الاثنين، 10 أغسطس 2015

مسلسل فتح الرحمن.. الحلقة الثانية: جئتكم من سبا بنبأ يقين


للحصول على أصل القصة تطلب مني ذلك مجهودا خرافيا وصبرا طويلا للوقوف مع حاجة زينب جارتي …واضطررت للاستماع للموال المعتاد من اللوم والتانيب لتقصيري في الواجبات الاجتماعية—تعمدت الحديث عن اخبار ناس الشارع وفي خضم الحديث قلت لها انني رأيت فتح الرحمن وهو يغادر غاضبا فقالت (أيوة –حاجة اصلاح (دي شكلها النسيبة) حكت لينا في جبنة الخميس –أصلها مكجناهو من ما جابوا حاج سليمان الله يرحمه من البلد وشغله معاهو في الشركة —وقالت الولد لحس عقل الراجل الكبير –طوالي كان بيشكر فيهو يقول فتح الرحمن راجل ضكران—لمان عرس ليهو البت الصغيرة—وبعد داك بقى البيت يملأ ويفضي –والبنية خدمة الضيوف هلكتها—قامت حاجة اصلاح قالت ليهو يمشي يشوف ليهو شقة قريبة ينزل فيها ضيوف البلد الكتار ديل(—اتخيلي مشى اشترى ليهو بيت في حتة كدا اسمها شنو كدي ما عارفة ) ذكرت اسم احدي المناطق الطرفية في العاصمة —( -وهسع قال داير يرحلها هناك –اتخيلي الولد الجاهم بالعراقي والسروال –لبسوهو البدلة وركبوهو العربية –داير يرحل المسكينة دي بعد وفاة أبوها –تمشي تتوحد في الخلا داك)—(خلا شنو يا حاجة—الحتة القلتيها دي حتة عمرانة وساكنين فيها سودانيين زيي وزيك كدا بشربوا شاي المغرب—لكن برضو ما ليهو حق فتح الرحمن —كيف يسوق البت ويخلي حاجة اصلاح تقعد براها في الفيلا الكبيرة دي؟)—فنظرت الي باستغراب (براها كيفن؟ ما بتها التانية قاعدة معاها ماحصل شفتيها؟– هي وراجلها هاني؟ داك يا يمة النسيب الهدي ورضي—بس من الشغل للبيت ..للنادي) سرحت بتفكيري وراء المفارقات—غايتو الصغيرة دقست—ما كانت تشوف وائل صاحب هاني دا—وجدت نفسي اتحرك وما زالت حاجة زينب في قصتها—توقفت لشراء الرصيد من ادم—حانت مني التفاتة الى الفيلا موقع الاحداث—لم تكن العربة الفورويل متوقفة—بدلا منها كانت هناك عربة صغيرة حمراء اللون—وانا لا ازال في انتظار الباقي—رأيت زوجة فتح الرحمن وهي تخرج –ومعها طفلة صغيرة في سن الروضة—أجلستها بالخلف في كرسيها المخصص—لمحت وجهها الجميل تكسوه مسحة من الحزن-..او هكذا خيل لي –بدات في قيادة السيارة بهدوء—في تلك اللحظة تمثلت ذلك القول (بان فلانا في موقف لا يحسد عليه)—فعلا موقفها لا تحسد عليه بين ارضاء والدتها وطاعة زوجها—في تلك الفيلا –يبقى الحال كما هو عليه—وعلى المتضرر الذهاب الى بلاد فتح الرحمن —وما زال مسجل ادم يواكب الاحداث ويغني ( قالوا لي انساهو ..وامسح من خيالك ذكرياته )..وووصباحكم خير

د. ناهد قرناص


ترحيل موقف شندي إلى مدينة نبته … لمصلحة من ؟؟؟




أعلن معتمد بحري في يوم 6 يونيو من العام الحالي خلال لقاء جمعه بوالي ولاية الخرطوم الفريق أول ركن عبدالرحيم محمد حسين عن ترتيبات جارية من أجل ترحيل موقف مواصلات شندي، من موقعه الحالي الواقع بالقرب من محطة السكة الحديد الرئيسية ببحري، إلى منطقة نبتة شرقي منطقة السامراب في منطقة بحري شمال .. الخبر أثار حفيظة القائمين على أمر الموقف من لجنة إدارية إلى غرفة حافلات بالإضافة إلى السائقين وأصحاب المحلات التجارية الذين كانوا قد رفضوا من قبل فكرة ترحيل الموقف إلى مخطط نبتة السكني .. بيد أن سلطات محلية بحري أصرت على تنفيذ الخطة وشرعت في تشييد الموقف بالمخطط بل وحسبما روت مصادر من داخل المحلية لـ(التيار) أن المحلية تتجه إلى طرح موقع طلمبة وقود مميز داخل الموقف بمليارات الجنيهات وفيما يبدو أن مطالبات العاملين في الموقف لم تجد الآذان الصاغية لسماع تبريراتهم التي تسند تمسكهم بالموقع القديم .
فالسؤال الذي يبحث عن إجابة: لمصلحة من تتم الترتيبات لترحيل الموقف إلى مدينة نبته ؟ وهل صحيح أن المحلية تنوي طرح الموقف الحالي للاستثمار كما أشيع وهل فعلاً أن صاحب عمل شهير له مصلحة في ترحيل الموقف لإقامة مشروعه الاستثماري الضخم على أرض الموقف القديم ؟ أما للأمر علاقة بالتخطيط الهيكلي الجديد لولاية الخرطوم ؟ او ربما أرادت محلية بحري أن تنقل الخدمات إلى المناطق الطرفية كما تفعل وزارة الصحة الولائية ؟
اختناق مروري
كثير من سكان مدينة بحري شرق وشرق النيل يشتكون من الموقع الحالي لموقف شندي باعتبار أنه يتسبب في زحمة واختناق مروري ظلت تعاني منه المنطقة الممتدة من السكة الحديد وحتى سجن كوبر بيد أن اللجنة المجتمعية وعلى لسان مصطفى محمود محمد علي ،حمل خلال حديثه لـ(التيار) الاختناقات المرورية لشرطة المرور، وقال إن التكدس مقصود في ذاته للتذرع والتبرير لترحيل الموقف من موقعه الحالي إلى موقف نبتة المقترح ففي الوقت الذي اتسعت فيه دائرة الرافض للموقع الجديد أعلنت المحلية عن أن العمل في الموقف بنبتة شارف على نهاياته وأضاف مصطفى أن الموقف الحالي به مساحات كافية جدًا لاستيعاب كافة البصات السفرية التي تعمل من وإلى الموقف ، وتساءل مصطفى لمصلحة من تصرّ محلية بحري على ترحيل الموقف من مكانه الحالي إلى مكان من البعد بمكان على المواطنين ، لاسيما وأن الموقف يأتيه المواطنون من جميع أنحاء العاصمة القومية شرقها وغربها شمالها وجنوبها ووسطها وأردف هل للمحلية مصلحة في ترحيل الموقف غير السعي لراحة المواطن وجعل الخدمات في متناول يده ؟ هل تسعى المحلية لتوظيف الموقف الحالي للاستثمار كما أشيع أم أن القرار جاء بعد دراسة جدوى أثبتت أن الموقف الذي استمر يعمل لعقود من الزمان أصبح موقعه غير مناسب في هذه المنطقة الاستراتيجية .
إزالة واجبة التنفيذ
وفي ذات المنحى ذهب عضو غرفة الحافلات السفرية كرار السيد عبد الرحيم والذي انتقد وبشدة قرار المحلية الرامي لترحيل الموقف في حديث لـ(التيار) إلى أن القرار جانبه الصواب، وأن تبريرات المحلية تبدو غير منطقية حيث بررت الترحيل بضيق الموقف الحالي، وأضاف هذا الموقف أسسه الانجليز جوار السكة الحديد حتى يجد المواطن الذي يأتي بعد مواعيد سفر القطار وسيلة أخرى تقله إلى المكان الذي يقصده ، واقترح عضو غرفة الحافلات إبراهيم علي الطريفي على المحلية أن تقوم بإزالة طلمبات الوقود الموجودة داخل الموقف حتى توسع من المساحة الحالية وقال في حديثه لـ(التيار) إن طلمبات الوقود تحتل مساحات واسعة من الموقف في وقت يرى كثير من السائقين ألا حاجة للموقف بها ويجب إزالتها لتوفير مساحات إضافية للموقف وأضاف الطريفي إن البصات التي تقف خارج الموقف وتتسبب في الزحام ليست من شأنها أن توجب ترحيله وإنما هي مسألة نظام يجب على شرطة المرور التصدي للسائقين وأمرهم بأن يوقفوا عرباتهم في الأماكن المخصصة لذلك.
الفكرة بين الرفض والقبول
وقامت (التيار) بجولة داخل الموقف والتقت عدداً من المواطنين الذين اختلفوا ما بين مؤيد لفكرة الترحيل ورافض لها وتمسك الرافضون للفكرة بالبقاء على الموقف في مكانه الحالي لجهة أنه قريب من كل المناطق ويقع في منطقة وسطى تمكن المواطنين من الوصول إليها بيسر ودون معاناة في وقت أيد فيه البعض فكرة ترحيل الموقف وطالبوا المحلية بتأهيل الموقف الجديد وتشييده بصورة حضارية تليق بالمواطن وتوفير وسائل مواصلات من وإلى الموقف عبر خط جديد تقوم المحلية بتصديقه خصيصًا للموقف ، بيد أن أصحاب المركبات العامة استغربوا إصرار المحلية على القيام بالخطوة وشروعها في تنفيذ المشروع رغم حالات الرفض الواسعة والانتقادات الحادة التي ووجه بها من قبل كل العاملين في الموقف من أصحاب حافلات وبصات وغرف نقل وسائقين وكشف عضو غرفة الحافلات عبدالحميد حسن طه لـ(التيار) أن عن عرض قدمته شركة الساطع التي تقع شرق الموقف لمحلية بحري وموافقتها بتشييد عدد من المحال التجارية على الجانب المقابل للموقف شريطة أن تستغنى المحلية عن الاكشاك المشيدة على شارع الأسفلت داخل الموقف لكن المحلية رفضت العرض الذي كان سيوفر مساحات كبيرة جدًا تستفيد منها في توسعة الموقف الحالي .
من المسؤول
ورغم إعلان معتمد بحري عن ترحيل الموقف إلا أن (التيار) كانت قد دفعت بخطاب إلى المدير التنفيذي للمحلية تستفسره فيه عن ترحيل موقف شندي إلا أن المدير اكتفى بكلمات مقتضبة في رده على خطاب الصحيفة عن طريق مكتب إعلام المحلية مفادها أن لاعلاقة لمحلية بحري بهذا الأمر لكن إعلان المعتمد وإفادات أصحاب المصلحة تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن لمحلية بحري دوراً محورياً واساسياً وصاحبة مصلحة في ترحيل موقف شندي من موقعه الحالي إن مدينة نبته شرق حي السامراب وكان أصحاب المصلحة قد أكدوا لـ(التيار) أن عدداً من الاجتماعات حول الأمر انعقدت بينهم وبين معتمد محلية بحري بيد أن المدير التنفيذي للمحلية أكد في رده أنه لا علاقة للمحلية بموضوع ترحيل الموقف لكن السؤال الذي يفرض نفسه من المسؤول عن ترحيل موقف يقع في دائرة اختصاص محلية بحري ؟! .

التيار

مؤشر أسعار صرف العملات الأجنبية في ( السوق الموازي ، السوق الأسود ) مقابل الجنيه السوداني بالخرطوم يوم الأحد 9 أغسطس 2015م


الدولار الأمريكي : 9.70جنيه
الريال السعودي : 2.55جنيه
اليورو : 10.57جنيه
الدرهم الإماراتي : 2.61جنيه
الريال القطري : 2.62 جنيه
الجنيه الإسترليني : 14.93جنيه
الجنيه المصري : 1.24جنيه
الدينار الكويتي : 34.64جنيه
الدينار الليبي : 7.46جنيه

صيدلانية: بعض الفتيات يستخدمن حقن (مرض البهاق) لتوحيد اللون.. كثيراً ممن يقعن في فخ استعمال كريمات التفتيح من المتعلمات ورائدات المجتمع



انتشرت في الآونة الأخيرة بمجتمعنا كثير من الظواهر السالبة منها على سبيل المثال لا الحصر ظاهرة (تغيير) لون البشرة لدى الفتيات، ولا يجد المرء كبير عناء في ملاحظة أن هذه الظاهرة أصبحت ملفتة للنظر، حيث تستخدم كثير من الفتيات كريمات بغرض تقشير البشرة من اللون الأسمر أو (الأخدر) أو غيرهما إلى الأبيض وذلك خلال فترة وجيزة، ويرمي كثيرون اللوم على بعض وسائل الإعلام – خصوصاً الفضائيات – باعتبار أنها تروج لتلك الظاهرة من خلال إعلاناتها المكثفة لهذه المستحضرات مما أوقع عدداً هائلاً من (قبيلة النساء) في براثن الأفراض في استخدامها لتكون النتيجة (تشويها) حتمياً ثم دفع قيمته مقدماً من قبل من استعملن (كريمات التفتيح)!!
أكثر من عشرين ألف حالة
وبحسب تقرير سنوي صادر عن مركز الإحصاء بمستشفى الخرطوم للأمراض الجلدية، فان المستشفى استقبل (80739) حالة في العام الماضي منها (20852) حالة تشوهات ناتجة عن استخدام الفتيات كريمات تبييض البشرة، أي ما يعادل 25% من الحالات التي يستقبلها المستشفى، بعد ما غزت الأسواق السودانية في السنوات الأخيرة، فمعظم مستحضرات التجميل التي تباع في المحال التجارية غير مطابقة للمواصفات الطبية ويتم استخدامها دون استشارة الطبيب المختص.
حقن البهاق لتفتيح البشرة!!
ولسماع وجهة نظر أهل الاختصاص ذهبنا إلى الصيدلانية د. ياسمين حسن البدوي فقالت: “قد أحدثت كريمات التفتيح أضراراً بالغة للجلد ذلك لأنها تعمل على ازالة مادة (الميلانين) الموجودة بالبشرة، وباستخدام كريمات التفتيح تزال طبقة الجلد السمراء مما يؤدي للإصابة بسرطان الجلد والغريب في الأمر أن هنالك كريمات استخدامها علاجي للالتهابات والاكزيما، لكن البنات أصبحن يستخدمنها لتفتيح البشرة”، وتضيف البدوي أن استخدام تلك الكريمات دون استشارة الطبيب لفترة طويلة قد يؤدي الى حدوث أمراض جلدية يصعب علاجها، وأعربت عن استيائها الشديد من قيام بعض البنات باستعمال (حقن البهاق) والتي يستخدمها مريض البهاق لتوحيد اللون، مؤكدة أن بعض الفتيات يلجأن لها لتفتيح اللون خلال (6) أشهر، وقالت أن استخدامها على المدى البعيد يصيب الجلد بالسرطان.


صحيفة السوداني

قضية فساد ديوان الزكاة ..تعاقب عليها 10 قضاة وانتهوا بالنقل او ترك ملف القضية …واتهامات باستخدام السحر والشعوذة في القضية


أكثر من ست سنوات مضت على القضية التي يمثل فيها أمام القضاء (10) متهمين يتزعمهم رئيس المكتب التنفيذي للأمين العام بديوان الزكاة السابق، والذين يواجهون تهماً تتعلق بتزوير توقيعات وأختام الأمين العام لديوان الزكاة وتزوير أوراق ومستندات مكنتهم من الاستيلاء على مبالغ مالية ضخمة تصل إلى ملايين الجنيهات لم يتم اكتشافها إلا عقب إخضاع حسابات الديوان للمراجعة العامة.
جهاز الأمن والمخابرات الوطني ممثلاً في إدارة الأمن الاقتصادي كان الشاكي في تلك القضية لتبدأ التحريات فيها والتي استمرت لمدة من الزمن وبعدها أحيل ملف القضية للمحكمة التي مكثت فيها أعواماً، وعقدت خلالها (76) جلسة لم يتم فيها سماع الشاكي ولا المتحري، بل أن كل تلك الجلسات السبعينية لم يكتمل فيها حضور المتهمين العشرة.
قضية مسحورة
بدأت الشائعات تلاحق تلك القضية إذ ردد البعض أن تلك القضية لجأ فيها بعض المتهمين لكبار السحرة والمشعوذين لإيقاف إجراءاتها حتى تصبح نسياً منسيا، حيث أن الواقع يقول أن (76) جلسة حددت دون أن يتم فيها أي إجراء فضلاً عن أن تلك القضية كلف بها نحو (10) قضاة على التوالي، وكان كل من يتسلمها فيهم أما أن يحال إلى التقاعد أو أن يتم نقله أو يطلب إجازة تاركاً ملف القضية، ولم يقف الأمر عند ذلك الحد، بل تخطاه إلى أن المتحري نفسه الذي تحرى في القضية من أولها حتى نهايتها وهو ضابط برتبة الملازم تمت إحالته للتقاعد دون أن يدلي بما تحرى فيه أمام المحكمة طيلة (6) سنوات مضت، ليتم تعيين بديل له خلال الأيام الماضية.
أخيراً تولى ممثل الاتهام عن ديوان الزكاة المستشار معتصم عبد الله محمود والذي قام بإحياء ملف القضية ووضعه أمام طاولة القاضي المشرف على مجمع محاكم الخرطوم شمال عابدين ضاحي، ويوم الخميس الماضي شهد أولى جلسات القضية، وكانت المرة الأولي فيها منذ أكثر من سبعين جلسة يجتمع فيها جميع المتهمين العشرة حيث ألغيت فيها الضمانات القديمة وتم إجراء ضمانات جديدة أكثر تشدداً لضمان حضورهم في الجلسات المحددة.
صحيفة السوداني

قرار يلزم المدارس الخاصة بقبول التلاميذ حفظة القرآن مجاناً


أصدر عبد المحمود النور، وزير التربية والتعليم بولاية الخرطوم قراراً وزارياً قضى بإلزام المدارس الخاصة بقبول التلاميذ حفظة القرآن مجاناً بمدارسهم وذلك بقبول تلميذ حافظ كحد أدنى، وأشار القرار إلى قبول التلاميذ الذين يحفظون (15) جزءاً بنصف الرسوم الدراسية المقررة بوساطة مجلس أمناء المدرسة. واشترط القرار أن يكون الطالب أو التلميذ الحافظ حائزا على شهادة حفظ أصلية موثقة من إدارة التعليم القرآني بالوزارة والإدارة العامة للتعليم الخاص، وأشار قرار الوزير إلى قبول التلاميذ الحفظة بعد استيفائهم للشروط والمعايير الضرورية لذلك.
صحيفة اليوم التالي

صلاح قوش : (الصادق المهدي دي حالتو) وإعتقالي مسالة عادية … وقضية الانقلاب ” ملفقة ” … وهذا حال الدنيا وتقلبات الدهر


لم تكن فرصة الحوار الطويل مع الفريق صلاح قوش الرجل المهم والمثير للجدل معجزة أو سهلة، بل هي فرصة جيدة وفرتها مناخات الانتخابات الماضية وما تفرزه من واقع جديد.. وحتى توقيت الحوار كان غريباً بعض الشئ وكذلك مكانه .. مكانه قريب من موجة النيل وتوقيته بعد الثانية عشر ليلاً بنوري، حيث مناخات النخيل والنجوم السابحة وأغنيات الطمبور القديمة والجديد. استمر الحوار حتى أذان الفجر، كنا وعلى الأقل (كنت) بحكم الحكايات التي يرويها الرجل المهم وكأنني في ألف ليلة وليلة، واجهته بالاتهامات وأنا في عقر داره، فبدا لي رجلاً يواجه سوء الظن الصحفي بابتسامة مليئة بالشجن والتعاطف، والكبرياء، بحثت عن مكامن المرارات، فكان يضحك من قلبه ويصلي الظهر مع عمال طلاء عاديين، حرق (باكوات) السجائر ولم توقف ذلك نسمات النهر ومشهد النخلات وصياح الديكة وسيرة المزارعين أسفل الوادي. كان قلقاً، وحتى الذكاء في العيون اختفى بفعل فاعل، بقية من لجهة البلد والحكايات الصغيرة للنكتة في حدود شخصين وبريق السلطة بلياقة العمد والنظار وفي لياقته العامة ثمة (كابتن) أبدي يفرض قوانينه، خرجت منه وكأنني خارج من السينما (على أيامها) فضحني الضوء والنهار والواقعية جنب سوق مروي ومشاهد الناس الذين (فعلاً) يمشون ببساطة وكنت أتأبط أوراقي وكنزاً ثميناً متجهاً نحو الخرطوم، وأنا أفكر في رجل أهداني أطول حوار ملئ بالصراحة وربما يبني خطوات جديدة على الساحة.
كيف ترى إصلاح المؤتمر الوطني بعد معركة الانتخابات الأخيرة؟
إصلاح المؤتمر الوطني (واضح ومطلوب) مثلاً هنالك بعض الناس يقفون مع مرشحين للوطني ويقولون انهم يرفضون برامج الحزب، نحن حاولنا إصلاح تلك المفاهيم خلال الحمة الانتخابية الأخيرة.
وكيف يبدو إصلاح المؤتمر الوطني (كلام واضح)؟؟
واضح بمعنى أنني قلت لهم (يا خوانا) أن الحزب هو الذي رشحني وبرنامجي هو برنامج الحزب، والحزب هو الذي مولني وأنا عضو فيه وأقود سياسته وأنفذها (خلوني) أتفاهم معهم حتى نتفق لاستيعاب جهودكم لدعم الحملة والحزب.
وهل شاورت الحزب في مروي (ماذا قال لكم)؟؟
شاورنا نائب المؤتمر الوطني بالمنطقة وقال ليس لديه أي مانع، يصلوا أي شخص لدعم مرشح الوطني تحت أي عنوان وصفة ولكن (فقط) بتنسيق مع ناسنا.
نعود لمن هم على الرصيف، أليست هذه مؤشرات أزمة ؟؟
الموجودون على الرصيف لهم دوافع متعددة، فجزء منهم مختلف بسبب (أشخاص) وهناك أزمة أشخاص بسبب التصورات المطروحة لمواجهة المشكلات، وطبيعة بناء بعض المؤسسات ليست بها أي عمق في التفكير (مافي تصور واضح).
والحلول ( ماهي الحلول)؟؟
نعم، محتاجين نعالج كل هذه القضايا بهدوء وبعيداً عن التشنج والشلليات وقصر النظر، وهؤلاء الموجودون على الرصيف معظمهم ليست لديه رؤية سالبة كلياً ولكنهم (حزانى) على الفرص التي تمر من تحت أقدام الحزب حتى ينجز مهمات وطنية كبيرة.
معظم من هم في صف الاحتجاج والرصيف من الشباب؟؟
(كلهم) من الشباب الفاعلين ولابد من الإصلاح القادم أن يفتح الباب والسماح بضخ الهواء من كل أجيال الحزب بالآراء المختلفة والمتناظرة والمتناقضة أحياناً لتتلاحق في مناخ الكيان السوداني الذي قلنا عنه أنه كيان جامع.
والمؤتمر الوطني في مروي؟؟
بعد تجربة الانتخابات انبعثت فيه روح مختلفة وسندخل به خطة (مروي 2020) وتحت تجربة الإصلاح (المفعلة) شاخت الروح القديمة وتبددت في الهواء وصار البعض يناقش داخل المؤسسة اذ فيها مساحات من الحرية، والآن تشكيل الرؤية من وحي الجماهير (جارية) ومتقدمة والكل يشعر بتلك الروح الجديدة، حتى المزارع وهو يطرح كيفية تحسين بستانه وكيف يمتلك (تركتر) بدل سيارة أتوس.
نفهم تحسين المزارع لبستانه، ولكن ما هي علاقة سيارة الاتوس و التركتر برؤية تشكل روح مختلفة للمؤتمر الوطني – الكيان السياسي؟؟
بقليل من التركيز ستجد أنها وحدة متماسكة من التفكير، فالمزارع المنتج يربط مستقبله بالأرض وهو سيفكر في ايجاد وسائل مبتكرة وحديثة للإنتاج، وحينما يشتري (تراكتر) فانه اختار اولوية لها ما بعدها ستظهر في كل حياته، وحينها ستكون في نهاية المطاف أن كليات الزراعة تساوي أهمية كليات الصيدلة والطب من الناحية المادية والنظرة الاجتماعية، وهذا تغيير كبير وعميق يشبه الثورة تماماً.
الرؤية تبدو وكأنها مختلفة عن المطروح مسبقاً؟؟؟
نحن دائماً في حالة تفكير ولابد من تغيير مستمر، واعتقد أن اعتماد الحد الأدنى من وفاق السودانيين وطرائق تدينهم هو الخط المشترك للقاء القادم يجمع كل الأشواق السودانية، يترك التدين العفوي هو جوهر التنظير السياسي لبناء دولة سودانية متضمنة كل التنوع، أنصار وسلفيين وجمهوريين وإسلاميين ويساريين وديموقراطيين.
حتى اليساريين يمكن استيعابهم في المؤتمر الوطني (المُصلّح)؟؟
اليساريين يمكن استيعابهم ولكن في سياق مترابط مع عمق التغيير على مستوى حياة الافراد ليغيروا في بناء الافكار الجديدة وفرضها على البناء الحزبي بالتدافع وليس التنظير من فوق لتحت، وهناك يساريين مقتنعين بفكرة الكيان الجامع ولكن حينما يكونوا هم جزء من ذلك الكيان السياسي.
ولكن اكتشفتم بعد الانتخابات أن المؤتمر الوطني بعيد من الجماهير؟؟
ولكن الجماهير ليست بعيدة عنه بل (قراب جداً) ومحتاجين فقط لخطاب سياسي مختلف يلمس قضاياهم، وهو خطاب سيزيد من درجة الوعي في المواطن العادي لعنصر منتج لكل القيم السياسية التي تنادي بها نخبة عاطلة تزيف كثير من حقائق الجماهير والواقع، ربما من دون وعيها أيضاً.
جماهير مروي صاحت في وجهك بأنهم يؤيدونك ولا يؤيدون المؤتمر الوطني؟
ولكن تميزي جاء عن طريق تقديم الحزب لي ولم أنل تلك الفرصة بولاء حاصل، نلته على برنامج المؤتمر الوطني وكنت مدير المخابرات بفضل المؤتمر الوطني لأنه قدمني لأداء تلك المهمة الوطنية الكبيرة، وبدون سند الحزب أو الرئيس لا يمكنني التقدم.
كيف يتم تعيين رجل الأمن (بأية تقديرات)؟؟
القدرات هي الفيصل لتعيين فرد الأمن مصحوبة بوعي سياسي بأبعاد وطنية.
ولكن الانطباع العام أن رجل الأمن هو (بتاع مؤامرات) وعمله كل مرتبط بالظلام والتعدي والقهر؟
(ما صحيح)، وكنا نستوعب أشطر الناس وفتحنا التعيين عن طريق الإعلان في الصحف ولكل السودانيين حتى وصلنا لتعيين طلاب الجبهة الديمقراطية في الجهاز، وكان هناك من يعارضني بهذه الخطوة وكأنها قفزة في الظلام ولكن الأيام والتجربة أثبتت صحة توقعاتي وانصهروا في المهنية والأداء الوطني ونسوا انتماءاتهم الحزبية الضيقة وما زالوا يؤدون أدواراً وطنية عظيمة تحت لافتة (المخابرات والأمن الوطني).
ما زلنا نعتقد أن مهمة المخابرات هي حماية النظام السياسي القائم بتفسيرات وطنية (طبعاً)؟
مهمة المخابرات هي استقرار البلد من خلال حماية السلطة السياسية القائمة، ولابد للمواطن أن يكون في (مأمن) ليمارس حريته ورؤاه وأفكاره المعارضة أو الموالية واذا حدث انفلات في البلد سنفقد كل شئ.
كنت متهم بالقيام بانقلاب عسكري؟؟
طبعاً دا تلفيق.
الصادق المهدي أشار بأنك اخترته رأساً للنظام القائم بعد نجاح ذلك الانقلاب؟؟
(الصادق المهدي دي حالتو)
 صحيفة السوداني


حوار: صديق دلاي