«جارديان»: هزيمة للقانون.. وإندبندنت: محاكمة الرئيس السوداني «بعيدة»
أفلت الرئيس السودانى عمر البشير من الاعتقال في جنوب أفريقيا، وعاد إلى السودان بعد حضوره قمة الاتحاد الإفريقى في جوهانسبرج، رغم صدور قرار محكمة هناك باحتجازه لتسليمه للمحكمة الجنائية الدولية بعد إصدارها مذكرة باعتقاله.
وطلبت المحكمة الدولية رسميًا من حكومة جنوب أفريقيا اعتقال البشير، حال وصول إلى أراضيها لمحاكمته على جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية ارتكبها بحق شعبه، كما نجحت منظمة حقوقية في البلاد باستصدار قرار من المحكمة العليا هناك لمنع مغادرته، وهو الأمر الذي وضع الحكومة في مأزق بين اعتقاله أو تركه يغادر البلاد. وكان الرئيس الجنوب إفريقى «جاكوب زوما» قد انتقد المحكمة الدولية وأكد على حماية البشير بكل السبل الممكنة وعدم اعتقاله.
وتحركت حكومة جنوب أفريقيا لوقف قرار المحكمة، ودفع محاموها بأن الرئيس البشير جاء إلى البلاد بناء على دعوة الاتحاد الإفريقى وليس بناء على طلب جنوب أفريقيا، وبالتالى فلا يجوز القبض عليه، ويجب أن يغادر البلاد حرًا.
وقال محللون لهيئة الإذاعة البريطانية بى بى سي، إنه في حال مغادرة البشير للبلاد، ضد قرار المحكمة، سيكون هناك شخص - من وجهة النظر القانونية - ارتكب تهمة ازدراء المحكمة، وذلك في إشارة إلى رئيس جنوب أفريقيا. وقللت الحكومة السودانية في وقت سابق من أهمية قرار المحكمة، مؤكدة على أن البشير مستمر في المشاركة في أعمال قمة الاتحاد الإفريقى.
وقال حزب المؤتمر الوطنى الحاكم في جنوب أفريقيا إن المحكمة الجنائية الدولية «لم تعد مفيدة للغرض الذي أنشئت من أجله»، وفقًا لوكالة رويترز للأنباء.
وكان من المتوقع أن تعقد المحكمة العليا في بريتوريا جلسة استماع أخرى في وقت لاحق للنظر في أمر البشير الذي يواجه اتهامات بـ«ارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية». وأوضحت المحكمة في بيان لها أن هناك طلبين قائمين بالقبض على الرئيس السودانى.
ومنذ صدور مذكرة الاعتقال كانت معظم سفريات البشير للخارج إلى دول غير أعضاء بالمحكمة الجنائية الدولية مثل السعودية ومصر، لكنه سافر أيضًا إلى عدد من الدول الأعضاء التي امتنعت عن اعتقاله مثل نيجيريا التي استقبلته يوليو عام ٢٠١٣.
وفى تعليقها على قضية البشير قالت صحيفة «جارديان» البريطانية إن الخطوة المفاجئة لاعتقال الرئيس السودانى في جنوب أفريقيا تمثل اختبارًا للمحكمة الجنائية الدولية لا يمكن أن تحتمل خسرانه، لكن واضح أن إفلاته يمثل هزيمة للقانون.
وأشارت الصحيفة إلى أن قرار المحكمة جاء بناء على دعوة رفعتها منظمة غير حكومية في جنوب أفريقيا، بعد دعوة المحكمة الجنائية الدولية لحكومة جنوب أفريقيا لاعتقال الرئيس السودانى الذي يحضر مع ٥٠ زعيمًا آخر القمة في جوهانسبرج.
ورأت صحيفة «إندبندنت» أن فرص محاكمة البشير في المحكمة الجنائية الدولية لا تزال بعيدة.
وقالت الصحيفة إن نجاح المحكمة الجنائية الدولية في جلب مجرمى الحروب والإبادة البشرية إلى العدالة كانت قليلة خلال عمرها القصير منذ عام ٢٠٠٢ حتى يومنا هذا.
ورأت الصحيفة أن المحكمة الدولية لا تشبه محاكم جرائم الحرب الخاصة بيوغسلافيا ورواندا التي شكلتها الأمم المتحدة أو بعض المحاكمات المحلية التي ساندتها المنظمة دوليًا، كمحاكمة قادة الخمير الحمر عن الجرائم المرتكبة في كمبوديا.
البوابة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق