الخميس، 18 يونيو 2015

الكشة جات يا عشة

كمال كرار


الكشة جات يا عشة في مستشفي وادمدني توجد لعبة(شيطانية)إسمها كشة مرافقي المرضي،وهي تتم علي مراحل،كشة الصباح وموعدها مع مطلع الشمس،ثم يسمح لهم بالدخول مرة ثانية بعد الساعة العاشرة،ثم كشة أخري عند الظهر لخارج المستشفي،ليعودوا في وقت الزيارة المحددة عصراً،وهكذا تتكرر اللعبة يومياً. أما سر هذه(الكشات)والحرص عليها،فهو يتمثل في مبلغ 4 جنيهات يدفعها كل(مكشوش)متي ما دخل من بوابة المستشفي،بعد كل كشة.وهكذا يدفع زوار المستشفي في المتوسط 12 جنيهاً يومياً للتمتع بدخول المستشفي،ورؤية مرضاهم،بمبالغ فوق طاقتهم. ال 4 جنيهات،والتي تعادل (4000) جنيه قديم،لا تري بالعين المجردة قياساً علي شكل ومظهر مستشفي وادمدني،وشكا مرة المراجع العام وهو يراجع بعض المستشفيات بالخرطوم أن رسوم العون الذاتي،لا تدخل الميزانيات المعتمدة وان الصرف منها لا يخضع للضوابط. وتذكرة الدخول لأي مستشفي،والتي تسمي العون الذاتي،باتت جباية إلزامية لا بد من دفعها وإلا تمت نهزرة من يود الدخول دون تذكرة،أو من تحول ظروفه المادية دون الدفع،أو من خرج لجلب (حاجة)تخص المريض وعاد ليفاجأ بالبوابات المحروسة. وغير التذكرة التي يدفع قيمتها زوار المستشفي،يدفع ذوو المريض جل ما يتعلق بعلاج مريضهم فالدواء المنقذ للحياة،والذي يقال أنه يصرف مجاناً للمرضي المحتاجين،لا يوجد في صيدليات المستشفيات الحكومية،ومعاملها تخلو من المعينات الطبية التي لا بد أن يشتريها أهل المريض من خارج المستشفي،ولا يوجد في بنوك الدم ما يغطي حاجة المرضي إلا إذا تبرع أهل المريض بالدم. والمعادلة الصحية الماثلة في عهد الإنقاذ هي الدفع الفوري،إلي حين وفاة المريض،ثم دفع رسوم الجثمان والإسعاف بعد موته،وغلطان المرحوم الذي مات في عصر تحرير الدواء والعلاج . وقريباً مما يجري في المستشفيات وكشاتها،فإن كشة المرور المكثفة دائماً ما تكون قرب نهايات أي شهر،ويفهمها المواطنون أنها محاولة لتصليح الميزانية ودفع الحوافز والمرتبات نهاية الشهر،وكشة ستات الشاي وناس الطبالي في نفس الزمن،أما الكشة نفسها فهي من إرث النظام المايوي البغيض،الذي اعتمدها سياسة رسمية لإخلاء العاصمة من الوافدين،خاصة بعد محاولة تغيير النظام عسكرياً في 1976،وكانت الكشات نفسها ذات طابع عنصري. وجاءت (الإنقاذ)بكشات أخري،مثل كشة الخدمة الإلزامية،وفي لغة الناس العاديين عند الضيق من شخص ما يقولون(تجيك الكشة)بفتح الكاف،وأحياناً كسرها.وفي ظهر رقشة كتبت الجملة الآتية(كشوك ولا جوك جوك)ومعناها أن صاحب الرقشة زهج من كشات المرور والزوغان هنا وهناك وآثر إنتظار المصير المحتوم. وغير بعيد عن هذه الموضوعات قصة الببغاء الذي صرخ(الكشة جات)لما رأي ضابط البوليس في بيتهم. ولأن كلمة(الكشة) سودانية مية المية،فنقترح تسجيلها لدي ديوان الملكية الفكرية العالمي،حتي لا تسرقها شعوب أخري،وتدخل سجل(غينيس) في مسابقات أسرع كشة في العالم،فتتنافس فيها دول من شرق آسيا،والجنوب الأفريقي،وشمال أمريكا،وشعار المسابقة(كشة تفوت ولا حد يموت)،وكشة أسرع من الصوت،وكشات في شكل شربوت.


kamalkarrar580@hotmail.com  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق