الثلاثاء، 2 يونيو 2015

البرلمان السوداني ينتخب الإسلامي المخضرم إبراهيم أحمد عمر رئيسًا تمهيدًا لأداء البشير لليمين الدستورية أمامه


انتخب البرلمان السوداني في أولى جلساته القيادي الإسلامي المخضرم إبراهيم أحمد عمر، رئيسًا له، بينما انتخب عمر سليمان آدم رئيسًا لمجلس الولايات.

ويتكون البرلمان السوداني من غرفتين «المجلس الوطني ومجلس الولايات»، توطئة لتأدية الرئيس عمر البشير لليمين الدستورية أمامه اليوم، إكمالاً لمرحلة ما بعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي أجريت أبريل (نيسان) الماضي، واكتسحها حزب المؤتمر الوطني بعد أن قاطعتها أحزاب وقوى المعارضة الرئيسية في البلاد.
وحصل عمر البالغ 80 عامًا على 354 صوتًا مقابل 19 حصل عليها منافسه النائب المستقل مبارك عباس، بينما امتنع 15 نائبًا وغاب 21 آخرون، ويعد من مؤسسي الحركة الإسلامية - الاسم السوداني للإخوان المسلمين - المرجعية للحزب الحاكم. ودعا عمر في الكلمة الأولى التي أعقبت انتخابه رئيسًا للبرلمان للحوار بين نظام الحكم ومعارضيه بقوله: «الحوار الوطني خيار استراتيجي لنا، ولا سبيل للتقدم والرخاء إلا بإجماع الكلمة»، وذلك إشارة للحوار المتعثر الذي دعا إليه الرئيس عمر البشير في يناير (كانون الثاني) 2014 وقاطعته المعارضة الرئيسية بسبب رفض شروطها؛ مما يعد خطوة تصالحيه مع المعارضة.
وشارك جلسة البرلمان رئيس البرلمان العربي ورؤساء ونواب من برلمانات: إندونيسيا، وقطر، وعمان، والإمارات العربية، وأفريقيا الوسطى. ومن المنتظر أن يؤدي الرئيس البشير الذي اكتسح الانتخابات الرئاسية بأكثر من 94 في المائة من أصوات الناخبين، اليمين الدستورية بحضور رؤساء ورؤساء حكومات ووفود وزارية من أكثر من 20 دولة عربية وأفريقية وآسيوية، فضلاً عن قادة مؤسسات إقليمية على رأسها الجامعة العربية، والاتحاد الأفريقي، ومنظمة التعاون الإسلامي. ومن المتوقع أن ينظم الحزب الحاكم (المؤتمر الوطني) مهرجان تنصيب غير مسبوق طوال تاريخ حكم الرئيس البشير منذ استلامه للسلطة بانقلاب 30 يونيو (حزيران) 1989 الذي دبره الإسلاميون السودانيون بقيادة حسن الترابي.
وقال وزير الخارجية السوداني علي كرتي إن رؤساء 7 دول أكدوا مشاركتهم في حفل التنصيب، وأبرزهم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والتشادي إدريس ديبي، ورئيس الوزراء الإثيوبي، هايلي ماريام ديسالين، والأمين العام لجامعة الدول العربية، إضافة لرؤساء: زيمبابوي، وكينيا، والصومال، وأفريقيا الوسطى. ووصل البلاد، أمس، الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، وبرفقته نائب رئيس جمهورية جزر القمر نورديني بورهاني، ورئيس البرلمان المغربي راشيد الطالبي العلمي، ورئيس البرلمان العربي أحمد بن محمد الجروان ووفده المكون من أبو صلاح عبد السلام، وأبو صلاح شلبي، ود. شيخة عيسى العري، وطاهر حاج جيلة فارح.
وأبلغ وزير الدولة بالإعلام، ياسر يوسف، الصحافيين الأسبوع الماضي، أن مهرجان التنصيب سيتضمن حفل أداء اليمين الدستورية بالبرلمان، ويلقي خلاله الرئيس البشير كلمة موجزة عن سياساته في المرحلة المقبلة، ويشارك فيه عدد رؤساء دول الإقليم وأصدقاء السودان، كما سيتضمن الاحتفال فقرة ترحيب العاملين في القصر الرئاسي بالرئيس واستضافة ضيوف البلاد من رؤساء ووفود، لينتهي الحفل بتنصيب شعبي بـ«الساحة الخضراء» يقدم خلاله الرئيس البشير خطاب الدورة الرئاسية الجديدة التي تستمر حتى 2020 وتبلغ فترة حكم البشير للسودان بنهايتها 31 عامًا، كأحد أقدم رؤساء القارة والعالم.
وزيّن الحزب الحاكم شارع النيل بالخرطوم - أحد أشهر شوارع البلاد ويقع عليه القصر الرئاسي - بأعداد كبيرة من لافتات الترحيب بالزوار، ولافتات الاحتفاء بتنصيب رئيسه البشير رئيسًا للبلاد مجددًا. وتثير عملية التنصيب غير المألوفة وغير المسبوقة في تاريخ البلاد السياسي، كثيرًا من الجدل والتساؤلات بين المواطنين والمعارضين على وجه الخصوص، لا سيما وأنها أتت نتيجة لانتخابات شهدت أكبر عزوف للناخبين في تاريخ البلاد، حسب كثير من المراقبين.وأعلنت أحزاب المعارضة عن مقاطعتها لهذه الانتخابات ودعت المواطنين لمقاطعتها ضمن ما أسمته حملة «ارحل»، وعزت العزوف عن الاقتراع إلى دعوتها المواطنين بالمقاطعة، وقالت مفوضية الانتخابات إن نسبة من شاركوا في الاقتراع بلغت 46.4 في المائة من جملة الناخبين المسجلين البالغة 13.1 مليون تقريبًا، بينما قال مراقبو الاتحاد الأفريقي إن النسبة تتراوح بين 30 - 35 في المائة، بينما تقول قوى المعارضة إن نسبة المشاركة الفعلية لا تزيد عن 15 في المائة، واعتبرته استفتاء برفض استمرار حكم الرئيس البشير.


الشرق الأوسط

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق