تكثّف المخابرات المصرية اجتماعاتها، أخيراً، لإيجاد حلّ لأزمة سدّ النهضة، في الوقت الذي عجزت فيه الجهات المعنيّة في هذا الملف عن التوصل إلى اتفاق في المفاوضات الثلاثية (مصر، والسودان، إثيوبيا). وتقول مصادر مصرية لـ"العربي الجديد"، إنّ المسؤولين الذين تولوا ملف سد النهضة بجهاز المخابرات بدأوا في التجهيز لخطوة اللجوء للتحكيم الدولي في ما سمّته معركة سد النهضة مع الجانب الإثيوبي، خصوصاً في ظل توحّد الموقف السوداني مع أديس أبابا ضد القاهرة. وتوضح هذه المصادر أنّ لجنة فنية جديدة تم تشكيلها لإدارة الملف من وزارتَي الخارجية والريّ والمخابرات، إضافة إلى متخصصين في القانون الدولي، بدأوا بحث الموقف بشكل مغاير للفترة الماضية بعد إعلان الخرطوم صراحة تبنيها وجهة النظر الإثيوبية، وتوقيع عدد من اتفاقيات الشراكة بين البلدين.
يأتي هذا، في الوقت الذي صعّد فيه السودان من موقفه بشأن النزاع بينه وبين مصر حول مثلّث حلايب وشلاتين. فبحسب مصادر سودانية بالقاهرة، فإن الخرطوم طالبت دولة الإمارات العربية بضرورة وقف المشاريع والاستثمارات التي تقوم بتمويلها في المنطقة الحدودية. وتشير المصادر السودانية إلى أن "السودان خاطب الإمارات من منطلق أنها تموّل مشاريع تنموية في منطقة محل نزاع، إذ تقوم أبوظبي بتمويل عدد من المشاريع بمصر في مجال توليد الطاقة من خلال إقامة محطات شمسية".
وينازع السودان مصر منذ أكثر من 50 عاماً على تبعية المثلّث الذي يضم 3 بلدات كبرى هي؛ حلايب، وأبو رماد، وشلاتين التي يقع في أقصى المنطقة الشمالية الشرقية للسودان على ساحل البحر الأحمر. وكانت شركة أبوظبي لطاقة المستقبل، أعلنت في بيان على موقعها الرسمي، أنها سلمت القاهرة أربعة مشاريع للطاقة النظيفة على مستوى المرافق الخدمية بقدرة 30 ميغاواطاً، وعملت على تركيب 7000 نظام منزلي للطاقة الشمسية في عدد من المناطق النائية والاستراتيجية في أنحاء مصر. وأضافت الشركة المملوكة بالكامل لحكومة أبوظبي أنها أنهت بشكل رسمي في 19 أبريل/نيسان الماضي، مشروعاً يشمل أربع محطات تستخدم الألواح الضوئية ومولدات الديزل تم تطويرها بمحافظة البحر الأحمر وحلايب.
وطوّر السودان علاقته مع دولة الإمارات، العام الماضي، بعد فترة من العلاقات المتوترة نظراً لعلاقة الخرطوم الوثيقة بإيران التي تحتل الجزر الإماراتية الثلاث؛ أبو موسى، وطنب الكبرى، وطنب الصغرى. وجاء ذلك، في الوقت الذي قطعت فيه الخرطوم علاقتها الدبلوماسية مع إيران تضامناً مع السعودية في مواجهة ما سمّته المخططات الإيرانية على خلفية الاعتداءات التي تعرضت لها سفارة المملكة العربية السعودية بطهران، أخيراً. فيما يُعد السودان الدولة الوحيدة خارج مجلس التعاون الخليجي التي أرسلت قوات برية إلى اليمن، في حين امتنعت مصر.
العربي الجديد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق