صحيفة إلكترونية تهتم بمعاناة الغلابة من أبناء شعبنا المقهور والمغلوب، كما تحاول جاهدة عكس الأخبار الفاضحة لفساد النظام
الثلاثاء، 16 يونيو 2015
(انتصار) بطعم دموع ابراهيم غندور فى (غزوة) (أسد افريقيا) لـ (جوهانسبيرج) !!
مثلما صور صدام حسين هروب قواته المذل من احتلال الكويت انتصاراً يشبه انتصار المسلمين الاوائل وسماه (قادسية صدام) ، ثم قال انها (أم المعارك)، وكما كان وزير دعايته يتحدث عن هزائم (العلوج!) فيما طلائع قواتهم تقتحم العاصمة بغداد ، كذلك يتحدث عمر البشير – أسد افريقيا ! – عن انتصاره على المحكمة الجنائية الدولية ، اثر هروبه مذعوراً ومهاناً ، بعد ان حولت سلطات جنوب افريقيا سفره من المطار المدنى الى القاعدة الجوية العسكرية فى ووتركلوف وحذفت اسمه من قائمة المسافرين !
والنظم الشمولية واحدة وان اختلفت شعاراتها ، كلها تعتاش على الاكاذيب . وأى كذبة أكبر من تصوير هروب رئيس دولة الى بلده كانتصار ! لأول مرة فى تاريخ افريقيا تأمر محكمة افريقية بالقبض على رئيس دولة اثناء توليه السلطة ! وبذلك يكون عمر البشير هارباً من العدالة الدولية ومن عدالة جنوب افريقيا ! وسيواجه نفس المآل فى أى بلد افريقى ذى قضاء مستقل ! ورغم حشد الرؤساء الافارقة فى جوهانسبيرج لم يتفوه أى رئيس افريقى بكلمة تضامن واحده لصالح عمر البشير !! فيما عدا الرئيس المضيف جاكوب زوما الذى يواجه عاصفة من الانتقادات ربما تطيح به فى الانتخابات القادمة .
والأخطر ان الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون دعا علناً للقبض على عمر البشير . وكذلك فعلت الولايات المتحدة الامريكية ودول الاتحاد الاوروبى .
وفى بلاد يحتاج حوالى 6 مليون من مواطنيها الى مساعدات انسانية ، ويعانى أكثر من 23 % من شبابها من البطالة ، مما يستوجب ضخ استثمارات خارجية ضخمة لتوفير فرص العمل ، وترزح تحت وطأة الديون التى تستجدى لاعفائها ، وتشهد حالياً ازمة فى العملة الصعبة اعاقت استيراد الكميات اللازمة من وقود الكهرباء والجازولين والقمح والادوية وغاز الطبخ ، فى مثل هذه الظروف فان العزلة الدولية التى كشفت عنها تصريحات أمين عام الأمم المتحدة والدول الاوروبية والولايات المتحدة ليست عزلة مجانية ، وانما عزلة ترتبط مباشرة بلقمة عيش السودانيين !!
ولأن وزير خارجية النظام ابراهيم غندور يعلم كل ذلك ، فرغم تكراره كليشيهات (الانتصار) فى (غزوة) جوهانسبيرج الا انه حين كان بعيداً عن مايكرفونات الدعاية بكى حزناً على (الانتصار) المزعوم !! وهى دموع تختلط فيها مشاعر الهزيمة مع الخوف من تحميله المسؤولية !! ومع ذلك ، فانها دموع ، ومن هذه الزاوية تشبه دموع الضحايا . وان كانت قيادات النظام قد بدأت تبكى الآن فان غالبية أهل السودان ظلوا لأكثر من ربع قرن فى مخاضات الدم والدموع!!
وسبق وأشارت (حريات) الى ان عمر البشير اذ نفد بجلده فقد كرس صورته كهارب من العدالة الدولية ، وانتهى كرئيس دولة يحظى بالشرعية أو الاعتراف ، ولم تعد سوى مسألة زمن حتى يدفن شعب السودان جثة سلطته .
حرياتإعتذار مفاجئ للعجب عن وزارة التجارة
لندن ــ الخرطوم:
فاجأ وزير التجارة الخارجية الجديد الدكتور منصور يوسف العجب الأوساط السياسية والإعلامية بالاعتذار عن تقلد منصب وزير التجارة في الحكومة الجديدة رغم تأكيده السابق لـ (الصيحة) بأنه قبل التكليف، وأنه شرع في اتصالات ببعض الكوادر المساعدة، وأكد مصدر موثوق بأسرة الدكتور منصور أن العجب اعتذر عن المنصب لظروف صحية، مشيراً إلى أنه كان جاداً ومتحمساً للعمل في وزارة التجارة الخارجية لما لديه من خبرات تراكمية في مجال التسويق وخاصة المنتجات الزراعية ، والتجارة الخارجية والعلاقات الدولية، ونفى المصدر نفسه أن يكون اعتذار العجب لأسباب سياسية.
وأجرت "الصيحة" أمس اتصالاً هاتفياً بمدير مكتبه طلال العجب مستفسرة عن صحة المعلومات التي تحصلت عليها الصحيفة ، إلا أن طلال لم ينفِ ولم يؤكد صحة الخطوة لكنه عاد وقال: حسبما أعلم أن الدكتور منصور يوسف بدا زاهداً في المنصب منذ اختياره، ولم يستبعد حدوثها.
الجدير بالذكر أن الدكتور منصور يوسف العجب كان قد تم اختياره وزير دولة بوزارة الخارجية عقب انتخابات 2010 لكنه قدم استقالته من الوزارة بعد أشهر قليلة قضاها، وهاجر إلى لندن في رحلة اكتنفها كثير من الغموض تاركاً وراءه سيلاً من أسئلة بلا إجابات
الصيحة
(والدكتور الناظر منصور هو إبن الناظر يوسف العجب ، وقد فاز منصور نائبا لدائرة الدندر في إنتخابات الديمقراطية الثالثة 1985م خلفا لوالده الناظر الذي ظل نائبا للدائرة في إنتخابات الديمقراطية الأولي ( الإستقلال ) والثانية بعد ثورة أكتوبر 1964م وهي ماتعرف بالدائرة المقفولة التي لايوجد فيها منافس لعائلة يوسف العجب. وهوقيادى بالحزب الاتحادى الديمقراطي )
الصحة: (80%) من الدواء المستخدم في المؤسسات الصحية (مغشوش)
البرلمان: سارة تاج السر
كشفت وزارة الصحة الاتحادية أن (٨٠٪) من الدواء المستخدم في المؤسسات الصحية (مغشوش) من مصادر مهربة، خاصة في الولايات الطرفية، وأن المواطن يصرف حوالي (٦٤٪) على الخدمات الصحية، منها (٩٥٪) تذهب للدواء خاصة الأمراض المزمنة، واعتبرتها أحد مؤشرات فقر الأسر السودانية، وأكدت الوزارة وجود نقص حاد في الخدمات الدوائية بنسبة (٧٦٪) تدفع المواطن للبحث عن الدواء في مصادر غير مأمونة.
وكشفت وزيرة الدولة بوزارة الصحة، سمية أوكد، خلال المداولات على المرسوم الجمهوري المؤقت بشأن قانون الصندوق القومي للإمدادات الطبية الذي صادق عليه البرلمان بأغلبية أمس أن الصحة تصرف حوالي (840) مليون جنيه في محاربة الأمراض المزمنة والسرطان والأدوية المنقذة للحياة، والعمليات القيصرية وعلاج الأطفال دون سن الخامسة.
وأوضحت الوزيرة أن هيئة الإمدادات الطبية أصبحت تحت ظل رقابة المجلس القومي للأدوية والسموم ويحظر عليها استيراد أي دواء وإذا اضطرت في حالة الطوارئ أو الأوبئة يتم الاستيراد بعد التنسيق والتشاور مع المجلس.
واتهمت الوزيرة الإمدادات الطبية بالعمل بمفردها في السابق في ضبط الدواء وعدم خضوع أدويتها لمجلس الأدوية ليقرر دخولها السودان، وقالت: (بموجب القانون ستكون محكومة رقابياً بالمجلس القومي للأدوية والسموم)، ولفتت الى أن الإمدادات الطبية وفق المرسوم ستكون ملزمة بتكوين أفرع لها في الولايات توفر بيئات تخزين تضمن مأمونية الدواء وتحمل الأعباء الإدارية، بجانب توفير الدواء بسعر موحد ليصبح في الخرطوم والجنيينة بسعر واحد، وأقرت بأن المواطن في خور برنقة يشتري الدواء بعشرين ضعف ثمنه في الخرطوم.
وشدد عضو المؤتمر الوطني والنائب البرلماني محمد المختار حسن حسين، على وزارة الصحة بالالتزام بشراء الدواء من المصادر المحلية ثم من الخارج إن لم يكن متاحاً بالداخل ليمثل ضماناً لشركات الدواء والصناعة الوطنية، وانتقد استيراد الأدوية بدون ضرائب وجمارك واعتبره يضعف مقدرات الشركات في المنافسة وطالب بالتوازن في البيع بين العيادات الخاصة والمستشفيات الخاصة.
الجريدة
اسد المشروع الاسلامي الزائف (استقبال المهزوم)
اوصاف كثيرة يوصف بها الطغاة انفسهم من امير المؤمنين ، حامي البلاد ، والد الشعب ، (اسد) افريقيا كثيرون يصفون عمر البشير الهارب من العدالة بذلك ، كيف لاسد ان يتواجد في الصحراء ، الا كان لديه (مكنة) اسد، او ما يطلق عليه جنوب (الاسدية) اي المتشبه بالاسود لنقص فيه يريد اكماله . ادرك اخيرا الرئيس نفسه ،انه ليس له قيمة ولا اعتبار لدي الكثير من الدول بمختلف قاراتها ، رئيس يتحاشاه رفقاءه ، هذا دليل ان السودان طالما يديره عمر البشير كلما يمر عام تنتقص قيمته امام اعين الكثيرين ، بسبب الحروب الدائمة الزائدة في التوسع ، الضائقة المعيشية التي صاحبتها الهجرات الي دول اوروبا
، الي دول عربية في الخليج واستراليا والولايات المتحدة الامريكية وحتي اسرائيل ، الشباب يفضلون ان يغرقوا في اعماق البحر بدلا من ان يتذوقوا الاهانات كل يوم في وطنهم المنبوذ ، السودان كل يوم تزداد مشاركة شبابه في الحروب الجهادية تحت مسمي الدول الاسلامية في سوريا والعراق وحتي ليبيا ، اذا كان هؤلاء المشاركين الحكومة علي بهم ام لا ، لكن المنهج الاسلامي الحضاري هو ما افرغ شباب ، لو اجريت مقارنة اقتصادية واجتماعية وسياسية ، لماذا شباب من الاسر التي تعتبر غنية بمعايير الواقع السوداني تذهب للقتال في سوريا والعراق ؟ ، هذا مؤشر اولي المشروع الاسلامي اصبح (جيفة) نتنة حتي جعلت اقرب الناس الي المركز السلطوي ان تعافه من شدة النتانة و(العفونة) التي تفوح جثته القبيحة المنظر ، هذا اذا نظرت الي مختلف النواحي من امنية وسياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية تزداد رقعة الامراض فيها يوميا ، بات لا امل من ان يجدوا لها العلاج ، فالعلاقات السودانية في عهد البشير الان مع اغلب الدول هي علاقة يشوبها الحذر من نظام لا امان له ، حتي من الدول التي يتخذها مركزية له .
مهما ادعي انه محبوب الجماهير والسودانيين صوتوا له في الانتخابات الاخيرة ، الاستقبال التي تم امام مطار الخرطوم الدولي هو تـأكيد ان من حضروا جاء لا يعلمون في اي شئ اتوا من اجلهم ،بعض تفاجأ ، قال له صديقه علي ترفع هذه اللافتة الرئيس سيظهر بعد دقائق ، ارفعها عاليا ، ليري الجميع اننا نحب (الريس) ، ادرك الرئيس ان السودانيين لم يخرجوا لاستقباله علي بوابة المطار ، كما فعلت من القائد الراحل دكتور جون قرنق ديمبيور قبل عقد من الزمن في الساحة ، شوارع الخرطوم والمدن الاخري لم تخرج غاضبة علي قرار القاضي الجنوب افريقي الذي طالب بحظر سفره بعد حضورع قمة الاتحاد الافريقي ، تندد بذلك القرار ، الكثيرين قالوا اذا اخفقنا في اسقاطه ، لماذا لا يسقط من جنوب القارة الافريقية ، هذا الرئيس ليس له انصار الا المنتفعين من وجوده واسرته ، ومنتفعي المنتفعين فقط ، اما بقية الشعوب السودانية تتمني ان يذهب الي اليوم قبل الغد .
عاد الي الخرطوم بعد حبس اضطراري في جنوب افريقيا ، غادر جنوب افريقيا عبر المطار العسكري وليس المطار الدولي لجنوب افريقيا ، كما قلت في اخر مقال اذا القي القبض علي الرئيس السوداني او لم افلت من عملية القبض التي كان يريد ان ينفذها القضاء الجنوب افريقي ، هي في حد ذاتها خطوة شديدة الاهمية في مسيرة قضاء في جنوب افريقيا المشهود له بالنزاهة والاستقلالية ، مع وجود منظمات مجتمع مدني في غاية من الاحترام والصدق تجاه قضايا حقوق الانسان ليس في جنوب افريقيا التي خرجت من حرب ضروس وقاتلة مع نظام (الفصل العنصري) في جنوب افريقيا ، قاتل الاف الجنوب افريقيين من السود والبيض من اجل انهاء العنصرية القبيحة التي قسمت المجتمع الي عرقيات لونية ، لن اقول انها تم القضاء عليها بالكامل ، لكن خطوات العدالة الانتقالية التي حققت المصالح الوطنية العليا لانسان جنوب افريقيا،كانت هي اولي الخطوات في الاتجاه ان تظهر جنوب افريقيا بهذا الموقف الاخلاقي لقضاءها المحترم والنزيه ، الا ان تواطوء السلطة الحاكمة مع الرئيس السوداني هو ما ساهم في هروبه مختفيا في طائرة عسكرية او مدنية لا اختلاف في الامر ، ان الرئاسة التي احتكرها لم تشفع له ولا تكن له حصانة ، كما قال الكاتب احمد حسين ادم المحاضر في جامعة كورنيل الامريكية ان الرئيس الجنوب افريقي جاكوب زوما ضرب بتاريخ نيلسون مانديلا النضالي عرض الحائط ، وطالب زوما ان يستقيل لانه ساعد مجرم هارب من العدالة الدولية ، ودولته مصادقة علي ميثاق روما الاساسي ، اي دولة موقعة عليه ، في حالة وجود شخص مطلوب للمحكمة الجنائية الدولية في اراضيها ان تتعاون للقبض عليه ، لكن جاكوب زوما اختار ان يكون صديقا حميمل للديكتاتور..
استقبل الرئيس مجموعة من المأجورين ، مدفوعي الثمن ، مع عدد لا بأس منه من الوزراء وبعض المعزولين من القيادة (الكيزانية) ، ولافتات كتب عليها (اسد افريقيا ) ما ادراك ما اسد افريقيا الهارب عبر طائرة عسكرية ، فعلا انها الاسود في زمن المشروع الحضاري الاسلامي الزيف ، المعروف عن الاسود ان تمتاز بالشجاعة والاقدام، حسب الروايات الشفاهية المتداولة بين البشر، ليس مشهودا لها بالفرار (الزوغان ) مرة في نيجيريا والاخيرة في جنوب افريقيا ، وليس هناك مجازفة جديدة من الرئيس عمر البشير لاي دولة اخري ، ستضع قريبا اصفاد الجنائية الدولية علي يديه الملطخة بكثير من ارواح الضحايا ، اصفاد من قتلوا منذ 1989 الي الان ، في منازل الاشباح ، في بيوت التعذيب المخفية ، في المناطق المجهولة التي يعلم بها فقط مرتكبي الجرائم المجرمين ، في اقسام الشرطة ، في معسكرات الخدمة المدنية ، في مناطق الصراع الدائرة الان ، في المناطق التي رفضت ان تباع اراضيها للاجانب ، ويطردوا منها ، وكان جزاء معارضيها لهذه السياسة القتل برصاص الشرطة ، ستلاحقه ارواح ضحايا السدود في كجبار ، ضحايا التظاهرة السلمية في بورتسودان، ضحايا العشرات في احداث سبتمبر قبل اقل من عامين ، والنظام اعترف بنفسه انه قتل 10 فقط من مواطني دارفور ، لم يقتل 300 الف كما ذكرت الامم المتحدة في تقاريرها عن ضحايا الابادة الجماعية والتطهير العرقي . نعم اعترف البشير بنفسه ان ماتوا في دارفور ليس بالرقم الهائل المذكور ، 10 الف مواطن / ة لا غير ، هذا الرقم حسب الرؤية العنصرية للبشير ان ليس رقما يستحق كل هذه الضجة الاعلامية العالمية من الغرب المعادي لتوجه الدولة الرسولية الاسلامية التي لم تري منها الشعوب السودانية في الشمال والجنوب والغرب والشرق والوسط الا موتا ونزوحا جماعيا واغتصاب جماعي ، ودمار اقتصادي ، انها ازمات مشروع الدولة الرسولية في عهد الانقاذ ، مابشرت من خير وفير ، كان حصادا نتنا ظهرت تجلياته علي الجميع ، حتي اولئك الذين قال انه جاء من اجلهم .
حسن اسحق
ishaghassan13@gmail.com
نجاة والي غرب كردفان بعد عطل أصاب طائرة تقله الى الفولة
نجا والي غرب كردفان أبوالقاسم الأمين بركة أمس بعد تعطل المحرك الأيسر للطائرة التي كانت تقل وفده لحاضرة ولاية غرب كردفان الفولة الذي ضم قيادات دستورية من الولاية ونواب برلمانيين وأعيان إدارة أهلية، وذلك لحضور مراسم تنصيبه بعد أن تم تعيينه والياً لغرب كردفان.
وأكد مصدر مطلع أن محرك الطائرة تعطل بعد إقلاعها من مطار الخرطوم أمس عند وصولها لمنطقة جبل أولياء وأن قائدها استطاع الهبوط بها مرة أخرى في مطار الخرطوم، ليستغل الوالي وجزء من وفده طائرة أخرى إلى الفولة.
وأكد مصدر مطلع أن محرك الطائرة تعطل بعد إقلاعها من مطار الخرطوم أمس عند وصولها لمنطقة جبل أولياء وأن قائدها استطاع الهبوط بها مرة أخرى في مطار الخرطوم، ليستغل الوالي وجزء من وفده طائرة أخرى إلى الفولة.
صحيفة الجريدة
تأنيث الاستبداد... أو "اقعدي يا هند"
ثارت ثائرة الصحافة الدنماركية، العام الماضي، بعد تعرّض برلمانيات وسياسيات لتهديدات "مجهولة"، بعد زيادة نفوذهن في الفضاء العام. وعرض التلفزيون الرسمي برنامجاً بعنوان: "اصمتي يا امرأة" بهدف التصدي لثقافة الحط من قيمة المرأة ومكانتها، بعد مائة عام من تحصيلها للحقوق الدستورية في المشاركة ترشيحاً وانتخاباً.
وإن كانت النساء في الدنمارك لم يصلن بعد إلى الكمال في المساواة بالمناصب والأجور والحقوق كافة، ويحتللن 39 بالمائة فقط من المقاعد البرلمانية، لكن رغم ذلك تحكم منذ 2011 رئيسة الوزراء هيلي تورنينغ شميت لأول مرة، لتكون واجهة البلد للإناث كرئيسة حكومة، وكملكة بعد أن ورثت العرش بعد أبيها.
وشهر يونيو/حزيران هو شهر المؤتمرات والاستضافات وفتح الملفات بمناسبة مئوية حقوق المرأة في التصويت والترشّح. والقصة في هذه المجتمعات، ليست في أن تذهب المرأة في كرنفالية احتفالية لتضع ورقتها في الصندوق، لتكون صورتا الديمقراطية والمساواة قد وصلتا إلى أوجهما.
والصراع لأجل الحقوق مستمر بتشريعات وقوننة تمنع أية انتكاسة ولو من خلال حملات تصيب عقل الطفل قبل الكبير. فهل تقبل أن يُقال لأمك "اخرسي أيتها المرأة؟"... سؤال استهلالي ينفذ إلى المجتمع ليقال إن القضية ليست مجرد تهكم وتهديد بالاغتصاب وغيرها من كلمات روعت بعضهن لمواقفهن السياسية، بعضها تجاه فلسطين أو مواقف بعضهن تجاه المهاجرين.
في هذه المئوية، في مؤتمر عالمي في مبنى الخارجية الدنماركية، كانت وفود نسوية وبحثية وحقوقية كثيرة حاضرة من أنحاء العالم، بما فيها أعداد عربية كبيرة. والحق يقال إن المستضيفين، من مؤسسات رسمية وغير حكومية، كانوا يستشعرون حساسية: "النموذج"، فتركوا للضيوف اختيار نماذجهن/نماذجهم الوطنية.
لكن، عند التجول بين تلك الوفود يستوقفك "وعي ذكوري" تجاوز تماماً مسألة "النسبة المئوية" لتمثيل المرأة العربية في البرلمانات. الدساتير على الورق تبدو براقة وجميلة وتطرب أذن "المهتمين"، من دون عناء البحث عن هوية هؤلاء المهتمين، فبدا وكأن القصة التي تحملها بعض الحاضرات من البرلمانيات والمعنيات بحقوق المرأة العربية وبلغة الضاد يتفاخرن بأنهن في برلماناتهن: "وصلنا إلى نسبة تمثيل 20 بالمائة خلال سنوات بسيطة، بينما هم (الدنماركيون) احتاجوا مائة عام للوصول إلى 40 في المائة"!، لقد أساءوا فهم العلاقة بين الحقوق والأرقام والنسب.
في السودان نسبة البرلمانيات تصل إلى 25 بالمائة، وفي العراق والأردن تقريباً 12 بالمائة. وفي البرلمان الأخير اشتهرت جملة "اقعدي يا هند" لتعبّر عن ثقافة عامة عند كثير ممن يظن بأن "المرأة ديكوراً" وربما أداة تجميل لصورة الديمقراطية في صندوق الانتخاب فحسب. حدث ذلك في رام الله حين وقف أحدهم لحنان عشراوي قبل سنوات.
كم مرة كان لدينا رئيسة وزراء عربية؟ بل كم مرة شاهدنا وزيرة عربية (باستثناء حالة موريتانية لفترة) تعكس واقع المرأة المشاركة في تقدم وتطور المجتمع نحو احترام نصفه لنصفه الآخر؟
هل الأرقام هي المؤشر على منسوب الحريات والمشاركة والديمقراطية بوجهها الأشمل؟ من الأردن بدا عريب الرنتاوي مصيباً، ونحن نتحدث عن مصيبة غياب "حركة نسوية عربية" واحتكار بعض المنظمات عرض القضية في قوالب نمطية تؤشر إلى عمق مأزق تعريف الحقوق.
شابة يمنية وقفت تسأل عن "الأبرتهايد الجندري" في دولة مجاورة لبلدها، من دون الإتيان، ولو بكلمة، على وضع المرأة اليمينة. الموقف الأيديولوجي والسياسي يُذهب النقاش نحو تكرار ما نشاهده ونسمعه على قنوات تعتبر كل حركة يأتي بها المواطن العربي "مؤامرة". لكن السكون في واقع الحريات والحقوق يمر عليه بعضهم مروراً عادياً ولا كأنه يستحق نقاشاً.
واحدة من أهم القضايا التي نوقشت كانت عن دور الأحزاب السياسية في تمكين المرأة في مجتمعاتنا، واتفق الضيوف المؤتمرون على الثناء على تجربة الدول الاسكندنافية وأحزابها. لكن، حين يطرح مراسل سؤالاً على ناشطة حقوقية عن دور الأحزاب في بلدها، من حيث صمتها عن الانتهاكات الفظيعة وتأييدها للديكتاتورية الانقلابية، يصبح الجواب التفافاً على نسق "حب وكراهية" وسيلة الصحافي الإعلامية، وليس عن السؤال بنفسه الذي كان قبل ثوانٍ يثنى عليه عند "الخواجات".
قد يقول قائل: لا تنسى الحالة السورية. في سورية "البلد العلماني الوحيد"، كما يحب أن يطلق عليه نظامه ومريدوه السوريون والعرب، نجد تباهياً يتجاوز السويد بقليل، فنائبة الرئيس نجاح العطار لم تغادر منصبها رغم مغادرة ثلاثة نواب للمنصب. وهناك وجوه نسائية (وليس نسوية) على وزن بثينة شعبان، وبانضمام لونا الشبل وأخريات إلى واجهة الأعوام الماضية، يخيل للمراقب بأن "مجلس الشعب السوري" يختلف كثيراً عن البرلمان الكويتي أو حتى الإيراني أو اللبناني.
لكن ما يستشف من الصور الوظيفية للمرأة لا يتعدى "تأنيث الاستبداد وصوره"، خصوصاً حين يقدم البديل الفزاعة في "الإسلام السياسي" كواحدة من أكثر الصور المدماة للمرأة العربية في الإعلام الغربي.
تلك الصورة تطيل قرون استشعار بعض "المدافعين/المدافعات" عن حقوق المرأة العربية، وتكشف عن وجهتها الغربية بكثير من الدلالات المأساوية لتلك الحقوق. وعلى الهامش هناك تهكم صريح من طول زمن عن قياس نسبة التمثيل بالنموذج الاسكندنافي البرلماني، من دون التعريج على ما يحمله ذلك النضال بين ضفتيه، السابق واللاحق لمئوية حقوقهن في المساواة.
في بعض الدول العربية نجد أيضاً حالات قفز إلى تبني النمط الرأسمالي في تسليع المرأة، بجعلها غطاء أنثوياً للاستبداد بكل صنوفه، ومدلولاً سطحياً لمعاني "التحضر"، خصوصاً ذلك الذي لا يترك لا الإنسان ولا حتى بيئته أن يطالها تخريب نخبة حاكمة ومتحكمة بالبلاد كتحكمها بمزارع و"رعايا أوطان".
في الصورة انتقاد لداعشية العقل في السبي، بينما في وجهها الآخر السبي يطال الجميع بشعارات وممارسات تقحم فيها الأنثى كتوكيد على "رقة القائد والزعيم" الذي يغلف أحياناً بمسحة ألوهية ودينية كمبتعث لإنقاذ البلاد والعباد ممن "تسول لهم المؤامرة" أن يتجرأوا على سؤال المواطنة والحريات بأبعادها غير المرتجاة في عقل "الزعيم".
ناصر السهلي
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)