اوصاف كثيرة يوصف بها الطغاة انفسهم من امير المؤمنين ، حامي البلاد ، والد الشعب ، (اسد) افريقيا كثيرون يصفون عمر البشير الهارب من العدالة بذلك ، كيف لاسد ان يتواجد في الصحراء ، الا كان لديه (مكنة) اسد، او ما يطلق عليه جنوب (الاسدية) اي المتشبه بالاسود لنقص فيه يريد اكماله . ادرك اخيرا الرئيس نفسه ،انه ليس له قيمة ولا اعتبار لدي الكثير من الدول بمختلف قاراتها ، رئيس يتحاشاه رفقاءه ، هذا دليل ان السودان طالما يديره عمر البشير كلما يمر عام تنتقص قيمته امام اعين الكثيرين ، بسبب الحروب الدائمة الزائدة في التوسع ، الضائقة المعيشية التي صاحبتها الهجرات الي دول اوروبا
، الي دول عربية في الخليج واستراليا والولايات المتحدة الامريكية وحتي اسرائيل ، الشباب يفضلون ان يغرقوا في اعماق البحر بدلا من ان يتذوقوا الاهانات كل يوم في وطنهم المنبوذ ، السودان كل يوم تزداد مشاركة شبابه في الحروب الجهادية تحت مسمي الدول الاسلامية في سوريا والعراق وحتي ليبيا ، اذا كان هؤلاء المشاركين الحكومة علي بهم ام لا ، لكن المنهج الاسلامي الحضاري هو ما افرغ شباب ، لو اجريت مقارنة اقتصادية واجتماعية وسياسية ، لماذا شباب من الاسر التي تعتبر غنية بمعايير الواقع السوداني تذهب للقتال في سوريا والعراق ؟ ، هذا مؤشر اولي المشروع الاسلامي اصبح (جيفة) نتنة حتي جعلت اقرب الناس الي المركز السلطوي ان تعافه من شدة النتانة و(العفونة) التي تفوح جثته القبيحة المنظر ، هذا اذا نظرت الي مختلف النواحي من امنية وسياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية تزداد رقعة الامراض فيها يوميا ، بات لا امل من ان يجدوا لها العلاج ، فالعلاقات السودانية في عهد البشير الان مع اغلب الدول هي علاقة يشوبها الحذر من نظام لا امان له ، حتي من الدول التي يتخذها مركزية له .
مهما ادعي انه محبوب الجماهير والسودانيين صوتوا له في الانتخابات الاخيرة ، الاستقبال التي تم امام مطار الخرطوم الدولي هو تـأكيد ان من حضروا جاء لا يعلمون في اي شئ اتوا من اجلهم ،بعض تفاجأ ، قال له صديقه علي ترفع هذه اللافتة الرئيس سيظهر بعد دقائق ، ارفعها عاليا ، ليري الجميع اننا نحب (الريس) ، ادرك الرئيس ان السودانيين لم يخرجوا لاستقباله علي بوابة المطار ، كما فعلت من القائد الراحل دكتور جون قرنق ديمبيور قبل عقد من الزمن في الساحة ، شوارع الخرطوم والمدن الاخري لم تخرج غاضبة علي قرار القاضي الجنوب افريقي الذي طالب بحظر سفره بعد حضورع قمة الاتحاد الافريقي ، تندد بذلك القرار ، الكثيرين قالوا اذا اخفقنا في اسقاطه ، لماذا لا يسقط من جنوب القارة الافريقية ، هذا الرئيس ليس له انصار الا المنتفعين من وجوده واسرته ، ومنتفعي المنتفعين فقط ، اما بقية الشعوب السودانية تتمني ان يذهب الي اليوم قبل الغد .
عاد الي الخرطوم بعد حبس اضطراري في جنوب افريقيا ، غادر جنوب افريقيا عبر المطار العسكري وليس المطار الدولي لجنوب افريقيا ، كما قلت في اخر مقال اذا القي القبض علي الرئيس السوداني او لم افلت من عملية القبض التي كان يريد ان ينفذها القضاء الجنوب افريقي ، هي في حد ذاتها خطوة شديدة الاهمية في مسيرة قضاء في جنوب افريقيا المشهود له بالنزاهة والاستقلالية ، مع وجود منظمات مجتمع مدني في غاية من الاحترام والصدق تجاه قضايا حقوق الانسان ليس في جنوب افريقيا التي خرجت من حرب ضروس وقاتلة مع نظام (الفصل العنصري) في جنوب افريقيا ، قاتل الاف الجنوب افريقيين من السود والبيض من اجل انهاء العنصرية القبيحة التي قسمت المجتمع الي عرقيات لونية ، لن اقول انها تم القضاء عليها بالكامل ، لكن خطوات العدالة الانتقالية التي حققت المصالح الوطنية العليا لانسان جنوب افريقيا،كانت هي اولي الخطوات في الاتجاه ان تظهر جنوب افريقيا بهذا الموقف الاخلاقي لقضاءها المحترم والنزيه ، الا ان تواطوء السلطة الحاكمة مع الرئيس السوداني هو ما ساهم في هروبه مختفيا في طائرة عسكرية او مدنية لا اختلاف في الامر ، ان الرئاسة التي احتكرها لم تشفع له ولا تكن له حصانة ، كما قال الكاتب احمد حسين ادم المحاضر في جامعة كورنيل الامريكية ان الرئيس الجنوب افريقي جاكوب زوما ضرب بتاريخ نيلسون مانديلا النضالي عرض الحائط ، وطالب زوما ان يستقيل لانه ساعد مجرم هارب من العدالة الدولية ، ودولته مصادقة علي ميثاق روما الاساسي ، اي دولة موقعة عليه ، في حالة وجود شخص مطلوب للمحكمة الجنائية الدولية في اراضيها ان تتعاون للقبض عليه ، لكن جاكوب زوما اختار ان يكون صديقا حميمل للديكتاتور..
استقبل الرئيس مجموعة من المأجورين ، مدفوعي الثمن ، مع عدد لا بأس منه من الوزراء وبعض المعزولين من القيادة (الكيزانية) ، ولافتات كتب عليها (اسد افريقيا ) ما ادراك ما اسد افريقيا الهارب عبر طائرة عسكرية ، فعلا انها الاسود في زمن المشروع الحضاري الاسلامي الزيف ، المعروف عن الاسود ان تمتاز بالشجاعة والاقدام، حسب الروايات الشفاهية المتداولة بين البشر، ليس مشهودا لها بالفرار (الزوغان ) مرة في نيجيريا والاخيرة في جنوب افريقيا ، وليس هناك مجازفة جديدة من الرئيس عمر البشير لاي دولة اخري ، ستضع قريبا اصفاد الجنائية الدولية علي يديه الملطخة بكثير من ارواح الضحايا ، اصفاد من قتلوا منذ 1989 الي الان ، في منازل الاشباح ، في بيوت التعذيب المخفية ، في المناطق المجهولة التي يعلم بها فقط مرتكبي الجرائم المجرمين ، في اقسام الشرطة ، في معسكرات الخدمة المدنية ، في مناطق الصراع الدائرة الان ، في المناطق التي رفضت ان تباع اراضيها للاجانب ، ويطردوا منها ، وكان جزاء معارضيها لهذه السياسة القتل برصاص الشرطة ، ستلاحقه ارواح ضحايا السدود في كجبار ، ضحايا التظاهرة السلمية في بورتسودان، ضحايا العشرات في احداث سبتمبر قبل اقل من عامين ، والنظام اعترف بنفسه انه قتل 10 فقط من مواطني دارفور ، لم يقتل 300 الف كما ذكرت الامم المتحدة في تقاريرها عن ضحايا الابادة الجماعية والتطهير العرقي . نعم اعترف البشير بنفسه ان ماتوا في دارفور ليس بالرقم الهائل المذكور ، 10 الف مواطن / ة لا غير ، هذا الرقم حسب الرؤية العنصرية للبشير ان ليس رقما يستحق كل هذه الضجة الاعلامية العالمية من الغرب المعادي لتوجه الدولة الرسولية الاسلامية التي لم تري منها الشعوب السودانية في الشمال والجنوب والغرب والشرق والوسط الا موتا ونزوحا جماعيا واغتصاب جماعي ، ودمار اقتصادي ، انها ازمات مشروع الدولة الرسولية في عهد الانقاذ ، مابشرت من خير وفير ، كان حصادا نتنا ظهرت تجلياته علي الجميع ، حتي اولئك الذين قال انه جاء من اجلهم .
حسن اسحق
ishaghassan13@gmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق