حسن اسماعيل
لم تكن مسيرتي في العمل السياسي هادئة أو ساكنة بل كانت ضاجة صخابة واعتادت نفسي وأذني على أصواتها وفرقعاتها، منذ دخولي جامعة الخرطوم عندما كانت المعادلة مقلوبة لصالح حركة الحياد وامتلاكها شغاف الرأي العام فقررنا على وزن تلك الحالة فاعتدت العمل في ظروف معاكسة الوسط والرأي العام إلى أن تنجح في الوصول لدرجة رضا وقبول معقولة ثم اعتدت أكثر على ذلك وأنا اقود داخل حزب الأمة مع آخرين مشروع الإصلاح والتجديد وكيف اصطدمنا بالشعور التقليدي الأنصاري المحافظ وكيف تعاملنا مع ذلك ثم تمرست أكثر وأنا أتلقى ردود فعل غاضبة من سياسيين كبار على ما نورده من آراء.
لكل هذا فأنا استوعبت ضجيج الحملة الإسفيرية الأخيرة وقسمتها لثلاثة أقسام وتعاملت مع كل قسم بزاويته فالإخوة الذين انفعلوا بدافع الاشفاق ظللت على تواصل معهم لساعات طوال عبر حوار مفتوح وصريح، أما القسم الذي آثر الانفعال العاطفي وطريقة شد الشعر ولطم الخدود وشق الجيوب وضرب الأرض بالأرجل فهؤلاء نتركهم إلى حين الخروج من هذه الحالة (فليس لغاضب رأي).
أما الجزء الثالث من الحملة فهو المصمم لأغراض الاغتيال الشخصي عبر تأليفات ركيكة واجترار محفوظات رتيبة من شاكلة باعوه واشتروه ثم العمل على جري للدروة الخشبية وقذفي بحفنة من التهم الشخصية والعمل على إنهاك طاقتي وإلهائي عن المحاججة السياسية بالدفاع عن نظافة يدى لا قوة منطقي وأنا بالطبع أضحك وأبتسم لرداءة شرك أم قيردون المنصوب تحت رجليَّ.
دعونا نخرج من هذا ونقف في النقطتين المهتمين، الأولى إننى وضعت نفسي أمام تحدٍّ كبير وحدي أتحمل مسؤوليته أمام ضميري وأمام الرأي العام .
هذا من ناحيتي، النقطة الثانية من ناحية المجموعة المصممة للحملة هي أزمة. السؤال العريض اين المشروع السياسي المعارض الذي يخصهم؟ بل ما هو المشروع السياسي المعارض بصفة عامة؟ باستثناء نشاط شباب المؤتمر السوداني؟ هل هذه الحملة عبارة عن سلوك تعويضي تعبيرًا عن الفقر والفاقة لمشروع حقيقي متماسك؟ حسن اختلف وذهب فلنقل هذا فهل هذا الضجيج هو البرنامج البديل؟ أم إنه مجرد تأسية للنفس وشغلها؟
أضحك وبعض هؤلاء الإخوة يجلس ليرسل للمواقع تسجيل كلمتي في تأبين سنهوري ... حسناً هذا كسبي وموقفى فأين كسبك وموقفك أنت؟
أما بالنسبة لقصة الأخ الذي ذكر أنه يقاضيني في المحكمة فنقول إن اللجوء للمحاكم سلوك حضاري متمدن فهي الجهة التي ترد الحقوق وتفض الاشتباكات فإن كان لديه حق سيجده ونتحمل تبعات ذلك وإن لنا حق فسنأخذه، ولكني أرى أنه تورط متعجلاً في فاصل الإساءة والسباب،
اللهم وفقنا لما فيه رضاك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق