مبادرة "الحركة الشعرية" تحمل ملامح الجدية لتحريك الراكد في بركة ساحات الثقافة السودانية، وتسمح للأدباء والشعراء باتخاذ الساحات العامة مسرحا لعرض إنتاجهم الثقافي أمام الجمهور.
الخرطوم-
وجدت مبادرة “الحركة الشعرية” للشاعر السوداني مأمون التلب ترحيبا واسعا في السودان، الذي يواجه أوضاعا معقدة تحيط بالمشهد الثقافي من ناحية تنظيم الفعاليات واختيار أماكنها وموضوعاتها وأهدافها.
المبادرة التي أطلقها التلب، أواخر يوليو الماضي، تعد إحدى المبادرات التي تطفو على السطح بين الفينة والأخرى، حاملة ملامح الجدية لتحريك الراكد في بركة ساحات الثقافة السودانية.
ونجحت المبادرة في الوصول إلى الشارع، حيث سمحت للمثقفين والأدباء والشعراء باتخاذ الساحات العامة مسرحا لعرض إنتاجهم الأدبي أمام الجمهور، الذي عبر عن تفاعله مع هذه الحركة الثقافية.
ويجتمع متذوقو الأدب في حلقات للاستماع إلى قراءات شعرية تتنوع ما بين اللغة العربية الفصحى والعامية السودانية، يلقيها شعراء لا يجدون حرجا في قراءة قصائد لشعراء آخرين.
وتقع ساحة “أتنيه” التي انطلقت منها مبادرة الحركة الشعرية، على مقربة من القصر الجمهوري في الخرطوم، لتحل مكان المعرض المفتوح “مفروش” لتبادل وبيع الكتب الذي منعت إقامته السلطات قبل الحصول على ترخيص.
واحتشد المئات من الشعراء ومحبي الشعر في هذه الساحة لإخراج مكنونهم الأدبي، إضافة إلى نخب وشباب يسعون لتبادل الأفكار ومناقشة الهم الثقافي وطرح آراء لدعم مبادرة “الحركة الشعرية”.
وأعرب الشاعر مأمون التلب عن اعتقاده بأن “المستقبل يعتمد على تفاعل الشعراء والناس، بمعنى أن لا يقين في محتوى الأشكال التي ستخرجها الحركة والأساليب التي ستنتهجها والمواد التي ستستخدم”.
وأضاف التلب، أنه أنشأ رفقة زملاء له من الشعراء، مجموعة مفتوحة على موقع التواصل الإجتماعي فيس بوك، وأطلق عليها إسم “الحركة الشعرية-قيادة جماعية أفقية”، مشيرا إلى أن “فكرة القيادة الجماعية بسيطة تشابه إلى حد كبير الطريقة التي تعمل بها الشبكة العنكبوتية”.
وقال إنه “لا وجود لقيادة فردية أو جمعية عمومة أو لجنة تنفيذية”، مبينا أن الأمر يتوقف على بساطة الفكرة وفاعليتها وبساطتها تكمن دائما في القدرة على تنفيذها من دون تكاليف مادية باهظة.
وتحولت “الحركة الشعرية” من مبادرة فردية إلى جماعية، بعد أن فقد المثقفون والمهتمون مساحات نشاطهم الثقافي من جراء إغلاق السلطات في وقت سابق اتحاد الكتاب السودانيين ومركز الدراسات السودانية.
إرم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق