هاشم كرار |
البصمات للقاعدة، لكن هذه المرة هي (بوكو حرام)!
الهدف واحد، وكذا التخطيط للهجمات.. واستراتيجية بث الرعب، وجز الرؤوس.
العاصمة التشادية- أنجمينا- اهتزت ثلاث مرات، في المرة الأولى بتفجير مزدوج، والثالثة بتفجير آحادي. وأصابع الاتهام، أشارت من أول لحظة إلى (بوكو حرام) التي كانت نيجيربة في الأصل، وأصبحت الآن، متعددة الجنسيات الإفريقية.
من نيجيريا إلى تشاد فالكاميرون والنيجر وبنين، تضرب هذه الجماعة المتشددة، وتروع. رصاصها لا يكف عن الثرثرة، وسكاكينها الطوال تنقط دماً، وانتحاريوها يفجرون أنفسهم، ويطيرون الأشلاء.
لو لم تنضم تشاد إلى دول بحيرتها، لمنازلة بوكو حرام، لما كانت في مأمن.. واستراتيجية (بوكو حرام) هي أن تطوي المسافات، بالرصاص والسكاكين الطويلة، من دولة إلى أخرى، تقتل بالجملة، وتدمر.. وتجز الرقاب.. رقبة من بعد رقبة.
أوليست تلك هي ذات مخططات الدواعش؟
تمددت (بوكو حرام).. عبرت حدود نيجريا، إلى دول الجوار، مثيرة للرعب، وفرار مئات الآلاف من المدن والقرى، لتحدث بذلك أكثر من أزمة إنسانية لا طاقة للحكومات وحدها بمجابهتها.. إنه نوع من التأزيم الذي يربك، ويبدد الموارد، ويظهر العجز الحكومي، ويثير سخط الناس.
رعب.. ولا ثمة رحمة
إزاء ذلك كان لزاما أن تتكتل دول غرب إفريقيا، من نيجيريا إلي بنين، في قوة واحدة مشتركة تضم ما يقارب التسعة آلاف مقاتل، وكان منطقيا أن تتلقى هذه القوة دعما من دول غربية.. وكان بديهيا، أن تستعر المعارك، وأن تخوض (بوكو حرام) جانبا من المعركة بالانتحاريين، واستراتيجية التفجير المزدوج، الأكثر إرباكاً للأمن وفرق الإنقاذ، والناس التي تهيم فراراً، والذعر في العيون!
انجمينا مذعورة.. ومصدومة، ومتأهبة.. والسؤال: إذا ما كان اربعون انتحاريا يدخلون العراق في كل يوم، رغم التأهب والتدقيق، فكم.. كم من الانتحاريين المتشددين يمكن أن يدخلوا تشاد.. بل عاصمتها، والألسنة واحدة وكذا التقاطيع؟
أنجمينا مذعورة.. والذعر يُعدي، مثل استراتيجية التفجير المزدوج.. ومن هنا فإن كل عواصم تكتل دول حوض بحيرة تشاد لمنازلة بوكو حرام، هي الآن مصابة بمثل الذي أصاب التشاد كلها!
بوكو..... حرام كل هذا القتل والترويع، والتشويه للدين!
الوطن القطرية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق