الاثنين، 24 أغسطس 2015

الخريجون.. من منصات التخرج إلى نواصي الشوارع


تفاقمت في الآونة الأخيرة مشكلة البطالة في وسط الخريجين الذين يتزايد عددهم يومياً بالبلاد، بالرغم من الوظائف التي تطرح من قبل المؤسسات والقطاع الخاص والعام وعن طريق لجان الاختيار، إلا أنها لا تستوعب سوى الصفوة والأقلية من الخريجين والذين مكنهم من هذا المنصب ما يسمى بالواسطة التي فاقمت الوضع وزادت عدد العاطلين من الخريجين بنسب كبيرة، حيث تضاعفت نسبهم الى ثلاث مرات بين منتصف التسعينيات على الرغم مما شهدته البلاد من تطورات تنموية غير مستقرة نسبيا.
العطــالة أصبحت هاجس الشباب، ففي كل عام تُخــرِّج الجامعات عـدداً هائلاً من الطــلاب إلى دواوين العمــل لكن لا توجـد أي خطط لاستيعابهم في العمل العام والأسباب معـروفة وجاهزة ظـروف البلد لا تمكن من استيعاب المزيد. تزايد عدد الخريجين في الآونة الأخيرة بصورة كبيرة مما حدا بمعظمهم - مع سوء الوضع الاقتصادي في البلاد وضيق فرص العمل - إلى الاتجاه لأعمال أخرى. فمنهم من احترف مهنة سائق أمجاد أو حافلة أو خلافه، وآخرين اتجهوا الى مهن أخرى غير المجال الذي درسوه.
في استطلاع أجرته "التغيير" في الشارع العام، قال أيمن الشفيع: أصبح العمل صعباً جداً في السودان، منبهاً إلى ضرورة أن يكون لديك واسطة قوية حتى تتمكن من الحصول على عمل، وأشار إلى أنه تخرج منذ العام 2012م لكنه لم يجد وظيفه إلا العمل الهامشي، يعني شغل يوميات (بس)، وأردف أيمن أن الشباب أصبحوا يتدافعون الى الخارج للبحث عن العمل وناشد أيمن عبر جريدة "التغيير" السيد الوالي أن يوفر فرصة للخريجين والشباب. وأن يكون توزيعها بصورة عادلة وشفافة.
من جهته، قال محمد عمر، وهو خريج جامعي له أكثر من أربع سنوات في مهمة البحث عن عمل في ولاية الخرطوم ولم يجد غير العمل الهامشي، وأضاف محمد أن العمل أصبح أكثر صعوبة، وأغلب الخريجين سافروا الى الخارج للعمل، وصار الوضع الاقتصادي أكثر صعوبة، وأتمنى من المسؤولين أن يوفروا فرص عمل للشباب والخريجين وحتى ربات المنازل لتحسين وضعنا الاقتصادي ويكون هناك فرص عمل للشباب.
وأبان منذر محمد أن حال كل خريج بعد التخرج ودراسة طويلة من السنين أن يتخرج ويجلس دون عمل، الأمر الذي يحبط كثيراً من الشباب ومعظم الشباب عند التخرج يفكر في السفر الى الخارج أو الجلوس في الشارع أو العمل في أي مكان حتى لا يجلس دون عمل، وأضاف منذر أن الوظائف في السودان دون الأحلام التي يحلم بها أي خريج ومعظم الخريجين يكون لديهم العلم ولكن بعد التخرج ينتظرهم مستقبل مجهول .
أمل عبد الله، طالبة جامعية، تقول الوضع أمامنا غير مطمئن تماماً لأن أغلب الخريجين، إما في الشارع العام مع ستات الشاي والأسواق، وإما سائقي ركشات فضلاً عن آخرين دفعهم الإحباط الى ممارسات غير مسؤولة. وقالت أمل حالياً أنا أفكر في التخلي عن الجامعة لأن مشكلة إيجاد فرصة عمل ستواجهني حال تخرجي وهي عدم وجود فر
ص العمل في السوادن، وأضافت أن لديها في العائلة خريجون لم يتوظفوا بعد، وأردفت لماذا نتعب ونخسر كل هذه المصاريف في الجامعة وفي النهاية لا نجد وظيفة نعمل بها وحتى اذا وجدت وظيفة بتكون خارج التخصص الدراسي بالعربي (كدا) "كان ما عندك واسطة ما بتشتغل".
التغيير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق