قالت لي طبيبة تعمل بمستشفى الولادة (الدايات) بام درمان في إنزعاج واضح :
• تتخيل يا أستاذ عندنا مريضة عاوزة (دم) جونا 30 زول متبرع رفضنا نشيل منهم دم عشان دمهم ضعيف وما بتحمل نشيل منو؟
قلت لها :
• ده الخايفين منوووو؟
قبل أن تسألني إسترسلت في الإجابة قائلاً :
بعد هذه الموجة الكاسحة لغلاء أسعار السلع الضرورية التي شملت عناصر الغذاء من لحوم بأنواعها وخضروات وبقول وزيوت وألبان وأجبان وفاكهة وغيره مع بقاء الدخول والمرتبات في (حتتا) لم يجد المواطن غير أن يأكل أنواعا محددة من الأطعمة (ويمد جيوبو على قدر معدتو) ، فصار الغذاء الرئيس لسواد الشعب السوداني الفضل هو (سندوتس طعمية) أو (فول الحاجات مع كباية شاي) أو (البوش) لمن إستطاع إليه سبيلا .. وإتجهت معظم الأسر إلى نظام (الطقة الواحدة) وهي وجبة يتناولونها بعد العصر وغالباً ما تكون (فتة عدس) أو (فتة شوربة ماجي) تقطع عليها (حبات) الرغيف!
لم يعد المواطن قادراً على الأكل (المغذي) فإتجه إلى الأكل الذي يقيم (أوده) إلى حين ، حتى لا يموت من (الجوع)، لكنه لا يعلم انه سوف يموت بسوء التعذية عندما يفتقد جسده المنهك الغذاء المتكامل الذي يحتوي على العناصر الغذائية المتعددة ويصبح دمه (موية فول ساااكت) !
وللعلم فإن الغذاء الصحي المتكامل و الذي يجب على كل فرد تناوله يومياً يتكون من سته اقسام رئيسية القسم الأول هو (البروتينات) ودي بتكون موجودة في (اللحمة) أم كم وكمين دي و(الكربوهيدرات) ودي بتكون موجودة في الأرز والخبز و المكرونة و السكر والمربى و الحلويات بأنواعها (الباسطات والكنافات والبسبوسات) ، والقسم الثاني هو (الدهنيات) ودي معروفة (الباغة حصلت 98 ألف) أما القسم الثالث فهو (الفايتمينات) وهي متوفرة في البرتقال (الدستة 45 ألف) و سائر الحمضيات مثل الليمون الحليب (الرطل بي ستة ألف) و البيض (البيضة الواحدة بي األفين) والزبدة والخضروات (ربطة الجرجير بألفين) وأخر هذه العناصر هي الأملاح المعدنية ثم الماء (الما فيهو طحالب) !
هذه يا سادتي عناصر الغذاء المكتمل فأنظروا ماذا تأكلون وتشربون ولماذا صار معظم الشعب الفضل غير مؤهل للتبرع بالدم ومعرض لأي فيروس أن يفتك به ويلحقو (أمات طه) !
وتكتمل المأساة حينما (يمرض) المواطن كشيء (حتمي) ويذهب إلى مستشفيات (الحكومة) التي أوصلته بسياساتها إلى هذا (الدرك الأسفل) فيجدها خالية من أبسط الأجهزة والمعدات
والدواء مع إنعدام بيئتها الصحية وقلة كوادرها الطبية التي لا تمتلك (مصباح علاء الدين) لتنظر طبياً في أمر كل هذه الأفواج من المرضى فيمضي المواطن إلى ربه ولسان حاله يقول :
• بالله الجماعة ديل ما بيبالغو .. أكل ما يأكلونا .. علاج ما يعالجونا .. والواحد فيهم (تلاجاتو مستفة) وكان جاهو صداع ساااي يسافر ألمانيا ؟
كسرة :
ما أجمل المثل الصيني الذي يقول : شينغ فان شو فونغ شان ويو .. وترجمته :
إذا لم توفر الغذاء للمواطن فأقل حاجة عالجو !!!
• كسرة ثابتة (قديمة) :أخبار ملف خط هيثرو العند النائب العام شنو؟ 82 واو – (يعني ليها سبعة سنوات بالتمام والكمال) ؟
• كسرة ثابتة (جديدة): أخبار تنفيذ توجيهات السيد الرئيس بخصوص ملف خط هيثرو شنو؟ 40 واو (يعني ليها ثلاث سنوات وسبع شهور)
الجريدة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق