أصاب الاندهاش الكثيرين عندما انتشرت عبر الأسافير صور السيارات الفارهات ذات الدفع الرباعي التي اشترتها حكومة ولاية الجزيرة …اما انا فقد اندهشت من الاندهاش الذي أصاب هؤلاء المندهشين ..(هو لسه في ناس بندهشوا ؟؟؟) …وكأننا لم ندخل هذا (الفيلم ) عدة مرات …ولم نحفظه عن ظهر قلب …أي والي جديد أو متول لمنصب تنفيذي حديث يبدأ بأشياء ثلاثة ..تحدث معا ..او تباعا ..متفرقة .أو مجتمعة …قيل ماهي ..؟ ..قيل الغاء كل ما كان يفعله من سبقه في المناصب …قيل ثم ماذا …قلنا تغيير أثاث المكاتب ….قيل ثم ماذا …قلنا شراء الجديد الفاره من المركبات …
(لو عض كلب انسانا ..هذا ليس خبرا …لكن لو عض الانسان كلبا …لصار خبرا يصلح للصفحة الاولى )….الشئ الذي اريد قوله انه ليس في الامر عجب ..ولا يوجد ما يدهش في شراء السيارات لحكومة ولاية الجزيرة ..فرجاءا يا أصدقاء الاسفير لا تزحموا صفحاتنا بهكذا ترهات …
كان يمكن ان يكون خبرا لو اتى على هذا الشكل (أصدر والي الولاية الفلانية ..قرارا يقضي ببيع جميع السيارات الممنوحة لكل التنفيذيين بالولاية بمن فيهم شخصه ..واعادة المبلغ الى خزينة الولاية للاستفادة منه في التنمية …وعلى جميع الموظفين استخدام الترحيل في الذهاب والعودة الى مقر العمل ) …دا اسمه خبر ..وربما أصابنا الاندهاش من تلك الجرأة التي أصابت ذلك الوالي ..الذي من غير المستبعد ان يطعن اعضاء حكومته في قواه العقلية ..وربما يقيم بعضهم دعوى (حجر) عليه …
لكن دعنا نشطح في احلامنا قليلا ..ونأمل ان نندهش حتى نشك في اننا نشارك في برنامج الكاميرا الخفية …اذا قرأنا الخبر التالي (اصدر والي الولاية الفلتكانية قرارا يقضي بان يتحرك كل اعضاء الحكومة الولائية بمن فيهم شخصه ..بالمواصلات العامة ..ولا يتم شراء أي عربة لأي شخص في الحكومة مهما كانت الأسباب) …اها دا خبر يصلح مانشيت …والحقيقة أن لمبة عبقرينو قد اوعزت لي باقتراح ..وهو .. ان يجرب الوزراء والتنفيذيون (ارتكاب ) المواصلات في ولاية الخرطوم قبل السفر الى ولاياتهم وقبل ان يقرروا شراء اسطول الفارهات …لمدة قصيرة ..فقط ..شهر ..ثلاثون يوما ..دعهم يرتكبون المواصلات في جميع الخطوط ..يزاحمون الامة السودانية في موقف جاكسون وكركر وشروني ..موقف بحري وسوق ليبيا ..الحاج يوسف وسوق ستة ..سوبا الحلة وسوبا الاراضي ..الكلاكلة اللفة وجبل اولياء …دعوهم يجربوا (الوقفة ) لاوقات طويلة تحت حر الشمس ولفح ذلك الهجير …
خليهم يجربوا المدافرة وبذل جهد مقدر للحصول على (كرسي فاضي ) … شهر فقط ليس اكثر ..وبعد ذلك ربما راجع بعضهم نفسه قبل ان يستلم مفتاح البرادو ..ربما راجع الوالي نفسه قبل ان يهدر اموال الولاية في شراء الفارهات واكتفى بسيارات صغيرة الحجم قليلة المنصرف والتكلفة …ربما عند ذلك نجد خبرا يستحق الدهشة والاندهاش …اما ما ورد من خبر شراء اسطول الفارهات يؤسفني ان أقول لكم انه لم يأت بجديد ..والفيلم دخلناهو قبل كدا وحضرناهو بكل اللغات واللهجات ….وعلى حد قول سليمان غانم في مسلسل ليالي الحلمية (قوم اييييه ..قام اشترى البرادو ) ..وقوم اييييه نحنا كمان غنينا (الوسيم القلبي رادو …وقالوا لي سايق البرادو)…ووووصباحكم خير
د. ناهد قرناص
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق