الراكوبة - الخرطوم
بصورة مفاجئة، غادر زعيم قبيلة المحاميد وقائد مليشيا الجنجويد موسى هلال الى العاصمة المصرية القاهرة مغاضباً، وذلك بعدما وصلت التفاهمات بينه وحزب البشير الى طريق مسدود.
وقالت مصادر مقربة من موسى هلال لـ (الراكوبة) إن قائد مليشيا الجنجويد وصل الى القاهرة برفقة القيادي في مجلس الصحوة الثوري هارون مديخير.
واكدت المصادر ان هلال لا ينتوي العودة الى السودان، وانه غادر الى الاراضي المصرية بعد تعثر التفاوض بينه والحكومة السودانية، وعقب تباطؤ حزب البشير في تنفيذ الاتفاق الذي تم التوصل اليه بينه وبين البروفيسر ابراهيم غندور نائب رئيس المؤتمر الوطني السابق.
واشارت المصادر الى ان الحكومة السودانية تنصلّت عن إلتزامها بدفع تكاليف إعاشة وإقامة (60) من قيادات مجلس الصحوة الثوري بقيادة موسى هلال، في فندنق "داندس" بالخرطوم، بعدما جاءوا لتنفيذ الاتفاق المبرم بين غندور وموسى هلال.
ولفتت المصادر الى ان موقف الحكومة بعدم دفع فاتورة إقامة وإعاشة (60) من قياديات مليشيا الجنجويد، اوجد حالة من التذمر في اوساطهم، الامر الذي ادى لرجوع بعضهم الى الميدان مغاضبين.
وطالبت المصادر المقربة من موسى هلال الحكومة السودانية بتنفيذ الاتفاق الذي تم بين غندور وهلال، حتى لا يضطر قادة مجلس الصحوة الثوري الى العودة للميدان، رافعين السلاح في وجه الحكومة السودانية.
وقطعت المصادر بان موسى هلال لن يعود من القاهرة ما لم يتم تنفيذ الاتفاق. ونوّهت الى ان قائد مليشيا الجنجويد اظهر حالة من الامتعاض والغضب تجاه موقف الحكومة السودانية وخاصة تجاهلها لتنفيذ الاتفاق، فضلا عن تنصلها عن دفع تكاليف اقامة وإعاشة قادة مليشيا الجنجويد الذين اتت بهم الى الخرطوم وقامت بإنزالهم في فندن "داندس".
وكان موسى هلال ونائب رئيس حزب البشير – وقتها – البروفيسور ابراهيم غندور قد اتفقا على بعض الشروط التفاهمات، مما ادى لعودة هلال الى الخرطوم بعد اكثر من عامين قضاها مغاضبا في مسقط رأسه بمنطقة مستريحة، بولاية شمال دارفور.
وكان حزب البشير قد اتفق مع موسى هلال على تنفيذ مطالبه باقالة والي شمال دارفور عثمان يوسف كبر، من منصبه، وهو ما حدث بالفعل. لكن يبدو ان هلال غير راضٍ عن تجاهل باقي البنود، ولا سيما عدم تكفل الحكومة بنفقة وميزانية استضافة قادة مليشيا الجنجويد الذين جاءت بهم الى فندق "داندس" بوسط الخرطوم.
لكن مراقبون تحدثوا لـ (الراكوبة) قللوا من خطوة مغادرة موسى هلال ووصفوا الرجل بانه مرابي، وانه يبيع مواقفه، فضلا عن انه في الاصل قاتل مرتزق، وسبق ان ساند الحكومة في حملة التطهير العرقي التي انتظمت بعض انحاء دارفور.
وقال المراقبون إن هلال يميل الى المناورة السياسية، وانه لا يملك القدرة على اتخاذ القرارات المفصلية، وخصوصا بعدما تخلت عنه الحكومة، واتجهت الى قائد مليشيا الدعم السريع المرتزق الآخر محمد حمدان دقلو الشهير بـ "حميدتي" وهو احد جنود هلال السابقين.
ورجّح المراقبون ان يكون هلال غاضب ايضا على تقريب الحكومة لـ "حميدتي" ورهانها عليه في عمليات الابادة والتطهير العرقي، الامر الذي اوجد حالة من الغيرة، ويتجلى ذلك في الهجوم الشرس الذي شنّه مجلس الصحوة الثوري بقيادة "هلال" على "حميدتي"، على خلفية الانتقادات الحارقة التي وجهها "حميدتي" الى مليشيا الجنجويد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق