إدوارد سنودن، محور حديث العالم منذ عام مضى ويتجدد بكل تفاصيل جديدة يرويها أو بفيلمه الوثائقي الأخير Citizen 4، سنودن يبلغ من العمر 29 عامًا، وكان يعمل لدى شركة بوز ألين هاملتون كمستشار لوكالة الأمن القومي الأمريكية في هاواي ومسؤول نظم معلومات الاتصالات السلكية واللاسلكية، حتى تخطى الخط الأحمر ليصبح مفجر فضيحة بدأت بكشف مراقبة أمريكا لصحافيين، ليسرب بعد ذلك تفاصيل حول مراقبة واسعة النطاق وشاملة على 5 مليارات مستخدم للإنترنت من قبل NSA أو وكالة المخابرات الأمريكية ليصبح اليوم هاربًا ومطلوبًا للمحاكمة في أمريكا، متأرجحًا بين لقب بطل وخائن.
لم يقف سنودن عند كشفه فضائح تجسس المخابرات الأمريكية على رؤساء العالم ومواطنيه لكنه استمر في الحديث عن برامج تستخدمها الحكومات لمعرفة من ينام إلى جوارك ومن يشاركك الحديث في تلك اللحظة، وعن قدرتك لحفظ قدر من الأمان لنفسك، وعن نوع الحكومة التي نريدها ونوع الإنترنت الذي نريده واستغلال الحكومات لعبارات مثل الحرب على الإرهاب لتقضي على إنترنت آمن يستخدمه مواطنوها بحرية.
اليوم يعيش سنودن آمن في روسيا تحت حمايتها وإن كان لوقت محدد، لكنه برز لدى العديد كفيلسوف يدعو لوضع حد للاستبداد وبداية عهد جديد من الحرية بكلمات لا تحمل عداء لوطنه أمريكا، بل لثقافة سياسييها كل هذا دون أمان يعيشه هو لتستمر تهديدات وزارة الخارجية الأمريكية له بملاحقته قضائيًّا لكشفه قرارات تصنع في السر بعيدًا عن موافقة العامة أو معرفتهم باختراق خصوصيتهم، وهنا بخلاف قدر التشويق بقصة سنودن لكن كيف يمكنك الاستفادة منها هو ما يستمر سنودن بتوضيحه خلال لقاءاته أمام العالم وبعضها نعرضه لك.
1- برنامج PRISM يمكن للحكومة من خلاله إجبار شركات الاتصال وتفويضها لكي تقوم بالتجسس لدى مخابرات دولتك، وبالرغم من أن معظم الشركات قاومت في حالة المخابرات الأمريكية وقامت بعض الشركات بمحاكمة الحكومة الأمريكية مثل “yahoo” لكنها خسرت، كما أن أمريكا وقتها استعانت بـ15 قاضيًا فيدراليًّا لمراجعة هذه البرامج سريًّا ووجدوها قانونية اعتمادًا على تأويلات سرية للقانون، فقد استخدمت أمريكا المقطع 215 من قانون الباتريوت والذي يمنح إذنًا قضائيًّا للتنصت على المحادثات الهاتفية عبر مراقبة شاملة للسجلات الهاتفية في الدولة ومعرفة أشياء مثل إلى من تتحدث ومتى تتحدث إليهم وأماكن تواجدك.
2- لا يتم سرقة بياناتك من خطوط شركات الاتصال والإنترنت، لكن من داخل شركتك التي تتعامل معها هناك من يعقد دومًا صفقات جانبية مع المخابرات لتبادل المعلومات عنك، وإن كانت بعض الشركات مسؤولة والبعض مجبرًا وأقل مسؤولية ويقاضي الحكومات مثل “Google”و “Yahoo”لكن عند الحديث عن ماهية إعطاء هذه المعلومات فهي تأتي من الشركات نفسها ولا يتم سرقتها.
3- يمكن لأي شركة إنترنت من غير استشارة محاميين أن تحمي حقوق مستخدميها حول العالم فقط باستخدام شفرة الـSSL على الإنترنت لكل صفحة تقوم بزيارتها، والسبب الذي يجعل استخدام الشفرة هامًا هو قدرة مخابرات دولتك ودول أخرى كأمريكا وروسيا وفرنسا وألمانيا والصين وغيرها رؤية نسخة من نشاطاتك على مواقع التواصل منذ عام 1984 وأي موقع لا يدعم خدمات التشفير.
4- الحرب على الإرهاب يسمى في عالم الاستخبارات بغطاء العملية, فكما يقول سنودن إن الإرهاب يثير تجاوبًا عاطفيًّا يسمح للناس بالتساهل مع سلطات وبرامج لن يسمحوا بها في أية حالة أخرى, فبرامج تجسس مثل “بول ران” و”إدهيج” رفضها الكونجرس والشعب الأمريكي حينما عرضت عليه تسعينيات القرن الماضي، لكن بعد أحداث 11 سبتمبر استخدمتها الحكومة الأمريكية بسرية ومبرر الإرهاب دون سؤال الكونجرس.
5- نصيحة سنودن الأخيرة في TED كانت أنه بعد أزمته مع أمريكا العام الماضي اكتشف أن الديموقراطية يمكنها أن تموت خلف الأبواب المغلقة، لكننا كأشخاص ولدنا خلف هذه الأبواب ليس علينا أن نتخلى عن خصوصيتنا كي نحصل على حكومة جيدة، وليس علينا التخلي عن حريتنا للحصول على الأمن، وإنه من خلال العمل المشترك يمكن للعالم الحصول على حكومة أمينة وحياة خاصة لكل فرد وأن هذا بإمكانه أن يحدث.
6- كلمات المرور الضعيفة سيئة وواحدة من أسهل الطرق لاختراق أمن الأنظمة التي لا تحتاج المخابرات لجزء من الثانية كي تتخطاها مع تلك التي لا تتعدى 8 حروف, وللتأكد من أن حسابك آمن يجب أن تستخدم “جملة” مرور بدلًا من كلمة واحدة وأن تتجاوز 20 حرفًا بين حروف كبيرة وصغيرة وعلامات ترقيم، وليس لجملتك وجود بأي قاموس أو لها صلة باسمك.
7- إن وكالة المخابرات الأمريكية وأي وكالة مخابرات في العالم يمكنها امتلاك هاتفك لحظة تشغيله وربطه بشبكة الاتصال الخاصة بها وتحويل هاتفك عن بعد إلى ميكروفون أو تشغيل كاميرته لالتقاط صور وسرقة بيانات الهاتف ومعرفة نشاط بطاقتك المصرفية، ويمكنهم تشغيل هاتفك عن بعد حتى وهو في وضع الإغلاق ومعرفة نشاطاتك اليومية وأقرب الهواتف لك وأنت نائم.
8- تستخدم معظم الحكومات البرنامج السري PRISM منذ عام 2007 بالاستعانة بأكبر شركات الإنترنت الأمريكية وهي ميكروسوفت وجوجل وياهو وفيسبوك ويوتيوب وسكايب وأبل وAOL وPayTalk.
ساسه بوست
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق