أعلن صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونسيف) ان أكثر من 13 مليون طفل في الشرق الاوسط وشمال افريقيا، خارج المدارس بسبب النزاعات التي تعم المنطقة، بينهم أكثر من ثلاثة ملايين طفل سوداني.
وسلّط تقرير حديث نشرته (اليونسيف) الضوء على مدى تأثير العنف على أطفال المدارس وأجهزة التعليم في تسع بلدان، متأثرة بالعنف سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، هي سوريا، والعراق، ولبنان، والأردن، وتركيا ، واليمن، وليبيا، والسودان، فلسطين.
وأبان التقرير، الذي اطلعت عليه (الطريق)، أن قرابة الأربعة عقود من الحرب فى السودان تسببت فى حرمان أكثر من ثلاثة ملايين طفل من الإلتحاق بالمدرسة. وكان النزاع عاملا رئيسيا فى الدفع بالفتيان والفتيات خارج الفصول الدراسية فى دارفور، والنيل الأزرق، وجنوب كردفان .
وإستضاف السودان نحو 50 ألف طفل لاجئ من جنوب السودان، فروامن العنف الدائر فى بلادهم منذ ديسمبر 2013 . ولا يتلقى سوى الثلث من هؤلاء الأطفال اللاجئين، ممن هم فى سن الدراسة، أى نوع من التعليم – طبقاً للتقرير.
ووفقا لتقرير “التعليم في خط النار”، الذي نشرته اليونسيف، يوم الخميس، ” تعد الهجمات التي تشن على المدارس والبنية التحتية التعليمية، والمتعمدة في بعض الأحيان، إحدى الأسباب الرئيسية التي تحول دون التحاق الكثير من الأطفال بالمدرسة فى أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا”.
و”من العوامل المؤثرة الأخرى التي تدفع آلاف المعلمين إلى التخلي عن وظائفهم أو عزوف الآباء عن إرسال أبنائهم إلى المدرسة الخوف مما قد يحدث في الطريق الى المدرسة أو في المدرسة نفسها”- بحسب بالتقرير.
وقال المدير الإقليمي لليونيسف، في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بيتر سلامة، “يمس التأثير المدمر للنزاع بالأطفال في جميع أنحاء المنطقة”. وأضاف، ” لم تقتصر الأضرار على الأضرارالمادية في البنية التحتية للمدرسة فحسب، بل امتدت لتشمل جيل كاملٍ من أطفال المدارس يشعرون بالاحباط بينما يشهددون تحطم آمالهم وطموحاتهم المستقبلية”.
والقى التقرير الضوء على مجموعة من المبادرات في هذا الصدد بما في ذلك استخدام التعلم الذاتي وتوسيع مساحات وأماكن التعليم التي تساعد الأطفال على التعلم حتى في أكثر الظروف قساوة،ً ولكنه يشير في الوقت ذاته إلى عدم تلقي التعليم التمويل الكافي من الجهات المانحة، بالرغم من أن الأطفال والآباء والأمهات العالقين في النزاعات يعتبرون التعليم أولوية رئيسية.
وبحسب التقرير، أطلقت اليونيسف وشركائها عام 2013 مبادرة “لا لضياع جيل”املاً في حشد المزيد من الدعم الدولي لاحتياجات التعليم وحماية الأطفال المتأثرين بالأزمة السورية وهي مبادرة تستحق المزيد من الدعم.
ودعت (اليونسيف) المجتمع الدولي والحكومات المضيفة وصنّاع السياسات والقطاع الخاص والشركاء الآخرين إلى العمل على خفض عدد الأطفال خارج المدرسة، من خلال توسيع خدمات التعليم غير الرسمي خاصةً للأطفال الأكثر هشاشةً وعرضة للخطر، بجانب “تقديم المزيد من الدعم لأجهزة التعليم الوطنية في البلدان المتأثرة بالنزاع والمجتمعات المضيفة من اجل توسيع مساحات وأماكن التعلم وتوظيف وتدريب المعلمين وتوفير المواد التعليمية”، بجانب “حشد الجهود من اجل الاعتراف وتقديم الشهادات للتعليم غير الرسمي، خاصة في الدول المتأثرة من الأزمة السورية”.
الخرطوم – الطريق