الاثنين، 9 مايو 2016

تعليق الدراسة بكلية التربية جامعة الخرطوم

أصدر مدير جامعة الخرطوم أ.د أحمد محمد سليمان، قراراً إدارياً، يقضي بتعليق الدراسة بكلية التربية لأجل غير مسمى، استناداً على توصية مجلس رؤساء أقسام الكلية بعد الأحداث التي شهدتها الكلية، لتنضم بذلك لكليات مجمع الوسط الذي تم إغلاقه الأسبوع الماضي .
وقالت الجامعة في موقعها الرسمي، الإثنين، إن مدير الجامعة أصدر قراراً إدارياً بالرقم 21 لسنة 2016 وبتاريخ 8 مايو عملاً بأحكام المادة 16 من قانون الجامعة لسنة 1995، يقضي بتعليق الدراسة بكلية التربية لأجل غير مسمى، استناداً على توصية مجلس رؤساء أقسام الكلية بعد الأحداث التي شهدتها الكلية، وحرصاً من إدارة الجامعة على المحافظة على أرواح الطلاب وممتلكات الجامعة.
وكانت الجامعة قد أغلقت مجمع الوسط بعد احتجاجات استمرت لثلاثة أيام، أدت لوقوع إصابات كما قامت بفصل وتجميد دراسة عدد من الطلاب .
وأكد مجلس أمناء جامعة الخرطوم، تأييده الكامل للقرارات التي اتخذها مدير الجامعة بفصل عدد من الطلاب فصلاً نهائياً، وإيقاف عدد آخر لمدة عامين عن الدراسة نتيجة لاشتراكهم في الأحداث الأخيرة .
كما أمّن المجلس على قرار مجلس العمداء بتعليق الدراسة لأجل غير مسمى .
شبكة الشروق

مصر تضم حلايب وشلاتين إلى محافظة أسوان

قال رئيس مجلس النواب المصري علي عبد العال، الاثنين، إن التقسيم الحدودي الجديد للمحافظات سيشمل ضم (حلايب وشلاتين) – المتنازع حولهما مع السودان- إلى محافظة أسوان لقربها جغرافيا. وطالبت لجنة برلمانية بإعادة تخطيط منطقة حلايب وشلاتين، لجذب المستثمرين.
وأضاف عبد العال، في تصريح أمام البرلمان أوردته وكالة أنباء الشرق الأوسط، أن قرار ضم حلايب وشلاتين إلى محافظة أسوان يأتي “لقربها جغرافيا”.
وتابع أنه سيجري “اعتماد التقسيم العرضي لمحافظة الوادي الجديد وليس الطولي الذي أدى إلى مشاكل عديدة، مضيفاً أن التقسيم العرضي سيؤدي إلى ربط كل محافظات الصعيد بالبحر الأحمر”.
وطالب السودان رسمياً، في أبريل الماضي، مصر بالتفاوض لحل قضية منطقتي حلايب وشلاتين عقب إعلان مصر تبعية جزيرتي تيران وصنافير للسعودية، وفقاً لاتفاقية ترسيم الحدود البحرية التي وقعت بين القاهرة والرياض.
لكن مصر رفضت التفاوض، وقالت إن حلايب وشلاتين أراض مصرية.
وطالبت لجنة برلمانية معنية بمنطقة حلايب وشلاتين، في تقرير لها الاثنين بإعادة تخطيط منطقة حلايب وشلاتين، لجذب المستثمرين وإنشاء وحدة للتأمينات وأخرى للمعاشات، وزيادة بدل جذب العمال إلى 300% أسوة بسيناء، وإنشاء محطة لنقل الركاب من مدينة حلايب، وتقديم قرض ميسر للأهالي وإنشاء طريق دائري يربط حلايب بشلاتين.
شبكة الشروق

منطقة فشودة غرب أم درمان..تكسير وتهجير

فشودة: النذير دفع الله ..
حتى اللحظة لا زالت الأماكن غير المخططة أو المدرجة ضمن الخطة الاسكانية معرضة للإزالة خاصة المناطق المملوكة لاشخاص أو مؤسسات.. ولكن عادة ما يسبق هذه الإزالات إنذار في جميع وسائل الاعلام حفاظا على الحقوق والممتلكات والارواح ودرءً للاحتكاك والفتن.. هذا ما قاله أهالي منطقة فشودة غرب ام درمان.. أكثر من ألف أسرة وجدوا أنفسهم أمام آليات ثقيلة بدأت في تكسير منازلهم.. لم نجد غير حطام المنازل والاثاث والاطفال والنساء يتوسدون أكوام التراب ويلتحفون بقايا الثياب المتناثرة فوق الشجيرات هروبا من أشعة الشمس.. في الوقت الذي قال فيه المواطنون إن هذه القطعة تتبع لقدامى المحاربين. مشهد مأساوي لم يكن الامر سهلا وتتحمله الأنفس عندما كنت وسط القوة النظامية والجرافات دون أن يعرف أحد هويتي وأنا أمام منزل بدأت الجرافات تهوي عليه، فإذا بطفلة صغيرة تخرج من داخل الغرفة تحمل شقيقتها وهي تلوح بيدها وتبكي (عليكم الله ما تكسروا بيتنا).. لم يخطرونا المواطن (نور الدين عبدالله) أحد الذين هدمت منازلهم، وجدته أمام أغراضه المنزلية وأثاثه، قال والعبرة تخنقه: (لم يخطرونا بالازالة مسبقا.. وعندما جاءوا قالوا إنهم يريدون إزالة المنازل الفارغة وغير المسكونة.. ويريدون تخطيط الشوارع.. نحن نسكن هنا قبل أكثر من خمس سنوات.. ولكن عندما ذهبنا لتسوية وتقنين الاراضي قالوا نحن لا نستحق وغير مستوفي الشروط.. والغريب في الامر توجد شرطة حماية الاراضي هنا.. لماذا لم يخطرونا منذ بُني البيت الاول والثاني؟.. وبعد أن خسرنا كل هذه المبالغ يتم تكسيرها بهذه الطريقة).. ٌٌإحساس بالظلم عضو اللجنة الشعبية التسييرية (موسى علي) قال: (عندما سألنا لجنة التكسير هذه قالوا لنا هناك لجنة شعبية أخرى هي من وافقت على هذه الإزالة). معاملة سيئة لم يخل المشهد من النساء اللاتي تعالت أصواتهن استنكارا للمعاملة السيئة خلال التكسير والإزالة، وقلن بصوت واحد.. لماذا تتم معاملتنا هكذا؟ أليس لدينا حق فى هذه الدولة والبلد؟.. إذا لدينا حق فاعطونا إياه وإذا لم يكن لدينا حق فدعونا نهاجر ونطلب اللجوء لأية دولة أخرى تعاملنا باحترام.. "نحنا رجالنا مرضانين وتعبانين وجارين للقمة العيش.. والآن تكسر منازلنا". جهة تنفيذية ولما كان الامر يتعلق بالازالة والاجراءات القانونية، لابد أن يكون جهاز حماية الاراضي حاضرا.. اللواء الرشيد عبد الرحمن من جهاز حماية الاراضي بأم درمان قال: (نحن جهة تنفيذية فقط، أتينا الى هنا بأمر إزالة صادر من الجهات القانونية ولا يمكن أن تتوقف هذه الازالة إلا بواسطة المحكمة العليا).. وأضاف الرشيد أن هنالك حوالي تسعة فدادين وأكثر تم توزيعها على خمسمائة فرد ممن استحقوا هذه الاراضي.. أما البقية لم يتابعوا إجراءاتهم ولذلك لا يستحقوا.. والآن جاء أمر الازالة في حق هؤلاء.. ولا نملك إلا أن ننفذ القرار الصادر.. وهي لجنة مكونة من حماية الاراضي والنيابة والمساحة العسكرية. خطوات قانونية مقرر لجنة قدامى المحاربين النقيب م. محمد طه أبوسوار، تحدث عن المنطقة وأسباب الازالة وأحقيتها وملكيتها.. وقال إن هذه الاراضي هي مشاريع زراعية مصدقة منذ العام 1991م باسم قدامى المحاربين وجرحى العمليات.. وواجهت هذه المشاريع معارضة كبيرة من بعض القرى.. وأخيرا تم منحنا ألف فدان كجمعية زراعية تعاونية وهي القطعة (306).. وأضاف ابوسوار أنه منذ العام 1991م كان الغرض زراعي ولكن تم تغييره في سنة 1998م الى سكني.. وكان هناك اعتراض سياسي على الغرض وليس قانونيا أو اداريا.. ولكن للاسف احيانا الصحافة تكتب تعاطفا.. نحن عسكريون ولدينا إدارات.. لم نركب الدبابة وأتينا بها لازالة هذه الاراضي.. اتبعنا كل الخطوات القانونية في جبر الضرر.. وفي النهاية نحن مواطنون سودانيون لدينا من الحقوق كما للمواطن العادي . الإسكان الشعبي وتساءل ابوسوار لماذا لم يذهب هؤلاء المواطنون للاسكان الشعبي وبطريقة قانونية؟.. لأن ما دفعوه هنا بطريقة غير قانونية كان يمكن أن ينالوا به سكنا شعبيا مقننا.. وأقر ابو سوار بوجود خطأ اداري وسياسي.. ما نتج عنه هذه الازالة.. كما أكد ابوسوار وجود سماسرة اراضي ومحتالين يتاجرون في هذه الاراضي من اهل المنطقة انفسهم (يصطادون في المياه العكرة).. وأن قرية فشودة غرب ام درمان (قرية وهمية).. لأن فشودة الاصلية موجودة في الصورة الجوية.. كما أن اللجنة الشعبية للقرية لجنة تسييرية وغير مسجلة ضمن منسق اللجان.. لأن من شروط اللجنة التثبيت وليس لجنة تظهر هكذا كالنبت الشيطاني.. اهالي فشودة خُدعوا من قبل ابناء منطقتهم. حصر الأسماء وقال ابو سوار مقرر لجنة قدامى المحاربين إن اللجنة التي شكلت في عهد المعتمد الفريق التهامي كانت لحصر الاسماء داخل الكشف المقدم.. ولكن بعدها زادت كمية الاسماء بصورة كبيرة جدا، وزاد ابوسوار: ما نود قوله إن قدامى المحاربين أو غيرهم عندما يتنازلون عن أي شيء لجبر الضرر فإنهم يتنازلون لصالح حكومة السودان وليس لجهة أو اشخاص لتسوية نزاعات الاهالي.. لذلك تنازلنا عن مساحة 1200 قطعة في المشروع (307) مطري المويلح.. بعد هذا لا يهمنا أن تعطي الحكومة من تعطي أو تمنع من تمنع.. فأي صاحب حق يكون مستوفيا للشروط.. ونحن فعلا تنازلنا ولكن لفئة محدودة موجودة داخل قطاع أراضي قدامى المحاربين بما يساوي 504 قطع. وقال ابوسوار ليس هناك ما يمنع التكسير للذين لم يكونوا ضمن الخطة في العام 2012م.. والذين تمددوا عشوائيا خارج الخطة هم خمسة اضعاف المستحقين.. ونحن منذ العام 1991م ملتزمون تماما بالقانون.. والآن هذه المنطقة اصبحت حضرية بعد تغيير الغرض من زراعي الى سكني.. حيث يمر خلالها طريق بارا ام درمان وكبري الدباسين وهناك مشروع لميناء بري.

الانتباهة

مبارك الفاضل يستبعد حدوث انتفاضة ويطالب المعارضة باللحاق بالحوار


قال مبارك الفاضل، القيادي في حزب الأمة القومي، إنه لا يمانع في الالتحاق بالحوار الوطني في الفترة المقبلة، واعتبر نفسه الجسر الرابط بين حوار الداخل وخارطة الطريق الأفريقية، وقلل من التحفظات أبدتها القوى المعارضة على خارطة الطريق التي وقعت عليها الحكومة في أديس أبابا قبل شهرين. وطالب خلال مؤتمر صحفي عقده في منزله بالخرطوم ظهر أمس (الأحد)، المعارضة باللحاق بالحوار واعتبره الآلية الوحيدة لقطع الطريق أمام انهيار الدولة السودانية.
واستبعد الفاضل حدوث انتفاضة شعبية في البلاد في هذا التوقيت وعده أمراً يحتوي على مجموعة من المخاطر، مضيفاً أن أركان نجاح الانتفاضة غائبة في ما يتعلق بوجود نقابات يمكنها تنفيذ الإضراب العام وقوات يمكنها الانخراط فيها، مؤكداً أن وجود أكثر من تسع جهات تملك السلاح من شأنه أن يعيد استنساخ التجربة اليمنية والنموذج الليبي في السودان. 
وعدد الفاضل مجموعة من العوامل قال إنها ستدعم مسيرة التسوية في البلاد، مشيراً إلى الضغوط الدولية الممارسة على الطرفين، وقال إن المجتمع الدولي لن يصبر أكثر مما فعل وإن ما يفعله "ليس من أجل سواد عيون السودانيين وإنما لتلافي دخول المنطقة في دائرة عنف طويلة". وأردف: "هذا بالإضافة لوصول طرفي الصراع الأعمى لتوازن الضعف في الحرب والاستنزاف المادي والبشري للطرفين". وتوقع أن تجبر الضغوط الاقتصادية، الحكومة، على المضي في اتجاه السلام والتسوية، كما توقع أن لا يحقق قطاع الشمال طموحاته في حرب يقودها بمناطقه ويدفع ثمنها أهل جبال النوبة من أرواحهم وممتلكاتهم. وقال إنه لا يوجد حل في الأفق "سوى أن يشيل الأعمى المكسر" على حد تعبيره

اليوم التالي

الاتحاد المهني التخصصي يكشف عن نقص حاد في كوادر التمريض

الخرطوم - خضر مسعود
كشف الاتحاد المهني التخصصي للتمريض السوداني، عن نقص حاد في كوادر التمريض بسبب الهجرة وضعف المرتبات التي قال إنها لا تتجاوز (500) جنيه، وطالب الاتحاد بإعادة فترة التدريب التمهيدي لممارسة مهنة التمريض (الامتياز) التي أشار إلى إيقافها منذ العام (2010) واستبدالها بالخدمة الوطنية، وشدد ممثل منظمة الصحة العالمية على أهمية مهنة التمريض في المحافظة على الأرواح ومكافحة الأمراض، مؤكدا التزام المنظمة بالدعم المالي والفني. 
وكشف غاندي مبارك، نائب رئيس الاتحاد، في ورشة (معايير الممارسة التمريضية وأثرها على الخدمات الصحية) أمس (الأحد) عن تحديات كبيرة تواجه مهنة التمريض، من أهمها شح الموارد وتزايد معدلات الهجرة والنقص الحاد في الكوادر بمعدل ثمانية أطباء مقابل ممرض واحد، وممرض مقابل كل أربعة مرضى

اليوم التالي

القبض على نجل مسؤول برلماني حاول تهريب أخطر انواع المخدرات للبلاد عبر مطار الخرطوم

أوقفت السلطات الامنية بمطار الخرطوم أمس نجل مسئول برلماني اثناء محاولته تهريب انواع من المخدرات لأول مرة تدخل البلاد ، وطبقاً للمصادر فان المخدرات المضبوطة تعتبر من اخطر انواع المخدرات المخلقة عالمياً ،وهي المرة الاولى التي تدخل فيها تلك الانواع الى السودان .
وكشفت مصادر (لصحيفة السوداني) بان تلك المادة قادمة من إحدى دول شرق آسيا وكان شاباً قد احضرها للمتهم نجل المسؤول الذي حضر الى مطار الخرطوم لاستقباله ، وكانت معلومات قد توافرت لدى السلطات الامنية وشرطة الجمارك بان انواعاً من المخدرات المستحدثة في طريقها الى داخل البلاد وفور وصولها والتأكد منها تم رصد الشاب وهو يحملها داخل مظاريف الى ان وصل رفيقه نجل المسؤول البرلماني السوداني وقام باستلام المادة ، ليتم ضبتهما واحالتهما لشرطة الجمارك التي دونت بلاغات في مواجهتهما وشرعت في التحقيق معهما .

وبحسب افادة المصادر فان تلك المادة من اقوى انواع المخدرات .

صحيفة السوداني – هاجر سليمان

الخوف من الآخر السوداني ومن الجنائية عقدة البشير

أزمتان في السودان، أزمة البلد في أبعادها التاريخية والثقافية والحضارية، وأزمة رئيسه الذي يمثل عقدته المركزية أمام فتح أي آفاق لحل أزمته التي باتت هي الأخرى مرتبطة بسياق الأزمة ككل، إن لم تكن هي الأصل وفق حيثيات الحاضر.
خلال الأسبوعين الماضيين، وعلى إثر تصاعد نمو المقاومة السودانية المدنية السلمية، التي تقدمت صفوفها، عمودها الفقري من الطبقة الطلابية المستنيرة في الجامعات السودانية المختلفة، على رأسها جامعة الخرطوم، التي تمثل رمزية مهمة وخاصة للمعرفة والتنوير السودانيين في العصر الممتد لأكثر من نصف قرن، وهي المؤسسة ذاتها التي تتعرض لذبح السلطات قصد تحويلها إلى مصدر لإنتاج المال والصراع حوله، والاستئثار به في عمليات المضاربة على الفساد، التي تحولت إلى مؤسسة سامية برعاية رأس الحكم وأعـــــوانه، باعتــــباره الخيار الذي يتماشى وفلسفة الحكم، عوض إنتاج المعارف والعلوم وبناء القدرات البشرية .
في نضال الحركة الطلابية الوطنية المشار إليه ضد حكم الاستيطان الذي يقوده البشير، تم قتل وجرح العديد من الطلاب والطالبات، كما تم فصل وتوقيف عدد منهم، في موقف انهزامي مكرر لعقل سلطوي يعيد انهزامه الأخلاقي باستمرار ضمن سياق تحكمه في مقدرات البلاد التي تحولت إلى مزايا شخصية.
أذكر في هذا المنعطف، سيل البيانات السياسية التي أصدرتها القوى السياسية الديمقراطية في البلاد ومكونات المجتمع الجماهيري، التي تعتبر عنوانا لحركة الجماهير السودانية في اتجاه الخلاص من حكم الاستيطان الذي لا يحمل هوية متفقة عليها، غير هوية «السرقة الموصوفة وتدمير بنى المجتمع». الراصد لكم المواقف التي سجلت مؤخرا، والتي يصعب إحصاؤها، يؤكد أن استفتاء شعبيا جماهيريا سلميا وقع على غرار مواقف سابقة، تؤكد رفض حكم الاستيطان الذي أفرزته طبقة سياسية معينة واستأثرت به عصبة «محتالة»، مركزها المهيمن هو الرئيس نفسه.
تبين أيضا أن تلك البيانات لا تسقط الرئيس ولا تدفعه إلى تسوية سياسية ما قد تسمح بمعالجة الخلل القائم وتجاوزه، لاستشراف سياسي يؤسس لمؤسسة دولة سودانية على أنقاض سقوط أيديولوجية حركة الإسلام السياسي التي أنتجت مجتمع إبادة سودانية، وما تبقى من السودانيين لا يختلفون كثيرا عن بقايا اليهود، ضحايا جرائم النازية «الهلوكوست» في الثلث الأول من القرن العشرين. وهو الشيء الذي يرتب عليهم إعادة إنتاج جديدة تشبه حراك مجتمعات الإبادة بعد وقوع الجريمة، للتموقع من جديد ضمن الحراك الإنساني. والمقاربة بين الاثنين، أن الأول، ضحايا الفكر النازي، والثاني ضحايا الفكر الإسلاموي ورجاله، مدنيين وعسكريين. وهنا تقع أهمية المحكمة الجنائية كمحاكمة للعقل المنتج والمكون.
إن الرئيس السوداني وفق اعتقاده الجازم والقاطع، بأنه ليس بحاجة – على الأقل راهنا- في مضي مسيرة حكمه إلى الأمام وتحت قيادته، كل العوامل المطلوبة وفق رأيه، متوفرة، من أمن وحرس شبيه «بحرس الثورة» الإيراني، تمثله ميليشات ما يعرف بـ»الدعم السريع» التي حلت محل الجيش السوداني بعد قرار حله غير المعلن، فهي الآن مؤسسات «الخردة»، تعرض للبيع في الخارج كمرتزقة، وفي الداخل لا قيمة لها ضمن مؤسسة البشير الخاصة جدا في الحكم.
إن الرئيس السوداني الذي يمثل الأنموذج الأكثر وضوحا لانحراف مؤسسة التمركز في حكم البلاد، أيضا هو عنوان لأيديولوجية عقل الهيمنة والاستبداد القائمة، الذي هو عقل جمعوي تمثله طبقة انتهازية واحدة، ذات مكونات ومرجعيات وأسس شكلتها على الدوام، ولا تقبل إلا «بسيادة» تلك الأركان في صحتها أو عدم صحتها، حيث في أول اصطدام مع حراك الجغرافية السودانية التي تمضي نحو التشكل من جديد، وجد عقل الهيمنة نفسه أمام أسئلة تعرية حرجة، أحرجته وأقعدته، كما فشل في الإجابة عليها، ولن يستطيع من دون تقديم نقد موضوعي لبنيات عقله المهيمن السلطوي في السودان، بنية هذا العقل السلطوي المهيمن ونظرته للأمور السودانية هو سبب انغلاقه وتقوقعه عن عموم حراك الشعوب السودانية، إن حالة الرئيس السوداني، تفسر أزمة هذا العقل وعقدته وفي ورطته التاريخية ايضا، فهي دائما تبتعد عن معالجة «الموضوع» إلى «الشكل»، بالهروب أو الخدعة كشأن ما يعرف بـ»بوثبة» البشير للحوار الوطني، وهي في الاصل مناورة لامتصاص ردود فعل حراك القوى التي تحاصر عقل الهيمنة، فضلا عن كونها منصة لتفكيك وخداع قوى من فسيفساء المعارضة. سنتان من حكمه أكملها في التسويف حول الحوار الوطني، وسنتان اخريان وهما المقبلتان فهما للتسويف حول ما يعرف بمخرجات الحوار الوطني، وسنتان أخريان، آخر سنوات حكمه، وفق انتخاباته التي اجراها مع نفسه وفوزه عليها، حيث كان ينافس ظله، فهي للتسويف حول التنفيذ أو عدمه، في مشهد شبيه بمسرح اللامبالاة، الجميع يدخله ويشاهد، أما هو، فلا لا يدخله ولا يشاهده.
المؤكد، أن لا حل مع الرئيس السوداني، من دون أن يتجاوز عقدتين عقدة الخوف من الآخر السوداني، وهو كل الشعب السوداني، وعقدة الجنائية الدولية.

محجوب حسين
٭ كاتب سوداني مقيم في لندن