صحيفة إلكترونية تهتم بمعاناة الغلابة من أبناء شعبنا المقهور والمغلوب، كما تحاول جاهدة عكس الأخبار الفاضحة لفساد النظام
السبت، 17 سبتمبر 2016
نلبس مما نصنع!
(3054) مصنعاً توقف عن الإنتاج، هذا الرقم موزع على عدد من ولايات السودان، وبحسب (الصيحة)، توقف المصانع وهروب رؤوس الأموال لم يتوقف منذ الفترة التي أعقبت انفصال جنوب السودان وتلاها انهيار العملة المحلية، قبيل نهاية 2014م، أعلن اتحاد الغرف الصناعية توقف معظم المصانع العاملة بالبلاد، وكشف مسحٌ أجرته ولاية الخرطوم تعاوناً مع اتحاد الغرف أن 80 بالمائة من المصانع بالخرطوم توقفت، وأن هناك عدداً من المصانع في طريقها إلى التوقف عن العمل، الاتحاد أشار إلى أن النقص في الحاجة المحلية للزيوت بلغ 50 ألف طن في بلد يمتلك طاقة إنتاجية في الزيوت تبلغ 3,200 ملايين طن بحسب الاتحاد في ذلك الوقت. وفقاً للاتحاد فإن جزءاً من المشكلة صعوبة توفير النقد الأجنبي، بجانب مشكلات تواجه فتح خطابات الاعتماد، وهذا يتصل مباشرة بعدم وجود مراسلين بالبنوك الخارجية، يُضاف إلى ذلك عدم وجود قانون للصناعة، هذه هي مشكلات الصناعة كما قدرها اتحاد الغرف في وقت سابق.
ولو فقط ركزنا على هذه الجوانب، فجميعها تطور منذ ذلك الوقت حتى الآن إلى الأسوأ، خاصة فيما يتصل بتوفير النقد الأجنبي، وهذه مشكلة تواجه كل القطاعات بما فيه القطاع الصحي الذي تأثر مباشرة وأصبح توفير الأدوية قضية شاغلة؛ بما فيها الأدوية المنقذة للحياة. الواضح أن الدولة غير آبهة بما يحدث في القطاع الصناعي، بل حتى المصانع التي كانت تعمل بكامل طاقتها طالها التدمير الشامل منذ التسعينيات لأسباب فرض الضرائب والرسوم غير المجنونة التي لم تترك أمام أصحاب المصانع إلا الهروب أو التوقف عن العمل، والذي يمر بشارع الصناعات بمدينة بحري ويلقي نظرة إلى تلك البنايات التي لا يزال بعضها محتفظاً بلافتاته، يدرك تماماً حجم الخراب الذي طال الصناعة وذبحها بسكين، وازداد الأمر سوءاً، بعد اكتشاف البترول والبحث عن الثراء السريع ، وحتى بعد انفصال جنوب السودان وذهاب البترول جنوباً، لم تستوعب الحكومة الدرس وتلتفت إلى القطاع الصناعي، ولا القطاع الزراعي، رغم أنه كان معلوماً أن البترول سوف يخرج يوماً ما، لكن الذي حدث، أن اتجهت أيضاً نحو الثراء السريع والمحدود، فاتجهت نحو الذهب والمعادن، وكل ذلك على حساب قطاعات أخرى يُمكن أن تسير جميعها في وقت واحد، والنتيجة لا نلبس مما نصنع ولا نأكل مما نزرع، بعد ما لحق بالقطاعين ما لحق.
شمائل النورالتيار
الخرطوم.. أزمة نقل مزمنة.. مفسدة العيد
الخرطوم – زهرة عكاشة
يعيش سكان ولاية الخرطوم ضغطا سكانيا رهيبا طيلة أيام السنة، وفي الأعياد تخلو الخرطوم من الضغط البشري الوافد من الولايات المختلفة بحثاً عن الرزق، ويتوقع سكان الولاية إثر ذلك ارتفاع نسبة الخدمات، "كهرباء، مياه ومواصلات عامة" وكحد أدنى انسيابها بسلاسة دون معاناة، لكن ما حدث أحبط كل التوقعات والتأملات الممكنة والمستحيلة، لاسيما عيد أضحى هذا العام الذي امتدت عطلته أكثر من أسبوع في القطاع الحكومي وبعض من الخاص. من الطبيعي خلو العاصمة الخرطوم من السكان خلال عطلة العيد، وما ليس طبيعيا حقاً خلو شوارع الخرطوم وطرقاتها من المواصلات العامة تماماً، وهذا يلفت النظر إلى أن حكومة الولاية لا تمتلك أي مركبات عامة لبرمجتها خلال عطلة العيد، وكل ما يحدث من هرج ومرج في المخالفات والخروقات يرجع لكونه قطاعا خاصا أي "مركبات يمتلكها أفراد" وهم أحرار يزيدون سعر التعرفة بسرقة الخطوط وتقسيمها أو إنشاء خطوط جديدة كما يحلو لهم، أهم ما يشغل بالهم ويسلب فكرهم كيف يملأون جيوبهم الفارغة ونفوسهم المتعطشة للمال، يخلقون أزمة وقتما شاءوا وكيفما أرادوا، كل ذلك والدولة تقف بعيداً وتتفرج على تلك الدراما ليس لديها دخل في ذلك سوى تنظيمهم وتغريمهم على المخالفات المرورية، وبروبقندا بصات الوالي لم تكن سوى سياسة تمليك أفراد وضعت لها خطة محكمة نفذت بدقة ونجحت في نهاية الأمر، هذا هو التبرير الوحيد لغياب المركبات العامة التابعة للدولة خلال عطلة العيد.
مجنون أو مجبور
عانى المواطنون من انعدام المواصلات العامة خلال عطلة العيد أيما معناة، حتى إن الكثيرين اختاروا الاعتكاف في منازلهم رحمة بأنفسهم من الوقوف مسافات طويلة تحت أشعة الشمس الحارقة نهاراً، وفي صينية كوبر وقف رجل برفقة بناته الثلاث اللاتي تتراوح أعمارهنّ بين "5 – 13" سنة ثالث أيام العيد، ولما طال وقوفهم انتظاراً للمواصلات قال لهنّ بصوت مسموع وعلامات الضيق بادية على ملامحه إن لم تأت مركبة خلال "5" دقائق سنعود إلى المنزل، قال محمد عثمان الذي كان يقف على مقربة منهم: "حقيقة، الأمر غاية في السوء ولم نكن نتوقع انعدام المواصلات في مثل هذه الأيام، وكادت تكون الخرطوم خالية تماماً منها، وأظن كل من فكر في الخروج من منزله إما مجنون أو مجبور على ذلك مثلي.
ضمير معدوم
لم تنته المعاناة عند انعدام المواصلات بل زادت عند استغلال سائقي الهايسات والركشات للموقف، في ذلك يقول أيمن عبدالعزيز: "اضطرتني ظروف عملي للخروج ليلاً وعندما لم أجد مواصلات وسط الخرطوم قررت المشي راجلاً إلى حين مرور مركبة"، وأضاف: الهايس التي تمر بشارع الجمهورية متجهة إلى شرق النيل لا تقل أي شخص بأقل من "5" جنيهات وإن كان واصلا الكبري فقط سعر التذكرة واحد، لا يتنازل السائق عن فلس، ويقولون بالفم المليان إما الدفع أو عدم الركوب، وتابع: الجشع طال كل شيء ولم يعد هناك ضمير أو أخلاق تردع، يتصرف الناس وكأنهم وحوش مفترسة، انعدمت الرحمة من القلوب وحل محلها الطمع، أكد ذلك عمر الأمين وأضاف: ركبت مع سائق هايس وقف ليشحن مركبته متجهاً للسوق العربي وبعد مرور عشر دقائق تزمر وقال بضيق "يشتكي الناس من عدم المواصلات ها هي المواصلات، أين هم أولئك الركاب" قلت له: "يئسوا من خيراً فيكم وقرروا البقاء في منازلهم ولم نخرج إلا لظرف طارئ"، وتابع أيمن: لم يتحمل ذلك السائق الوقوف أكثر من عشر دقائق في الوقت الذي يقف فيه الناس أكثر من ساعة على مدى ثلاثة أو أربعة أيام آملين في مركبة واحدة توصلهم إلى منازلهم بسلام.
ركشة وراقش
وفي السياق تقول صفية عوض الله: خرجت أمس مساء لحضور عقد قران و لا يبتعد منزل المناسبة عنا كثيراً، لكن مع الزيادات التي تحط على رؤوسنا يوماً تلو الآخر بات الأمر فظيعاً وغير محتمل، وتابعت: توصلنا "الركشة" في الأيام العادية بـ"15" جنيهاً، وعشان الدنيا عيد وكل سنة وأنتو طيبين لم يرض "الرقاشون" توصيلنا بأقل من "20" جنيهاً، ولأنني أريد الوصول قبل مواعيد العقد، وافقت. ومن جهتها استنكرت رقية الصافي طمع سائقي الركشات وجشعهم حينما قالت: "استغل سائقو "الركشات" الناس بدعوى أن الدنيا عيد، ومشوار الـ"5" جنيهات أصبح بقدرة قادر بـ"10" جنيهات زادوا الضعف على كل مشوار"، ومضت في حديثها: ما يحدث ليس سوى هلع وطمع أعمى القلوب والأبصار، وأن ما يحدث ابتلاء من الله وامتحان لن يجتازه إلا من وقر قلبه بالإيمان وقنع بما آتاه الله وشكره وحمده
اليوم التالي
تداعيات تقرير" وفقًا لقراءة مراقبين فإن تل أبيب ربما تحاول من خلال حثها واشنطن على تحسين العلاقات مع الخرطوم تثبيت أقدامها في القارة السمراء وكبح جماح التنين
الخرطوم- بهرام عبدالمنعم
في ذهن الكثيرين أن تطبيع العلاقة بين الخرطوم وتل أبيب أمرٌ دونه خرط القتاد. وثمة شعارات مرفوعة ومُعلنة من قبل قيادات الحزب الحاكم في السودان نهضت في وقت سابق قبالة آراء احتملتها مداولات قاعة الصداقة، في فترة من فترات الحوار الوطني. وكانت بعض الأصوات قد اقترحت مقاربة التطبيع بوصفها المدخل المثالي والشفرة الملائمة لتقريب الشقة وتعبيد الدروب بين واشنطون والخرطوم. على كل، فقد مضت الأمور في غاية الاعتيادية خلال الفترة الماضية، لكن كان مُفاجئًا قبل أيام بروز أنباء تتحدث عن أن مسؤولوين في وزارة الخارجية الإسرائيلية حثوا الولايات المتحدة على ضرورة تحسين العلاقات بينها والسودان. المطالب التي أماطت اللثام عنها صحف إسرائيلية تموضعت قبالة طاولة نائب وزير الخارجية الأمريكية للشؤون السياسية، توم شانون، الذي زار إسرائيل، الأسبوع المُنصرم. وأجرى سلسلة محادثات مع كبار المسؤولين في خارجية تل أبيب. وطبقاً للمُراقبين، فإن إسرائيل تريد تثبيت أقدامها في القارة السمراء، لكبح جماح تمدد (التنين) الصيني. وبحسب ما نقلته صحيفة (هآرتز)، عن موظفين إسرائيليين فإن "المسؤولين في خارجية تل أبيب شدووا أمام شانون على ضرورة تحسين العلاقات بين الولايات المتحدة والسودان، وذلك لأن إسرائيل تعتقد أن الحكومة السودانية قطعت قبل نحو عام علاقاتها مع إيران، وأن عملية تهريب الأسلحة من السودان إلى قطاع غزة قد توقفت، وأن السودان يقترب من محور السعودية".
"محاولة لاستباق التطورات"
في الأثناء، وفي تصريحات خص بها لـ(اليوم التالي)، الأسبوع الماضي، قلل مسؤول حكومي رفيع من تصريحات (هارتز) الإسرائيلية التي زعمت فيها أن تفاهمات شانون مع المسؤولين الإسرائليين إبان زيارته لتل أبيب نهاية أغسطس الماضي، طلبت خلالها الحكومة الإسرائيلية من حكومة الولايات المتحدة وعدد من الحكومات الغربية تقديم بوادر حسن نية تجاه الخرطوم، و"تحسين العلاقات مع السودان، بعد توقف تهريب السلاح من السودان إلى قطاع غزة، وقطع الأخيرة لعلاقاتها مع إيران"
وطبقاً للمسؤول، الذي فضل حجب اسمه فإن المزاعم تعتبر محاولة لاستباق التطورات الإيجابية بين السودان وأمريكا وإن إسرائيل أرادت أن تكسب رصيدا في هذا، وأضاف أن التقرير الذي أوردته الصحيفة أشار إلى أن إسرائيل اتفقت على هذه التفاهمات على ضوء تعزيز محور التحالف السني لإضعاف النفوذ الإيراني في المنطقة، وأن السودان سيكون عنصرا مهما في هذا التحالف وأضاف: "جهود تحسين العلاقات بين الخرطوم وواشنطون تتم مباشرة بين البلدين ولا تحتاج لوساطة إسرائيلية، رغم أن لإسرائيل أيدي قوية يمكن أن تؤثر بها على السياسة الأمريكية تجاه السودان"، واستبعد أن يكون ما أورده التقرير، بمثابة مبادرة إسرائيلية لتقريب وجهات النظر بين السودان والدول الغربية، لكنه أشار إلى أن التقرير تضمن نقطة صحيحة واحدة تتلخص في الأثر الذي يمكن أن يحدثه انهيار الاقتصاد السوداني على الاستقرار في المنطقة، منبها إلى أن أمريكا نفسها تتفق مع هذه الجزئية، واعتبر المصدر أن التقرير لا يعبر عن واقع حقيقي.
طلب إحاطة
في وقت لاحق، وكرد فعل أولي على تقرير (هآرتز) جاء طلب الإحاطة العاجل الذي تقدَّم به مشرعون من التحالف والمعارضة في (الكنيست) لمُناقشة موضوع الالتماس الإسرائيلي الرامي لتخفيف العقوبات عن الخرطوم. ويقول 4 أعضاء من المشرعين في البرلمان الإسرائيلي إن المسألة لم تخضع للنقاش سواء في لجنة الدفاع أو لجنة العلاقات الخارجية في الكنيست.
"تقييم لوضع السودان"
يقول الكاتب والمُحلل السياسي؛ عبدالله رزق، لــ (اليوم التالي)، إن تنامي الدعوة في الأوساط الرسمية الإسرائيلية لمساعدة السودان، يعني تغييرًا في رؤية الإسرائيليين وتقييم لوضع السودان، في إطار توجههم نحو التمدُّد في أفريقيا، وهو يعني أن السودان لم يعد عدوًا لإسرائيل، وليس لمجرد أنه أوقف شُحنات الأسلحة لقطاع غزة كناتج عرضي لقطع علاقاته مع إيران، كما ورد في صحيفة (هآرتز)، لكن يعني أن هناك ظروفًا موضوعية وذاتية، في رأي الإسرائيليين، وأن الأسباب الجوهرية تتجاوز هذا السبب العرضي، لتبيان تحول جذري في موقف السودان تجاه إسرائيل.
"بوادر حسنة"
بالنسبة لصحيفة (الحدث) الفلسطينية، فإن التشديد الإسرائيلي أمام نائب وزير الخارجية الأمريكي، على أنه يجب عدم تجاهل ما سُمي بالخطوات الإيجابية من جانب السودان، وأن القيام ببوادر حسنة من جانب الولايات المتحدة تجاه الخرطوم سوف يكون مُجديًا، علمًا أن إحدى الخطوات التي تطالب بها الحكومة السودانية في السنة الأخيرة هي أن تقوم الإدارة الأميركية بإخراج السودان من قائمة الدول الداعمة للإرهاب. وقالت (الحدث) إنه على خلفية تقارب السودان مع السعودية وقطع علاقاتها مع إيران والتصريحات بشأن الاستعداد لتطبيع العلاقات مع إسرائيل تمهيدًا للتقارب مع الولايات المتحدة، فإن إسرائيل - بحسب مسؤولين إسرائيليين كبار - تحث الولايات المتحدة ودولًا أخرى على تحسين علاقاتها مع السودان والقيام ببادرات حسنة تجاهها.
"ليس مُصادفة"
وطبقاً للكاتب والمحلل السياسي؛ عبدالله رزق، في حديثه لــ (اليوم التالي)، فإنه ليس مُصادفة أن يتوافق توجه الرسميين الإسرائيليين نحو السودان، مع تنامي ما يُمكن تسميته بلوبي ظل يدعو علنًا لتطبيع العلاقة مع إسرائيل، وهو مؤشر لتحول في المناخ السياسي في السودان، وتجذر ثقافة التطبيع. وقد استطاع هذا اللوبي أن يوصل صوته إلى داخل مؤتمر الحوار الوطني في قاعة الصداقة، ويضمن مطلب التطبيع في توصيات الحوار.
"خطوات إيجابية"
بشكل موازٍ للاتصالات مع الإدارة الأميركية بشأن السودان، تقول صحف إسرائيلية أن بلادهم أجرت في السنة الأخيرة محادثات مماثلة مع فرنسا وإيطاليا ودول أوروبية أخرى. وأفادت هآرتس عن مسؤول إسرائيلي قوله إن دبلوماسيين إسرائيليين طلبوا من نظرائهم في أوروبا مساعدة السودان في أعباء ديون الأخيرة الخارجية التي تقدر بنحو (50) مليار دولار، ودراسة إمكانية شطب جزء من هذه الديون مثلما حصل مع دول أخرى في العالم واجهت مصاعب اقتصادية، وذلك بادعاء أن الانهيار الاقتصادي في السودان سوف يزعزع الاستقرار فيها ويعزز النشاط الإرهابي. ويؤكد عبدالله رزق، في إفادته لــ (اليوم التالي)، بأن مسألة التطبيع لم تكن بعيدة أو غائبة في كواليس السياسة السودانية. فقد نسبت ويكيليكس إلى وزير الخارجية أسبق؛ قوله بأن "حكومته لا تمانع في مناقشة مسألة التطبيع مع إسرائيل"، وذلك خلال لقائه مع القائم بالأعمال الأمريكي الأسبق في الخرطوم. ويبدو أن الخرطوم، وفقاً لمحدثي، ظلت تتعرض لضغوط للقبول بالتطبيع؛ ومع تفاقم الأزمات التي تعيشها البلاد؛ فإن الوضع يبدو مواتيًا لما يسميها بـ(عملية ابتزاز) قد تتعرض لها البلاد، "وليس من المتوقع أن تكون جهود إسرائيل للتوسط لتطبيع العلاقات بين السودان من جهة، وأوروبا وأمريكا من جهة أخرى، مجرد عمل خير ومجّاني وبلا مقابل".
"دعوة للتطبيع"
سبق وأن ذكر مراسل صحيفة (يديعوت أحرونوت)؛ أن الحوار الوطني تطرَّق أكثر من مرة لمسألة تطبيع العلاقات مع إسرائيل، ناقلًا عن حزب (المُستقلين) السوداني قوله في نوفمبر الماضي "أنه لا يوجد مبرر لإظهار السودان مواقف عدائية تجاه إسرائيل". وشهدت الفترة الماضية انتهاء قمة الحوار الوطني بين الأحزاب المختلفة والحركات المسلحة، التي دعا إليها الرئيس عمر البشير، حيث تباحثت الأطراف حول قضايا متعددة، مثل قانون الدولة والحريات والعلاقات الخارجية، وتم التطرق بصورة مُفاجئة إلى العلاقات مع إسرائيل. وأكد حزب المستقلين أن تطبيع العلاقات بين الجانبين يفتح الباب واسعًا لرفع العقوبات الأمريكية عن السودان، لأن هذه العقوبات أجبرت الدولة على دفع أثمان باهظة خلال العقدين الماضيين بسبب اتهامها بدعم الإرهاب. وأشار المراسل إلى حديث وزير الخارجية إبراهيم غندور، خلال مؤتمر سابق شهدته الخرطوم، قال فيه إن مسألة تطبيع العلاقات مع إسرائيل قابلة للدرس، حين كان يرد على نقاشات شهدها المؤتمر حول أن الموقف الهجومي للخرطوم تجاه تل أبيب يثير خيبة أمل واشنطن، في حين أن تطبيع العلاقات مع إسرائيل قد يفتح الباب لإمكانية قيام علاقات طيبة مع الإدارة الأميركية. وكانت لتصريحات غندور ردود فعل عاصفة في وسائل الإعلام العربية، لكن الحزب الحاكم قال لاحقاً إن الحزب لم يطرح مسألة العلاقات مع إسرائيل للنقاش الداخلي في أي لقاء تم عقده، مستدلاً على ذلك بما أعلنه البشير في نوفمبر 2012 بأن التطبيع مع إسرائيل خط أحمر، عقب ما نسب لإسرائيل من مهاجمة مصنع أسلحة في قلب الخرطوم. ورغم النقاش المفاجئ في السودان حول العلاقات مع إسرائيل، بسبب التطورات الدراماتيكية في المنطقة خلال السنوات الأخيرة فإن تطبيع العلاقات لا يزال بعيدًا جدًا، مع أن السودان يقترب في العامين الأخيرين من المعسكر المعتدل في المنطقة، ويبتعد عن محور إيران، حيث أعلنت الخرطوم في الفترة الماضية قطع العلاقات الدبلوماسية مع طهران، عقب مهاجمة السفارة السعودية فيها.
قطع العلاقات
عودًا على بدء.. كانت وسائل الإعلام الأجنبية نسبت لسلاح الجو الإسرائيلي في السنوات الأخيرة قيامه بشن هجمات لإحباط عمليات نقل وسائل قتالية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة، باعتبار أن العلاقات بين السودان وما وصفها الكاتب الإسرائيلي بـحركات المقاومة، خاصة حماس وحزب الله، كانت قوية جدًا منذ بداية سنوات التسعينيات. ويؤكد المراسل أن هذه العلاقات تطورت تحديدًا منذ اعتلاء البشير للحكم في البلاد، بعد أن ساهمت علاقات السودان مع تنظيم القاعدة وزعيمه في تخريب علاقاته مع الولايات المتحدة، مما أضر الخرطوم من النواحي السياسية والاقتصادية. ويؤكد الصحفي الإسرائيلي أنه في سبتمبر 2014، شهد توجهًا سودانيًا جديدًا بإغلاق مراكز إيرانية في البلاد، وطرد الملحق الثقافي الإيراني بدعوى نشر المذهب الشيعي في السودان الدولة السنية. وبعد عملية عاصفة الحزم التي شنتها قوى التحالف العربي بزعامة السعودية في اليمن، كان السودان من أوائل الدول التي انضمت لقتال المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران، وجاءت ذروة التوتر السوداني الإيراني في قطع علاقتهما. ويُعدُّ المراسل أن السودان عبر هذه الخطوة التي لم تقم بها دول خليجية - على حد قوله – "كفيلة بأن تعود عليه بعوائد مالية من السعودية، الدولة الغنية، وقد يكون السودان معنيًا بتطبيع العلاقات مع إسرائيل لتحسين وضعه الاقتصادي".
فتور العلاقات
بحسب (هآرتس)، فإنه في السنوات 2008 حتى 2016 وقعت سلسلة غارات جوية على قوافل أسلحة في داخل السودان يعتقد أنها كانت في طريقها إلى غزة، وعلى سفينة أسلحة إيرانية في بورتسودان، وعلى مصنع الصواريخ قرب الخرطوم. وقد نسبت هذه الهجمات إلى إسرائيل، إلا أن الأخيرة لم تعترف بها. وأضافت أنه منذ نهاية العام 2014 بدأت تفتر علاقات السودان بإيران، وذلك على خلفية ضغوط شديدة من السعودية، وقام السودان بطرد الملحق الثقافي الإيراني في السفارة في الخرطوم، وأُغلقت عدة مراكز ثقافية إيرانية كان تنشط في السودان. وفي يناير من العام الحالي قطع السودان علاقاته الدبلوماسية مع إيران في أعقاب الهجوم على السفارة السعودية في طهران. يذكر أن الولايات المتحدة تقيم علاقات دبلوماسية مع السودان، ولكن العلاقات متوترة بين الطرفين ومنذ تسعينيات القرن الماضي. قبل نحو (20) عامًا وضعت الإدارة الأميركية السودان ضمن قائمة الدول التي تدعم وتأوي المنظمات الإرهابية، وفرضت عليه عقوبات اقتصادية شديدة، الأمر الذي تسبب في أضرار شديدة للاقتصاد السوداني. كما تمارس الولايات المتحدة ضغوطًا على دول أخرى في العالم لمنع دخول الرئيس عمر البشير إليها. وفي السنوات الأخيرة، بعد إعلان استقلال جنوب السودان، تجري الولايات المتحدة محادثات مع الحكومة في الخرطوم. وطبقاً للمحلل السياسي عبدالله رزق، فإنه لا يمكن التكهن بما يمكن أن يكون الثمن الذي تطلبه إسرائيل بالمقابل، كما لا يمكن التكهن بكامل الخلفيات التي شكَّلت قرار إسرائيل بتبني مساعٍ لتخفيف العقوبات الأمريكية على السودان، وشطب بعض ديونه، إلا أن مثل هذا القرار لا يمكن أن يكون قد نشأ من فراغ
تفاصيل حادثة الاعتداء على المهندس أحمد ..معتمد الخرطوم : أراجع بنفسي خطة الأمن ولم نتسلم بلاغاً بشأن الحادثة
في أول رد فعل رسمي لحادثة ضرب المهندس أحمد أبوالقاسم مختار نفت الشرطة رسمياً تلقي بلاغ بشأن الحادثة. وتداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” و”تويتر” وخدمة التراسل الفورية” واتساب” صوراً بالغة القسوة لأحمد أبوالقاسم، وتظهر الصور تعرضه للضرب بطريقة وحشية. وأظهر معتمد الخرطوم، رئيس لجنة أمن المحلية الفريق أحمد أبو شنب استغرابه للحادثة مؤكداً أن أقسام شرطة المحلية لم تتلق بلاغاً بشأنها. وفي ذات السياق أكد مدير الإدارة العامة للتوجيه والخدمات بالشرطة الفريق عمر المختار لـ(التيار) أمس”الجمعة” أن سجلات الشرطة خلت من أي بلاغات مزعجة مقارنة بالعيد الماضي، ومبيناً أن ما تم تداوله في مواقع التواصل الاجتماعي في إشارة إلى حادثة المهندس أحمد غير موجودة فى سجلات الشرطة.
واقتاد مجهولون المجني عليه من أمام منزله بضاحية المنشية شرقي الخرطوم حوالي الثانية فجر “الخميس”. وروى مصدر موثوق لـ(التيار) تفاصيل الحادثة المأساوية أمس “الجمعة” بأن ستة أشخاص حملوا المجني عليه على متن عربة إلى فضاء ناءٍ بمنطقة سوبا “الحاويات” جنوبي الخرطوم. وهناك أوسعوه ضرباً وتعذيباً وتسببوا في إصابته بكدمات وجروح برأسه وأجزاء متفرقة من جسده ثم تركوه في حالة يرثى لها بالعراء وفروا إلى جهة غير معلومة دون ذكر تفاصيل لماذا فعلوا ذلك أو لأي جهة ينتمون . قبل أن تعثر عليه أسرته حيث أسعف لمستشفى الأطباء لتلقي العلاج.
صحيفة التيار
الهيئة الإشرافية للنظافة تقر بوجود ضعف في نقل النفايات
الخرطوم – خضر مسعود
أقرت الهيئة الإشرافية لنظافة ولاية الخرطوم بوجود ضعف في نقل النفايات في بعض محليات الولاية خاصة جبل أولياء وكرري، في وقت أشارت فيه إلى تمكن محليات الولاية من إخلاء نفايات الأسواق وعودتها للبرنامج الروتيني. وقال مصعب برير؛ مدير عام الإشرافية لـ(اليوم التالي) أمس (الخميس) إن مشكلة جبل أولياء تكمن في ضعف العمالة، لافتاً إلى دعم الولاية لكل المحليات بالأموال اللازمة؛ وتوفير آليات من وزارة البنى التحتية لنقل النفايات في العيد، وأشار إلى الاهتمام الكبير لحكومة الولاية بأمر النظافة. وأوضح برير؛ أن عمليات نقل النفايات تمت في أغلب المحليات بصورة مقبولة؛ عدا بعض المناطق، وتوقع أن تكمل جميع المحليات نقل نفايات ومخلفات العيد قبل يوم (الأحد) المقبل، وأضاف أن بعض المحليات التزمت بإنفاذ الخطة بشكل جيد، مشيراً إلى وجود إشكالية في محلية الخرطوم لإحدى الشركات العاملة في النظافة بالمحلية، وقال مصعب إن عمليات نقل النفايات وجمعها خلال عطلة عيد الأضحى أفضل بكثير عن الأعياد السابقة، وأكد أن جميع المحليات ستعود إلى الروتين الطبيعي مطلع الأسبوع المقبل بعد استكمال نقل نفايات العيد
اليوم التالي
الكوليرا تضرب مناطق النّزاع بالسودان..حسابات السّاسة تغيّب الكارثة
جدل حادّ يدور حالياً في الأوساط السودانية بشأن حالات الإسهال المائية التي ظهرت بثلاثة ولايات سودانية بينها النيل الأزرق، والتي تشهد حرباً بين “الحركة الشعبية” قطاع الشمال، والحكومة السودانية، منذ نحو خمسة أعوام.
الحكومة السودانية، بدورها، سارعت لنفي أن تكون تلك الإسهالات ناتجة عن مرض “الكوليرا”، على الرغم من اعترافها بإصابة نحو 416 شخصاً بولاية النيل الأزرق وكسلا والنيل الأبيض بالإسهال، فضلاً عن وفاة 17 شخصاً في الولاية ذاتها، لكنها عزت الوفيات للوصول المتأخر إلى المستشفيات.
ودفعت وزراة الصحة الاتحادية بفرق طبية وفنية لولاية النيل الأزرق، والتي تحتضن العدد الأكبر من الإصابات، إذ تجاوز عدد المصابين 188 شخصاً.
بدأت أصوات سودانية باتّهام الحكومة في الخرطوم بمحاولة إخفاء المرض لحسابات سياسية
وبدأت أصوات سودانية، بعضها معارض، باتّهام الحكومة في الخرطوم بمحاولة إخفاء المرض لحسابات سياسية، مطالبة إياها بالاعتراف بأن تلك الحالات ناتجة عن الإصابة “بالكوليرا”، الأمر الذي يجب أن تعلن معه حالة الطوارئ لمحاولة السيطرة على الوباء في بداياته.
وشككت اللجنة المركزية للأطباء في صحة الأرقام الخاصة بالوفيات الناتجة عن الإسهال بولاية النيل الأزرق، قاطعة بأن عدد الوفيات تجاوز الـ99 حالة، معظمها وسط الأطفال.
واعتبر حزب الأمة المعارض، بقيادة الصادق المهدي، ما يتم في ولاية النيل الأزرق بمثابة كارثة صحية، متهماً الحكومة بالإنكار والتقليل من خطورة الموقف لأغراض سياسية، ومطالباً إياها بإعلان المنطقة منطقة كوارث وأوبئة.
وأكد الحزب، في بيانه أمس الجمعة، أن كافة التقارير التي وصلت للحزب من هناك تؤكد انتشار الإسهالات بشكل أوسع، ما يشكل تهديداً عالي الخطورة على صحة المواطن.
وأشار البيان لارتفاع حالات الوفاة بالنيل الأزرق إلى 25 حالة، فيما حمّل الحزب الحكومة مسؤولية انتشار ما سموه بـ”المرض الوبائي”، بسبب تقاعسها في التدخل السريع.
وطالب البيان منظمة الصحة العالمية، والمنظمات العاملة في مجال الصحة، بالتدخل العاجل لإنقاذ حياة المواطنين، وأكد أن الحزب سيعمل للضغط على الحكومة لتحمل مسؤولياتها.
ويرى مراقبون أن الحكومة، في أحيان كثيرة، تعمد نحو إخفاء الأوبئة بسبب تبعات الإعلان عنها سياسياً واقتصادياً ودولياً، وفي أحيان كثيرة تلجأ الحكومة لمنع الصحافة المحلية من تناول قضايا تتعلق بانتشار الأوبئة، إذ تعد تلك المواضيع ضمن الخطوط الحمراء التي تمس بالأمن القومي.
في هذا السياق، يقول المحلل السياسي، ماهر أبو الجوخ: “تلجأ الدولة أحياناً لعدم الإعلان عن بعض الأوبئة لارتباط الخطوة بقوانين وإجراءات دولية في مجال الصحة”، وأوضح: “نظراً لأن الكوليرا من الأمراض المعدية؛ فإن إجراءات احترازية كثيرة تتم من قبل الجهات الدولية، تشمل الإنسان والحيوان والزراعة”.
وأضاف أنّ “قرار رفع الحظر، في حال الإعلان عن الوباء، وإعلان تجاوز الدولة المعينة للمرض؛ يحتاج فترة طويلة قد تصل إلى عام، بخلاف تأثيراته على حركة السياحة والاستثمار”.
وفيما يتصل بولاية النيل الأزرق؛ يرى أبو الجوخ أن الأمر معقد، باعتبارها منطقة “يدور فيها نزاع مسلح، وهناك جدل كثيف بشأن إيصال المساعدات إليها بين الحكومة والحركة الشعبية، وبالتالي تخشى الحكومة أنّ أي إعلان عن وباء أو خلافه سيؤثر على موقفها التفاوضي بشان المساعدات.
أما الخبير السياسي، محجوب محمد صالح، فيرى أن محاولة الحكومة إخفاء أي من الأوبئة عائدٌ لخشيتها من أن يثير الإعلان الهلع وسط المواطنين، فضلاً عن خوفها من تحميلها المسؤولية، وإثارة تحركات سياسية ضدها.
ويرى صالح أن “من الخلل السياسي الجنوح نحو الإخفاء، لما له من نتائج عكسية تفاقم من الوضع الصحي للأهالي”.
العربي الجديد
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)