اليوم وغداً، يتطلع السودانيون إلى فريقي القمة، الهلال والمريخ ، أن يعودا ببطاقة الكأس الافريقية، فتكون الكأس سودانية خالصة ، أو على الاقل يحجز أحدهما بطاقة المباراة النهائية ، وما أضيق العيش عليش لولا فُسحة الأمل ..
الأمل كبير في فرحة رياضية، مع العلم بأن الرياضة، مثلها مثل سائر الفنون،هي تتويج للأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية..لنتفاءل، فحالنا أفضل من شعوب كثيرة..تدهورنا كثيراً ،هذا صحيح، ولكنا قادرون على خوض النهائيات، وإن تناوشت أطراف دولتنا الحروب.. لنتفاءل، رغم أن المهمة ليست سهلة ، ولكنها أيضاً ليست مستحيلة..على جمهور الكرة السوداني ، وعلى اللاعبين، وإدارة الفريقين، أن يتحسبوا للنتائج، فإن أيّاً من الفريقين، الهلال والمريخ، لن يجد، وهو يلعب في أرض الخصم ، مناخاً يقيِّض له الحصول على "سِرب حمام يبرُك فوق الشِّباك،استجلاباً للحظ، أو حمايةً للحِمى"، من تلك الهجمات المُباغِتة،، فالفريق الخصم، يستطيع أن يفعل ما هو أكثر من شعوذة الحمام، طالما أن المنافسة تدور فوق أرضه وبين جمهوره ..!
على جماهير الكرة ألّا تنسى، أن لعيبة وإداريي الهلال والمريخ ، ليسوا إلا بشرا ،بل هم من طينة قياداتنا السياسية التي تسترجي النصر من "الفكي القاطع" ، ومن "الكجور النّجيض"، ومن بعض تحليقات في عالم الميتافيزيقيا، يراها بعضنا ضروورية ، ويراها آخرون مجانفة للصواب..و على أرض الواقع هناك حقائق: فريق المريخ أمامه مباراة دفاعية بعد فوزه في الخرطوم على فريق مازيمبي..هي مباراة دفاعية في المقام الأول، لكن كتيبة المريخ تُخطئ إن استغرقت في هذه الحقيقة، إذا كان قدر المريخ الحتمي، أن يؤدي المباراة، تحت بصر حكام من أفريقيا،،، وحكّام المستطيل الأخضر في هذه القارة ، لا يختلفون كثيراً عن حكّام شعوبها..!
نقطة ضعف فريق المريخ، ربما تكون في محترفيه..! ألم يأن لهذه الدولة التي كانت طويلة وعريضة ، أن تأتي بلاعبين من هذا التراب ، فكم أضاع المحترفون فرصاً ثمينة في المبارة السابقة..!؟ ولماذا يعتمد الفريق على مهاجم قدير،هو بكرى المدينة..؟ كيف لم تتحسب الإدارة على تدعيمه بلاعب وطني آخر..؟! أما الهلال، الذي يدخل معتركه مساء اليوم في الجزائر، بعد تفريطه بالفوز في ملعبه، فلا مجال أمام لاعبيه غير الهجوم، ولكنه هجوم الإستماتة والثقة بالنفس، وألّا ينكشف ظهر المحاق... لا مجال أيها الكاردينال، للتعلل بمناخ البحر المتوسط، فإن علم الجغرافيا ليس سراً من أسرار هذا الكون المجهول... إن سماء الجزائر لن تتلطف عليكم ، فحاصر حصارك، وأعلم أن نتيجة اللقائين ستنعكس على الإدارة..! لسوف يهتز عرش الكاردينال ، وعرش الوالي معاً ، إن وقعت الهزيمة لا قدر الله، ولا مجال لهذه الألقاب الباذخة، فما كل شيئ يؤتى بالمال كمثل هذه "الدكترة" الفُجائية.... هذه النتيجة مصيرية، وستنعكس على أمزجة مشجعي الفريقين، لعل تعصبهما ضد بعضهما يتشذّب ، ولعل الجمهور الغفير الفقير، الذي يؤم المباريات والتمارين، ينتبه إلى ظلامته، وإلى ظلمة الشوارع التى يعبرها نحو المصاطب، فذاك الجمهور الوفي ،يصل إلى ذويه منهكاً في ذروة الليل بعد كل حدث رياضي..!
الكرة، والفن، وكل إبداع، لا يأتي من الفراغ، إنه ملمحٌ من جمال وجهنا السياسي والثقافي، و تتويج لوجاهتنا الإجتماعية، ولمكانتنا بين الشعوب، ومن غير اللائق أن يُترك الوسط الرياضي على ما هو عليه من سقطات... إذا كان فريق الهلال يحتاج إلى معجزة لحجز بطاقة النهائي في الجزائر ، فإن المريخ يحتاج إلى ما هو أكبر من ذلك ، للمحافظة على نصره أمام جمهور مازيمبي الشرس والمشعوّذ أيضاً،، وليحفط الله أبناء السودان، من غواشي الزمان..!
التغيير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق