القضارف : محمد سليمان
نشبت خلافات حادة بين ولايتي القضارف وكسلا، إثر قرار لمجلس الحكم اللا مركزي بأيلولة منطقة متنازع عليها بين القضارف ونهر النيل لصالح ولاية كسلا، وفور صدور القرار نشرت سلطات كسلا قواتها وموظفيها داخل أجزاء وقرى واسعة بالبطانة لم تكن محل نزاع، وأبلغ عضو مجلس محلية البطانة حسن علي "أب صرة" (التيار) أمس (الإثنين) بأنهم قد فوجئوا بمعتمد محلية نهر عطبرة "آدم كلول" برفقة قوات نظامية وموظفين بمحليته يطوف على قرى واسعة داخل البطانة ليس حولها نزاع شملت (شاور، ودبشارة، قيلي، الباهوقي، الصفية، الخياري، جاد الله، السادة، أجزاء من الصباغ) مما أدي إلى احتقان الأوضاع الأمنية في المنطقة حيث شرع مواطنو المنطقة في التصدي للحاكمين الجدد- حسب حسن- وأوضح معتمد البطانة بالقضارف عثمان محمد أحمد دج في تصريح خاص لـ (التيار) "أنهم فوجئوا يوم (الجمعة) الماضي أن سلطات محلية نهر عطبرة قد نشرت قواتها وخيامها في قرى (شاور، ووبشارة) داخل محلية البطانة، وحاول الأهالي التصدي لهم، وحرق الخيام لولا تدخل اللجان الشعبية والإدارة الأهلية التي أفلحت في امتصاص الغضب الشعبي"، وتابع المعتمد "ظللنا حتى الثانية من صباح اليوم التالي نعمل على تهدئة الأوضاع، ومنع الاحتكاكات بين المواطنين وسلطات كسلا، وعقدنا لجنة أمن طارئة، وأوصت اللجنة بمقابلة معتمد نهر عطبرة، ومطالبته بإخلاء هذه القرى- وبالفعل- وجدناه في المواقع لكنه رفض، ثم كانت توجيهات والي القضارف لنا بتهدئة الأوضاع ومنع أي احتكاكات إلى حين اتخاذ حكومة الولاية إجراءات لحل الأزمة"، ووصف معتمد البطانة تصرفات نظيره بولاية كسلا بغير المسؤولة، ونبه إلى أنها كادت تؤدي إلى انفلاتات أمنية لولا روح المسؤولية التي تحلت بها قيادات المنطقة، في وقت شهد مجلس شورى المؤتمر الوطني بالقضارف أمس مناقشات حادة حول الأزمة، ونقلت مصادر موثوق بها للصحيفة بأن القيادي بالوطني ووالي القضارف الأسبق كرم الله عباس الشيخ قد هدد بتنصلهم من الاتفاق السابق الذي تنازلت بموجبه القضارف عن محلية ود الحليو لصالح كسلا- منتصف التسعينيات- وسيطالبون بإعادة المنطقة إلى القضارف وفقاً لما كانت عليه، فيما قال والي القضارف: إنهم سيلجأوا إلى رئاسة الجمهورية، ولن يفرطوا في شبر من أراضي الولاية، بيد أن القيادي بالبطانة أب صرة اتهم وزير الحكم اللا مركزي فيصل إبراهيم بمحاباة كسلا بمنحها المنطقة المتنازع عليها بين ولايتي القضارف ونهر النيل دون مراعاة للتركيبة الاجتماعية والتأريخية والعرف السائد في المنطقة، وعزا أطماع حكومة كسلا إلى ظهور الذهب بكميات كبيرة في المنطقة.
التيار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق