تشهد أسواق العملات الأجنبية في السودان ، تأرجحا يغلب عليه الارتفاع في مقابل العملة المحلية – الجنيه – وقفز سعر الدولار الى معدلات غير مسبوقة خلال الأيام الماضية قاربت حاجز الـ 14 جنيها. وبحسب تجار في السوق الموازي تحدثوا لـ (سودان تربيون) فإن سعر الدولار وصل الخميس الى 13.70 جنيها للبيع ، مقابل 13.80 للشراء.
ونفى مصدر مطلع ما اشيع عن تنفيذ الجهات الامنية حملات لتوقيف تجار العملة وسط العاصمة الخرطوم، خلال الايام الماضية واكد لـ( سودان تربيون) ان الحملات استهدفت المطار الرئيسي ومخارج الحدود الاخرى.
وفي العادة تراقب السلطات الامنية السوق الموازي عند ارتفاع اسعار الدولار، وكثيرا ما تقتاد عشرات التجار الذين يمارسون هذا النوع من التجارة، ليكون مصيرهم الحبس لبعض الوقت ومن ثم يتم الافراج عنهم.
وكان البنك المركزي قال نهاية العام إنه بصدد اجراءات لضبط اسعار الصرف والحد من تجارة العملات تتضمن عدم مشاركة المصارف في تغذية تجار العملة من خلال تسهيل الاجراءات للمصدرين لضمان الحصول على عائدات الصادر، علاوة على بذل مساع مع وزارة العدل لتقوية القوانين الخاصة بمكافحة الاتجار في العملة عبر سن تشريعات اشد صرامة لتعزيز العقوبات ومضاعفتها خاصة لأولئك الذين يعملون في تهريب وتزوير والاتجار بالعملة.
وقال محافظ البنك المركزي عبدالرحمن حسن في تصريحات صحفية سابقة ان المتاجرين في العملة لابد ان ان يحاكموا بتهمة الخيانة العظمي.
ورأى وزير المالية والتخطيط الاقتصادي بدرالدين محمود في فبراير الماضي ان سعر الدولار في السوق الموازي لايجب ان يتعدى الـ 7 جنيهات وان مايحدث من ارتفاع مستمر ماهو الا مضاربات يقوم بها اصحاب المصلحة.
وتتفاقم أزمة ارتفاع أسعار الدولار في مقابل العملة المحلية، مع عدم تمكن الصادرات السودانية من احتلال موقع متقدم بالاسواق الخارجية ووقوع معظم الصادرات غير النفطية تحت رحمة البورصات العالمية التي تتأرجح اسعارها بين الارتفاع والانخفاض.
وانخفضت الصادرات السودانية الى 1.8 مليار دولار خلال النصف الاول من العام 2015 مقارنة بـ 3.6 مليار دولار في ذات الفترة من العام 2014.
وفي غضون ذلك توقع المؤتمر الوطني انخفاض اسعار الدولار مقابل الجنيه بعد ضخ بنك السودان المركزي كميات مقدرة للصرافات لمقابلة احتياجيات المواطنين خلال الفترة الماضية.
وقال رئيس القطاع الاقتصادي محمد خير الزبير للمركز السوداني للخدمات الصحفية، الأربعاء، ان الحل الرئيسي لمعالجة المشكلة الاقتصادية يكمن في زيادة الانتاج.
وحدد بنك السودان المركزي السعر التأشيري لصرف الدولار مقابل الجنيه السوداني ليوم الخميس بـ 6.1673 وعليه يصبح النطاق الاعلى هو 6.4140 والادنى 5.9026 جنيها.
وتبنى بنك السودان المركزي نظام سعر الصرف التأشيري للعملات كمؤشر يتم اعلانه للمصارف لاخذه في الاعتبار بالمداولات اليومية للعملات.
ويتم حساب السعر التأشيري كمتوسط ترجيحي لاسعار كافة المعاملات في الجهاز المصرفي على ان يقوم المركزي بمراقبة اداء الاسعار المعلنة في نطاق يزيد او ينقص بمعدل 1.5% .
ويعزي الخبير الاقتصادي هيثم محمد فتحي ارتفاع اسعار الدولار الى وجود فجوة كبيرة جدا بين الكمية التى يحصل عليها السودان من الصادرات وتحويلات السودانيين العاملين في الخارج، والقروض والإعانات الدولية وتدفقات الاستثمار الاجنبى وبين كمية العملة التى تحتاجها البلاد لاستيراد سلع من الخارج وللسفر للعلاج اوالدراسة.
وأفاد (سودان تربيون) ن إجمالي صادرات السودان للعام 2014م حوالي 6,5 مليار دولار منها 2 مليار و263 مليون للمنتجات البترولية وحوالي مليار و463 مليون دولار للذهب.
واشار الى أن صادرات السودان من المنتجات البترولية شكلت حوالي 50 % من قيمة الصادرات الكلية فيما شكل صادر الذهب حوالي 20 %.
وقال فتحي إن رحى المعركة الدائرة بين الجنيه والدولار لازالت مشتعلة ،مستبعدا حدوث أي استقرار لأسعار الصرف خلال المدى المنظور، برغم محاولات البنك امركزى الحثيثة لترويض أسعار الصرف.
وأضاف " أهم أسباب ارتفاع الدولار مقابل الجنيه، وجود فجوة بين العرض والطلب وضآلة الصادرات..، وتناقص تحويلات العامليين من الخارج وبحث المستوردين عن تحقيق هامش ربح أكبر بسبب أزمة الدولار".
سودان تربيون
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق