الأربعاء، 26 أغسطس 2015

تحالف القوى الوطنية في السودان يرحّب بجهود الاتحاد الافريقي لحل الأزمة التي تمر بها البلاد



الخرطوم ـ «القدس العربي»:
 رحّبت قوى المعارضة السودانية بالجهود التي يبذلها الاتحاد الإفريقي لحل الأزمة السودانية. واعتبرت القوى الوطنية للتغيير أن اجتماع الاتحاد الإفريقي بوفد «نداء السودان» يعد تقدما كبيرا في هذا المجال.
ووصف تحالف القوى الوطنية للتغيير في بيان له أمس اجتماع المعارضة مع مجلس السلم والأمن الافريقي بأنه «تاريخي» باعتبارها المرة الأولى التي يستمع فيها الاتحاد الإفريقي للمعارضة السودانية ويناقش رؤيتها للحل السياسي الشامل.
واستمع وفد يتقدمه الصادق المهدي رئيس حزب الأمة المعارض، ومالك عقار رئيس الجبهة الثورية بأديس أببا يومي 22 و23من هذا الشهر لتنوير من رئيس الآلية رفيعة المستوى، ثامبو مبيكي، وممثل الامين العام للامم المتحدة، هايلي مانكريوس، حول لقائهما الاخير مع الرئيس السوداني عمر البشير. 
وقام وفد المعارضة السودانية بعد ذلك بمخاطبة مجلس الأمن والسلم الإفريقي وتقديم رؤية قوى نداء السودان والقوى الراغبة في التغيير لقضايا السلام الشامل والحوار القومي الدستوري. 
وأكدت المعارضة استعدادها التام للسلام الشامل والحوار القومي الدستوري الذي يقوم على أسس واضحة وصحيحة. ورفض الوفد الإجراءات التي يسير فيها النظام من طرف واحد حول الحوار الوطني ووصفها بأنها «تمثل تنصلا كاملا عن قرارات الاتحاد الافريقي والاتفاقيات التي أبرمها في الرابع من سبتمبر / ايلول 2014 وإضافة لتلك التي وقعها مع لجنة (7+7) بما يؤكد عدم رغبة النظام في الحوار ومواصلته القهر والشمولية».
وأنهى يوم السبت الماضي وفد من مجلس السلم والأمن الأفريقي ضم 20 شخصا زيارة للسودان استمرت لعدة أيام. وأجرى الوفد مباحثات مع المسؤولين السودانيين في الخرطوم وولاية دارفور.
وأكد مجلس الأمن والسلم الإفريقي من خلال هذه الزيارة دعمه للحوار الوطني الذي يدور في السودان «باعتباره عملية حقيقية وشفافة وشاملة وعادلة بدأه ويمتلكه شعب السودان لتحقيق سلام دائم في جميع أنحاء السودان، وطلب إلى جميع أصحاب المصلحة السودانيين العمل من أجل تنفيذه بنجاح».
وفي الوقت الذي أعلنت فيه الحكومة السودانية ميقاتا لبدء الحوار في العاشر من الشهر القادم، تصر المعارضة على اسقاط النظام. وقالت المعارضة إن «تزايد انتهاكات حقوق الانسان واستمرار القصف الجوي ضد المدنيين ومنع الاغاثة واتساع حملة الاعتقالات لا سيما في العاصمة الخرطوم والاحكام الصادرة بإعدام الاسرى وتزايد اعداد النازحين واللاجئين والتضييق على الصحافة كلها مؤشرات على سير النظام في نهج القهر لا الحوار». 
وطالبت المعارضة السودانية الآلية الرفيعة ومجلس الأمن والسلم الافريقي بـ»تبني أسس واضحة للحوار تضع على رأس اولوياتها وقف الحرب وايصال المساعدات الانسانية وتوفير الحريات وتوسيع دائرة الشركاء الاقليميين والدوليين، واعطاء الآلية تفويضا واضحا لتسهيل عملية الحوار في السودان بعيداً عن ألاعيب النظام وسيطرته».
وتقول الحكومة إن ما تطالب به المعارضة «مكانه جلسات الحوار». وقدم الرئيس السوداني البشير العديد من الضمانات لنجاح الحوار وقال إنهم يريدنه حدثا تاريخيا في سيرة الوطن. وشدد على «عدم يأس الحكومة من دعوة جميع الفرقاء السياسين بالداخل والخارج وحاملي السلاح ومن يظاهر دعوتهم للإستجابة لنداء الحوار والتبرؤ من إتخاذ العنف وسيلة للوصول للسلطة أو البقاء فيها».
يذكر ان جهود مجلس السلم والأمن الإفريقي بخصوص الأزمة في السودان مستمرة منذ عدة أعوام لكن تسارعت وتيرة هذه الجهود مؤخرا حين أصدر المجلس بيانا في العاصمة الاثيوبية أديس أبابا في نهاية الشهر الماضي بشأن الوضع في دارفور. فأكد مجدداً دعمه الكامل لجهود الآلية الافريقية رفيعة المستوى في تنسيق مختلف مسارات الوساطة في السودان. وأثنى المجلس على الآلية المستمر لجهود حكومة وشعب السودان. وحث أطراف أصحاب المصلحة السودانيين على التعاون الكامل مع الآلية الافريقية رفيعة المستوى.
وأعرب مجلس الأمن والسلم الإفريقي عن قلقه إزاء استمرار النزاع المسلح في دارفور وقال إنه يشكل تهديدا للسلام ليس للسودان فحسب وإنما للدول المجاورة ايضا. وشدد على ضرورة تجديد التزام الأطراف لتسهيل العملية السياسية.


صلاح الدين مصطفى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق