لربما ان الشائعات التي تطارد قيادات رأس الدولة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة بالطبع، ففي الوقت الذي ذهب فيه على عثمان محمد طه الى تركيا للإشراف على الفحوصات الطبية لزوجته السيدة الفضلى فاطمة الأمين، طارت شائعة بأن الرجل غاضب استعصم بتركيا، الأمر الذي أدى الى إصدار بيان من مدير مكتبه ينفى فيها الشائعة، أمس راجت شائعة أخرى عن هروب مساعد الرئيس الأمين العام للحزب الاتحادي الديمقراطي د. جلال يوسف الدقير بسبب التزامات ماليه على الرجل، انتشار الشائعة التي بدأت ظهر أمس جعلت حركة الشائعة تتسع كثيرا بالقدر الذي يعد مهددا للأمن القومي، خروج الرجل من صالة مطار الخرطوم حسب مقربين أتى بعد استئذان من الرئيس لأجراء فحوصات طبية له بلندن وإجراء عمليه جراحية هناك تلزمه البقاء هناك زهاء الثلاثة أشهر، كما ان عودته بحسب مصدر مقرب من د.جلال ستكون فى السابع والعشرين من الشهر القادم.
لم تكن هى الشائعة الأولى التي تطال ال الدقير حيث أثارت أزمة احد أشقائه فى تعاملات مالية وبنكيه أزمة سياسية بالرغم من التسوية التي تمت فى حينها بين ال الدقير والبنك غير ان المناكفات السياسية عملت على خلط التعاملات الشخصية لأخيه بالعمل الحزبي ، هروب الدقير من الخرطوم والتمترس بعاصمة الضباب لندن حسب الشائعة يأتي حسب مراقبون الى ما أثير أمس حول تقديم مجموعة من قيادات الحزب لمذكرة لمجلس الأحزاب السياسية مطالبه فيه بإلزام الحزب بعقد المؤتمر العام وكذلك مراجعة مالية الحزب ، وبحسب التصريحات المنسوبة لامين أمانه الولايات بأمانة الشباب محمد جبريل فان التلكؤ من قيادات الحزب ساهم فى ان تكون هذه هى النتيجة سيما وان هناك ملفات مالية للحزب لم تذهب وفقا للإجراءات المحاسبة المتعارف عليها كما هو الحال، واعتبر القيادي بالحزب الشاب محمد جبريل ان تلك الإجراءات تضع الجميع فى المسار الصحيح وزاد فى حديثة لـ(ألوان) ان القضية ليست تصفية حسابات شخصية أو الدفع من مجموعه كما يتوهم البعض وإنما مطالبة بحقوق مشروعة حتى يجلس كل فرد فى مكانه الصحيح، وامن جبريل على ان الإجراءات التي دفعوا بها الى مسجل الأحزاب هى إجراءات صحيحة وتصب فى مصلحة الحزب فى المقام الأول وان القيادة التي سيفرزها المؤتمر العام حتى وان كانت هى ذات القيادة الحالية لا يوجد ضير فى ذلك طالما ان الجميع التزموا بالأسس الديمقراطية ، خبر مراجعة الحزب ماليا حسب مراقبون ساهم فى الربط بين فترة غياب الأمين العام للحزب الاتحادي الديمقراطي د.جلال الدقير خارج ارض الوطن قرابة الثلاث أشهر التي مكثها فى لندن. غير ان مصدر مقرب من الرجل أكد على ان الدقير ذهب الى بريطانيا من اجل انجاز مهمتين أساسيتين الأولى هى إقناع الترويكا بالدفع بعملية الحوار الوطني الى الأمام بالإضافة الى استشفائه هناك، وربط المصدر وجود الدقير بلندن كحال مساعد أول الرئيس الحسن الميرغني فى أمريكا الذي كلف بمهام متعلقة بإذابة الجليد فى العلاقات السودانية الأمريكية، وأشار المصدر الى ان الاتحاديون من طباعهم عدم الجلبة والضوضاء كما يفعلها الأحزاب السياسية السودانية الأخرى ، واستدل فى حديثه لـ(ألوان) ان فكرة تكوين الجبهة الثورية نفسها كانت من بنات أفكار الاتحاديون كما ان الشريف صديق الهندي عمل على توحيد المعارضة السودانية فى الخارج مسلحة ومدينة عبر إعلان كمبالا فى وثيقة الفجر الجديد بحيث يسهل على الحكومة محاورة كيان موحد كما حدث فى التجمع الوطني الديمقراطي آنذاك والحركة الشعبية التي كانت منقسمة حيث ساهم الاتحاديون فى توحيد فصائلها لتدخل المفاوضات كجسم موحد، الأمر الذي أدى الى اتفاقية السلام مع الجنوب، ويرى مراقبون ان استطالة غياب الدقير عن البلاد والشؤون الحزبية هى التي ساهمت فى ان تكون هناك ارض خصبة لانطلاق الشائعات سيما وان الرجل لم يتدخل فى بعض الإشكالات المتعلقة بالحزب فى مشاركتها فى الجهاز التنفيذي، مما جعل الباب مفتوحاً أمام التكهنات بإهماله للحزب تلك الفترة ، غير ان مقربين ينظرون الى تلك المسوغات على أنها غير منطقية وان الحزب به مؤسسات أقرت المشاركة فى الانتخابات ومن ثم المشاركة فى الجهاز التنفيذي كما ان خارطة طريق المشاركة فى الجهاز التنفيذي كانت معده مسبقا قبل سفر الرجل إلا ان هناك تعديلات حدثت فى هذا الأمر دون التدخل من قبل الأمين العام كمفوض من قبل المكتب السياسي لاختيار ممثليه فى المشاركة فى الحكومة وهو ما خلق حالة من الإرباك داخل الحزب.
الوان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق