زائفة للترويج لمنتجاتها، وأن الجسد لا يعاني فعلياً من انسحاب النيكوتين، لكنها أعراض نفسية تتمثل في الشعور بالخواء، وعدم الثقة بالنفس والتي يمكن التغلب عليها بطريقة بسيطة عن طريق الدعم النفسي بالكلام والصور في كتابة الصغير المكون من 142 صفحة، والذي لن تستغرق يوماً في قراءته.

MBC-NET

إحصائية جديدة تبرز إقبالاً أكبر للسودانيين على الهجرة


كشفت وزارة الداخلية عن إحصائية جديدة لطالبي السفر للخارج، تجاوزت إحصائية أعلنها جهازالمغتربين الخميس الماضي، وقال مسؤول في إدارة الجوازات إن عدد تأشيرات الخروج المنجزة يوميا تصل إلى ٥ ألاف تأشيرة.
وكان الأمين العام لجهاز شؤون المغتربين حاج ماجد سوار، قد كشف، الخميس الماضي، عن تجاوز تأشيرات الخروج من البلاد خلال ثلاثة أيام لنحو ۱۲ ألف تأشيرة. ووصف مدير مجمع جوازات المغتربين العميد سيف الدين عبد الرحمن الطيب الموسم الصيفي لطلاب المغتربين للعام الجاري بالاستثنائي وارجع ذلك إلي الزيادة الكبيرة في أعداد المغتربين والتي ظهرت من خلال الإحصائيات منذ العام ۲۰۱۲ . وفي نوفمبر من العام ۲۰۱۲ كشف تقرير اصدرته وزارة العمل السودانية عن تزايد معدلات الهجرة وسط السودانيين حيث بلغت خلال العشر أشهر الأولى من ذاك العام حوالي ۷٥,٦۳۱ مهاجر، وأشار الى أن عدد المهاجرين من الأطباء بلغ ٥۰۲۸ طبيبا خلال خمس أعوام، بينما بلغ عدد المهاجرين من المهن التعليمية ۱۰۰۲ معظمهم خلال العام ۲۰۱۲ . وأشار مدير مجمع جوازات المغتربين بحسب »سودان تريبون « إلى تزامن عطلات المغتربين مع عيد الفطر وإنتهاء فترة العمل بالجواز الأخضر في الخامس والعشرين من نوفمبر من العام الجاري.
وأكد في تصريح صحفي، أمس الأحد، التنسيق التام بين إدارة الجوازات وجهاز المغتربين للاستعداد المبكر لهذا الموسم من النواحي الفنية والإدارية. وقال أن توفير الجواز الالكتروني هو التحدي الكبير لهذا الموسم وأضاف أن الإدارة العامة للجوازات بدأت بإرسال فرق الى دول المهجر المختلفة في الخليج وغرب أوروبا ومصر وأثيوبيا لاستخراج الجواز الإلكتروني عبر السفارات. وكشف الطيب عن استمرار التنسيق في تهيئة البيئة لاستقبال المغتربين وتقديم الخدمة للحصول على الجواز بسهولة ويسر وتخصيص صالة للأسر. وقال إن العدد الحالي للمغتربين أكبر من المتوقع مبيناً أن إدارة الجوازات بالمغتربين تستقبل يومياً ما يزيد عن ألفي مغترب يكملون إجراءاتهم بسهولة ويسر مشيراً إلى زيادة عدد نوافذ التأشيرة. وأضاف أن عدد التأشيرات في اليوم يتجاوز ال ٥۰۰۰ تأشيرة وأوضح أن هناك طوافا إداريا يوميا بين جهاز المغتربين وإدارة الجوازات لتذليل العقبات التي تعوق الشعار المرفوع وهو تبسيط الإجراءات وتقديم خدمة متميزة في نفس الوقت. وأفاد أن التحصيل عبر منافذ بنك فيصل الإسلامي السوداني وفروعه سهل تبسيط الإجراءات مؤكداً استعداد إدارة الجوازات وجهاز المغتربين لتذليل كافة المشاكل.
صحيفة الجريدة

الشخصيات: من الخيال إلى الواقع



منذ عدة أيام، توفي سيف الدين هبشي، وهو معمر في حوالي المئة، من قرية كرمكول، التي ولد فيها الروائي الراحل الطيب صالح، وارتبط بها ارتباطا كبيرا، أثناء وجوده في السودان، قبل هجرته إلى إنكلترا. 
وتناقلت بعض الصحف ووسائل الإعلام، وفاة سيف الدين، بوصفه آخر شخصية من شخصيات رواية «عرس الزين»، التي صاغها الطيب في أواخر خمسينيات القرن الماضي، مهتديا بمعطيات بيئة القرية بلا شك، ومستوحيا بعض الأحداث التي طورها الخيال إلى حكاية تقرأ بشغف. وقد اعتاد الإعلام في السودان، بعد وفاة الطيب، أن يسافر من حين لآخر إلى تلك القرية التي اختلفت ملامحها بشدة بتغير الزمن، حيث يقتحم بيت جدي محمد صالح، والد الطيب، الذي كان في منطقة أعلى قليلا من بقية بيوت أهلنا، ولذلك بقي كما هو، لم تدمره فيضانات النهر، يبعثر تلك الكتب القديمة والرسائل التي تركها الطيب وأخوه القاضي بشير، في صندوق كبير من الحديد، ويلتقي ببعض أهل القرية، طارحا أسئلة عن الطيب وشخصياته، وكلها ترمي إلى فكرة واحدة، أن تلك الشخصيات الروائية، كانت أو ما يزال بعضها موجودا في القرية، ويمكنه أن يدلي بشهادة عن كتابة الطيب.
لقد شاهدت التلفزيون، مستعينا ببعض أهل القرية، يحاصر سيف الدين في شيخوخته، يسألونه عن الطيب ولا يكاد يذكر شيئا عن الطيب، يسألونه عن حادثة جرت وقائعها في رواية «عرس الزين»، حين جرح سيف الدين، داخل النص، الزين بطل الرواية، ويرد الرجل بأنه لم يجرح أحدا، وحين يتم تكرار السؤال بشدة، يجيب متملصا، بأنها كانت شقاوة صبا، لا أقل ولا أكثر.
إذن، فقد تم افتراض أن الزين شخصية حقيقية عاشت بكل وقائعها الموجودة داخل النص، في زمن ما، وما كان على الطيب، سوى نقل الحياة تلك إلى الورق. أيضا افترض أن سيف الدين الشيخ المسن، هو سيف الدين الرواية، وذلك الجرح الذي حدث في رأس الزين،، حدث واقعي أيضا، نقله الطيب بكل سهولة إلى الورق، وهكذا رواية هي قصة واقعية، ليس لأحد فضل في كتابتها، ولكن الفضل في جعلها حكاية مشهورة.
طبعا، في البداية أود أن أنوه بأن الأدب الذي يحدث مثل هذا التفاعل في الواقع، ويتأثر به حتى الأميون الذين لا يعرفون ماذا تعني رواية، وماذا تعني قصة، وما معنى الشخصيات، أدب جدير بالاحترام، وأدب خالد بلا شك، والطيب كان حتى في دردشته العادية، يصنع خلودا ما، وذكريات تبقى لدى الذين يستمعون إليه، وبالتأكيد لسهولة الحكاية، وروايتها بلغة عادية، وقريبة من لغة الناس، دور كبير في إبقائها متقدة حتى بعد رحيل الكاتب، وجميع مجايليه، بحيث تظل الحكاية تروي نفسها بنفسها، ولا تنقطع روايتها أبدا.
لكن الذي لا يعرفه الناس، أو يعرفونه ولا يودون أن ينتبهوا إليه، هو أن الأدب الروائي، حتى لو رسم الواقع رسما متقنا، فهو أدب متخيل. ليس كل ما يجري داخل النصوص، من المفترض أنه جرى في الواقع، وليس كل شخصية رسمت بعناية، هي شخصية مرسومة في الأصل، وتم السطو على رسمها، وحشره في نص، وليس كل اسم ورد في رواية وصادف أن هناك من يحمله، في البيئة التي استوحيت منها الرواية، هو بالضرورة الاسم الحقيقي نفسه.
سيف الدين المعمر الذي مات منذ أيام، كان يعيش شبابه وفتوته، في مدينة بورتسودان الساحلية، وله فيها مغامرات أخرى، لا علاقة لها بفأس أحدث جرحا في رأس رجل، هو الآخر ليس الذي كان يسعى في القرية ذات يوم، لكنه مستوحى منه، وتمت صياغته بما يرضي الخيال، وتلك الأسئلة التي كانت تخنقه ليدلي باعتراف لا يخصه، لم يكن هناك ما يبررها، سوى أنه كان الوحيد في ذلك الجيل القديم، الذي اسمه سيف الدين، وما دام ورد اسمه في الرواية، فهو سيف الدين حامل الفأس التي أحدثت جرحا في رأس الزين.
كنت وما زلت من الذين تستهويهم الأسماء الغريبة، أتخيل أصحابها شخصيات روائية، وأقوم بالفعل بصياغتها، ولطالما استوحيت أسماء من أشخاص التقيتهم، أو سمعت بهم، أو حتى تداخلوا في برامج إذاعية، استمعت إليها مصادفة، وما زلت أطالع رسائل الاحتيال التي ترد إلى بريدي الإلكتروني بشغف، حيث أعثر فيها دائما على أسماء مطلوبة لشخصيات أفكر في كتابتها، وصادف أنني كتبت في إحدى روايات البدايات أو بالأحرى، في روايتي الأولى، اسم سيدة، كانت ذات وظيفة محددة داخل النص، وعلى الرغم من أن روايتي تلك لم تكن شهيرة، ولم تدخل السودان إلا في نسخ معدودة جلبها أفراد زاروا مصر وعثروا عليها هناك، حيث لم يكن التوزيع خارقا ومتطورا مثل الآن، إلا أن اسم السيدة، وصل إلى امرأة في الواقع، لم أكن أعرفها، تحمل الاسم نفسه، وتعمل في الوظيفة نفسها التي كتبتها في النص، وظل بعض أفراد أسرتها يطاردونني لزمن، مطالبين بتعويض عما سببته لقريبتهم من حرج، ولم يكن في الواقع أي حرج، لأنني لم أسئ إلى الاسم أو الوظيفة، كما أنني لم أكتب عن قريبتهم تلك. هو الخيال ما صاغ كل شيء، وجاء من جر الخيال وجعله واقعا رغما عني.
إذن، الواقع يكتب شخصياته ووقائعه، في أي مكان في الدنيا، وفي كل زمان، ويأتي كتاب مصابون بهوس الكتابة، ليأخذوا من ذلك الواقع زادا قليلا أو كثيرا، يطعمونه للخيال الذي يخرجه نصوصا أخرى، مختلفة تماما، لكن دائما ما يأتي بعض الذين عاصروا وقائع ما، ليستولوا على نتاج الخيال، وتصبح الوقائع المرصوفة في النص، وقائع جرت ذات يوم وعلى الكاتب أن يقر بوقوعها.


أمير تاج السر
كاتب سوداني

القدس العربي

«بيزنس» شركات جهاز الأمن السوداني في التصدير إلى أوروبا



لعل الخبر الذي تناوله عدد من الصحف والوكالات العالمية، ومن ثم تداولته في العديد من وسائل التواصل الاجتماعي، خصوصا بين السودانيين خلال صدر الأسبوع الماضي، هو خبر «عبور مهاجر سوداني لنفق تحت الماء، وهو نفق المانش، الرابط بين فرنسا وبريطانيا، الذي تستخدمه القطارات السريعة المعدة خصيصا للسير في هذا النفق، والذي يحتوي على إجراءات أمن وسلامة عالية الدقة»… هذا الخبر حظي بالكثير من التعليقات والمواقف، باعتباره أول «اختراق» لأجهزة أمنية ودفاعية عالية في الرصد والكشف، اعتبرته سلطات البلدين صادما ومستغربا ومدعاة حقيقية لمراجعة أنظمة رصدها في القناة، كما هو مثار تعجُب واندهاش كثيرين جراء المخاطر، بل المخاطرة في أعلى درجاتها بالروح.
خروج المهاجر السوداني سالما، عناية إلهية ولطف رباني لإنسان جسد ملحمة يمكن أن يقع عليها توصيف «الصراع من أجل البقاء»، بغض النظر عن المسوغات التي دفعت به إلى اختيار طريق الهلاك من نقطة المبتدأ عبر قوارب الموت إلى عبور النفق المائي. هذا مشهد من مشاهد مؤلمة وصادمة بالطبع نحن جزء منها، مشاهد تتعرض لها البشرية يوميا وبالملايين في دول الجنوب من آسيا إلى أفريقيا، وتستقبلها وسائل إعلام الدول الرأسمالية الصناعية بالضجر والاستياء، حيث في نظرة كلية، هي جزيئية صغيرة جدا من تداعيات اختلال تراكم الثروة العالمي وكيفية توزيعه، هذا فضلا عن غياب مؤسسات دول المواطنة والحرية والديمقراطية، أو قل مشاريع الدول الفاشلة بين جل دول الجنوب، التي تعرف هوة عميقة بينها وبين دول الشمال، وكذا في شكل العلاقات القائمة على أساس تكريس التبعية وامتصاص الثروات، وبتعاون مع أنظمة استبدادية استعمارية، تعمل تحت لبوس «الوطنية»، تعيش وتعتاش على فائض قيمة إنتاج شعوبها، كما هو الشأن في أفريقيا، وعلى سبيل المثال لا الحصر نجد عندنا في السودان نموذجا واضحا لأسوأ نظام في القارة السمراء، ما انفك قرابة ربع قرن الزمن يزعم ويتحايل ويكذب ويتاجر في كل شيء، بدءا من الدين إلى المخدرات وأخيرا البشر وأعضائهم، كل ذلك تحت شعار «إسلامويته الطاهرة» أو بالأحري طهارة إسلامويه وزعامة عسكرتاريته، الذين يتوسلون، أي شيء حتى لو كانوا أشباحا لحمايتهم. 
إن مدرسة نظام حكم البشير، لا تحكمها دعامة دينية ولا أخلاقية ولا معتقد سياسي، هذا موضوع متجاوز، من وجهة نظري نعتقد أنهم بحاجة إلى فتوى من أولئك الأئمة الذين يفتون بمرونة في أمر استباحة دم الأنظمة وشخوصها! والنصوص الدينية التي تؤسس لهذه الاستباحة وشروطها الفقهية، في ظل ظواهر التطرف والانحراف الديني القائمين وعلى أكثر من صعيد، متوافرة إن لم نقل جاهزة. وضمن بنية نسق سلطة اللامعنى السودانية، في قيمها وأدبياتها وشرعة وجودها وسلوكياتها، كمحددات أنتجت مكوناتها منظومة عقلها الجمعي الإجرامي، التي دفعت بهم وباستمرار إلى ارتكاب أفعال ضد البشرية، حتى انتهت بهم موضوعيا إلى ارتكاب جرائم مثل، الإبادة ضد الإنسانية والحرب وانتهاك حقوق الإنسان واستعمال سلاح التجويع، بالإضافة إلى رعاية أكبر مشروع فساد ممنهج وبيّن، لتتحول عضوية ناديه بعد ربع قرن إلى طبقة مُلاك أو إقطاعيين، أعضاء هذا الحزام يصنفون ويعرفون بأصحاب «لِحى» خاصة في التشذيب، ومن دون تهذيب، رسمهم يختلف من حيث الشكل عن لِحى المؤلفة قلوبهم، وفي الرقاب من السواد العام من الناس، يشتغلون فقط في استثمار السلطة والمال العام والممتلكات العامة. 
إلى جانب ذلك، سجل أرشيف «الملاحم» الإجرامية الكبرى لعصبة حكم الخرطوم ما سبق أن تناولناه في الصفحة ذاتها، كما تناولتها أقلام أخرى وأشارت إليها تقارير من «هيومن رايت ووتش» عن تجارة للأعضاء البشرية تتم في المثلث السوداني في شرق السودان إلى مصر عبر صحراء سيناء، «مصدر تهريب السلاح من السودان»، وأشارت تقارير المنظمة إلى ضعف الرقابة السودانية، وقد تكون بالكاد منعدمة. وجراء وجود جهات أمنية لها ارتباطات مع قيادات حكومية نافذة ولوبيات ضغط، لم تتمكن الحكومة السودانية من فتح هذه الملفات التي مصدر موادها الخام مخيمات اللاجئين الإريتريين في شرق السودان، التي ربما أصبحت بضاعة حية لكل عناصر الفساد في الحكم. هذا الملف أيضا شبيه بملف آخر، يتعلق بجهاز الأمن السوداني، الذي حوله منذ سنوات أحد رؤسائه السابقين، إلى جهاز أمني يعمل بذراع اقتصادي استثماري في الممنوع وغير الممنوع، ويقوم بكل أشغال الأمن والاستبداد، ويقرر في كل شؤون الحكم والإدارة والاستثمار والتجارة الدولية والداخلية، عبر لافتات لشركات وهمية، ملكيتها لجهاز الأمن السوداني، الذي يعتبر أحد أهم بيوتات رعاية الفساد، ما أصبح حديث العامة، حيث تشير تقارير داخلية لمنظمات وهيئات غير حكومية سودانية، إلى أن تجارة المخدرات تمثل أحد أهم مصادر تمويل جهاز الأمن، خصوصا بعدما تم الكشف قبل شهور مضت عن سفينة محملة بالمخدرات مقبلة من أفغانستان، رست في ميناء «بورتسودان» وتم التحفظ عليها، حيث أشارت مصادر تعمل في الجمارك السودانية وقتئذ، إلى أن محطة تفريغ الحمولة المقصودة هي ميناء بورتسودان، إلا أن الأخبار حُجبت وتم التستر والتكتم عليها، من دون أن ننسى، قبل أيام وفي الشأن ذاته وقعت جريمة، بطلها رجل أمن، وكانت هي أيضا محلا لحديث الجميع بالصور والأدلة، تتحدث عن حيثيات القبض على ضابط أمن في ولاية شمال كردفان وهو يهرب كميات ضخمة من «البنقو» – حشيش سوداني- ويذكر أن هذه اللوبيات تجمع كل المنتوج في تلك المناطق وتخزينها في مواقع خاصة وبرعاية تامة داخل الخرطوم للتصريف وربما التصدير، وهذا ما يفسر حجم زيادة تعاطي المخدرات، لدرجة وصولها حد الظاهرة غير المسبوقة وسط الطلاب والطالبات في الجامعات السودانية، وفق نشرات رسمية حكومية خجولة، من دون أن تتحدث عن الأسباب والدوافع.. أما المثير وذي الصلة بمقدمة المقال، ما كشف عنه عدد من مصادر المهاجرين إلى أوروبا ومن مواقعهم إلى ليبيا، والمتوسط إلى أيطاليا أو اليونان، أغلبهم من جنسيات سودانية وإريترية وإثيوبية وسورية، تفيد بعض عينات لشهادات من هؤلاء الشرائح، إلى أن هناك شركات تتولي مهمة تصديرهم إلى اوروبا، وهذه الشركات ومواقع التجميع يتم في السودان كمنطقة عبور أساسية، هذه الشركات تعمل بحرية مطلقة داخل السودان، ويبدو ان هناك جهات رسمية سودانية تعمل على رعايتها، وهي على تنسيق عال مع لوبيات الهجرة في ليبيا، يشمل ليبيين وأجانب، وإذا ما تأكدت صحة هذه الروايات، معناها تورط إحدى الشركات الأمنية الوهمية في ذلك، ولما لا الحكومة السودانية، التي هي نفسها تعيش ازمة اقتصادية خانقة، ما يدفعها إلى ابتزاز الأوروبيين في كونها غير قادرة على حماية حدودها من هذا النزيف البشري الهائل، كمنطقة عبور أساسية ولها حدود واسعة مع عدد من الدول، وبالتالي يتوجب دعمها لقطع الطريق أمام تدفق هذه الهجرة، ويأتي هذا في ظل عمل شركاتها الأمنية بالتصدير واختيار عينات منتقاة وباستراتيجية عالية لإحداث إفراغ وتغيير ديمغرافي مطلوب في السودان.


محجوب حسين
٭ كاتب سوداني مقيم في لندن
القدس العربي


التربية تهدد بمعاقبة الأساتذة الذين يتضرر التلاميذ جراء جلدهم


هددت وزارة التربية والتعليم بولاية الخرطوم، بإنزال عقوبة قاسية على أي معلم يحلق ضرراً بالتلاميذ جراء الجلد بـ (الخرطوش أو بيده) وطالبت أولياء الأمور بتقديم شكاوى للوزارة حال تضرر أبنائها، لتقوم بإجراءاتها تجاه المعلم الذي يثبت تورطه في الحادثة، وقال وزير التربية بالولاية، عبد المحمود النور، في تصريح  أن “الضرب المبرح للتلميذ إذا كان باليد أو الخرطوش غير مقبول لدى الوزارة” وأضاف: “نحن نفضل العقاب الإيجابي تفادياً لحدوث مشكلة نفسية أو عضوية للتلميذ”.

صحيفة السوداني