احتفلت كليّة الطب جامعة الخرطوم يوم الثلاثاء 28/7/2015 باليوم العالمي لإلتهاب الكبد عبر إقامة ندوة علميّة بقاعة البغدادي بمباني كليّة الطب – جامعة الخرطوم بعنوان: “The Diagnosis, Care and Management of Viral Hepatitis” صحبها معرض علمي تعريفي بالتهاب الكبد الوبائي، ومتضمنا منافذ للتطعيم والفحص المجاني.
تحّدث في الندوة عدد من أعلام الأساتذة والأطباء والباحثين في مجال أمراض الكبد والفيروسات في السودان على رأسهم الدكتور عصام محمد الخضر أستاذ الفيروسات بقسم الأحياء الدقيقة بكليّة الطب جامعة الخرطوم، وكان من المتحدثين أيضًا كلّ من الدكتور هاشم مضوي (مستشفي المناطق الحارة)، والدكتور طه المكاشفي (قسم طب المجتمع – كلية الطب جامعة الخرطوم)، والدكتور عادل الدومة (المعمل المركزي للصحة العامة)، والدكتور مهند عبد الرحمن (كلية الطب – جامعة الخرطوم)، وبحضور أنيق من بروفيسور فاطمة السيّد فرح أخصائيّة أمراض الكبد بمستشفي الخرطوم والتي ترأّست الجلسة بصحبة الدكتور عبد القادر علي بشير مدير إدراة تعزيز الصحة بوزراة الصحة ولاية الخرطوم.
استهدفت الندوة كل من العاملين بالحقل الصحي والطلاّب بالكليّات الطبيّة، وشهدت حضورًا متنوعًا وواسعًا من مختلف المجالات والمستويات المهنيّة في الطب والأسنان والصيدلة والصحة العامة والمختبرات الطبيّة.
إلتهاب الكبد هو أحد أربعة أمراض تحتفل بها منظّمّة الصحة العالميّة عبر أيام مخصّصة سنويًا بصورة رسميّة، ويوافق اليوم العالمي لإلتهاب الكبد الثامن والعشرين من يوليو من كل عام، حيث يشارك الملايين من حول العالم في اليوم العالمي لإلتهاب الكبد لرفع مستوى الوعي بمرض التهاب الكبد الوبائي وللدعوة لإتاحة الحصول على العلاج ولتبني برامج وقاية أفضل واتخاذ إجراءات أكبر من جانب الحكومات لمكافحة هذا المرض.
إلتهاب الكبد الوبائي أحد اكبر الأمراض المهدّدة للصحة في السودان، حيث تشير الدراسات الي أن نسبة المصابين بالتهاب الكبد B هي 6.8% في وسط السودان، تصل الي 26% في الأطراف. وأن احتماليّة التعرض للاصابة بالفيروس تتراوح بين 47% وقد تصل الي 73% في بعض الدراسات.
ويُعد ألتهاب الكبد B أيضًا أحد أكبر الهواجس والمخاطر المهنيّّة التي تواجه العاملين بالحقل الصحي؛ وهنا لابد من الإشارة للدراسة التي قام بها الدكتور طه المكاشفي والدكتور عصام محمد الخضر وعدد من الأساتذة، والتي عرضها الدكتور طه في الندوة، حيث تشير الدراسة إلي أن العاملين بالحقل الصحي أكثر عرضة للاصابة بالمرض، وأن نسبة الحاملين للمرض قد بلغت 57% بين العاملين بالحقل الصحي في المستشفيات التعليميّة في ولاية الخرطوم وهي نسبة عالية جدًا. وأوضحت الدراسة أن الإصابة بالإبر الملوثة والأدوات الحادة والتعرض للدم الملوث هي أهم العوامل لانتشار المرض بين العاملين. وتشير الدراسة أيضا الي أن أقسام الجراحة هي الأكثر خطورة من حيث معدلات نقل العدوى، وأن العاملين بأقسام الغسيل الكلوي هم الأكثر من حيث عدد الحاملين للمرض يليهم العاملين بأقسام طب الأسنان.
في حديثها أشارت ممثلة إدارة الأمراض السارية وغير السارية في وزارة الصحة عن شح الإحصائات والدراسات عن إلتهاب الكبد الوبائي ومعدلات انتشار المرض في السودان، وعن عدم وجود برنامج قومي لإلتهاب الكبد الوبائي علي غرار البرنامج القومي للملاريا والبرنامج القومي للأيدز.
وفي إجابة عن تساؤل أحد المشاركين عن سبب الزيادة في أعداد المصابين بإلتهاب الكبد C قال الدكتور هاشم مضوي أنّه وبحسب ملاحظاتهم في الحالات المتقدمة لمستشفى المناطق الحارة فإن الزيادة في أعداد المصابين لم تنجم بصفة رئيسية عن زيادة أعداد المهاجرين من المصريين إلى السودان وإنمّا هي بسبب الهجرة غير المبرّرة للسودانيين للعلاج في مصر والخضوع لعمليات جراحيّة وترددهم على عيادات لا تراعى فيها معايير السلامة وتعرضهم للإصابة هناك.
وقد كشفت الدراسة التي قدّمها الدكتور مهنّد عبد الرحمن عن ضعف في معرفة الأطباء بالبروتوكلات العلاجيّة لالتهابي الكبد B وC بين الأطباء المشاركين بالدراسة. وأشارت الدراسة أيضا الى أن درجة المعرفة بالبروتوكولات العلاجيّة بين المشاركين بالدراسة لا تختلف باختلاف المستوى المهني بين الأخصائيين ونوابهم والأطباء العمومين وأطباء الإمتياز، بما فيه اشارة للأثر السلبي الذي يخلّفه غياب بروتوكولات علاجيّة قوميّة متبناة من قبل وزارة الصحة علي الرعاية الصحيّة لمرضى إلتهاب الكبد في السودان.
تكوّنت اللّجنة المنظّمة لليوم من عدد من الطّلاب حديثي التخرّج وطلّاب من السنتين الرّابعة والثّالثة من كليّة الطب بجامعة الخرطوم ورأس اليوم الدكتور عصام محمّد الخضر.
د. أحمد عيساوي بابكر | اللّجنة المنظمة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق