الخرطوم ـ «القدس العربي»:
صلاح الدين مصطفى
بدأ السودان فعليا في خطوات استقبال جرحى المعارك التي تدور في اليمن وذلك بتنفيذ توجيهات رئاسة الجمهورية الناتجة عن اتفاق لنقل الجرحى اليمنيين لتلقي العلاج في الخرطوم.
وقضى الإتفاق الذي أبرمه نائب الرئيس السوداني حسبو محمد عبد الرحمن ووزير حقوق الإنسان اليمني عبد العزيز الإصبحي ،بإلغاء تأشيرة الدخول إلى الأراضي السودانية وتسهيل دخول المواطنين والطلاب اليمنيين إلى السودان.
وتنفيذا للتوجيهات، ناقشت اللجنة الفنية العليا لاستقبال جرحى العمليات من اليمن و المكونة برئاسة وزيرة الدولة بالصحة سمية إدريس ،خطة العمل والإجراءات الضرورية لتهيئة المرافق الصحية في السودان لاستقبالهم. وزيرة الدولة في وزارة الصحة الاتحادية في السودان، رئيسة اللجنة أوضحت بأن تكوين اللجنة يأتي إنفاذاً لتوجيهات رئاسة الجمهورية بقيام لجنة فنية متخصصة لوضع خطة علمية متكاملة لتقديم يد العون للأخوة في اليمن الشقيق، اتساقا مع موفق السودان الداعم للشرعية في اليمن وقالت إن هذه اللجنة تختص باستقبال جرحى العمليات.
وأضافت في تصريحات صحافية أن اللجنة برئاسة وزارة الصحة وتضم في عضويتها وزارة الخارجية والخدمات الطبية بكل من القوات المسلحة والشرطة والأمن الوطني والهلال الأحمر السوداني ومجموعة المنظمات الوطنية ومفوضية العون الإنساني والقطاع الصحي الخاص وكافة الجهات العاملة في قطاع الصحة.
وأشارت سمية إلى أن اللجنة تهدف للاسناد الطبي والعمل الإنساني وتقديم يد العون لليمن وأوضحت أن الإجتماع بحث الموضوعات المتعلقة بالعمل الطبي والإنساني من خلال البدء بإرسال فريق طبي متكامل يضم كل التخصصات الطبية والصحية إلى اليمن لتقديم الخدمات العلاجية للمرضى والجرحى ومن ثم وضع الترتيبات الميدانية وفرز الحالات وإحالة المرضى اليمنيين للسودان.
وقالت إن المرحلة الأولى تشمل استقبال خمسين جريحا من اليمن لتلقي العلاج وتوفير الاحتياجات الطبية والعلاجية ،إضافة لتوفير حاجة الفرق الطبية المتجه لليمن. وأوضحت ضرورة التنسيق مع وزارة الخارجية والسفارة السودانية في اليمن وكل الشركاء للمساهمة في عمليات النقل والإخلاء.
تجدر الإشارة إلى أن السودان أضحى ثالث دولة في العالم تسمح للمواطنين اليمنيين ـ بعد ماليزيا والأردن ـ بالدخول إلى أراضيهما بدون تأشيرة مسبقة.
ومعروف أن السودان شارك بقوة في التحالف العربي ضد الحوثيين في اليمن عبر «عاصفة الحزم» التي تقودها المملكة العربية السعودية وأكد الرئيس عمر البشير- في ذلك الوقت – أن الشعب السوداني يؤيد بشدة ويقف مع دول التحالف وعلى رأسها المملكة العربية السعودية من أجل استرداد الشرعية في اليمن وأكد البشير للملكة العربية السعودية أن الشعب السوداني كله يقف خلف هذه الحملة ويؤيد بشدة عاصفة الحزم.
وشارك الطيارون السودانيون بطائراتهم فوق سماء اليمن دعماً للشرعية في خطوة وصفها بعض المحللين بعودة السودان لمحيطه العربي. ودفعت الجالية السودانية في اليمن ثمن هذا الموقف مبكرا حيث تعرضت لإعتداءات من عناصر تتبع للحوثيين عقب إعلان البشير مشاركته في عاصفة الحزم مباشرة وذكرت بعض الأسر على مواقع التواصل الإجتماعي أن أبناءها تعرضوا للضرب والنهب والترويع من قبل عناصر الجيش في شوارع العاصمة اليمنية.
وتزامن الموقف الرسمي السوداني مع مواقف شعبية مسنودة بدعم ديني حيث طالبت هيئات وجماعات إسلامية الشعب السوداني بالتبرع لصالح المتضررين من الحرب في اليمن.
ورأى بعض المحللين أن مشاركة السودان في عاصمة الحزم ما هي إلا بداية لإختبارات مقبلة لموقفه وتحوله من التيار الداعم لإيران، واختيرت الخرطوم نقطة لإجلاء الرعايا الإجانب من اليمن قبل ترحيلهم لبلدانهم.
ويقول المحلل السياسي عبد الله رزق إن «عاصفة الحزم» جاءت سريعا لتختبر النوايا السودانية والمواقف الجديدة كما أن الحرب نفسها جاءت مباغتة وتوقيتها تم بناء على تحرك الحوثيين نحو صنعاء، وتم ذلك بعد أربع ساعات فقط من لقاء البشير والملك السعودي ويحتاج ذلك كله لمواقف أخرى يبرهن بها السودان موقفه ويرى رزق أن الإجراءات الأخيرة في تطبيب الجرحى اليمنيين تبدو خطوة في هذا الإتجاه رغم أنها تتسق تماما مع العلاقات التاريخية الأزلية بين السودان واليمن.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق