برادفورد.. مركز لتجنيد المتطرفين في بريطانيا |
أثار اختفاء 3 شقيقات بريطانيات مع أطفالهن التسعة، فيما يعتقد أنه محاولة جديدة للانضمام للتنظيمات المتشددة في سوريا، جدلاً واسعاً في بريطانيا يتعلق خصوصاً بالبلدة التي تنتمى النساء إليها خاصة بعد المعلومات التي كشفت أن شقيقهن سبقهن إلى سوريا، وكانت الشرطة على علم بذلك وباحتمال انضمام شقيقاته إليه أيضا.
وبحسب صحيفة الديلي ميل البريطانية فإن بلدة ديوسبري، الواقعة شمالي إنجلترا، صارت تربة خصبة لتجنيد المتشددين، حتى أن زعيم المجموعة التي نفذت تفجيرات لندن عام 2005 كان ينتمى إليها، كما ينتمي إليها أصغر من نفذوا تفجيرات انتحارية لصالح تنظيم داعش في العراق، ويدعى طلحة إسماعيل، الذي كان يقوم بنشاط واسع النطاق لتجنيد عناصر لصالح التنظيم.
وكانت هذه البلدة، في مقاطعة يوركشاير، تشتهر بأنها مركز صناعة الصوف في إنجلترا، لكن تغيرت تركيبتها السكانية بشكل كبير، فمن بين سكانها البالغ عددهم أكثر من 4 ألاف نسمة، بحسب إحصاء عام 2011، لا يتجاوز عدد الإنجليز 48 في المائة، أما البقية فغالبيتها من ذوي الأصول الهندية والباكستانية.
وتقول الصحيفة إن معظم نساء البلدة حالياً يرتدين النقاب، حتى بائعة المثلجات والآيس كريم، فيما تنتشر المدارس الإسلامية الخاصة التي لا تعمل تحت إشراف الحكومة كما يوجد بالبلدة مقر إحدى محاكم الشريعة التي واجهت انتقادات حادة في مجلس اللوردات خلال الفترة الماضية لأنها تميز ضد النساء في بعض القضايا التي تعرض عليها.
وفيما يحذر الكثيرون في بريطانيا من دور شبكة الإنترنت في تجنيد الشباب البريطاني للانضمام لصفوف داعش، يرى أخرون أن دور المساجد والمجتمعات المماثلة لمجتمع هذه البلدة قد يكون أكثر أهمية، وما زال هو الأكثر تأثيراً على سفر الشباب من فئات عديدة للانضمام للتنظيم.
وترصد صحيف بريطانية عديدة فعاليات كثيرة تقام في البلدة وفي منطقة برادفورد كلها تهدف لعرض صور عما يجري في سوريا وحجم الضحايا الذين يقتلون هناك على يد قوات النظام، وذلك كما يقولون بهدف جمع التبرعات لدعم الجهود الإنسانية هناك.
وتعتبر الصحف أن هذه الفعاليات من أهم الأدوات التي تستخدمها التنظيمات المتطرفة لجذب الشباب المسلم للانضمام إليها والسفر إلى سوريا أو العراق بغية انهاء ما يرونه ظلما للمسلمين.
وعلى أي حال تبقى أسباب انجراف الشباب البريطاني للانضمام لهذه التنظيمات عديدة ومتشعبة، وهي مهمة عسيرة على المجتمع في التعامل مع هذه الأسباب ومعالجتها قبل أن يستفحل الأمر ويصعب العلاج.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق