الموقف الحكومي من اللقاء التحضيري غير مبرر وغير مقبول
لن يؤسس لحل دائم ومستدام بلا لقاء تحضيري لكل الأطراف
الوضع الاقتصادي يطبق بفكيه على المواطن ولا نزال في عزلة دولية
اللقاء التحضيري ليس مؤتمراً لنقل الحوار إلى الخارج كما تصوره تصريحات رافضيه
حريصون أن يكون الحوار الوطني بإرادة وآليات سودانية داخلية
لم يصلنا ما يبين أن الآلية الأفريقية تؤيد موقف الوطني
نعم هناك تشكيلات جديدة للمعارضة ونؤمن بوحدة القوى السياسية
هذه (….) ليست في مصلحة المشروع السياسي في السودان
تنشغل الساحة السياسية هذه الأيام وبشكل يومي بقضايا الحوار الوطني الذي دعا له السيد رئيس الجمهورية قبل ما يقارب العامين وارتضى به عدد كبير من الأحزاب السياسية .. حوار سرعان ما بدأت الأحزاب تتسرب منه وتخرج من قاعة الصداقة محضن هذا الحوار الوطني .. وتتجه إما إلى الخارج كحال رئيس حزب الأمة القومي الإمام الصادق المهدي أو البقاء في الداخل كحال محاورنا.. حتى بدأت وتيرة الاصطفاف والتكتل متزايدة.. وحدة التصريحات والاتهامات تتسارع بين الحكومة والمعارضة .. ومن بين هذا الاصطفاف خرج تحالف القوى الوطنية الوليد الشرعي لتحالف أحزاب المعارضة المحاورة ونشط في إقامة المؤتمرات الصحفية والندوات السياسية لتبيين رأيه من الراهن السياسي .. هذا التحالف يضم عددا كبيراً من الأحزاب السياسية المؤثرة والفاعلة في الساحة السياسية السودانية أبرزها حركة الإصلاح الآن ومنبر السلام العادل والحزب الناصري وتحالف قوى الشعب العاملة، ينشط في إقامة اجتماعات مكثفة جدًا هذه الأيام لمناقشة التحديات التي تواجه الحوار الوطني بعد خروجه.. كذلك يعتبر هذا التحالف المؤسس الرئيسي مع الحكومة لوثيقتي خارطة الطريق واتفاق أديس أبابا الإطاري مع الحركات المسلحة.. استطاع تحالف القوى الوطنية حسب قياداته أن يعمل تفاهمات واتصالات سياسية ناجحة مع عدد من التحالفات الموجودة كالقوى الوطنية للتغيير (قوت) وتحالف أحزاب الوحدة الوطنية المنشق من الحكومة.. ومن المتوقع إعلان تحالف جديد حسب محدِّثنا يضم عدداً من التحالفات والأحزاب والقوى الأخرى.. ولمعرفة التعقيدات التي تواجه الحوار الوطني بصورة عامة واللقاء التحضيري بصفة خاصة جلست (الصيحة) إلى رئيس حركة الإصلاح الآن والموقع من قبل المعارضة على اتفاق أديس أبابا الإطاري مع الحركات المسلحة الدكتور غازي صلاح الدين العتباني وخرجت بالحوار القصير التالي ..
ـ نسمع كثيراً هذه الأيام تصريحات حول اللقاء التحضيري ما هي حقيقة هذا اللقاء؟
اللقاء التحضيري في الأساس لقاء وليس مؤتمراً، وهناك بعض التصريحات الرافضة للقاء التحضيري تصوره على أنه مؤتمر خارجي وتعتبر أنه بديل للحوار الوطني الداخلي، ولكن الحوار كما ذكرنا مراراً وتكررًا هو حوار وطني سوداني سوداني داخلي بآليات سودانية وإرادة سودانية، واللقاء التحضيري هذا معني ببعض المسائل الإجرائية خاصة وأن هناك مجموعات تعمل خارج إطار الدستور القائم الآن، وهذه المجموعات لابد لها من أن تكون جزءاً من الحوار، وإلا فلن تتوقف الحرب ولن تُحل الأزمة السياسية، كذلك هناك مسائل إدارية غير المسائل الإجرائية متعلقة بالحصانات القانونية وأخرى متعلقة بالحوار الوطني نفسه كأن تحدد أجندته وعلاماته ومتطلباته الرئيسية، وهذا الإجراء من الضروري أن تشارك فيه كل القوى السياسية باعتبارها شريكة في عملية الحوار الوطني.
ـ ترفض الحكومة لقاءكم في أديس أبابا فكيف تفسر موقفها هذا”
الموقف الحكومي من هذا اللقاء التحضيري غير مبرر وغير مقبول بالنسبة لنا.
ـ لماذا؟
لأننا لا نريد أن نجزِّئ الحوار الوطني أو اللقاء التحضيري ونريده حوارًا كاملاً ولا توجد حُجة واحدة من قبل الحكومة تدعم لقاء الرافضين كل على حدة أو في مكانين منفصلين، إلا إذا كانت تهدف إلى تفريق المعارضة وأخذها كلاً على حدة، وهذا لن يؤدي إلى اتفاق دائم ومستدام حول اللقاء التحضيري، كذلك من الضروري أن ينعقد هذا اللقاء في أقرب فترة ممكنة وأن يعالج القضايا المطروحة والتي ذكرنها آنفاً.
ـ وماهو موقفكم كمعارضة من اللقاء؟
نحن في المعارضة نقول إن اللقاء يجب أن يضم كل الأطراف لأنه سيناقش مسائل إدارية متعلقة بدخول الوفود للحوار وخروجها خاصة وهي مجموعات معارضة كما سيناقش اللقاء أيضاً أمور متعلقة بحصانات قانونية ينبغي أن تُوفر قبل دخول هذه المجموعات، وأخرى تتعلق بجدول زمني للدخول والخروج، وجدول زمني أيضاً لمواصفات هذا الحوار وكم من الزمن سيستمر، وما هي علاقة الحوار بهذه المواصفات والحوار القائم الآن. إذًا فهناك عدة أشياء لابد لها أن تخضع للنقاش والحوار ولهذا لابد من قيام الملتقى التحضيري. وأقول هذا لأننا نلاحظ أن الأزمات الحقيقية التي قصد في الأصل والأساس أن يعالجها الحوار الوطني كقضية الحرب وقضية الاقتصاد إضافة الى قضية العلاقات الخارجية، فكل هذه القضايا الآن تتأزم ونحن نتحدث ونتجادل حول من يسافر ومن لا يسافر، الوضع الاقصادي يطبق بفكيه على المواطن والأزمة الخارجية تتفاقم.
ـ برأيك ما هي تأثيرات هذه القضايا على السودان؟
هذا بلا شك يضعف إمكانيات البلد عامة ويضعف السودان المجتمع والدولة معاً لذلك لابد من إيجاد حلول لهذه المشاكل.
ـ وماهو الحل المناسب؟
لا يمكن أن نؤسس لحل جذري ومستدام إلا إذا وحدنا الجبهة الداخلية ولا يمكن أن نمنع التدخلات الخارجية إلا بتوحيد هذه الجبهة الداخلية هذا ما نطالب به، وهذا ما قصدنا أن يتوجه إليه الحوار الوطني، لأن أي تقاعس أو مماطلة في إجراء حوار وطني بهذه المواصفات سيزيد من الأزمات القائمة.
ـ هناك ادعاء من البعض بتماهي الآلية الأفريقية مع الحكومة.. ما تعليقك؟
في الحقيقة لم يصلنا على الأقل حتى الآن من الآلية الافريقية رفيعة المستوى موقف واضح بتبنيها وجهة نظر المؤتمر الوطني في هذه المسائل، وما وصلنا منهم هو بعض أفكار للتداول ونحن سنقابل هذه الرسالة برسالة أخرى لنوضح رأينا في هذا الأمر، ولكن حتى الآن الآلية لم تتبن هي لنفسها رأياً نهائياً في هذه المسألة، ويبقى أن تفعل ذلك في المستقبل القريب لأنه كما ذكرت خلال حديثي الآن نقارب العامين منذ أن أعلن عن الحوار الوطني ولا نزال نجادل في من يمثل من ومن يبقى ومن يسافر وبهذا النسق متى سيقوم حوار وطني، وهل سيقوم في السنتين القادمتين أم السنتين الأخريين أم الثلاث سنوات القادمة، وماذا سيناقش إذا كانت الحكومة تقرر إقامة الانتخابات وحدها دون التشاور مع القوى السياسية الأخرى وتقرر تعديل الدستور وحدها وتقرر إقامة الحوار وحدها وتقرر الآن المشاركة في أديس أبابا باستثناء بعض القوى السياسية وتظل تُملي شروطها وتقوم بخطوات من طرف واحد دون أدنى تشاور مع الآخرين هذا لن يفضي لحلول لأن الحوار في الأصل يقوم على مبدأ المشاركة والمشاركة تقوم على مبدأ حسن الظن وحسن الثقة وأيضًا يقوم على مبدأ التكافوء في الفرص ولا يجب أن يكون هناك طرف يملك حق الرفض بهذه الصورة .
ـ كيف تقرأ مواقف الاتحاد الافريقي هذه بصفتك دبلوماسياً ومفاوضاً؟
في الحقيقة موقف الآلية الأفريقية صعب جدًا لأنها الآن بين شقي رحى لكن الموقف الخاص بالآلية على تعقيداته لا يمكن أن نعتبره غير قابل للتجاوب مع المشكلة بحجمها هذا وتقديم حل لها.
ـ أنت بشرت بميلاد تحالف جديد وكبير خلال المؤتمر الصحفي ما هي ملامحه؟
نعم أقول هناك تشكيلات جديده نحن نؤمن بوحدة القوى السياسية وإنه في النهاية إذا قام نظام ديمقراطي في السودان ينبغي ان تكون الأحزاب كُتلاً كبيرة ومعدودة وليست بهذا العدد القائم الآن من الأحزاب، لذلك تجد أن ديدننا هو أن نوحد الكُتل المتشابهة فكرياً وتنظيمياً وتاريخياً وليس لدينا مانع أن تتوحد القوى المخاصمة لنا سياسيًا وأن نتوحد معها لمصلحة الحركة السياسية العامة وهذا ما نرجوه في الأيام القادمة وأن نؤسس تشكيلاً جديداً يجمع عدداً من التحالفات وهذا عمل مفيد للساحة السياسية وأن يجمع أهل الساحة السياسية وأن يجمعها ولا يفرقها وما بقيت الأحزاب غير منتظمة في تعاقد فيما بينها وفي اصطفاف فيما بينها ستكون رؤاها مفرقة وإرادتها السياسية مشتتة وهذا ليس من مصلحة المشروع السياسي في السودان.
حاوره: ناجي الكرشابي
صحيفة الصيحة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق