السبت، 3 أكتوبر 2015

والٍ وكاردينال، و"شَعْوَذَة" حَمام..!


اليوم وغداً، يتطلع السودانيون إلى فريقي القمة، الهلال والمريخ ، أن يعودا ببطاقة الكأس الافريقية، فتكون الكأس سودانية خالصة ، أو على الاقل يحجز أحدهما بطاقة المباراة النهائية ، وما أضيق العيش عليش لولا فُسحة الأمل ..
الأمل كبير في فرحة رياضية، مع العلم بأن الرياضة، مثلها مثل سائر الفنون،هي تتويج للأوضاع  الاجتماعية والاقتصادية والسياسية..لنتفاءل، فحالنا أفضل من شعوب كثيرة..تدهورنا كثيراً ،هذا صحيح، ولكنا قادرون على خوض النهائيات، وإن تناوشت أطراف دولتنا الحروب.. لنتفاءل، رغم أن المهمة ليست سهلة ، ولكنها أيضاً ليست مستحيلة..على جمهور الكرة السوداني ، وعلى اللاعبين،  وإدارة الفريقين، أن يتحسبوا للنتائج، فإن أيّاً من الفريقين، الهلال والمريخ، لن يجد، وهو يلعب في أرض الخصم ، مناخاً يقيِّض له الحصول على "سِرب حمام يبرُك فوق الشِّباك،استجلاباً للحظ، أو حمايةً للحِمى"، من تلك الهجمات المُباغِتة،، فالفريق الخصم، يستطيع أن يفعل ما هو أكثر من شعوذة الحمام، طالما أن المنافسة تدور فوق أرضه وبين جمهوره ..!
على جماهير الكرة ألّا تنسى، أن لعيبة وإداريي الهلال والمريخ ، ليسوا إلا بشرا ،بل هم  من طينة  قياداتنا السياسية التي تسترجي النصر من "الفكي القاطع" ، ومن "الكجور النّجيض"، ومن بعض تحليقات في عالم الميتافيزيقيا، يراها بعضنا ضروورية ، ويراها آخرون مجانفة للصواب..و على أرض الواقع هناك حقائق: فريق المريخ أمامه مباراة دفاعية بعد فوزه في الخرطوم على فريق مازيمبي..هي مباراة دفاعية في المقام الأول، لكن كتيبة المريخ تُخطئ إن استغرقت في هذه الحقيقة، إذا كان قدر المريخ الحتمي، أن يؤدي المباراة، تحت بصر حكام من أفريقيا،،، وحكّام المستطيل الأخضر في هذه القارة ، لا يختلفون كثيراً عن حكّام شعوبها..!
نقطة ضعف فريق المريخ، ربما تكون في محترفيه..! ألم يأن لهذه الدولة التي كانت طويلة وعريضة ، أن تأتي بلاعبين من هذا التراب ، فكم أضاع المحترفون فرصاً ثمينة في المبارة السابقة..!؟ ولماذا يعتمد الفريق على مهاجم قدير،هو بكرى المدينة..؟ كيف لم تتحسب الإدارة على تدعيمه بلاعب وطني آخر..؟! أما الهلال، الذي يدخل معتركه مساء اليوم في الجزائر، بعد تفريطه بالفوز في ملعبه، فلا مجال أمام لاعبيه غير الهجوم، ولكنه هجوم الإستماتة والثقة بالنفس، وألّا ينكشف ظهر المحاق... لا مجال أيها الكاردينال،  للتعلل بمناخ البحر المتوسط، فإن علم الجغرافيا ليس سراً من أسرار هذا الكون المجهول... إن سماء الجزائر لن تتلطف عليكم ، فحاصر حصارك، وأعلم  أن نتيجة اللقائين ستنعكس على الإدارة..! لسوف يهتز عرش الكاردينال ، وعرش الوالي معاً ، إن وقعت الهزيمة لا قدر الله، ولا مجال لهذه الألقاب الباذخة، فما كل شيئ يؤتى بالمال كمثل هذه "الدكترة" الفُجائية.... هذه النتيجة مصيرية، وستنعكس على أمزجة مشجعي الفريقين، لعل تعصبهما ضد بعضهما يتشذّب ، ولعل الجمهور الغفير الفقير، الذي يؤم المباريات والتمارين، ينتبه إلى ظلامته، وإلى ظلمة الشوارع التى يعبرها نحو المصاطب، فذاك الجمهور الوفي ،يصل إلى ذويه منهكاً  في ذروة الليل بعد كل حدث رياضي..!
الكرة، والفن، وكل إبداع، لا يأتي من الفراغ، إنه ملمحٌ من جمال وجهنا السياسي والثقافي، و تتويج لوجاهتنا الإجتماعية، ولمكانتنا بين الشعوب، ومن غير اللائق أن يُترك الوسط الرياضي على ما هو عليه من سقطات... إذا كان فريق الهلال يحتاج إلى معجزة لحجز بطاقة النهائي في الجزائر ، فإن المريخ يحتاج إلى ما هو أكبر من ذلك ، للمحافظة على نصره أمام جمهور مازيمبي الشرس والمشعوّذ أيضاً،، وليحفط الله  أبناء السودان، من غواشي الزمان..! 
التغيير

الهلال يواجه الجزائري في مباراة الفرصة الواحدة

يخوض فريق الهلال في العاشرة والنصف من مساء اليوم، مباراة الأياب أمام اتحاد العاصمة الجزائري، بفرصة واحدة، بعد أن ضيق الخناق على نفسه بهزيمة قاسية تلقاها في ملعبه ووسط جمهوره الأسبوع الماضي. 
ويسعى  اتحاد العاصمة الجزائري لحسم تأهله للمباراة النهائية من البطولة، بعد أن تمكن من تحقيق الفوز خارج ملعبه بهدفين لهدف في السودان بلقاء الذهاب،  ويكفيه التعادل أو الخسارة بهدف دون رد،  للتأهل للنهائي. وفي المقابل يحتاج الهلال  للفوز بفارق هدفين، لضمان العبور للدور الثاني  في دوري أبطال افريقيا، بعد أن فرط في تقدمه بهدف في مباراة الذهاب ليخسر بهدفين. ومع قلة حظوظ الهلال، إلا أن وضعه قد يجعله يؤدي مباراة مفتوحة أمام نده الجزائري ، قد تجعله يحقق مفاجاة لجمهوره.
التغيير

استراحة الجمعة : أضحكي

مشهد من احد الافلام الامريكية ..يتحدث البطل عن زوجته التي انفصل عنها حديثا ..يقول لصديقه (كان لابد ان انتبه لبعض الاشارات بان هناك خطب ما ..انها لم تعد تحبني )..ساله صديقه (اشارات ؟؟ مثل ماذا ؟؟)..قال (لم تعد تضحكها النكات التي احكيها )...هذا الرجل وضع يده على الجرح تماما ..وعرف ما نريد ايصاله للسادة الرجال ... ان المراة عندما تضحك على نكات زوجها ذلك يعني انها لا تزال تكن له من الود اكثره ..اذكر انني قرأت لانيس منصور عبارة ..(عندما تضحك الزوجة لنكتة ...زوجها هذا يعني اما ان النكتة مضحكة فعلا ..او انها زوجة مخلصة )...هذا الحديث يقودنا الى مؤشر مهم جدا في منحنيات العاطفة خلال تقلبات الحياة الزوجية ..يجب عليك كزوج ان تختبر مدى استمرارية (الود) بينكما ..ان تدخل يوما ما بيتك وتلقى (كم نكتة على الطاير ) كدا ..شوف البحصل ...المشكلة الاساسية ان الرجل السوداني لا يعتقد في موضوع الضحك والابتسام في منزله ..دعك من القاء النكات جزافا...بلدياتي كان صعبا ..شديدا على اهل بيته ..اذا دخل كف اللاعب وسكت الناطق ...حدث ذات يوم ان جلس مع زوجته امام التلفزيون ..ويبدو انه تبسط في الحديث وطفق يحكي لها قصصا وروايات ..المسكينة اخدت عليهو ..وفي منتصف الجلسة لكزته في كتفه قائلة (بلا جو ..)..يعني حرفيا (امشي كدا بالله )..فما كان منه الا ان استعاد سيرته الاولى وصاح فيها (ايقل بلاجو قاقيقي..كت جو من قلي قكر)..(انا تقولي لي امشي كدا؟؟ قومي جيبي العصاية ديك) ..والباقي متروك لفطنة القارئ ...اكيد العصا لم يطلبها ليتؤكا عليها وانما ليهش بها على (الطيرة) الصدقت انه تغير ..
المراد بعد هذا الاستطراد ان ننبه الزوج بان هناك علامات واشارات يجب عليه ان يأخذها مأخذ الجد ...ويحاول ان يتوقف لحظة ليعرف اين يكمن الخطأ ؟؟ ...اول هذه العلامات هي ما ذكرناه انفا (ان تتوقف زوجتك عن الضحك على نكاتك) هذا اذا كنت من الذين يمارسون هذا الضرب من الترف ...اما ثاني العلامات ..فهي ان تتوقف زوجتك عن التعليق على ملابسك وتترك تخرج من البيت والزرارة غير مثبتة ..او القميص غيرمكوي....والطامة الكبرى ان تعود يوما ما.. لتجد ان (الملايات ) قد احتلت جزءا مقدرا من دولابك !!. ...اما ثالثة الاثافي فهي ان تعود بعد يوم عمل مرهق ..وما ان تفتح باب البيت ..حتى تستقبلك المحلبية والسرتية مختلطة برائحة النشادر القوي ..فتمتم في سرك (يا ربي عرس منو ؟؟ ولا في عيد ظهر جديد )...وتحاول ان (تكضب الشينة) بان هناك سماية احداهن وانه يجب عليك تجهيز (حق اللبن).... تمشي ..بتثاقل.. فجسدك قد تخدر بفعل الروائح النفاذة..تفتعل ابتسامة وتسلم عليها من بعيد ...في تلك اللحظة ..تنطط عينيها بدهشة ..تقول وكل وداعة الدنيا في عينيها (هي ..انا ..نسيتك ...كنت عايزة اضرب ليك اقول امشي عند ناس امك ..الليلة انا ما طبخت ...ووداد صحبتي شيلة بتها بعدين المساء ..وقلت ما امشي مبشتنة)...وطبعا انت لن تستطيع التحرك ..فالنشادر قد فعل فعلته واصبحت جاهزا لاجراء (اجدعها عملية) ..ترتمي على اقرب (عنقريب ) وتقول بصوت واهن (مافي كسرة بي موية كدا اتصبر بيها ؟؟)...اها ..حتى لا تحدث مثل هذه الافلام ..ننصحك يا عزيزي الرجل السوداني بمقياس ريخيتر للضحك ...احكى نكتة ...ابتسم ياخ ..فان تجاوبت معك المدام ..كان بها ..وان لم تضحك ..حقو تراجع ملفك وتشوف الغلط وين ... ..... ...واخيرا وليس اخرا.. نهديكم اغنية الصباح من مسجل ادم سيد الدكان (اضحكي ..اضحكي ..تضحك الدنيا وتطيب ).

د.ناهد قرناص

سد النهضة .. بقلم: م.م / آدم أبكر بشير



لقد طفا سد النهضة  مرة أخرى علي السطح , ففي ندوة بدار المهندس بتاريخ 5/9/2015م عن السد لم احظ  بحضورها و لكن قرأت عنها في جريدة التيار بتاريخ 6/9/2015م (مقال لعلي ميرغني) و كذلك بجريدة الانتباهة بتاريخ 7/9/2015م (مقال لرانيا عباس) عن ندوة لذات الموضوع أقيمت بجامعة أم درمان الإسلامية .

استوقفني في المقالين حديث د. عثمان التوم حمد حسب المقال عن السد و حجز المياه السنوي فيه الذي يساوى 10 مليار متر مكعب كما ورد بالتيار و فوائد السد في الزراعة و التوليد المائي بخزاني الروصيرص و مروي (زيادة في التوليد بنسبة 46% و 7% علي التوالي) و كذلك تعرض لفيضان هذا العام و تدنيه و انخفاض التوليد في الفترة فبراير- ابريل من العام القادم.

أرجو أن أورد التعليق الآتي علي هذا الحديث:

1- إن الحديث عن أن السد (سد النهضة) يحجز سنوياً فقط 10 مليار متر مكعب من إيراد النهر البالغ 48 مليار إن كانت هذه المعلومة وردت بالجريدة دون أي خطأ مطبعي فان ذلك يدعو للدهشة , فمما طرح من قبل معلوم أن السد بسعة 74 مليار و هذا يشمل التخزين الميت و التخزين الحي , فإذا كان السد يحجز فقط 10 مليار سنوياً حسب المقال بجريدة التيار و هو ضمنياً التخزين الحي  هذا يعنى أن التخزين الميت 64 مليار ... السؤال الذي يطرح نفسه لماذا سد بسعة 74 مليار لحجز 10 مليار فقط و يبقى 64 مليار على الدوام حمولة علي جسم السد؟ يبدو أن هناك اضطراب كبير في المعلومات الخاصة بهذا السد.

2- فيما يتعلق بالزراعة و زيادة التوليد, ذكر المقال أن قيام سد النهضة سيزيد المياه لري العروة الشتوية بالشمالية ... نحن و بحكم المهنة نعلم أن العروة الشتوية بالشمالية والاحتياجات المائية للولاية الشمالية و نهر النيل تغطى من النيل الأبيض ذو التصريف المستقر فالنيل الأبيض يغذى النيل الرئيسي في هذه الفترة الشتوية بحوالي 70 مليون متر مكعب في اليوم و هو كافي للعروة الشتوية بالشمالية. إن الزراعة في السودان ليست شتوية فقط بل إن المساحات الشتوية تساوى نسبة ضئيلة جداً مقارنة بالمساحات الصيفية, فان تحسنت كميات المياه للشتوي بالمقابل نجد أن الزراعة الصيفية تتضرر تضرراً بليغاً جراء قيام هذا السد , فالزراعة في الشمالية و بقية المشاريع ( الجزيرة , الرهد , السوكى , الطلمبات علي النيل الأزرق و النيل الرئيسي , الجروف و المترات) في العروة الصيفية كلها تعتمد على مياه النيل الأزرق . هذه المساحات في مجملها تمثل هيكل الزراعة المروية في السودان و تفوق العروة الشتوية كثيراً من حيث المساحة و الاحتياج المائي, و أكثر حساسية في التأسيس بمياه الفيضان علواً و انخفاضاً. فبقيام سد النهضة و تنظيم سريان النيل الأزرق بتصرف ثابت طوال العام كما ذكر في ندوات سابقة ( 130 – 133 ) مليون متر مكعب في اليوم فان العروة الصيفية سوف تتأثر سلباً تأثيراً بالغاً و ربما لن يكتمل تأسيس المحصول و قد لا يكتمل التخزين أيضا خاصة إن التخزين يتم خلال 45 يوم التي تبدأ أواخرأغسطس أو أوائل سبتمبر و هذه الفترة تتزامن مع تأسيس محاصيل العروة الصيفية. لاحظ توضيح ذلك في الحسابات البسيطة التالية:

- احتياجات مشروع الجزيرة في المتوسط    30  مليون متر مكعب / اليوم

- احتياجات المشاريع جنوب خزان سنار      4    مليون متر مكعب / اليوم

- الاحتياجات شمال خزان سنار حتى الخرطوم   10  مليون متر مكعب / اليوم

- جملة الاحتياج اليومي                  44  مليون متر مكعب / اليوم

- الاحتياج الكلي في 45 يوم  45X 44  =  1980 مليون متر مكعب (1.98 مليار)

- احتياجات التخزين في خزاني الروصيرص و سنار حوالي    6.20 مليار

- الاحتياج الكلي في فترة التخزين (زراعة + تخزين) = 6.2 + 1.98    = 8.18مليار

- تدفقات النهر في فترة أل 45 يوم = 45X 133      = 5.99 مليار

- العجز   8.18 – 5.99            = 2.19مليار

(العجز يفوق أل اثنين مليار متر مكعب)

بهذه الحسابات المبسطة يتضح أن هناك إشكالية في تأسيس المحصول و الملء, هذا للزراعة المروية أما بالنسبة للجروف فان فيضان هذا العام قد برهن بما لا يدع مجالاً للشك بأنه بقيام سد النهضة سنفقد معظم الجروف إن لم يكن كلها . فحسب المقال إن فيضان هذا العام متدنيو هو الأضعف منذ مائة عام , فإذا علمنا أن الإيراد اليومي لهذا الفيضان كان في المتوسط في حدود الثلاثمائة مليون متر مكعب في اليوم يزيد أو ينقص قليلاً من يوم لآخر , و هو بهذا القدر و الكمية فان المياه لم تخرج من مجرى النهر و لم تغمر أي جزء يذكر من مساحة الجروف و هذا واضح للعيان عند المرور علي الكباري بالخرطوم علي النيلين الأبيض و الأزرق و النيل الرئيسي فكيف يكون الحال عندما يعمل سد النهضة و يصبح الوارد 150 مليون متر مكعب في اليوم (حوالي نصف فيضان هذا العام).

اعتقد إن قيام سد النهضة كارثة علي الزراعة المروية في السودان.

بالنسبة للزيادة في نسبة التوليد الكهربائي فبالتأكيد إذا لم يكتمل التخزين فان تلك النسبة الواردة في مقال التيار لن تتحقق.

هذا كله في سنة مائية عادية فماذا يكون الحال عندما يكتمل السد ويباشر التشغيل و تأتى سنة ضعيفة كمثل هذا العام و ما الترتيبات التي وضعت لتلافي آثار ذلك خاصة وان اتفاق المبادئ أجاز لأثيوبيا حق ضبط و إعادة ضبط قواعد التشغيل ( اتفاق المبادئ - البند 5 , النقطتين الأخيرتين والتي تقرأ:

* الاتفاق على الخطوط الإرشادية و قواعد التشغيل السنوي لسد النهضة , و التي يجوز لمالك السد ضبطها من وقت لآخر.

 * إخطار دولتي المصب بأية ظروف غير منظورة أو طارئة تستدعى إعادة الضبط لعملية تشغيل السد). كذلك ما هي الترتيبات لتفادى آثار الملء الأول للسد.

3- إن سد النهضة عبارة عن سد واحد من أربعة سدود أثيوبية حسب الخطة و الدراسات تشيد في شكل تتابعي (Cascade) وهي كردوبى , مابل , مندايا و السد الحدودي (Boarder dam) و الأخير حسب الدراسات الأمريكية سعته لا تتعدى أل 11 مليار لاعتبارات فنية , و قد اخذ هذا السد اسم سد الألفية ثم السد اكس (X- dam) و أخيرا سد النهضة كما تحولت سعته التخزينية تبعا لذلك مراراً ليستقر في 74 مليار. أثيوبيا الآن قطعت شوطاً كبيراً في بناء السد و وثيقة اتفاق المبادئ أمنت لها إكماله بل و أعطتها حق استخدام الموارد المائية المشتركة داخل أراضيها ( اتفاق المبادئ - البند 4 و الذي يقرأ:

* سوف تستخدم الدول الثلاث مواردها المشتركة في أقاليمها باسلوب منصف و مناسب. ...إلي آخر البند ) و هذا يتطلب إنشاءات أخرى . السؤال الذي يطرح نفسه ما هو حجم المخاطر التي سوف يتعرض له السودان لو شرعت أثيوبيا في تشييد السدود  الثلاث الباقية بعد سد النهضة الذي أصبحت آثاره الكارثية تلوح في الأفق, هل من تحوطات و ما هي؟

اختم و أقول " شكراً فيضان 2015 فقد وصلت الرسالة للجميع " و أرجوان يتم استيعاب الدرس و يتدارك الأمر اليوم قبل الغد.

  و الله الموفق     م.م / آدم أبكر بشير

وكيل وزارة الري الموارد المائية السابق  

 adambshr@yahoo.com

سودانايل

شراكة سودانية قطرية تركية تعيد الحياة لأحد أكبر مصانع النسيج بالسودان



يجري حاليا وضع اللمسات الأخيرة لإعادة إفتتاح أحد اكبر مصانع النسيج في السودان بمنطقة الحصاحيصا في ولاية الجزيرة، على يد الجيشان السوداني والقطري ومستثمر تركي، بعد سنوات من التوقف طالت منظومة كبيرة من مصانع الغزل والنسيج في البلاد.
وتوقف مصنع الصداقة للغزل والنسيج في الحصاحيصا قبل نحو 7 سنوات بعد أن آل لوزارة الدفاع لإنتاج الزي العسكري، لكن ماكينات المصنع بيعت كخردة لاحقا.
وأعلن نائب المدير العام للإنتاج والشؤون الفنية لشركة "سور" العالمية عاصم محمود، الشروع في وضع الترتيبات النهائية لافتتاح مصنع سور للغزل والنسيج (مصنع الصداقة سابقاً) بالحصاحيصا في نوفمبر المقبل بشراكة سودانية قطرية تركية وبتقنيات أوروبية، لتغطية السوق المحلي وزيادة القيمة المضافة واستيعاب عدد كبير من العمالة ما يزيد الدخل القومي.
وقال محمود إن المصنع يحتوي على ماكينات جديدة للغزل والنسيج والتريكو والتجهيز والصباغة وخياطة تريكو.
وأشار الى أن المصنع سينتج 40 طنا في اليوم من غزول القطن الخالص 100% والمخلوط بالبولستر، بينما تنتج مصبغة التجهيز 36 مليون متر في السنة، وينتج المصنع خياطة التريكو 3 مليون قطعة في السنة.
وأوضح عاصم أن المصنع سيدعم مصانع نسيج شندي وكوستي والدويم بإنتاجه من الغزل واعادة القماش المنتج ليتم صباغته وتجهيزه للتسويق، بجانب توفير احتياجات القوات النظامية من الملبوسات.
وكشف عن استيعاب المصنع لأكثر من 3 ألف من أبناء المنطقة خاصة العنصر النسائي في قسم الخياطة، وأضاف أن القطن المنتج حاليا يكفي حاجة المصنع، معلنا عن خطتهم المستقبلية بأن تتولى الشركة إدارة مصانع نسيج أخرى متوقفة مثل مصنعي "الحاج عبد الله" و"المناقل" إضافة إلى تصدير غزول للخارج.
وأفاد نائب المدير العام للإنتاج والشؤون الفنية لشركة سور العالمية أن الشركة تمتلك مصنعا ضخما بالخرطوم بحري (مصنع سور للملبوسات العسكرية والمدنية) والذي ينتج حالياً 6 ألاف قطعة يوميا.
يذكر أن الأطراف الثلاثة المشاركة في المصنع تشمل وزارة الدفاع ممثلة في التصنيع الحربي والقوات المسلحة السودانية، والقوات المسلحة القطرية، ومستثمر تركي أوكتاي أرجان.
سودان تربيون

الصمغ العربي ثروة السودان… واحتكار المستهلكين العالميين



إعداد – سلام ناصر

ثروات كبيرة تملكها جمهورية السودان بمساحاتها الشاسعة ذات الموارد الطبيعية المتنوعة، ولا سيما منها الأراضي الزراعية والثروة الحيوانية والمعدنية، إضافة إلى الغابات والثروة السمكية والمياه العذبة، إلا أن ثمة ثروة تضاف إلى قائمة ثرواتها الطبيعية، ألا وهي “الصمغ العربي” Gum Arabic المستخرج من شجر “الأكاسيا” Acacia، ويعتبر مكوناً أساسياً للكوكا كولا، ويأمل منتجوه بأن يحوّلوه مورداً كبيراً ينقذ المنطقة من الفقر الناجم عن الجفاف والحروب.
يستخرج “الصمغ العربي” من خلال تجريح جذع نوعين من أشجار “الأكاسيا” يسميان “الطلح” و”الهشاب”، اللذين ينبتان في السافانا (نوع من أنواع السهول الأرضية تمتاز بعشبها الأصفر المائل للبني) السودانية، ولا سيما في ولاية النيل الازرق وجنوب كردفان وجنوب دارفور التي ظلت لسنوات طويلة مسرحاً لنزاعات مسلحة.
ويحوّل الصمغ الى مستحلب يحمل اسم “اي 414” ويدخل في مكونات الكثير من المشروبات الغازية والسكاكر والحبوب مانعاً السكر من التحجر، ويعرف “الصمغ العربي” باسم “عصير شجرة السنغال”، واسمه العلمي أكاسيا سينغال (Acacia Senegal) أو أكاسيا سيال (Acacia seyal)، وهو بوليسكاريد طبيعي لا لون له، حتى اللون البني من هذا الصمغ لا رائحة له، يذوب في الماء الحار ويكون خيوطا لزجة طعمها حامض خفيف لا تذوب بالكحول.
وتستورد الولايات المتحدة الأميركية وحدها حوالي سبعة آلاف طن من الصمغ العربي سنوياً، على ما تفيد مصادر صناعية سودانية، على رغم الحظر الكامل على الواردات السودانية في هذا البلد العربي في الواقع في القارة السوداء.
واستثنت السلطات الاميركية هذا المنتج من الحظر في العام 2000، وشدَّد تقرير للكونغرس الأميركي في تلك الفترة على أن حظر استيراد الصمغ العربي من السودان، له تأثير كبير على الصناعات الغذائية الأميركية.

زراعة تحدّ من التصحر
ويقول الأمين العام للاتحاد السوداني لمنتجي الصمغ عبد المجيد غدير، إن الصمغ العربي هبة ارسلها الله للسودان، معبّراً عن أسفه لكون “المزارعين يعتبرونه زراعة هامشية جداً”.
ويعتبر عصام صديق، وهو من أوائل الذين صدّروا الصمغ، ان هذه الزراعة قد تقلب حياة المزارعين رأساً على عقب وتحد من التصحر وتضع حداً للنزاعات العسكرية من خلال حث السودانيين على وضع السلاح جانباً وحمل أدوات استخراج الصمغ مكانها.
ويقيم نحو 13 مليون شخص في منطقة انتاج الصمغ، بينهم خمسة ملايين ينخرطون في هذا المجال، إنْ في جمع الصمغ او قطع الاشجار.
لكن بهدف تحويل الصمغ الى مورد كبير، يجب ان يثمن وان يتم الاعتراف بمزاياه الطبية والعلاجية، كما يؤكد منتجوه.
ويرى صديق ان الصمغ هو من المواد التي يطلق عليها اسم “بريبيوتيك” Probiotic التي تقوم على تغذية البكتيريا النافعة في القولون، وتشمل خصوصاً الألياف الغذائية غير الذائبة في الماء.

احتكار المستهلكين
ويضيف: “هذا الغذاء الممتاز الحيوي للصحة وللطب، صنّف على أنه منتج من دون اهمية”، ويتهم صديق المشترين الغربيين بـ “احتكار المستهلكين العالميين” وعرقلة تطوير الصمغ، الذي عندما يباع كمستحلب لا يتجاوز ثمنه دولارين فقط للكيلوغرام الواحد “في مقابل اكثر من مئة دولار في حال تم الاعتراف بمزاياه كمنشط طبيعي للحركة الدودية في الأمعاء”.

هذا ويعتبر السودان المصدر الأكبر عالمياً للصمغ العربي، بإنتاجيته التي تجاوزت 80 بالمئة من الإنتاج العالمي للصمغ منذ خمسينيات وحتى تسعينيات القرن الماضي، كما يستخدم الصمغ العربي في صناعة مستحضرات التجميل وصناعة الحلويات، فضلا عن بعض المنتجات الغذائية الأخرى. 

عروبة

رئيس جنوب السودان يعلن تقسيم بلاده إداريا إلى 28 ولاية


جوبا - وكالات

أعلن رئيس جنوب السودان سلفا كير، اليوم الجمعة، تقسيم البلاد إداريا إلى 28 ولاية بدلا من 10 ولايات، وذلك في إطار توسيع نطاق نظام اللامركزية الإداري في جنوب السودان.
وقال سلفا كير لدى إعلانه عن توسيع نطاق النظام اللامركزي في البلاد عبر التلفزيون الرسمي، اليوم، إنه ستكون هناك عاصمة لكل ولاية وإنه سيعين الحكام لكل هذه الولايات، فيما لم تعرف بعد الدوافع وراء إعلان رئيس جنوب السودان زيادة عدد الولايات.
وكان المتمردون الذين يقاتلون الحكومة قد اقترحوا إقامة نظام فيدرالى قائلين أنه سيكون مفيدا في تخصيص المزيد من السلطات على المستوي المحلي.
وذكر زعيم المعارضة بجنوب السودان لام أكول إنه فوجئ بإعلان سلفا كير وسيعلق عليه، اليوم السبت.
يذكر أن جنوب السودان تعرضت للدمار جراء صراع مدني منذ ديسمبر 2013 عندما تحول صراع على السلطة بين سلفا كير ونائبه السابق ريك مشار إلى العنف.
وأدى الصراع إلى مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص كما شرد مليوني شخص آخرين، ولم ينجح اتفاق سلام أبرم مؤخرا في وقف القتال.