صحيفة إلكترونية تهتم بمعاناة الغلابة من أبناء شعبنا المقهور والمغلوب، كما تحاول جاهدة عكس الأخبار الفاضحة لفساد النظام
الثلاثاء، 2 يونيو 2015
فاقد تعليمي في زمن النيران!
هاشم كرار
بريد الكتروني:
hashem_karar@al-watan.com
hashem_karar@al-watan.com
تقرير من «اليونيسيف» عن الأطفال المحرومين من التعليم في السودان، أفزعني.
كيف لنظام ظل يرفع ما يقارب الربع قرن، شعار المشروع الحضاري، وفيه كل هذا الفاقد التعليمي.. وكيف لأمة- أي أمة- تترجى أن تصبح جزءاً من عالم المعرفة، وهى لا تنازل الجهل؟
التقرير المفزع يتحدث عن حرمان ثلاثة ملايين طفل- أعمارهم بين 5
و13- من التعليم، كما أن مخاطر تسرب التلاميذ من فصول الدراسة في مدارس الأساس، تحاصر 15 بالمائة، قبل بلوغهم الصف النهائي.
صحيح أن في السودان، حروباً ونزاعات.. وحيثما كانت النزاعات والحروب، كان الموت بالطبع.. وكان الفرار.. وكان الجوع، وكان النقص في الثمرات، والتعليم.. لكن ماهو صحيح أيضاً، أن التعليم في زمن الأزمات والحروب والفرار، يبقى حقاً- كما كان في زمن الأمن أو الاستقرار- وتلك في النهاية هي مسؤولية الدولة والمجتمع معاً.
التعليم، ليس ترفاً؛ إنه ضرورة حياة، بكل ما تعنيه الحياة في معناها المنضبط- المعرفي والأخلاقي- وبكل ما تعنيه على الصعيدين الصحي والاقتصادي، ذلك لأنه حيثما كان التعليم، كان السلوك الأخلاقي، وكانت التدني في وفيات الأطفال، وكانت سنة واحدة إضافية في التعليم- كما يقول الخبراء- كافية بزيادة نسبة 10 بالمائة في دخل الفرد.
الأمم التي أخذت التعليم، ضرورة حياة، هي الأمم التي ارتقت فيها مظاهر الحياة، وارتقت فيها أخلاقياتها وسلوكياتها، وازدادت فيها فرص التعايش الحميم، بين كل مكوناتها البشرية، وإن تباينت هذه المكونات، ألسنة ومعتقدات وثقافات وأعراقاً.
السودان، دولة بلون قوس قزح، باختلاف تكويناته الإثنية.. وهو- إذا ما كان فعلاً يترجى الوحدة في تمامها- لابد له من الأخذ بالتعليم كضرورة حياة، وعيش مشترك.. ولابد له من إحقاق التعليم، حتى في وقت النيران المدلهمة.
دون ذلك، سيزداد الفاقد التعليمي، في كل عام، وتصبح الحياة- في كل تجلياتها- محفوفة بكل أشكال المخاطر.. بل سيصبح ما تبقى من السودان، أرضاً لكل شرور الجهل المستطير، وذلك هو الخطر الأكبر.
ليت القائمين على العملية التعليمية، في السودان، يفتحون أعينهم- أوسع ما تكون- على تقرير «اليونيسيف».. بل ليتهم يتدبرون حتى قول الشاعر»:
العلم يرفع بيتاً لا عماد له..
والجهل يهدم بيت العز والشرف!
الوطن القطرية
جوجل: نسبة استخدام أندرويد 5.0 تواصل ارتفاعها على مختلف الأجهزة
قامت شركة جوجل بنشر الإحصائية الشهرية المختصة بنسب تواجد نسخ أندرويد المختلفة على الأجهزة الذكية، وقد ارتفعت نسبة النسخة الأخيرة أندرويد 5.0 عن شهر مايو الماضي بشكل ملحوظ.
وذكرت جوجل في الإحصائية التي يتم جمعها من التنزيلات على متجر بلاي ستور أن نسبة إصدار 5.0 بلغت حوالي 11.6%، ووصلت نسبة إصدار 5.1 إلى 0.8%، مما يعني أن نسبة إصدار أندرويد “لوليبوب” ككل أصبحت 12.4%، مقارنةً بـ 9.7% في الشهر السابق.
كما واصلت نسخة أندرويد كيت كات 4.4 الهبوط إلى 39.2% مقارنةً بـ 39.8% في الشهر السابق، وقد انخفضت نسبة استخدام نسخ 4.1 و 4.2 و 4.3 “جيلي بين” من 39.2% إلى 37.2%، وأيضاً نسب نسخ “آيس كريم ساندويتش” و”خبز الزنجبيل”، وثبتت نسخة “فرويو” على نسبة 0.3% من الشهر السابق.
يذكر أن العديد من شركات إنتاج الهواتف الذكية قامت في النصف الأول من هذا العام بإنتاج العديد من الهواتف التي تعمل بنسخة “لوليبوب” مما ساعد الإصدار الجديد على الارتفاع -وحيداً دون النسخ الأخرى- في نسبة التواجد بين هواتف وأجهزة أندرويد، كما قامت العديد من الشركات بتحديث بعض الهواتف القديمة إلى الإصدار الجديد.
البوابة العربيةالاستغلال عقب الاستقلال
اقتلعت الأشجار من آلاف هكتارات الأراضي الصالحة للزراعة. كان المزارعون يعملون فيها وينتظرون هطول الأمطار لتسقي التربة، فتنبت الأشجار والنباتات. اختلفت أمور كثيرة اليوم وخسر المواطنون فرصة التمتع بجمال هذه الأراضي الشاسعة. لم تعد الأمطار تهطل بغزارة، ما أثر بشكل كبير على هذه المساحات الخضراء. في سبعينيات القرن الماضي، كان يفترض تنفيذ بعض المشاريع التنموية، إلا أن عدم الالتزام أدى إلى هذا التدهور الوضع البيئي، بالإضافة إلى لجوء الدولة إلى الاستدانة، لتتراكم الديون على كاهل المواطن السوداني. هل انعدام التنمية هو أساس مشاكل التدهور البيئي؟ نعم. هذا ما يعرفُه سكان العالم الثالث. أكثر من ذلك، يقرّون بتحملهم الأعباء والتكاليف، من دون الحصول على أي منافع. لكن المشكلات إلى تزايد. ويقول البعض إن المستعمر ترك ما يسمح له بالاستمرار في استغلال موارد البلاد حتى بعد إعلان الاستقلال، من خلال النخب الوطنيّة الجديدة التي تحولت إلى العقل المدبر للاستغلال، بحسب مؤشرات الناتج القومي الإجمالي. ويرى متخصصون في مجال البيئة أن ثمّة نزعة استعماريّة تؤدي إلى استغلال أصحاب النفوذ للموارد، وحرمان المواطنين منها. فيقول مؤلف كتاب "الفلسفة البيئيّة"، مايكل زيمرمان، إن انعدام التنمية والنزعات الاستعماريّة أدّت إلى التدهور البيئي، وإلى فقدان التحكم السياسي بقاعدة الرزق الطبيعيّة. من جهة أخرى، كان يفترض أن تمنح المشاريع التنمويّة جميع دول العالم الثالث العافية الاقتصاديّة والعيش الكريم. بالفعل، ساهمت هذه المشاريع في تحقيق ذلك في بعض المناطق، إلا أنها أدت في مناطق أخرى إلى تدهور بيئي وفقر تعاني منهما شعوبها. فأين يكمن الخطأ؟ نعتقد أن الخطأ يكمن في النموذج الإرشادي للتنمية، الذي يركّز على التقدّم المستمدّ من اقتصاديات الغرب، باعتبار أنها مفيدة للجميع. وقد خلق هذا الاستنساخ للاقتصاد الغربي مستعمرات داخليّة وأدام الروابط الاستعماريّة القديمة، لتصبح التنمية استكمالاً للاستعمار. كذلك، ركّز بعض المعنيّين على قياس الناتج القومي الإجمالي وغيرها من المؤشرات لتحديد النجاح، بغضّ النظر إن كانت المشاريع منتجة أو غير منتجة أو مدمّرة. فما يهمّهم هو فقط القياس وفق آليّة السوق. تجدر الإشارة إلى أن ما لا تظهره هذه المؤشرات هو التدمير الذي طال البيئة وكذلك تفاقم ظاهرة الفقر، اللذيَن يرتبطان مباشرة بمشكلة التنمية في البلاد. وفي هذا الإطار، يشدّد زيمرمان على أن هذا النموذج المعتمد ليس الأفضل بالضرورة.
محمد أحمد الفيلابيعندما كانت الإدارة الأهلية تحكم في السودان
تحديات كبيرة واجهت المستعمر البريطاني، ومن بعده الحكومات الوطنية المتعاقبة، في كيفية إدارة السودان متمدد ومتعدد الثقافات والمناخات والموارد، إلاّ أنّ هؤلاء أفلحوا في إشراك المواطن في حكم ذاته وحماية موارده، عبر نظام الإدارة الأهلية، برجالها الذين لاقوا القبول.كنت عام 2000 أبحث في شأن إدارة الموارد الطبيعية، وما اعترى الأمر من بوادر نزاع، تصاعد في بعض المناطق ليتحول إلى حروب طاحنة. في مدينة الرهد، في شمال كردفان، التقيت بالشيخين، عبد القادر الحاج، وسليمان عبد الله الفكي، من قبيلة الجوامعة، واللذين وجّها إصبع الاتهام إلى التخلي عن الإدارة الأهلية في السبعينيات والاستعانة بـ"الغرباء" للحكم في شؤون الناس.في أحاديث الشيخين وآخرين، التقيت بهم، تأكيد على دور رجال الإدارة الأهلية في حماية الإنسان وأرضه وموارده وثقافته بحكم السلطات الممنوحة لهم، وما اكتسبوه من ثقة الأهالي وتقديرهم لهم بمختلف تسمياتهم من قبيلة إلى أخرى. فوفقاً للتسمية تأتي المهام، التي تصبح من الواجبات التي يراقب الجميع القائم عليها، فإما أن يُشهَد له بالكفاءة والأمانة، أو يُرفَض ويُبعَد. بل كان لرجال الإدارة الأهلية الحق في طلب إبعاد حتى الموظفين الأجانب . فالشيوخ والعمد ونظار القبائل والشراتي، بحسب التسميات المختلفة، كانوا أصحاب هيبة، لا بحكم سلطانهم، بل لأنّ أفعالهم تجبر الآخرين على احترامهم، وتمنحهم أحكامهم العادلة وسلوكهم الإنساني القبول لدى مواطنيهم.والسعيد من بين هؤلاء هو من يتم الاتفاق على استخدام الدهن، المستخرج من شياهه، في عادة "قسم النار". وجرى العرف حين يُفصل في شأن يخص الأمانة، أن يجلب دهن شاة تخص رجلاً يشهد له الجميع بالنقاء والأمانة، فيوضع في قدر على النار، وتوضع داخل القدر إبرة خياطة، ويطلب من المتهم أن يقسم بنفي التهمة عنه، وإدخال يده داخل القدر لجلب الإبرة، فإن احترقت يده فهو مدان، وإن أمن الاحتراق فهو بريء.أبطل العمل بهذه العادة كما يؤكد الشيخان لعدم اعتراف القانون المدني بها. كما أنّ أحداً لا يضمن نزاهة من يحكم اليوم، فهو قبل أن يكون "غريباً"، فإنه ينظر إلى الآخرين بفوقية.كانت الأرض وبموجب حكم الإدارة الأهلية تمنح لاستصلاحها وفقاً لمعرفة من يَحكم بمن يُحكم، وهكذا تجمع الضرائب، التي تعود على المواطن بمنافع ملموسة (إرشاد زراعي وبيطري، وتطبيب، وغيرهما)، بل حتى في حالة النزوح هناك عُرف سائد تمنح بموجبه الأرض للمجموعة النازحة لزراعتها والرعي فيها من دون أن يكون لها حق الامتلاك حتى رحيلها. - عندما-كانت-الإدارة-الأهلية-تحكم-في-السودان
محمد أحمد الفيلابيالموسيقار عاصم قرشي يعيد دوزنة الألحان الشعبية السودانية يعمل على إطفاء الفتنة ووقف نزيف الحرب موسيقيًا
عزف الكمان عن «الربابة»، ووقع البيانو عن ألحان «الوازا» - الربابة والوازا آلتان موسيقيتان شعبيتان سودانيتان - واشتغل العود على سلالم موسيقية قادمة من غابات أفريقيا، ثم تنقل بموسيقى فريدة في جغرافيا الموسيقى السودانية وإيقاعاتها الثرية. هو الموسيقار الأسترالي السوداني عاصم الطيب قرشي الذي أطرب الحضور وأمتعهم بمحاضرته وألحانه الشجية وإيقاعاته التي جابت البلاد بخطوط طولها وعرضها، عن «فلسفة الموسيقى السودانية» التي أقامها منتدى «دال» بالخرطوم الجمعة الماضي.
يقسم قرشي السودان إلى أربع مناطق موسيقية ولحنية، لكل منطقة إيقاعاتها وألحانها المعبرة عن هويتها الجغرافية، فيما تمثل الوحدة الجغرافية وحدات لحنية وإيقاعية تحكي ثقافتها المحلية وتعكس ثراء حياتها ووجدانها.
ويعد «التنوع الثقافي» الذي يميز جغرافيا اللحن في السودان أطروحته الموسيقية الرئيسية، التي جاب من أجلها القرى والأنحاء والأصقاع القصية، وجلس إلى المغنين والمغنيات الشعبيين، واستمع إلى إيقاعات شرق السودان بحنينها وبعدها الممتد إلى القرن الأفريقي ودفء سواحل البحر الأحمر والغناء للجبال والسواحل، وسطوة آلة «الربابة»، وعبر جنوب السودان متوقفًا عند «الوازا» وقبائل البرتي والترجم، ثم دخل جبال النوبة، ويجعل من «الكمبلا، والكرنق، والمردوم» أدوات إمتاع وإثراء وتوحد.
ثم ينتقل من العود إلى الكمان إلى البيانو ثم «الصفير»، ليعزف أوتار الآلات الشعبية السودانية وألحان بقاع السودان المختلفة، ليصل بها إلى غرب السودان فيقف مغنيًا على إيقاع «المردوم» وبلهجات الناس هناك، ثم ينتقل شمالاً إلى أرض النوبة والإيقاعات القادمة من حضارة عمرها أكثر من خمسة آلاف سنة ويعزف بلهجاتهم و«ربابتهم»، ثم يختم طوافه في وسط البلد فيعيد تقديم فلسفة غناء الوسط الذي امتزج القادم من الأطراف وأنتج فيه أغنيات الحقيبة، ثم أدخل عليه الآلات الموسيقية الحديثة.
ينطلق قرشي في فلسفته الموسيقية من منظور صوفي، يقول: «موسيقى المتصوفة توفر الثراء الروحي، وإثراؤها بالموسيقى الشعبية عند قبائل السودان المختلفة يسمو بالمتلقي ويسوقه لسماوات بعيدة».
يقول قرشي إن فلسفته في الموسيقى السودانية تهدف لإيجاد خيط لمنهج نقدي للموسيقى، ويضيف: «يطرح غياب الفلسفة الموسيقية الكثير من الأسئلة المفتوحة، باعتبارها عناصر لمؤسسة التفكير النقدي والنقد الموسيقى بصفة خاصة، والتي تتعقد بغياب الفلسفة والنقد في معظم المؤسسات الموسيقية السودانية».
ويضيف: «دفعتني عوامل كثيرة لتقصي أحوال الموسيقى السودانية، من معاقلها فطول المسافة التي تعبرها من المحل حتى تُدجّن في البندر، كفيلة بأن تغير شيئًا كثيرًا من مذاقها»، ويستطرد: «لم أجد الصعوبة أبدًا في الحفر في تاريخ الوسط السوداني الموسيقي، بيد أن السفر في جغرافيا الهامش، كان وعرًا وعورة السفر في الدواخل، كنت حقيقة أبحث عن ذاتي وسودانيتي، تارة أتعرف على نفسي عبر الآخر، وأخرى على الآخر عبر ذاتي».
ويرى عاصم أن بحثه عن الهوية الموسيقية السودانية أتاح له معطيات كثيرة مهمة تتمثل في: «أن الثقافة في تكوينها البدائي تعتمد على الشفاهة أكثر من الكتابة، مما يجعل للموسيقى حظًا كبيرًا في التوثيق، كما أن الموسيقى بتجريدها المعروف تملك القوة في نقل جينات الوجدان كاملة». ويضيف: «لا عجب أن وحدت أغنيات أم كلثوم وجدان الشعب المصري على سبيل المثال». ويعتقد أن السودانيين عهدوا التذوق كشكل نقدي، لكنهم لم يتوقفوا عند «التحليل» والنقد البناء الذي يعمل على تفكيك العمل المراد نقده لعناصره الأولية لبيان مواقع القوة والضعف فيه، ثم إعادة بنائه افتراضيًا، والذي يماثل دعوة لقراءة التاريخ لتجنب أخطاء المستقبل.
ويضيف: «نحوت باتجاه أثر الموسيقى في التكوين النفسي والاجتماعي، فوجدت أن المجتمعات التي تعتمد موسيقاها على الإيقاع فقط، يكون الجسد محورها ومركز ثقلها، وعلى هذه الفرضية يمكن التكهن بشكل السلوك الفردي والاجتماعي بناءً على فلسفة الجسد».
يقول قرشي إنه يحاول دراسة طريقة تفكير الناس، وهل هي حسية أم عقلية أم براغماتية أم حدسية؟ وما علاقة الناس بالزمن في تقسيماته «اللحظة، الحاضر، الماضي، والمستقل» ووظيفة الموسيقى، وكيف يمكن تطوير وعيهم عبر موسيقاهم؟
وركز قرشي في ليلته تلك على ما سماه «درأ الفتنة» بالموسيقى والغناء، وبناء الهوية واحتواء الصراع، والوصول إلى «السودانوية» من خلال التنوع والثراء الموسيقى، ودور الموسيقى في توحيد الوجدان القومي.
يقول قرشي: «إيقاعات السودان نابعة من بيئاته المتعددة، ففي الشرق تتسم الإيقاعات على الألحان الضخمة القادمة من البحر، فيما تتسم إيقاعات الغابات بالسرعة، فيما تجعل الصحراء والمساحات المتسقة الإيقاع الشمالي يتسم بالهدوء والبطء».
طوف بسامعيه في مناخات الموسيقى السودانية في أنحاء البلاد، ليشعل قلوب الحاضرين بمجاله الأثير «موسيقى المتصوفة»، فيتمايل الحاضرون على موسيقى المديح النبوي «السُرّاي.. يا السُرّاي.. الجافو النوم وعقدوا الرأي»، ليختم ليلة موسيقية عزفت عميقًا في الوجدان السوداني، قاد المستمعين خلالها في سياحة من الهوامش إلى المركز، ومن الموسيقى البدائية إلى أحدث ما عزفته الأنامل من ألحان.
وتقديم قرشي لأغنيات مختلف قبائل السودان وبلهجاتها التي تبدأ قبائل شرق السودان «الهدندوة»، وأغاني جبال النوبة ذات الطابع الطقوسي، ومنطقة الأنقسنا في جنوب السودان، هو ثيمته الموسيقية الرئيسية بجانب إيغاله في إيقاعات المتصوفة «مديح المصطفى».
هاجر إلى أستراليا عام 2003، وهناك نال جائزة أفضل مهاجر لإثرائه التنوع الثقافي في الدنيا الجديدة، لمزجه بين الموسيقى الفطرية والعصرية، وتحديث الأغنيات التراثية وإعادة توزيعها موسيقيًا، مما جعل منه ذاكرة شعبية موسيقية سودانية، أتاحت له حضورًا و«حضرة» في مهرجانات ومحافل الموسيقى في الغرب والشرق والجنوب والشمال البعيد.
ويعد قرشي واحدًا من الذين برعوا في «الصفارة» البشرية، ونال جائزة عالمية في المهرجان الذي أقيم ضمن فعاليات «مهرجان الصفارة» الذي نظمته الولايات المتحدة الأميركية 2009، ويعمل على دكتوراه بعنوان «تجسير الهوة بين الموسيقى والمسلمين»، ويقدم محاضرات عن الموسيقى والتصوف في جامعة سيدني، وفي إجابته على تفوقه العالمي بأغنيات شعبية محلية قال قرشي: «إن العالمية هي قمة المحلية».
الشرق الأوسط
البرلمان السوداني ينتخب الإسلامي المخضرم إبراهيم أحمد عمر رئيسًا تمهيدًا لأداء البشير لليمين الدستورية أمامه
انتخب البرلمان السوداني في أولى جلساته القيادي الإسلامي المخضرم إبراهيم أحمد عمر، رئيسًا له، بينما انتخب عمر سليمان آدم رئيسًا لمجلس الولايات.
ويتكون البرلمان السوداني من غرفتين «المجلس الوطني ومجلس الولايات»، توطئة لتأدية الرئيس عمر البشير لليمين الدستورية أمامه اليوم، إكمالاً لمرحلة ما بعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي أجريت أبريل (نيسان) الماضي، واكتسحها حزب المؤتمر الوطني بعد أن قاطعتها أحزاب وقوى المعارضة الرئيسية في البلاد.
وحصل عمر البالغ 80 عامًا على 354 صوتًا مقابل 19 حصل عليها منافسه النائب المستقل مبارك عباس، بينما امتنع 15 نائبًا وغاب 21 آخرون، ويعد من مؤسسي الحركة الإسلامية - الاسم السوداني للإخوان المسلمين - المرجعية للحزب الحاكم. ودعا عمر في الكلمة الأولى التي أعقبت انتخابه رئيسًا للبرلمان للحوار بين نظام الحكم ومعارضيه بقوله: «الحوار الوطني خيار استراتيجي لنا، ولا سبيل للتقدم والرخاء إلا بإجماع الكلمة»، وذلك إشارة للحوار المتعثر الذي دعا إليه الرئيس عمر البشير في يناير (كانون الثاني) 2014 وقاطعته المعارضة الرئيسية بسبب رفض شروطها؛ مما يعد خطوة تصالحيه مع المعارضة.
وشارك جلسة البرلمان رئيس البرلمان العربي ورؤساء ونواب من برلمانات: إندونيسيا، وقطر، وعمان، والإمارات العربية، وأفريقيا الوسطى. ومن المنتظر أن يؤدي الرئيس البشير الذي اكتسح الانتخابات الرئاسية بأكثر من 94 في المائة من أصوات الناخبين، اليمين الدستورية بحضور رؤساء ورؤساء حكومات ووفود وزارية من أكثر من 20 دولة عربية وأفريقية وآسيوية، فضلاً عن قادة مؤسسات إقليمية على رأسها الجامعة العربية، والاتحاد الأفريقي، ومنظمة التعاون الإسلامي. ومن المتوقع أن ينظم الحزب الحاكم (المؤتمر الوطني) مهرجان تنصيب غير مسبوق طوال تاريخ حكم الرئيس البشير منذ استلامه للسلطة بانقلاب 30 يونيو (حزيران) 1989 الذي دبره الإسلاميون السودانيون بقيادة حسن الترابي.
وقال وزير الخارجية السوداني علي كرتي إن رؤساء 7 دول أكدوا مشاركتهم في حفل التنصيب، وأبرزهم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والتشادي إدريس ديبي، ورئيس الوزراء الإثيوبي، هايلي ماريام ديسالين، والأمين العام لجامعة الدول العربية، إضافة لرؤساء: زيمبابوي، وكينيا، والصومال، وأفريقيا الوسطى. ووصل البلاد، أمس، الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، وبرفقته نائب رئيس جمهورية جزر القمر نورديني بورهاني، ورئيس البرلمان المغربي راشيد الطالبي العلمي، ورئيس البرلمان العربي أحمد بن محمد الجروان ووفده المكون من أبو صلاح عبد السلام، وأبو صلاح شلبي، ود. شيخة عيسى العري، وطاهر حاج جيلة فارح.
وأبلغ وزير الدولة بالإعلام، ياسر يوسف، الصحافيين الأسبوع الماضي، أن مهرجان التنصيب سيتضمن حفل أداء اليمين الدستورية بالبرلمان، ويلقي خلاله الرئيس البشير كلمة موجزة عن سياساته في المرحلة المقبلة، ويشارك فيه عدد رؤساء دول الإقليم وأصدقاء السودان، كما سيتضمن الاحتفال فقرة ترحيب العاملين في القصر الرئاسي بالرئيس واستضافة ضيوف البلاد من رؤساء ووفود، لينتهي الحفل بتنصيب شعبي بـ«الساحة الخضراء» يقدم خلاله الرئيس البشير خطاب الدورة الرئاسية الجديدة التي تستمر حتى 2020 وتبلغ فترة حكم البشير للسودان بنهايتها 31 عامًا، كأحد أقدم رؤساء القارة والعالم.
وزيّن الحزب الحاكم شارع النيل بالخرطوم - أحد أشهر شوارع البلاد ويقع عليه القصر الرئاسي - بأعداد كبيرة من لافتات الترحيب بالزوار، ولافتات الاحتفاء بتنصيب رئيسه البشير رئيسًا للبلاد مجددًا. وتثير عملية التنصيب غير المألوفة وغير المسبوقة في تاريخ البلاد السياسي، كثيرًا من الجدل والتساؤلات بين المواطنين والمعارضين على وجه الخصوص، لا سيما وأنها أتت نتيجة لانتخابات شهدت أكبر عزوف للناخبين في تاريخ البلاد، حسب كثير من المراقبين.وأعلنت أحزاب المعارضة عن مقاطعتها لهذه الانتخابات ودعت المواطنين لمقاطعتها ضمن ما أسمته حملة «ارحل»، وعزت العزوف عن الاقتراع إلى دعوتها المواطنين بالمقاطعة، وقالت مفوضية الانتخابات إن نسبة من شاركوا في الاقتراع بلغت 46.4 في المائة من جملة الناخبين المسجلين البالغة 13.1 مليون تقريبًا، بينما قال مراقبو الاتحاد الأفريقي إن النسبة تتراوح بين 30 - 35 في المائة، بينما تقول قوى المعارضة إن نسبة المشاركة الفعلية لا تزيد عن 15 في المائة، واعتبرته استفتاء برفض استمرار حكم الرئيس البشير.
الشرق الأوسط
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)