غادر زعيم المعارضة بدولة جنوب السودان، رياك مشار، واسرته ومرافقيه العاصمة السودانية، الأربعاء، إلى جنوب إفريقيا، بعد أسابيع خضع خلالها للعلاج.
وقال مشار في تصريحات صحفية بمطار الخرطوم، في الساعات الأولى من فجر الأربعاء، إنه سيتوجه إلى جنوب إفريقيا لإجراء مزيد من الفحوصات، للاطمئنان على وضعه الصحي، سيما وأن طبيبه الخاص متواجد هناك. مضيفاً "سأقابله ومن ثم أغادر جنوب إفريقيا". بدون ان يحدد وجهته القادمة.وسرد مشار في أول ظهور علني له قبيل لحظات من إقلاعه تفاصيل الاشتباكات التي دارت في جنوب السودان، وكيفية خروجه من جوبا بعد تفجر القتال بين قواته و تلك الموالية للرئيس سلفا كير ميارديت.
ويعد هذا أول ظهور علني لرياك مشار، في الخرطوم منذ تفجر الأحداث العنيفة بجنوب السودان، في الثامن من يوليو الماضي، وخروجه من جوبا إلى الكونغو ثم الخرطوم.
وأعلنت الحكومة السودانية، في أغسطس الماضي، استقبالها لمشار لأسباب إنسانية تتعلق بحاجته العاجلة للعلاج والرعاية الطبية. مؤكدة أنها أخطرت دولة جنوب السودان بذلك.
وأوضح مشار أنه وصل الخرطوم قادماً من الكنغو طلباً للعلاج بعد موافقة الرئيس السوداني عمر البشير.
وأضاف "اشكر الشعب السوداني والحكومة والرئيس البشير، لاستضافتي، والآن تعافيت وأنا في تمام الصحة، كما اشكر الأطباء وكل من اشترك في أن أعيد صحتي".
وأكد مشار، أن المكتب السياسي لحركته اجتمع وتوصل لقرارات بشأن ما يجري في جنوب السودان. قائلاً إنهم لاحظوا غياب المبادرات لإنقاذ اتفاقية السلام في جنوب السودان، مضيفاً "حتى أمس لم نر أي مبادرة اقليمة أو دولية أو من الاتحاد الأفريقي لإنقاذ الاتفاقية".
وأوضح أنهم يعتبرون الاتفاقية انهارت ومثلها الحكومة منذ وقوع أحداث يوليو، مؤكداً أن الحكومة في جوبا " ليست حكومة الوحدة الوطنية وإنما نظام جديد كونه سلفا كير بعد أحداث يوليو".
وأضاف "نريد حلاً سلمياً سياسياً للقضية...سلفا أعلن الحرب ضدنا ونحن سنقاوم وننظم أنفسنا لمقاومة الحكومة حتى إذا أدى إلى الإطاحة بها".
وتابع "سلفا هو أول من بدأ العنف ضدنا في القصر وحتى اليوم مستمر ويحاول أن يضرب قواتنا.. حالياً في اشتباكات كبيرة في الاستوائية وأعالي النيل، وبحر الغزال، ونحن غير مسؤولين عن ذلك.. خيارنا الأول حل سياسي".
وروى مشار تفاصيل أحداث القصر، وعملية خروجه من جوبا، قائلاً "في يوم 8 يوليو دعاني الرئيس سلفا كير لاجتماع لمناقشة أمور الدولة، ولم أكن أعرف أن هنالك مخططا لاغتيالي".
مضيفاً انه بعد 45 دقيقة من بدء الاجتماعات فوجئوا بإطلاق نيران واشتباك بين قوات حراسته وقوات الرئيس امتد لنحو ساعة. وأردف "أوقفوا بعد ذلك إطلاق النار بعد علمهم أن العملية قد تؤدي بنا جميعاً".
وأشار نائب رئيس جنوب السودان المُقال، إلى انه كان مقررا أن يلتئم اجتماع بينه وسلفا كير في اليوم الثاني للاشتباكات، بيد أن كير أجله لوقت لاحق.
وتابع "بعدها فوجئنا بهجوم في المنطقة التي نتواجد بها استمر لمدة يومين، وكنت في اتصال دائم برئيس الجمهورية، وكنت أقول له يجب أن نوقف هذه الاشتباكات، لكن أصر على أخذ المواقع التي نتواجد فيها في جوبا بالقوة".
ومضى مشار في سرد قصة خروجه من جوبا، ليقول "حينما تطورت الأوضاع، دعوت لاجتماع وقررت الانسحاب بقواتي، ذهبت جنوباً إلى الاستوائية، واستمريت في الخروج لوجود قوات تطاردنا برا وطائرات تقصف مواقعنا من الجو، امضيت حوالي 37 يوماً سيراً على الأقدام حتى وصلنا إلى الكنغو حيث اتصلت بحكومتها عبر بعض الحكومات في الإقليم، كما اتصلت بالأمم المتحدة، طلبت منهم المساعدة في الخروج إلى مناطق آمنة، وهكذا خرجت".
سودان تربيون
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق