عقب الإعلان عن المنبر الدوري لأمانة الشباب بالمؤتمر الوطني والذي استضيف فيه القيادي بالمؤتمر الشعبي د. علي الحاج العائد للبلاد بعد غياب دام 15 عاماً، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بالنقاش حول مشاركة الحاج في هذه الفعالية، وصدقت توقعات البعض بأنها ستشهد حضوراً كبيراً من كافة القطاعات، كما توعد بعض المشاركين في قروبات (الواتساب) بسؤال علي الحاج عن أموال طريق الإنقاذ التي كان متهماً بتبديدها .
طريق الإنقاذ الغربي بدأ التفكير فيه في العام 1954، وهذا الطريق الذي يبلغ طوله حوالي 1200 كلم يربط ولايات دارفور الخمس وولايات كردفان الثلاث بالعاصمة الخرطوم، والعمل في الطريق بدأ في مطلع التسعينات، إلا أنه توقف وواجه عقبات حالت دون اكتماله، وإتهم بعض القائمين على أمره بالفساد وتبديد أمواله التي جزء منها من الدعم الشعبي لأبناء دارفور، إذ أنهم كانوا قد تبرعوا بحصتهم في السكر آنذاك لصاح الطريق، وكان المسؤول عن الدعم الشعبي له الدكتورعلي الحاج الذي اتهمته الحكومة بتبديد أموال الطريق عقب المفاصلة.
*تحدي:
عودة الحاج أعادت للأذهان من جديد قضية طريق الإنقاذ الغربي وبعض المشاركين في المنبر وجهوا سؤالاً مباشراً للرجل حول ما أثير عن شبهة فساد بحقة في الطريق، وطالب من يتهمونه بذلك باللجوء للقضاء وفتح بلاغ في مواجهته، وقال: يبدو أن بعض الناس مازالوا وحلانيين في طريق الإنقاذ رغم اكتماله، وأضاف بأنه تجاوز هذه المرحلة، وكان في وقت سابق اتهم علي الحاج الحكومة بالتماطل في تنفيذ الطريق، واستبعد أن يكون التمويل وراء عدم تنفيذ الطريق، مؤكداً أن 95% من التمويل كان من الدعم الشعبي، بينما لاتتجاوز مساهمة الحكومة 5% ، وللحاج مقولة شهيره ظلت عالقه في أذهان الناس عندما سأله الصحفيون في إحدى الندوات عن اتهامه بتبديد أموال الطريق أجاب (قضية طريق الانقاذ دي خلوها مستورة).
*شاهد من أهلها
القيادي بالمؤتمر الوطني د. قطبي المهدي أمن على حديث الحاج وأكد على ضرورة اللجوء للعدالة وتقديم الأدلة التي تثبت تورط الرجل في شبهة فساد، إلا أنه أبدى أسفة واستغرابه لإثارة القضية في ظل انعقاد مؤتمر الحوار الوطني، والحديث عن وحدة الإسلاميين، وقال لـ (آخر لحظة) للأسف الموضوع أثير في لحظة من لحظات التوتر السياسي، وظروف رحيل د. حسن الترابي، وعودة الحاج بعد مقاطعة (15) عاماً وذهب قطبي إلى أبعد من ذلك، وقال ( ماشفنا زول تمت محاكمته قانونياً لارتكابه مخالفات ادارية، علماً بان القانون يسري على كل الناس، وتابع ما افتكر في جهة عندها قضية ضد علي الحاج. ونفى قطبي مارشح عن أن أموال طريق الانقاذ الغربي قد مولت بها انتخابات إحدى الدول الإفريقية، مؤكداً محاسبة بعض الشخصيات التي تورطت في تبديد أموال الطريق وتحللهم منها من يبنهم المرحوم آدم سدرو، لافتاً إلى هروب بعض الشركات الأجنبية .
*براءة
أما القيادي بالمؤتمر الشعبي المهندس علي شمار أكد براءة د. علي الحاج من تهمة الفساد، منبهاً إلى أنه ليس لديه صفة تنفيذية فيما يتعلق بتنفيذ الطريق، بل إنه كان مسؤولاً عن الجانب الشعبي لولايات دارفور التي ساهمت بحصتها من السكر لتمويله، وقال أنا أشهد علي ذلك، واتهم شمار من أثاروا القضية بعد عودة الحاج للبلاد بأن لديهم أغراض شخصية، لافتاً إلى أنه يوجد تقرير منشور يؤكد براءته .
*قضية انصرافية
أما القيادي الدارفوري ورئيس كتلة نواب شمال دارفور بالبرلمان السابق الفريق حسين عبد الله جبريل فأكد أن طريق الانقاذ الغربي يمثل مستقبل السودان، مشيراً إلى أنه شارف على الانتهاء، مستنكراً إثارة القضية واعادتها للسطح مرة أخرى مشدداً على براءة علي الحاج من تهمة الفساد، وقال للصحيفة: ( أخونا علي الحاج قام بعمل كبير ومقدر، وكانت له اسهاماته في الطريق منذ أن كان فكرة وأنا متأكد من براءته) متهماً من أثاروا القضية بالانصرافيين، واصفاً علي الحاج بنظيف اليد واللسان
بينما رفض المحلل السياسي عبد الله آدم خاطر الخوض في الموضوع، وقال يجب التركيز على القضايا التي تصب في مصلحة الوطن.
*لايجوز قانونياً
أما فيما يتعلق بإثارة القضية مجدداً قطع الخبير القانوني مجدي سرحان باستحالة تحريك إجراءات جنائية في مواجهة علي الحاج، وأرجع ذلك إلى أن القضية سقطت تلقائياً بطول المدة، وقال سحان لامجال على الإطلاق بفتح بلاغ إن وجدت قضية في مواجهة أي شخص ارتكب جريمة بعد مرور 10 سنوات حسب القانون، مستشهدا بسقوط الحكم الذي كان في مواجهة الأمين العام للحركة الشعبية ياسر عرمان .
تقرير: ثناء عابدين
اخر لحظة
اخر لحظة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق