الجمعة، 11 مارس 2016

ابو الغيط أمينا عاما لجامعة الدول العربية برغم اعتراضات الدوحة


اختار وزراء الخارجية العرب في دورة غير عادية التأمت في القاهرة، الخميس، وزير الخارجية المصري السابق أحمد أبو الغيط أميناً عاماً ثامناً للجامعة العربية لمدة 5 سنوات، بعد ثلاث جلسات للتشاور لتجاوز الاعتراض القطري على تعيينه. وبرغم الدعم العربي الواسع لأبو الغيط، إلا أن الأمر لم يمر باليسر الذي توقعته القاهرة استناداً إلى كونه مرشحاً وحيداً بلا منافس، إذ اعترضت قطر على اسمه بسبب صدامه معها إبان توليه حقيبة الخارجية في عهد الرئيس السابق حسني مبارك، وطلبت إرجاء التعيين شهراً «إلى حين التوصل إلى توافق»، وهو ما رفضته مصر وطالبت بالتصويت على مرشحها.
لكن دولاً عربية بارزة رفضت التصويت وتمسكت بالتوافق، وطالبت مصر بالصبر. واستغرق الوصول إلى التوافق ثلاث جلسات موسعة ومشاورات جانبية ثنائية وثلاثية ورباعية لا تحصى امتدت طوال النهار وحتى ساعة متقدمة من مساء الخميس، بعدما تمسكت القاهرة بمرشحها وبحسم الاختيار.
وطرح السودان مقترحا بتدوير منصب الأمين العام للجامعة، ثم عاد وأعلن مع قطر أن الاعتراض ليس على كون المرشح مصرياً، وإنما على اسم أبو الغيط.
وكانت السعودية والإمارات قادتا وساطة لإقناع قطر والسودان بالموافقة على المرشح المصري، واستجاب السودان وأبلغ الوزراء بتأييد أبو الغيط. لكن قطر أصرت على موقفها حتى الجلسة الثالثة التي سبقها اجتماع ضم وزراء خارجية مصر والسعودية والإمارات وقطر ونائب الأمين العام للجامعة أحمد بن حلي. وقالت مصادر إن قطر قدمت ملفاً لانتقادات أبو الغيط لها عندما كان وزيراً للخارجية.
وكانت القاهرة تلقت قبيل انطلاق الاجتماع الوزاري العربي دعم عواصم عدة لترشيح أبو الغيط خلفاً للأمين العام الحالي نبيل العربي الذي تنتهي ولايته في يونيو المقبل، والذي كان أعلن عدم نيته الترشح لولاية جديدة.
سودان تربيون

المضافون الجدد إلى (أغاني وأغاني).. قفزة في الظلام.. أم محاولة للتجديد؟


يبدو أن برنامج (أغاني وأغاني) الذي يشغل الناس كثيراً قبل إنتاجه وأثناء بثه خلال شهر رمضان الكريم سوف يكون هذا الموسم على موعد مع تغييرات كبيره تطال كثيراً من الأصوات التي اعتاد الناس سماعها في البرنامج الجماهيري الكبير الذي استمر لأكثر من أحد عشر عاماً كأطول البرامج الترفيهية السودانية استمراراً.
ويبدو أن هاجس التغيير يسيطر كثيراً على إدارة (النيل الأزرق) لهذا فإنها دائماً ما تسعى إلى محاولات لتجريب المجرب أحياناً.. والتنقيب عن أصوات مؤثرة في الساحة الفنية سوف، وأصبح البرنامج يماثل تشكيلة (المنتخب القومي لكرة القدم) الذي يغير جلده كل وقت، ويكرم الذين تألقوا خلال الموسم باختيارهم، ويعاقب بالتالي من انحسرت عنهم الأضواء بإبعادهم.
هنالك أصوات جديدة بعضها يعرفه الناس والبعض الآخر ربما سمعوا عنه لأول مرة، نبقى مع ملاحظات لبعض الذين اختارهم البرنامج لهذا الموسم.
غياب الحرس القديم وعودة “فرفور”:
سوف يكون لافتاً خلال النسخة القادمة غياب أبرز العناصر الغنائية التي كانت تحفظ إيقاع البرنامج من الفشل في حال لم يكن أحد المضافين إلى البرنامج بنفس مستوى الموجودين، ويشهد هذا الموسم غياب الفنان “طه سليمان” و”عاصم البنا” و”عصام محمد نور”، فـ”طه” مشغول بتجربته الدرامية الجديدة التي سوف تذاع في ذات القناة، واعتذر عن المشاركة “عاصم البنا” و”عصام محمد نور” أيضاً، وكان الثلاثة بنجوميتهم وخبرتهم الكبيرة وبحضورهم الفني القوي لديهم إمكانات حفظ توازن البرنامج من الانزلاق، وحتى الحلقات التي كان الأداء فيها فاتراً وضعيفاً، فإن الثلاثة كانت لديهم قدرة تغيير مزاج الحلقة إيجاباً، ومن ثم كان وجودهم صمام أمان لما يتمتعون به من قدرات أدائية وثبات وقبول عريض لدى المتلقي، ولكن في ذات الوقت الذي سوف يكون فيه البرنامج خالياً من أصحاب الأداء العالي، فإن عودة “جمال فرفور” إلى البرنامج تمثل دفعة قوية وايجابية من الممكن أن تسهم ولو قليلاً في سد النقص الكبير الذي سوف يخلفه غياب الثلاثي، كما سيحتفظ البرنامج بالثنائي “مكارم بشير” و”هدى عربي” والأخيرة استطاعت تثبيت أقدامها منذ ظهورها الأول في البرنامج، واختصر لها البرنامج سنوات طويلة وأصبحت بعده مباشرة نجمة منتديات بإمكاناتها العالية في أداء أغنيات الرواد ببصمتها الخاصة، أما “مكارم بشير” فيبدو أن إدارة البرنامج لا تريد ممارسة عادتها القديمة في مجاملة بعض الأصوات مجدداً، لأن “مكارم بشير” التي لا تملك ملامح صوتية واضحة ولا تملك شكلاً أدائياً يختلف عن نظيراتها من المطربات، تبدو عبارة عن نسخ مشوهة لمطربات أخريات في نفس سنها وتجربتها، كما أنها تعمد في كثير من الأوقات إلى طمس ملامح الأغنية بتعمدها (الصراخ) الذي يفتقر إلى التطريب، وكان من الأفضل للفضائية أن تتخلى عن عادتها في مجاملة الأصوات المزعجة مثل “مكارم” وتعمل على عودة أخريات أكثر قدرة منها على منح الإضافة المطلوبة.
القادمون الجدد
ستشهد النسخة المقبلة من البرنامج دخول أكثر من 6 أصوات جديدة في البرنامج أبرزها “منتصر هلالية” و”طلال الساتة” و”هاني عابدين” و”رندا مصباح” و”رانيا محجوب” و”آمنة حيدر” والشاب “أحمد بركات الزين”.
ويمثل حضور كل هذه الأصوات وبهذه الكثافة في برنامج بهذه النجومية بمثابة قفزة غير مأمونة في ظلام أكثر المواسم مشاهدة وهو شهر رمضان الكريم، ويمثل وجودهم كـ(كتلة) واحدة بمثابة تحدٍ ذاتي لهم لإثبات أنهم قادرون على المحافظة على إيقاعه من الفشل.
“هاني عابدين” بعد مغادرته لمجموعة (عقد الجلاد) اعتقد كثير من المراقبين أن ذلك سوف يجعله أسيراً للعنة فرقة (عقد الجلاد) التي تصيب كلاً من يخرج عنها مغاضباً أو برضاه، وهذا ما حدث لأصوات كثيرة مثل “منال بدر الدين” و”حمزة سليمان” و”أباذر عبد الغفار” الذين انتهت رحلتهم مع الغناء إلى ما يشبه الفشل، ولكن “هاني عابدين” واصل مع (كورال كلية الموسيقى الدراما) بصوته القوي القادر على أداء الصولات الصعبة، وأطلق عليه معجبو الكورال لقب (العراب)، وسيمثل إضافة حقيقية للبرنامج، وذات الأمر ينطبق على “رانيا هارون” ولكن بدرجة أقل، فتأثير “رانيا” في مجموعة كبيرة مثل (عقد الجلاد) كان أكثر من تأثيرها في مجموعة أقل في الكورال، وهو أمر غير مفهوم، ولكن من الممكن أن تضيع “رانيا” وسط زخم الأصوات النسائية التي سوف يمتلئ بها أستوديو البرنامج، أما زميلتهم الأخرى في الكورال “آمنة حيدر”، فهي ومن خلال بعض البرامج عبر بعض الفضائيات تملك شكلاً وصوتاً مختلفاً أظنه بات مطلوباً الآن مع تكاثر الأصوات النسائية وتشابه بصماتها، ومن الممكن أن تشكل مع أعضاء المجموعة (هاني ورانيا) داخل البرنامج تناغماً وانسجاماً يقدم إضافة جيدة، وبعد غيبة طويلة سوف تعود إلى الواجهة مرة أخرى “رندا مصباح” صاحبة الصوت المختلف والتي كانت شعلة كبيرة من النشاط قبل اختفائها، ولكن سوف يكون البرنامج لها بمثابة سانحة جيدة للعودة المؤثرة في حال اغتنمتها، أما “منتصر الهلالية” فهو صاحب صوت قوي، وهو ملحن موسيقي على درجة عالية من الاحترافية ولديه جمهور كبير في الجامعات، ويقف معه “طلال الساتة” الذي استطاع خلال سنوات قليلة أن يصعد بسرعة إلى سلم النجومية بصوته الذي يتميز بالحزن وهو شكل غنائي يحبه السودانيون كثيراً، والاثنان الآخران برأيي الأكثر خبرة وقدرة على سد جزء من الفراغ الذي سوف يخلفه غياب “عصام” و”عاصم” و”طه”.



المجهر

تعاطي المخدرات يتزايد بين شباب السودان

كشفت ندوة على هامش المؤتمر الثاني لمكافحة المخدرات في السودان، عن انتشار كبير للمخدرات بين الشباب السوداني، وفق تصريحات الخبراء والمختصين.
وقال مشاركون في الندوة، إن الأعوام الأربعة الماضية شهدت تزايدا ملحوظا في أعداد المتعاطين، ولا سيما بين طلاب المدارس والجامعات، أوقف خلالها 41 ألفا منهم، بينما ضبطت الجهات المختصة ملايين الحبوب المخدرة، وأطنانا من مادة الهيرويين والحشيش.
وكانت السلطات السودانية أعلنت أخيرا عن ضبط 5 حاويات شحن محمّلة بالمخدارت، قدّرت قيمتها بـ23 مليار دولار، وعبّرت عن رغبتها بتعديل قانون المخدرات، الذي سنته أخيرا، بما يضمن الحد من هذه الظاهرة.
ويرجع خبراء ومختصون تزايد الظاهرة إلى النزاع المسلح في مناطق عدة بالبلاد، عدا ارتفاع معدلات البطالة بين الشباب، والتفكك الأسري.
وخلصت دراسة أجرتها مديرة مستشفى التجاني الماحي للأمراض النفسية والعصبية بأم درمان الدكتورة نور الهدى محمد، إلى أن 57 في المائة من تجار المخدرات في السودان من الشباب، وأكثر من ثلثي هذه النسبة بين 18 - 44 عاماً.
وقالت نور الهدى إن الدراسة التي أجرتها على نزلاء في سجن الهدى العام 2014، أظهرت أن 28.9 في المائة يتعاطون المخدرات "لملء فراغهم"، وأن السجن "ليس عقوبة رادعة".
وأرجع العقيد منور محي الدين أسباب زيادة تعاطي المخدرات إلى النزاعات المسلحة وضعف الرقابة على الشريط الحدودي، إلى جانب عدم توفر المراكز الصحية للعلاج. وأكد تحول  البلاد إلى دولة منتجة للمخدرات عبر حظيرة الردوم الواقعة على الحدود بين السودان وأفريقيا الوسطى وجنوب السودان.
ويرى استشاري الطب النفسي وعلاج الإدمان، علي بلدو، "أن تنامي الظاهرة في المجتمع السوداني يعود لجملة عوامل، بينها الاستعداد الوراثي والمشاكل الأسرية وظواهر الهجرة والنزوح والاغتراب"، لكنها تتفاقم "بوجود رفاق السوء والتعليم السالب والتجريب ومحاولة إثبات الشخصية والتأثر بالوافد الثقافي".
وأكد تزايد حالات التعاطي في أوساط الشباب السوداني، ولا سيما طلبة المدراس الثانوية والجامعات، بنسبة 1 إلى 4 في المائة، وتزداد في المناطق الحضرية عن الريفية.
وقال إن 90 في المائة من الجرائم يرتكبها مدمنون في العادة، متوقعا تفاقم ظاهرة تعاطي المخدرات، "المعركة القادمة في السودان لن تكون مع الحركات المسلحة التي تقاتل الحكومة في مناطق مختلفة وإنما مع الإدمان".
العربي الجديد

الحكومة : نتحدى المتحدثين عن الضغوط التي مورست في الحوار إثباتها

تحدى المتحدث الرسمي باسم الحكومة، وزير الإعلام “أحمد بلال” الذين تحدثوا عن تزوير وضغوط مورست على أعضاء الحوار لتغيير مواقفهم، وقطع بعدم حدوث ذلك، في وقت أعلنت فيه الأمانة العامة للحوار رفع تقريرها النهائي لآلية (7+7) في غضون أسبوعين.
وقال “بلال” خلال مؤتمر صحفي عقده إعلام الحوار بقاعة الصداقة، أمس (الأربعاء)، إن اللجان عقدت (300) جلسة ورفعت توصياتها بالاجتماع عدا لجنتي الحريات والحكم اللواتي طلبت موفقين، وذكر أن الأمانة أكملت مهامها، وأن الآلية سوف تجتمع مع رئيس الجمهورية “عمر البشير” للتفاكر معه حول زمن انعقاد الجمعية العمومية. وقطع بأن نسبة الآراء المتفق عليها في الحوار بلغت أكثر من (90%).
وكشف “بلال” عن عودة (70) ألف نازح إلى قراهم، وقال تمّ إيواؤهم بجهد وطني، وقطع بأن أمريكا اعترفت ولأول مرة، بأن الحكومة ردت، ولم تكن معتدية في المعركة الأخيرة بجبل مرة.
من جهته، قال الأمين العام لأمانة الحوار بروفيسور “هاشم علي سالم” إن لجان الحوار أنجزت مهامها وفق تخطيط خارطة الطريق، وأقر بوجود توتر في الجلسات، بيد أنه عاد وقال: سرعان ما سارت الأمور على طبيعتها، وأرجع ذلك للحريات المتاحة في التداول.


المجهر

اسعار صرف الدولار والعملات مقابل الجنيه في السودان


مؤشر أسعار صرف العملات الأجنبية في ( السوق الحرة، السوق الموازي،  ) مقابل الجنيه السوداني بالخرطوم يوم الخميس 10 مارس 2016م .
أسعار السوق( السوق الحرة ، السوق السوداء ):
الدولار الأمريكي : 12.10جنيه
الريال السعودي : 3.18جنيه
اليورو : 13.43جنيه
الدرهم الإماراتي : 3.25جنيه
الريال القطري : 3.26 جنيه
الجنيه الإسترليني : 17.18جنيه
الجنيه المصري : 1.23جنيه

ابرز ﻋﻨﺎﻭﻳﻦ ﺍﻟﺼﺤﻒ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ السودانية ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ يوم الجمعه الموافق 11مارس 2016م


ﺻﺤﻴﻔﺔ ﻗﻮﻭﻥ :
– ﺍﻟﺘﺎﺋﺐ ﻳﻌﺘﺮﻑ : ﻧﺨﺸﻰ ﺍﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﻬﻼﻝ
ﻭ ﺳﻨﻲ ﻻ ﺗﺴﻌﻔﻨﻲ ﻟﻠﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﺳﺎﺳﻴﺎ
– ﺍﻟﻬﻼﻝ ﻳﺼﻞ ﻗﻤﺔ ﺍﻟﺠﺎﻫﺰﻳﺔ ﻟﺪﻙ
ﺍﻟﺤﺼﻮﻥ ﺍﻟﻠﻴﺒﻴﺔ ﻭﺭﻭﺡ ﻣﻌﻨﻮﻳﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺮﻭﻓﺔ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ
– ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻻﻫﻠﻲ ﺍﻟﻠﻴﺒﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻴﺐ ﻳﻔﺎﺟﺊ ﻻﻋﺒﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺍﻥ ﻭﻳﺤﺜﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﻭ ﻳﻨﻔﺮﺩ ﺑﺎﻟﻤﺪﺭﺏ
– ﺑﻌﺜﺔ ﺍﻟﻤﺮﻳﺦ ﺗﺼﻞ ﺍﺑﻮﺟﺎ ﺍﻣﺲ ﻭﺗﻐﺎﺩﺭ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻟﻤﻌﻘﻞ ﺍﻟﺬﺋﺎﺏ
– ﺑﻌﺜﺔ ﺍﻻﻫﻠﻲ ﺷﻨﺪﻱ ﺗﺼﻞ ﻟﻮﻣﻤﺒﺎﺷﻲ .. ﻭ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺍﻟﻜﻴﻨﻴﺔ ﺗﺤﺘﺠﺰ ﻃﺎﻓﻢ ﺍﻟﺘﺤﻜﻴﻢ ﺍﻻﻧﻐﻮﻟﻲ

ﺻﺤﻴﻔﺔ ﺍﻻﺳﻴﺎﺩ :
-ﺑﺪﺍ ﺑﺪﻓﺎﻉ ﻣﻜﺴﻢ .. ﺛﻢ ﻭﺳﻂ ﻭﺍﺧﺘﺘﻢ ﺑﺎﻟﻬﺠﻮﻡ
– ﺍﻟﻌﺸﺮﻱ ﻳﺠﺘﻤﻊ ﺑﺎﻟﻨﺠﻮﻡ .. ﺯﺍﺩ ﺍﻟﺤﻤﺎﺱ ﻭ ﺣﺪﺩ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻡ
– ﺍﻟﻬﻼﻝ ﻳﺠﺮﻱ ﺍﻟﻤﻨﺎﻭﺭﺓ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﺑﻘﻤﺔ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﻤﻌﻨﻮﻳﺔ
– ﺍﻻﺳﻴﺎﺩ ﺗﺠﺒﺮ ﺍﻻﻫﻠﻲ ﻋﻠﻲ ﺗﻠﻔﺰﺓ ﻣﻮﺍﺣﻬﺔ ﺍﻻﻗﻤﺎﺭ .. ﻭ ﺍﻻﻭﻟﻤﺒﻲ ﺍﻟﺘﻮﻧﺴﻲ ﻭ ﺍﻟﺒﻨﺰﺭﺕ ﻳﺘﺎﺑﻌﺎﻥ ﻣﺮﺍﻥ ﺍﻻﺯﺭﻕ

صحيفة الزاوية :
ﺍﻟﺤﺮﺍﺭﺓ ﺗﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﻤﺮﻳﺦ ﺑﺎﺑﻮﺟﺎ .. ﻭﺍﻻﻣﻄﺎﺭ ﺍﻟﻐﺰﻳﺮﺓ ﺗﻨﺘﻈﺮﻩ ﻓﻲ ﻭﺍﺭﻱ
ﺍﻳﻤﺎﻝ ﺍﻟﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ﺍﺟﺒﺮﺗﻨﻲ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻐﺎﺀﺍﻟﻤﺮﺍﻥ .. ﻭﺗﻐﻠﺒﺖ ﻋﻠﻲ ﺍﻻﺭﻫﺎﻕ ﺑﺎﻟﻤﺴﺎﺝ
ﺳﻜﺮﺗﻴﺮ ﻭﺍﺭﻱ ﻭﻭﻟﻔﺰ : ﺗﻮﺍﺟﺪﻱ ﻓﻲ ﺍﻻﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﻳﻨﻔﻲ ﺍﻟﻤﻌﺎﻣﻠﺔ ﺍﻟﺴﻴﺌﺔ ﻭﻣﺒﺎﺭﺍﺓ ﺍﻻﺣﺪ ﺻﻌﺒﺔ
ﻫﻤﺪ ﻭﺑﺸﺔ ﻳﻄﺎﻟﺒﺎﻥ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮ ﺑﺎﻟﺪﻋﺎﺀ ﻟﻠﻘﻤﺔ .. ﻭﻣﺤﺴﻦ ﺳﻴﺪ ﻳﺴﺘﻘﻴﻞ ﻣﻦ ﺗﺪﺭﻳﺐ ﺍﻟﺮﻫﻴﺐ

صحيفة الصدي :
ﺍﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﺭﺍﺋﻊ ﻟﺒﻌﺜﺔ ﺍﻟﻤﺮﻳﺦ ﺑﺎﺑﻮﺟﺎ ﺑﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﺳﺮﺓ ﺍﻟﺴﻔﺎﺭﺓ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻭﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﻨﻴﺠﻴﺮﻱ
ﺍﻟﺼﺪﻱ ﺗﺮﺳﻞ ﻛﺸﻒ ﻭﺍﺭﻱ ﻭﻭﻟﻔﺰ ﻟﺒﻌﺜﺔ ﺍﻟﻤﺮﻳﺦ ﻟﻼﻋﺘﺮﺍﺽ ﻋﻠﻲ ﻣﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻱ ﻻﻋﺐ ﻏﻴﺮ ﻣﺴﺠﻞ
ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺒﻌﺜﺔ ﻳﻄﻤﺌﻦ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮ ﻋﻠﻲ ﺳﻼﻣﺔ ﺍﻟﻌﻘﺮﺏ .. ﻭﻭﺍﺭﻱ ﻭﻭﻟﻔﺰ ﻳﻌﺘﺰﺭ ﻋﻦ ﻋﺪﻡ ﺍﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﺍﻻﺣﻤﺮ
ﺍﺧﻄﺮ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻟﻤﺮﻳﺦ ﺍﻻﺣﺪ ﺍﻟﻤﻘﺒل

صحيفة الزعيم :
ﻛﺎﻓﺎﻟﻲ ﻳﻀﻊ ﺍﻟﻬﻼﻝ ﻓﻲ ﻭﺭﻃﺔ ﺍﻟﻔﻴﻔﺎ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ
ﺍﻟﻤﺮﻳﺦ ﻳﺼﻞ ﺍﺑﻮﺟﺎ ﺑﻌﺪ ﺭﺣﻠﺔ ﺷﺎﻗﺔ .. ﺭﺍﺣﺔ ﻭﻣﺴﺎﺝ ﻟﻼﻋﺒﻴﻦ ﻭﺍﻻﻣﻄﺎﺭ ﺗﻨﺘﻈﺮﻩ ﺑﻮﺍﺭﻱ
ﺍﻻﺣﻤﺮ ﻳﺆﺩﻱ ﺗﺪﺭﻳﺒﻪ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﺻﺒﺎﺡ ﺍﻟﻴﻮﻡ .. ﺍﻟﺰﻋﻴﻢ ﺗﻜﺸﻒ ﺍﻟﺘﻜﻬﻨﺎﺕ ﺍﻻﺩﺍﺭﻳﺔ ﻟﻘﻴﺎﻡ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﻠﻌﺔ ﺗﺤﺘﻀﻦ ﻣﻬﺮﺟﺎﻥ ﺍﻟﻤﺼﺎﺭﻋﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ

صحيفة الجوهرة :
– ( ليبيا ) 218 تعلن رسميا نقل مباراة الهلال و الثوار
– العشري يختار 11 انتحاريا لترويض الاهلاوية بقيادة ابوعاقلة و الشغيل
– جينارو يضبط جواسيس ( ابونوارة ) طاقم التحكيم الايفواري يصل اليوم
– وابوعون يلهب مناورات الزعيم

صحيفة عالم النجوم :
– الهلال يختتم استعدادته للثوار بمران من نار
– الشغيل يطيح بنيلسون .. زكاريكا و بشة يكسبان الرهان
– خلافات حادة داخل الاهلي الليبي قبل ساعات من ملاقاة الهلال
– عالم النجوم وحدها تملك التفاضيل .. الاهلي يفتح الباب للقنوات لنقل المباراة
– المريخ يصل ابوجا .. و الوكالة الالمانية تؤكد مهمته لن تكون سهلة
– الامل الجريح يواحه التبلدي المنتشي .. و2 انتصارات و تعادل في الممتاز

الخميس، 10 مارس 2016

مكانيزمات الكراهية وثقافة الأختلاف (مأزق) الأسلامويين في منهاجهم التربوي

المثني ابراهيم بحر

في جامعة الخرطوم منتصف سبعينات القرن الماضي برز نجم المرحوم الاستاذ الصحفي (محمد طه محمد احمد) كواحد من أبرز كوادر الاتجاه الإسلامي الخطابية والكتابية، احد ضحايا مشروع الجبهة الأسلامية المتمثلة في فشل منهاجهم التربوي, جعلته يدفع حياته ثمنا للتهور الذي تربي عليه في مدرسة الأسلام السياسي,اذ تربي في مدرسة لا تعترف بالأخرين ولا تؤمن بأحترام أختلاف وجهات النظر , للدرجة التي جعلته يؤسس صحيفة ترتكز علي شخصه...! وفي يقيني لو انه تربي في اتون اي مدرسة أخري بخلاف مدرسة الاسلام السياسي لشهدنا فيه شخصا بمواصفات مختلفة خلافا لما كان عليه,اذ جلب لنفسه الكثير من العداوات النابعة من أختلافه الفكري مع الأخرين, وكان من الشامتين في موت( الاستاذ محمود محمد طه), اذ الجمهوريين يمثلون عقبة للاسلاميين في اركان النقاش في تلك الحقبة التي كان احد نجومها د القراي, واحمد المصطفي دالي , من حيث المقارعة بالحوار والنقاش وفقا لمنهاج تربيتهم الذي يقضي بأحترام اختلاف وجهات النظر , ولم يستطيع الاسلاميين مجاراتهم في هذا الجانب وفقا لمنطق اختلاف وجهات النظر التي تحيل جدلية اختلاف الرأي بين المتجادلين الي خصوم وليسوا متحاورين....! وهم الذين اتخذوا من الوسائل اللاأخلاقية مكانيزمات ( لتعنيف) من يختلفون معهم في الرأي....!وقد أشتهروا بحمل السيخ والعصي لضرب خصومهم منهم( الطيب ابراهيم محمد خير) الذي اشتهر بالطيب( سيخة) وهو ايضا احد النماذج المتمثلة في فشل مشروع الجبهة الاسلامية التربوي.
, يحكي د( محمد جلال هاشم) احد نجوم تلك الحقبة في العدد193 اجراس الحرية 6سبتمبر2008 بأعتباره حاضرا لكل تلك الحقبة بكل تفاصيلها ,"جاء( محمد طه محمد احمد) الي احد أركان نقاش الجمهوريين, عقب صدور اعدام الاستاذ(محمودمحمدطه) ليصفي حساباته مع( أحمد المصطفي دالي) التي كان يتمخض فيها التاريخ وايامه الحبلي, تلك كانت من اللحظات العديدة التي هزم فيها الاستاذ محمود وتلامذته الموت, فقد اعطي( احمد المصطفي دالي) فرصة (لمحمد طه محمد احمد)كيما يشارك النقاش, ولكن كانت كل مداخلة (محمد طه محمد احمد )تتمثل في سؤال واحد...؟ يا (دالي) "انت قبل كده قلته لو الاستاذ مات حترجع تبيع شاي في حلتكم....! اها بكرة حتعمل كدا ولا لا....؟ " وبكل القوة الايمانية التي تشربها (احمد المصطفي دالي) من استاذه ردا في غاية المعرفة الايمانية...! لن يحدث الا ما امر الله" فقد كان (محمد طه) شامتا في ذاك اليوم الذي حضره الكثيرون , وذلك يعكس جانبا هاما من شخصيته.فقد (ماحك) في محاصرته (لاحمد المصطفي دالي )مطالبا بجواب ما كان في مقدور اي واحد من خلق الله ان يجيب عليه! وهو هل سيموت الاستاذ غدا اذا تم تنفيذ حكم الاعدام....؟
كان شامتا حد الشماتة...! لكن هذا لا يعني انتفاء العامل الاخر , والذي اري انه كان المحرك الاساسي له, اذ لم يستطيع ان يمسك نفسه ليري بعد ساعات بأم عينيه اذا ما كان الأستاذ(محمود محمد طه) سيموت ام لا...! وقد يري الكثيرون بأن الطريقة التي قتل بها جاءت علي بشاعتها انتقاما ربانيا لما اقترفت يداه تحريضا وشماتة في مقتل الاستاذ( محمود محمد طه)....! ولكن بالرغم من كل ذلك, هل دعا احد من الجمهوريون علي جماعة الاخوان ردا علي شماتتهم في موت الأستاذ (محمود محمد طه)...؟هل رأينا في يوم ما ان احد الجمهوريين قد شمت في موت (محمدطه محمدأحمد) ....!لا اعتقد ذلك , وكما اشار د (محمد جلال هاشم )فقد حزن الجمهوريين علي( محمد طه محمد احمد) ومنهم كثيرون بكوه بدمع سخين داعين له بالرحمة والمغفرة, وان يسكنه المولي عز وجل منزل صدق مع الصديقين والشهداء وحسن اولئك رفيقا, وتلك كانت احدي المناهج التربوية في الحزب الجمهوري القائمة علي الحب.
يتصف الجمهوريون بأخلاق عالية وقدرة متقنة علي المجادلة والنقاش بتروي وأحترام الأخرين, مهما بلغت درجة النقاش والحوار والخلافات مع مجادليهم , بحسب ملاحظاتي, وخصوصا ملاحظات الكثيرين الذين زاملوهم عهدهم الزاهر علي ايام كانت اركان النقاش في الجامعات في اعلي معدلاتها, في حقبتي الستينات والسبعينات الثمانينات من القرن الماضي , وذلك يرجع لمنهاجهم الذي تربوا عليه كما أسلفنا , فقد كانت من الشروط المهمة في الانضمام للحزب الجمهوري الالتزام بتجنب الفواحش ما ظهر منها وما بطن, و ثم الدعوة لها بالتى هى أحسن, وقد رسب كثيرون فى الالتزام بهذه الشروط التي تتعارض مع مبادئهم الاساسية, حيث كان الفشل في التجارب العملية, في محيط التعامل مع الاخرين في الحياة العامة,و الحوار مع المتجادلين و مقارعتهم بسلاح الحوار البناء , وليس العنف بشقيه المعنوي والمادي , وعلي سبيل المثال عند وفاة الشيخ( الامين داوؤد) وهو من اشد خصوم الجمهوريين, وهو احد (المدعين ) على الاستاذ (محمودمحمد طه) فى محكمة الردة الاولي, عند وفاته طلب الاستاذ (محمود محمد طه ) من تلاميذه قراءة سورة الاخلاص احدي عشرة (مرة )بأخلاص على روحه , وتأتي المفارقات هنا عندما حكم علي الاستاذ (محمود محمد طه) بالردة عام 85 احتشد الاخوان المسلمين فى سجن كوبر للتكبير والتهليل لاغتيال الاستاذ, وفيهم من نحر الذبائح بحسب شهود عيان, مثلما كرروا ذات المشهد عند انفصال الجنوب. 

هذه المقدمة رأيت ان ابتدر بها حديثي , لتسليط الضوء علي ظاهرة سلبية تفشت في فضائنا الاجتماعي ,منذ ان استولت عصبة الجبهة الاسلامية علي سنام السلطة ( التشمت في الموتي ) فالاسلامويين هم من ادخلوا هذه الافة, فلم يحدث ان قام رسول الله(ص) بشتم موتي غير المسلمين,ناهيك عن المسلمين الذين يسبهم عصبة الراحل د الترابي, وكان في امكانه ان ينهاهم عن هذا الفعل المشين عندما شمتوا في موت الأستاذ(محمود), لأن الأستاذ(محمود) ما كان ليرضي لأتباعه بأن يأتوا بهذا الفعل المشين....!فقد ضجت وسائل التواصل الاجتماعي بحدث رحيل د(الترابي ) ,وأنقسم الناس الي فريقين, كونه قد جاء بالعصبة التي حكمت أسوأ حقبة في تاريخ السودان, أذ شهدت تلك الفترة جرائم التعذيب في بيوت الأشباح، والإغتيالات السياسية ، وإعدام شهداء رمضان، وإعدام الشهيد مجدي محجوب ورفاقة في قضايا العملة، وتصفية الخدمة العامة بالصالح العام وتمكين أعضاء التنظيم بما أدى إلى إنهيار الخدمة المدنية , و شغلت حياته الرأي العام كونها ارتبطت بحقب زمنية مهمة ,بل ومسيطرة علي تفاصيل الاحداث ,فتجربته الطويلة في الحكم والمعارضة تستحق التأمل كونها مثار جدل كبير بعد ان اصبح عرابها الان في زمة التاريخ , ولكن لماذا لا نسأل انفسنا لماذا الانحدار لهذا الدرك السحيق والتشمت حتي في الموت...! 
التاريخ يعيد نفسه عندما اغتيل الأستاذ( محمود محمد طه) الذي (شمت) فيه الاسلاميون ونحروا الذبائح ,وتطرق اتباع المرحوم د (الترابي) للأستاذ (محمود) ووصفوه بكل ما هو لا أخلاقي , مع التهليل والتكبير , للدرجة التي هتف فيها بعضهم ( سقط هبل)....؟ لقد ارتدت اليهم افعالهم, فلو احكم الترابي تربية ابنائه بمنهاج تربوي لما خرج منهم الطيب مصطفي ود نافع واسحق فضل الله, والمدهش أن( الطيب مصطفي) نفسه دخل مع د (الترابي) في معارك كان من الد اعدائه , وهو يصفه بالفاظ بعيدة عن النقد الموضوعي غير مقبولة في حق تلميذ لا ستاذه...! حتي المرحوم (محمد طه محمد احمد) تعرض لأستاذه بما هو خارج عن اللياقة والأدب,للدرجة التي دفعت ابناء الترابي للنيل منه علي طريقة(الرد باليد) فلماذا يخرج كل هذا الغثاء من جماعة الاسلام السياسي دون غيرها من الاحزاب الاخري ....؟ 
كعادة الاسلامويين ما ان أرتدت عليهم عليهم, لم يجدوا الاأن يشيروا الي ذكر الحديث (اذكروا محاسن موتاكم) ويتناسون الحكمة القائلة ان(الجزاء من جنس العمل)....!فتربية الاسلامويين هي التي انتهجت من الاختلاف غاية لبغض الاخرين,و العنف وسيلة لأرهاب خصومهم , وتجعلهم يكرهون من يخالفونهم الرأي حد البغضاء, فقد بدأ الأسلامويين في نعت خصومهم المتوفين بألفاظ لا أخلاقية مثل ( الهالك) ,و على سبيل المثال الأستاذ (محمود محمد طه), ود (جون قرنق) ,وشمتوا في مقتل (بولاد) الذي كان رفيقهم في يوم من الأيام , وكذلك مقتل د(خليل ابراهيم ) ابن الحركة الاسلامية ,وقد فرح الحزب الحاكم بمقتله وسير انصاره في شمال دارفور في عهد (كبر) مسيرات فرح، وغضب كثيرون لهذا التصرف...! .كل هؤلاء سخر منهم الاسلاميين بطريقة توحي بأنهم لا يستحقون رحمة المولي عز وجل....! وعندما توفى (الفريق فتحي أحمد علي) القائد الاسبق للقوات المسلحة في مصر اثناء وجوده بها عندما كان يقود المعارضة المسلحة , تكالبت عليه السيوف من اعلام النظام المأجور للنيل منه ، ولكن (عيب) بعض الواعين منهم سوء ما روجت له تلك اقلام ،وما يؤسف له أن من الذين خاضوا في (الغثاء) الاعلامي (حسين خوجلي) وليته لو صمت حينها....! فقد كتب علي جريدة الوان يقول: "نعم أن ديننا يأمرنا بذكر محاسن موتانا .. ولكنه ليس من موتانا" وواصل نيله من المتوفي قبل ان تواري جثته الثري ....!
رحم الله د حسن الترابي , واسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء وحسن اولئك رفيقا,ففجيعة الرحيل التي كانت بادية علي وجوه (القوم ) في لحظة التشييع,حيث بكي كثيرون وعلا نحيبهم , ولكن جملة رئيس حزب الأمة القومي ، الصادق المهدي،"إن زعيم المؤتمر الشعبي د.حسن الترابي، رحيله يمثل عظة ودرس لجميع السودانيين......!" لحظات معبرة , لعظمة الموت كانت كفيلة لتذكيرهم بالمصير المحتوم لكل( بن حواء فهو لا شك يوما علي الة حدباء محمول) الي مثواه الاخير , لبداية حياة الجرد والحساب منذ مواراة الجثمان الثري في المقابر ,التي يقول عنها الراحل صلاح ابراهيم :(هنا الاثرياء بغير صكوكهم والنقود), وفي مقطع اخر : (قبر بلا شاهد او علامة كقبر عليه رخام وسور(, حيث الجميع سواسية , فقد كان المشهد مهيبا يوحي للعامة بأنهم نادمون عن ما اقترفوه بحق الوطن المنكوب لوجه الله تعالي ,ولكنها نسخة مكررة بالكربون باتت تتكرر مع كل فقيدعزيز, نفس المشاهد رأيناها عند رحيل( الزبير محمد صالح), ولكن عجبا (لهؤلاء) أذا لم (يلين قلوبهم ) فما ان يغادر احدهم معترك الحياة الي دار ( جرد الحساب) حتي نشاهدهم يتحسسون اكفانهم كعادتهم دوما في انتزاع الدهشة واتقان فن التمثيل....! فالوجوم الذي رأيته علي وجوه الانقاذيين عند رحيل اكثر الاسلاميين (نبلا) احمد عثمان مكي في العام2008 حيث سالت فيه دموع الرجال وعلا نحيبهم....! وتكرر ذات المشهد الأن عند رحيل د الترابي, حيث فجيعة الفقد وعظمة المشهد كفيلة بأن يترك هؤلاء السلطة, ويتنازلوا عنها طواعية مع الاعتذار للشعوب السودانية....! ولكن اذا كان الموت اكبر واعظ للانسان لم يحرك فيهم ساكنا فالموت بكل قدسيته أصبح سلعة رخيصة للكسب السياسي . 
من الاشياء التي ازدهرت في هذا الزمان الاغبر , تنامت ثقافة الكراهية بين المختلفين بحسب توجهاتهم وأرائهم ,وهي احدي مكانيزمات الجبهة الأسلاموية كما أشرت التي تقضي بتبخيس الاخرين الذين يخالفونهم , والاعلاء من شأن منسبيهم مهما كانت قيمتهم, وفي (مقال) لمولانا سيف لدولة حمدناالله وهو يرثي والده الأديب اذ يقول " مضى (حمدناالله عبدالقادر ) من هذه الدنيا وقد كان في وداعه بمقابر فاروق ألوف من أبنائه وإخوانه من الأهل والعشيرة، وكذلك من أصدقائه ومريديه وتلاميذه وأصدقاء وزملاء أبنائه، وبمثلما أهملت الدولة أعماله في حياته، فقد تجاهلته في وفاته، فلم تُرسل وزارة الثقافة, أو إدارة المسرح أو الإذاعة موظفاً منها بدرجة رئيس قسم ليقرأ الفاتحة على روحه ,أو يمثلها في خيمة المأتم....!"

فهل يعقل ان يحدث هذا التجاهل الرسمي تجاه شخصية بحجم الراحل المقيم (حمدناالله عبدالقادر) في اي وطن أخر غير السودان......! وهو ليس الأول ولن يكون الأخير,ونفس الشيئ حدث مع شخصيات مهمة كثيرة اسهمت في هذا الوطن ورحلت في هدوء,ولكني شخصيا لم اندهش في أمر هذه العصبة التي أعتمدت في سبيل بقائها في السلطة علي سياسة (فرق تسد) لاطالة امدها في السلطة, وأدمنت سياسة (الخيار والفقوس) لتمييز المواطن السوداني , و الادهي من ذلك يميزون بين الناس حتي في الموت, يميزون موتاهم عن الاخرين ضجيجا علي وسائل الاعلام, ففقيدهم هو شهيد ...! وفقيدهم مع الحور العين....! وفقيدهم فقد للوطن....! فما ان يغادر احد( الانقاذيين) هذه الدنيا ومهما (صغر) حجمه الا وتفتح له وسائل الاعلام علي مصراعيها , وتضفي عليه الالقاب الوطنية والدينية , بينما تنعكس الصورة عند رحيل شخصيات قدمت اسهاماتها للوطن في شتي المجالات, كحال الانظمة البوليسية في تضخيم شخوصها وانجازاتها , وبذات القدر كان الرئيس الاسبق الراحل جعفر( النميري) الذي يتشابه مع نظام الانقاذ في فترة حكمه التي دامت ستة عشر عاما من القهر والذل, (فالنميري) هو من نعي الزعيم (الازهري) في عهده بأنه الاستاذ في المدارس الثانوية دون الاشارة لزعامته ودوره النضالي في الحركة الوطنية ,كما فعل الانقاذيون مع الراحلين( ألاستاذ محمد الحسن نقد , وألاستاذ محمد وردي و مصطفي سيداحمد. وشاعر الشعب محجوب شريف ,و الفيتوري) ولولا تشابه ذاك الزمان الاسود بهذا الزمان الاكثر ظلما وفسادا لما شاهدنا مثل هذه الدراما البشعة, ولتحدثت هذه العصبة عن انجازات اولئك العظماء الذين رحلوا وخلدت ذكراهم بما يتناسب مع مقاماتهم.
لم يكن لدي الترابي مشروع نهضوي كما فعل (اروغان) في تركيا او (مهاتير محمد) في ماليزيا.فقد ظلت الحركة الاسلاموية تمثل حجر عثرة امام امكانية قيام اي مشروع نهضوي يرتقي بالوطن . فالحساب السياسي عمل مشروع ,وليس الآن وقته لأن المقام مقام عزاء وترحم ، , إنما عبد نزل فيه قضاء الله ومضى إلى مصير ليس لاحد إلا ملاقيه (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۗ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۖ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ۗ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ )(وإنا لله وإنا إليه راجعون ) فالترابي قد مضي الي رحاب الله ،وليس هناك ما يمنع في الدين من التعرض لسيرة المتوفي بحسب ما قدمه في حياته في الاطار العام, بأعتبار انه شخصية عامة لا بد ان تتعرض مسيرته للنقد في ميزان الصلاح للمجتمع, فكون اي شخص قد قرر الولوج للعمل العام, عليه ان يقبل تعرضه للنقد حال حياته وبعد مماته, فلو انه كان شخصا عاديا لما تعرض له احد.لكن وفاة شخصية عامة فاعلة غيرت مجريات الامور بصورة جذرية في دولة كان بإمكانها أن تساهم في تغيير مجري تاريخ البشرية، ليست كوفاة اي فرد من أفراد المجتمع,فكل الشخصيات العامة منذ قديم الزمان حتي في التاريخ الاسلامي تعرضت( للغربلة) والنقد ,وعموما تاريخ د الترابي ليس فيه ما يجعله بطلا سياسيا , وهو الذي فشلت تجربته التي اودت بالوطن الي حالنا الراهن,كون عصبته هي من انغضت علي الديمقراطية. 
منهاج الأخوان المسلمين التربوي هو من ساهم علي أدلجتهم وفقا لأليات العنف والتميز وعدم القبول بالاخرين, وهذا ما يجعلهم يصرون علي أحادية الدولة السودانية ويسعون بكل قوة لأقصاء الأخرين,و لكل ما من شأنه لأن يكسب الوطن تنوعه, فقد حكي لي عمي الذي درس في جامعة الخرطوم في سبعينات القرن الماضي انه ما (كره) هؤلاء الكيزان الا لانهم يمايزون بين زملائهم , فما ان يأتي احد (الكيزان) ليسلم علي مجموعة من بينها (كوز) الا ويخص الكوز بسلام استثنائي دون الاخرين ....!(فالكوز للكوز رحمة) كما اشار لذلك مولانا سيف الدولة حمدناالله في احدي مقالاته, فقد رحل د الترابي وبالرغم من كونه ليس له أي صفة رسمية في جهاز الدولة سوي أنه رئيس حزب سياسي معارض, خصصت له كل وسائل الاعلام الرسمية وغير الرسمية ,يعكس تماما ما بيناه بخصوص منهاج هذه العصبة التي تتنافي مع الطبيعة البشرية القائمة علي التنوع والاختلاف، وقد توفى قبله محمد إبراهيم نقد وهو الآخر رئيس حزب سياسي بارز في السياحة السياسية, ولم يُجد إهتمام الاعلام الرسمي كما حدث مع الترابي وفقداء تيار الاسلام السياسي, لأن هذا هو حال النظام الحاكم مع كل من يخالفهم في معتقداتهم ,فقد رحل الفيتوري احد اساطين الشعر , ,حتي اجهزة الاعلام الرسمية (صهينت) عن (رحيله) بينما تناولته وكالات الانباء العالمية كحدث غير عادي لشخص استثنائي , وعلي ذات النهج مع شاعر الشعب محجوب شريف لم تتكرم عليه وسائل الاعلام الرسمية بمجرد نعيه كحدث مهم في الاجهزة الاعلامية ,ففي كل اوطان العالم يعظمون نجومهم اللامعة مهما كانت رؤياهم الفكرية ,و اسرائيل التي (نتتريق) عليها تجعل من استعادة اشلاء (جندي) مات من عشرون عاما او اكثر قضية شرف قومي, بينما ننتمي لاوطان لا تكلف الدولة نفسها سوي تأمين علم وطني يلف جثمان مفكريها ومبدعيها وكأنها ليست معنية الا بدفنهم. 
رحيل د الترابي عن مسرح الحياة مدعاة للتأمل لما مضي وما هو أت, وبجرد حساب لما أقترفوه بحق الشعوب السودانية,حتي لا ترتد عليهم المزيد من بضاعتهم التي زرعوها, فالدنيا زائلة وفانية , مهما توسعنا فيها لا يبقي منها الا العمل الصالح ومكارم الاخلاق التي اتي من اجلها نبينا الكريم (ص), فقد رحل الزعيم الأزهري بسيرة عطرة نقية تجعل كل من سمع أسمه لأن يدعو له بالرحمة والمغفرة , ومثلهم مضي الطيب صالح الي رحاب الله الواسعة وقدم السودان الي العالم في لوحة جمالية ستذكره الأجيال أبد الدهر....!ومضي شاعر الشعب محجوب شريف الي الضفة الاخري, وخلف وراءه سلسلة من الاعمال الانسانية هي مدعاة للتأمل, وعلي ذات الطريق مضي الاستاذ مصطفي سيد احمد الذي ضحي بالحياة ومتعتها من اجلنا جميعا .....!وفي رحاب الخالدين مضي الفيتوري الذي حمل هم الوطن ,معتزا بأفريقيته, و كتب أسمه بمداد من نور , ...!ورحل المبدع ابو المسرح حمدناالله عبدالقادر الي رحاب الله بنقاء سريرته وترك لنا تركة مثقلة بالابداع , وفي سجله من الاعمال التي سنتبه لها اول حكومة ديمقراطية لتكرمه وتوثق له بما يستحق.....!وسيستمر رحيل النبلاء في هذا الوطن الي ان يردوه عن غربته.
لكن علي الانقاذيين ان يتدبروا من الموت قبل فوات الاوان ,ليتذكروا ماذا قدموا لهذا الوطن المثخن بجراحاته.....ّ! وعلي غرار( الفريد نوبل) الذي اخترع الديناميت احزنه ان خبرا عن وفاته عن طريق الخطأ قد نشرته احدي الصحف مصحوبا بنعي لرجل اساء للانسانية وخلف الموت والدمار , وأصاب هذا النعي عن طريق الخطأ ضمير( نوبل ) بالاسي وصحي ضميره لانه لم يخلف وراءه اثرا حميدا يذكر به عند موته ,فكانت سببا في ان يقدم (جائزة نوبل للسلام) لمحو اثار الديناميت, وحكام الانقاذ حتي الان لم يقدموا للشعب السوداني ما يمحوا حكم 27 عاما من القهر والذل وحكم الاستبداد.فقد ذهب النميري وفي سجله تاريخ حكمه لحقبة من أسوأ الحقب, وجاءت من بعده عصبة الانقاذ وكانت الاسوأ من سلفها , وستذهب بأذن الله الي مذبلة التاريخ دون ان تخلف وراءها اثرا حميدا كما تدارك (نوبل) الامر وصحح خطأه, فهؤلاء الطغاة لا يتعظون من الموت , ولايتدبرون القران, ولا يقرأون التاريخ لأخذ العبر والدروس , ولكن هذه هي الحياة يموت سلاطينها ,وزعمائها ,وحكامها ,و اشرارها, وخياراها ,كما يموت عوامها ,وطغاتها الذين نكلوا بشعوبهم, وكأنهم سيخلدوا في هذه الدنيا ولن يموتوا او يحاسبوا علي ما اقترفوه من ذنوب تجاه شعوبهم , لأن الظلم الظلمات يوم ان نقف بين يدي العادل الجبار , الذي لا يظلم امامه احد, فويل لهؤلاء من قاضي السماء الذي يعلم السر واخفي.