كان صباح اليوم منعشا—وكثير الحركة—بداية الدارسة جعلت الشوارع صاخبة بأطفال المدارس—ولكن حاجة فايزة كانت تحمل لي مفاجأة اخرى جعلت صباحي مفعما برائحة (الشمار الحار)—كانت كالعادة في جدال لا ينتهي مع ادم حول سعر البسكويت عندما مررت بجانبها –صاحت (هي يا دكتورة –وين انت؟)—وقبل ان ارد عليها —كانت قد وصلتني وبنفس متقطع قالت هامسة (ماجيتي الجبنة يوم الخميس—غادة ما جابت لينا جنس خبر!!)—في تلك اللحظة كل قرون الاستشعار الانثوية التي أمتلكها –توقفت في حالة الانتباه —واستنفر عقلي كل جنباته التي صارت عالية التركيز في ثانية —رددت قائلة (خير— في شنو؟)—(غادة عندها اهلها ساكنين في (—-) وكان عندهم مناسبة مشت قعدت ليها يومين هناك —اها مشت الكوفير الجنب بيت المناسبة وهي قاعدة تعاين بالقزاز –اتخيلي شافت منو بنزل ليهو واحدة من عربيته؟—) –دارت كل الاحتمالات في رأسي –ولكنها لم تنتظر لتسمع اجابتي ( اتخيلي شافت فتح الرحمن راجل ندي بت اصلاح –بي عربيته ذاتها وقال كدي أداها قروش والمرة دخلت الكوفير )—قلت لها (يمكن قريبته ولا اخته —ما تظلموا الراجل ساكت)—نظرت الي شذرا (انتظري—قالوا ليك غادة خلتها –مشت جنبها وسالتها قالت ليها انا مشبهاهو –قامت المرة قالت ليها دا راجلي –متزوجاهو ليها سنة—ومقعدها مع اهلها)—شمار أصلي من الصباح —غايتو يا فتح الرحمن طلعت على قول المصريين (مية من تحت تبن)—ظاهرة الزواج السري—أصبح شيئا معتادا— وانتشرت النكات حول هذا الموضوع بان هناك الكثير من ما تخفيه عبارات –مثل عندي أجتماع—ماشي مشوار وجاي—ولست في حاجة لكي أعيد نكتة الجامع التي تتداولها الأوساط الاجتماعية –فالسؤال ليس لماذا يتزوج الرجل ثانية؟ لا أعتقد انني أستطيع الاجابة على هذا السؤال—ولكن قطعا ان قرار الزواج الثاني لا علاقة له بقرار الزواج الاول —وكذلك لا ذنب للزوجة الأولى—فكم من زوجة نكدية سيئة الاخلاق احتفظت بزوج كامل الدسم—وكم زوجة طيبة –مخلصة –كافأها زوجها باحضار ضرة لتؤانس وحدتها—بل اكاد أعتقد أن الزوجة الطيبة تثير في نفس زوجها حافزا يقول (هل من مزيد)—فالرجل الشرقي عموما يأخذ فكرته عن النساء من زوجته لأنه ينشأ بعيدا عن أخواته—ولا زال حتى الأن عندما يتحدث الرجل عن النساء ينسى ان من جملة هؤلاء النسوة والدته وأخواته—كما قلت لست هنا لأبحث في موضوع الزواج التاني –ولكن تساؤلي لماذا كثر الزواج السري أو على الأقل الذي لا تعلم به الزوجة الأولى؟ هل مراعاة لمشاعرها—أو مجرد (شراء لدماغ الرجل) والبعد عن العكننة!!!!—(اها انا قلت ليهم دي امانة –لازم نحدث اصلاح بالقصة دي ) انتبهت على صوت حاجة فايزة —وقلت لها (لا يا حاجة—ما تدخلوا في الموضوع دا—دي ما امانة—دي صدفة لمت غادة في الزوجة التانية دي—وبعدين شن عرفك يمكن حاجة اصلاح وبتها عارفين –البيوت أسرار)—بدت نبرة التهكم واضحة في حديثها (هه –هه—حاجة اصلاح كان عرفت الولد دا عرس فوق بتها الا كان تقطع لحمه –وتقسمه كيمان—انت ما بتعرفيها؟)—(عشان كدا –عليك الله يا حاجة فايزة –اسكتوا بالموضوع دا—وزي ما بقولوا ناس القانون—يبقى الحال كما هو عليه –وعلى المتضرر اللجوء للقضاء)—زمت شفتيها غير راضية—وتحركت من امامي –ولكن نظرتها كانت تقول لي (من دربي دا ماشة لي حاجة اصلاح)—واصلت طريقي –ومن على البعد لاحت لي عربة فتح الرحمن مسرعة كالعادة –فتذكرت أغنية فنان عطبرة مصطفى مضوي (انت قايل الكنت ماشي معاهو ما بجيب الخبر؟ قال لي كمان لي زول جديد أهدى المناديل والصور)—-ووووصباحكم خير
د. ناهد قرناصمسلسل فتح الرحمن.. الحلقة الاولى: التسوي بي ايدك
مسلسل فتح الرحمن.. الحلقة الثانية: جئتكم من سبا بنبأ يقين
مسلسل فتح الرحمن.. الحلقة الثالثة: رجعنا لك
مسلسل فتح الرحمن.. الحلقة الرابعة: في الضواحي وطرف المداين
مسلسل فتح الرحمن.. الحلقة الخامسة: خليك واضح يا جميل
النيلين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق