الثلاثاء، 25 أغسطس 2015

تاج السر الميرغني : لن يقوم مؤتمر عام لأن مولانا لا يرغب في ذلك..لا يوجد حزب الآن ولا توجد قيادة



وجَّه القيادي عضو الهيئة القيادية للحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل والمشرف السياسي للحزب بالبحر الأحمر تاج السر الميرغني انتقادات قاسية إلى زعيم الحزب محمد عثمان الميرغني، والطريقة التي يدير بها المؤسسة، وهدد تاج السر الميرغني- في حوار مع (التيار) بتبني فرع الحزب بالبحر الأحمر خيار الفيدرالية حال استمرار الأوضاع الراهنة كما هي. واصفاً بيان الميرغني الأخير بالضعف، وجاء متأخرا ولا يحمل فكرة محذِّراً من اختزال آل الميرغني في شخص محمد عثمان وأبنائه، وتوقع أن يفرز الصراع الدائر الآن بين الحسن وإبراهيم واقعاً جديداً داخل الحزب؛ للتعامل مع أفراد البيت الميرغني، وإعمال معيار الكفاءة في اختيار قادة الحزب ،بدلا من اللجوء إلى الوراثة، كما يفعل الحسن الآن ،وسخر الميرغني من تصريحات نائبة رئيس البرلمان المنتمية إلى حزبه، ووصفها للحسن بالولي، وفتحها باب تحالف حزبها حتى مع الشيطان قائلاً: لا نريد بين قادتنا من يطبل للكبار ويصفهم بالأولياء ويبرر لتحالفاته مع النظام بأنه يمكن أن يتحالف مع الشيطان من أجل الوطن والمواطن. وتطرق الحوار الى قضايا شتى وإلى التفاصيل:

أجراه : علي الدالي

في البداية رؤيتك عما يحدث في الحزب. بعد بيان زعيمه ؟
حقيقة لا يوجد حزب ..نحن في حلبة سيرك مضحك و مبكٍ في نفس الوقت.
وكيف تنظر إلى بيان رئيس الحزب؟
أسلوب قديم و متجدد ..بيان ضعيف و متأخر جداً لا يرقى لمستوى الحدث.
أين كانت قيادة الحزب طول هذه المدة فيما حدث و ما ترتب عليه لم يحدث يوم أمس؟
حقيقة بيان ليس له مضمون

كانك تريد أن تقول إن الازمة لازالت قائمة ؟
لا توجد أزمة ولا يعنيني التغريد خارج الحراك الجماهيري لبناء الحزب حيث لا يوجد حزب ولا توجد قيادة مطلقاً، فالذي يحدث منذ فترة صراع مجموعات تسعى لمصالح خاصة بعيدة كل البعد عن الوطن و المواطن.
لا يوجد حزب ولا توجد مؤسسات و حقيقة أتعجب فيمن يطلقون على انفسهم قيادات وأعضاء هيئة قيادة.. ما هو دورهم سوى البصمة؟ و ماهي قيمتهم و دورهم التنظيمي؟ الذي أعرفه و يعرفه الجميع أن دعوتهم تتم لتمرير القرارات و بعدها لا تتم دعوتهم و كلنا نعلم أن أخر اجتماع لهم كان قبل سنتين !!! بطلب من مولانا ورفعوا توصيات بفض الشراكة مع النظام الحاكم هل جاءهم رد؟ لا يمكن لقيادي يحترم نفسه والقواعد التي جاءت به (إن كانت لديه ) أن يقبل هذا الاحتقار و التهميش.
هل يوجد حزب تعمل أعلى هيئة له بالإشارة مثل تلاميذ الابتدائى يقرع لهم الجرس فيسرعون إلى الفصل.

لكن الصراع في الحزب بدأت أياديه تمتد إلى داخل البيت الميرغني ؟
الصراع في الحزب نتج عن عدم وجود مؤسسية وهو ليس بجديد إنما طفا بصورة واضحة في الآونة الأخيرة وذلك لرغبة البعض في الهيمنة على الحزب و إقصاء الأطراف الأخرى لتوجيهه، حسب مصالحهم الخاصة بمفهوم الغاية تبرر الوسيلة.
الحزب ملك للجماهير وليس لبيت الميرغني او غيره وفي تقديري أن الجماهير تحتاج أن تنتبه لما يجري في الساحة الآن حتى تستيقظ من الخضوع لما توصف بكاريزمات ،أيا كانت فالقائد بعطائه وليس بالوراثة و إذا نظرنا لكل من يوصفون بالقيادات وتساءلنا ماذا قدموا للوطن و الحزب خلال فترة تفوق النصف قرن سنجدهم صفرا كبيرا.
لكن مشروع الوراثة يبدو انه نفذ الآن بعد أن تولى السيد الحسن قيادة الحزب دون مسوغ دستوري؟
لن تكون هناك وراثة فجماهير الحزب و حتى الختمية وصلت لدرجة من الوعي و زالت عنها الغشاوة فوصلت إلى حقيقة ان الطريقة ليست حزبا سياسيا ولا يوجد رابط بينها و بين السياسة، وهذا هو سبب السعي لفبركة مؤتمر صوري فجماهير الحزب ستقوّم كل شخص بعطائه وأتوقع حدوث تغيير كبير ينهض بالحزب.

الواقع داخل الحزب يقول إن الامور لا زالت بيد السيد الحسن ؟
الأمور بيد السيد الحسن مالم يتصل مولانا ويُنهِ تمثيله في الحكومة ودوره في الحزب لأن البعض قالوا إن مولانا اتصل بالرئيس وقدم السيد الحسن ممثلا له.
يقال إن تمثيل امرأة من البحر الاحمر نائبة لرئيس البرلمان الغرض منه خلق موازنات داخل البيت الميرغني في الشرق وأحفاد الختم في الخرطوم ويقال إن السيدة ختمية وتابعة لسجادتكم بالبحر الاحمر؟
الحزب عقد غالبية مؤتمرات البحر الأحمر والتي كان لها موقف من العملية الانتخابية ولا يوجد ممثل للولاية و إن قدمت الولاية شخصا ستقدم كفاءات لا تعتمد على من يطبلون بمقولات مثل ( ولي من اولياء الله الصالحين ونتحالف مع الشيطان ...الخ)، لكن اقول لكم بصدق : نحن في الولاية لا نتعامل ولا نقيم الأعضاء بانتمائهم للطريقة الختمية ،وإنما بقدراتهم.

إذا هنالك من يتغول على سلطاتكم بالبحر الاحمر باعتبارك مشرفا سياسيا على الولاية ؟
هي محاولات بائسة و استقواء بالسلطة لمحاولة تغيير الواقع ،و الحمد لله لم يجدوا و لن يجدوا موطئ قدم في الولاية فلا فضل لمركز على ولاية البحر الاحمر ولا وصاية علينا. لأن أهل مكة أدرى بشعابها، كما يقول المثل.

وإذا استمر الحال على ماهو عليه في المركز كيف ستواجهونه في الولاية ؟
مؤتمرات الحزب متماسكة في الولاية لأنها مؤتمرات حقيقية لا تحتاج لمن يحرسها وهي الشرعية القاعدية الوحيدة في الحزب و لهذا الحزب محصن في الولاية.
و الفيدرالية خيار مفتوح أمامنا.

أتعني أنكم ستفارقون المركز بطلاق بائن ؟
نعم ،إذا استمر فاقدو الشرعية في الاستقواء بالحكومة لسرقة اسم الحزب بالولاية كما فعلوا سابقا في محاولة إيقاف المؤتمرات.

وكيف تقرأ الصراع الحالي بين السيد الحسن وبين السيد إبراهيم ؟
حقيقة هذا متوقع ، فالسيد الحسن جاء (كما قيل) بتفويض و حتى السيد إبراهيم أشار سابقاً لهذا ولكن السيد الحسن أبعد من انتظره و أتى بمجموعة اخرى و صار يعمل منفرداً باسم الحزب و يبدوا أن ذلك التفويض أدى غرضه و الآن دخلنا في مرحلة جديدة.
لكن ما يحدث الآن لا قيمة له و كما اعتدنا سيحدث ما يريده المؤتمر الوطني، فالحزب صار من أحزاب الفكة بدليل عدد الاصوات التي احرزها في الإنتخابات ، و جزء منها كان بتوجيه المؤتمر الوطني لقواعده!
لن يقوم مؤتمر عام لان مولانا لا يرغب في ذلك وإلا لحسم الأمر من زمان .

قيادات ترى أن الصراع بين السيدين ربما يضعف من دور البيت الميرغني التاريخي داخل الحزب؟
أبدا ولكن سيبرز المؤهلون منهم و يريحنا من التصرفات التي يقوم بها البعض و تأتي تبعاتها على آل الميرغني و الطريقة الختمية، لأن اعداء الطريقة و البيت الميرغني تعمدوا اختزال الطريقة و اسم الميرغني في شخص السيد محمد عثمان و بيته، بهدف تكسير البيت والطريقة فلا نسب أقوى من نسب ولن نتحمل تصرفات الآخرين.

بصراحة كثير من الاتحاديين يحملون المراغنة مسؤولية تراجع دور الحزب ويرون أن السيد محمد عثمان انفرد بالقرار ؟
معظم المراغنة لا صلة لهم بالسياسة ومولانا انفرد بالقرار ولكن من يدعون أنهم قادة يتحملون المسؤولية أيضاً و إذا نظرنا إلى الساسة عامة و الاتحاديين خاصة فلا نجد لهم أي دور أو أي عمل قدموه بعد الرعيل الأول من قادة الحركة الوطنية فالمسؤولية جماعية و مولانا عليه الجزء الأكبر فتعودنا سماع ضجيج (القيادات) و لا نرى طحينا.
و أين هم الاتحاديون؟ لماذا هم عاجزون عن ارجاع القرار للمؤسسة إن كانوا قيادات حقيقية بدلاً عن البكاء على أطلال الحزب.

أتعني أن بعض القيادات هي من مكنت مولانا من الحزب ثم أصبحوا يتلاومون؟
نعم، وإلا كيف يصل الحزب لهذا الانهيار والضعف العام ؟ فهل حدث هذا بين يوم وليلة؟ و المثال أمامنا أعضاء هيئة القيادة مع احترامي لأشخاصهم تتم دعوتهم حسب الحاجة لتمرير قرار ثم يتفرقون ليكونوا تحت الطلب ... كيف لقيادي يحترم نفسه و يحترم جماهير حزبه أن يقبل مثل هذا

لكنك عضو في هذه الهيئة لماذا لم تعترض على هذه الطريقة التي يدار بها الحزب ؟
أنا منذ (تعييني) في هيئة القيادة و(تكليفي) بالإشراف السياسي للبحر الأحمر بدأت فوراً في تسجيل العضوية و استخرج البطاقات لعقد مؤتمرات الولاية بالرغم من متاريس المركز و شرعنا في مؤتمرات الأحياء ثم المحليات و حاولت و معي اشقاء ان نتجه للقيادات الاتحادية لحثها في ان تتحرك و يكون العمل موسع ولكن لم يحدث شئ فاستمرت الولاية في عملية البناء و هنا لابد من الاشادة بالشباب و الطلاب فكانوا المحرك الرئيسي للتحضير و الاتصال مع قيادات الحزب التاريخية بـ(حق) في الولاية.

لكن رغم بيانكم الصادر من الولاية برفض خوض الانتخابات إلا أن حزبكم خاضها بدليل أنكم تمثلون بمنصب نائب رئيس البرلمان؟
هؤلاء خارج الحزب ولا يمثلونه فمؤتمرات الولاية حسمت الأمر ،وهؤلاء كانوا معاول هدم ، فالحزب لم يشارك في الإنتخابات وإحجام الجماهير كان واضحاً و حتى التدشين كان فاشلا.

يقال إن مولانا سيعود لحضور الذكرى السنويه لوالده السيد علي ..هل تتوقع قرارات حاسمة في خطابه بهذه المناسبة تعيد الأمور إلى نصابها؟
جماهير الحزب تجاوزت الخطابات ،و الآن الحراك الجماهيري قطع شوطا كبيرا متجاوزا الانتظار و التخدير فان كان مولانا يريد عقد المؤتمرات لكان عقدها منذ سنين لكن المعلن شيء و الذي نراه شيء آخر.


التيار

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق