« الفساد مثل النمل الأبيض!» .. ومابين الهلالين أحدث توصيف، لهذه الآفة التي انتشرت في العالم، كله. هذا التوصيف الدقيق، يجيئنا، من أكبر الديمقراطيات في العالم، وحين يضرب الفساد الديمقراطية- فهذا يعني، ان كل مؤسسات حراسة الديمقراطية، مؤسسات من ورق! انذهل رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي، وهو ينظر إلى حجم الفساد، في وطنه. أمسك رأسه بكلتا يديه، زفر، وأطلق تشبيهه البليغ.. ثم، توعد الفاسدين بالحرب! النمل الابيض، آفة.. تتمدد وتتوسع ببطء، وكذا الفساد.. وللآفتين إمبراطورية، لكن ماهو غريب- للمرة الثانية، أن يقيم الفساد إمبراطوريته، في الدول الديمقراطية، وللديمقراطية عين ولسان.. ولها أنياب.. أنياب أشد فتكا- في بعض الأحيان- من أنياب الديكتاتورية! تاريخيا، حيث كانت الأنظمة القابضة على الألسن والضوء، كان الفساد، وكانت إمبراطوريته التي يحرسها الكبار، وحين يصبح الكبار حراسا للفساد، يصبح لهذا الاخير معسكرات، تكبر وتتضخم، وتصير إمبراطورية، شبيه بإمبراطورية النمل الأبيض! الفساد، ينزل من فوق.,. وحين يتمدد أفقيا، تصبح الدولة- أي دولة. دولة فاشلة: دولة بلا أخلاق ولا طهارة ولا ضمير.. دولة بلا تنمية تستديم، وبلا موارد يمكن ان تدوم.. وبلا تعاملات نظيفة، وبلا انضباط في سلوكياتها العامة... الفساد قمامة.. والقمامة تحتاج إلى كنس، والهندي مودي، شدد ان الكنس سيبدأ من فوق، وفي فهمه- فيما أظن- أنه لو بدأ من تحت، لظلت القمامة – كعهدها- تتنزل من فوق ( ويا... سكان القصر العالي سلام).. وكأننا بهذا لا رحنا - ياود بادي- ولا جينا! مودي، كان شجاعا جدا، وهو يتحدث عن الفساد الذي تنزل من فوق. الحية ، تُضرب لتقتل- عادة في الرأس، وليس الذيل. بالطبع، مثل هذا الضرب، ليس سهلا.. والحية منذ أن كانت حية، لا تنفث السم، إلا من.. فمها. القتال سيشتدُ..الفساد الحية سيصارع، وتلك من نظرية صراع البقاء.. لكن البقاء دائما للأصلح.. والأصلح لأي دولة، الترياق والطاهرة والنظافة.. لا السم الزعاف، وملايين الأطنان من القمامة! مودي، سيكسب.. أتخيل شركة مبيدات هندية، تسارع إلى إنتاج مبيد قاتل.. والديباجة : « مودي .. قاتل النمل الأبيض»، وفي مؤخرة دماغها توصيف هذا الرجل للفساد.. وفي مقدمة دماغها منازلته الشجاعة للإمبراطورية التي تشبه إمبراطورية النمل الأبيض! أتخيل منتوجا للتنظيفات.. والديباجة» مودي».. أيها المواطنون الثوار الأحرار، تخيلوا أي دولة ينخرها الفساد، ويتكدس فيها ، تكدس القمامة- لو كان فيها رجل لا يدغمس، ولا يلكن.. رجل شفاف وشجاع.. رجل مثل ناريندرا... ناريندرا مودي؟
هاشم كرار
آخر لحظة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق