الخميس، 10 سبتمبر 2015

الدكتور نافع علي نافع: “3-3” أنا والله لا أقترب من الرئيس ولا أبتعد منه عشان علي أو قوش


+ بالعودة لاتفاق عقار، أنت وقعت عليه والقيادة رفضته، ومع ذلك لم تحتج؟
– قدر الله أن المكتب القيادي يرى غير ما نرى، وأفتكر أن رأي الجماعة أفضل.

+ قلت إنك كنت على تشاور مع الداخل فكيف يرفض المكتب القيادي ذلك؟ فهل كانت ثمة مجموعة حرضت عليه؟
– حتى ولو في مجموعة زي دي، قناعتي أنها فعلت ذلك بقناعة أن الاتفاق ضار وعملت لوبي ضده، والمكتب القيادي بعد ذلك استجاب لهم.

+ كانت أيضاً هنالك معركة صحفية وهوجمت بضراوة من بعض الأقلام؟
– والله لا أتذكرهم.

+ الانتباهة والأهرام تحديداً؟
– طبعاً الانتباهة ضد أي اتفاق مع ناس الحركات، عقار وعرمان، وهي عندها هاجسها المبالغ فيه، وأنا لا أجردها بأنها رأت كما رأى آخرون أن الاتفاق بطال.

+ ألم تضايقك تلك الكتابات؟
– إذا كان النقد موضوعيا فلا أرى حرجاً في ذلك.

+ لو أتيحت لك الفرصة مجدداً فهل كنت ستوقع نفس الاتفاق؟
– الاتفاق وقتها وقعته وأنا مقتنع به، وهو أجندة اجتماع ما بالضرورة تفضي إلى اتفاق.

+ ألم تكن لك ملاحظات على اتفاقية نيفاشا التي وقعها علي عثمان؟
– اتفاقية نيفاشا لم تكن من عند علي عثمان ولا التيم المفاوض وأنا كنت جزءا منها.

+ أو تستطيع أن تنفي أن الاتفاقية جاءت من الخارج؟
– أي زول بقول إنو نيفاشا وقعت والمكتب القيادي لم يدر عنها شيئا لم يقل الحقيقة.

+ ألا تعتقد أنها سلمت الجنوب دون مقابل؟
– أبداً، ولكن تداعياتها بعد ذلك، ودعم العالم وصراع المتمردين على أنهم يأخدوا السودان كله أو ينفصلوا هو الذي أفشل السعي لتحقيق الوحدة.

+ ما الذي هدفت له نيفاشا بشكل أساسي؟
– هدفت إلى أن تنتقل بالحركة من حركة مسلحة إلى كيان سياسي يمكن أن يقدر الأمور بقدرها.

+ هنالك حديث بأن العلاقة بينك وعلي عثمان وقوش لا تحتمل وجودكم في معية الرئيس؟
– أنا والله لا أقترب من الرئيس ولا أبتعد منه عشان علي أو قوش، ولا أقترب من علي أو أبتعد منه عشان الرئيس أو قوش، ولا أقترب أو أبتعد من قوش عشان علي أو الرئيس..

+ كيف هي العلاقة بينكم الآن في معنى حفاوتها؟
– علاقة عادية، صحي علاقتي بالرئيس بحكم نشاطي في المؤتمر الوطني وعندي شغل أقوى من كليهما.

+ في رواية متداولة في الأسافير بمنعك من دخول القصر؟
– وماذا لو حدث ذلك؟ القصر في ناس يقومون بتأمينه وعندهم لستة بكل الداخلين، وهسه لو مشيت القصر ومنعوني من الدخول ممكن أرجع عادي وما شايف في حرج.

+ إذن لم تُمنع من الدخول؟
– جيت مرة واحدة داخل ببوابة صالة المطار، والجماعة لم يجدوا اسمي في القائمة وتحرجوا من أن يقولوا لي ذلك، فانسحبت لوحدي ولم يمنعوني من الدخول، والمرة التانية دخلت عادي وهم مشوا تحدثوا..

+ لماذا تطاردك العيون بهذه الكثافة والاهتمام، وهل عندك أعداء؟
– عداء شخصي ما شايف، لكن في ناس كتيرين جداً في القوى السياسية بيفتكروا إني كنت واحدة من مشاكلهم..

+ ماذا تعني بمشاكلهم؟
– بتقوية المؤتمر الوطني، وإضعاف أحزابهم، مواجهة لهم، ربما لأنهم يريدون استباحة المؤتمر الوطني والإنقاذ، عشان كده بحبوا يكيدوا، وبالتالي هو شغل رخيص ولا ألتفت له.

+ بالنسبة للحوار الوطني، هناك حديث عن دولة عميقة تعوق مسيرته؟
– يعني شنو دولة عميقة؟ ولا مقصود دولة مؤسسة؟ لازم تكون في دولة مؤسسة..

+ نفس ما حصل في مصر حيث سعت الدولة ونجحت في إفشال مرسي وإطاحته؟

– ديك معارضة عميقة، والآن الدولة ما ضد الحكومة، وهل يعقل أن يسعى المؤتمر الوطني وشركاؤه وتعرقله الخدمة المدنية مثلاً، أو القضاء والإعلام؟

+ إذن لماذا يمضي الحوار بهذا البطء الممل؟
– لسبب بسيط وهو أن الحوار في ناس غير راغبين فيه، ولن يدخلوه حتى ولو فرش لهم طريقه بالورود..

+ الصادق المهدي كان موجودا في الحوار الوطني وتعرض للاعتقال والانتقاد وهو سبب منطقي للخروج؟
– ما افتكر في إجراء غير مبرر تم ضد الصادق المهدي، ولا يزال المؤتمر الوطني والحكومة تسعى لأن يعود حزب الأمة لطاولة الحوار.

+ كأنه حوار إسلامي يسعى للوصول إلى صيغة شراكة تم الاتفاق عليها مسبقاً؟
– هسه الأحزاب السودانية الما عندها قاعدة إسلامية، ولا قابلة الحوار حول قضايا الإسلام ورافضة الشريعة كم؟ كلها أحزاب إسلامية، وبالتالي الحوار حول الوطن والشريعة لا يرفضه إلا الشيوعيون والبعثيون.

+ هل ممكن بالفهم دا إنو وحدة الإسلاميين تكون في مراحلها الأخيرة؟
– الناس الآن ما بتكلموا عن الوحدة بين الإسلاميين، وإنما بيتكلموا عن الوحدة بين الشعبي والوطني، ولا هم وحدهم الإسلاميون؟

+ ما المشكلة في أن يتوحد الإسلاميون؟
– الحديث عن وحدة الإسلاميين هو محاولات من التشويش والهلع من التيارات الفكرية المعارضة للإسلام، لكن الدعوة لتقارب الإسلاميين عامة دي دعوة حميدة وليس فيها حرج، والغريبة هم بيتكلموا عن تحالف إسلاميين وهم متحالفين ضدك ويسمونه التحالف الوطني..

+ ما الذي جر المهدي للتنسيق مع الجبهة الثورية وهو الذي ظل ينادي بالجهاد المدني؟
– أفتكر أنها احباطاتات عابرة، والسيد الصادق ممكن يرجع للحوار، والتكتلات البيعمل فيها دي نوع من الضغوط وليست قناعات راسخة، ولا أعتقد أنه غير رأيه بأن هذه مجموعات عسكرية عنصرية علمانية ليست أقرب له مننا نحن..

+ هل تعتقد أن هنالك مؤامرة دولية تحاك ضد السودان؟
– طبعاً في قوة طاغية باغية في العالم كله بتضغط أي جهة لمصلحتها، وتحاول أن تستعمر أفريقيا كلها استعمار حديث، ورافضة تواصل أفريقيا مع الشرق ولذلك تتآمر عليهم..

+ لماذا انقلب مجلس السلم والأمن الأفريقي على هذا النحو المفاجئ ضد السودان؟
– في اعتقادي أن التغيير ليس تغييراً جذرياً في موقفه نحو السودان ولا تآمروا على السودان..

+ ما هو سبب التغيير برأيك؟
– ربما هو نقص في المعلومات، وربما للإصرار على أداء العمل بصورة معينة، وهي مسألة عابرة.

+ هل ممكن المؤتمر التحضيري يقام بالخارج؟
– ليس بالضرورة أن ينتقل بالخارج حتى يكون هناك تفاهم..

+ لكن مافي خيارات على ما يبدو الحال؟
– الخيارات أصلا ما في زول بيقدر يقفلها، وكونو تتقارب وجهات النظر ما أفتكر شيء مستحيل.

+ ما الذي يقوم به مجلس الأحزاب الأفريقي في الظاهر والباطن بخصوص الأزمة الأخيرة؟
– نحن أدوارنا كلها ظاهرة..

+ هنالك فكرة مركزية يقوم عليها المجلس؟
– نعم، ما يتفق عليه بين الأحزاب الأفريقية نحو مصالح أفريقيا، وما يتفق عليه لاستكمال التحرر الأفريقي من التبعية، وهي أكبر بكثير من الأيديولوجيا والخلافات السياسية، وهي تهم أهل الوطن المعين، لكن في القضايا العامة والمشتركة حول العلاقات الخارجية والتنمية وإصلاح المنظمات الدولية لا خلاف.

+ لكن الدولة فيها صراع وعدم استقرار وتتمزق من الداخل فكيف تتفق على قضايا خارجية؟
– دي التحديات المفترض أن نقابلها وهناك وعي من يريدون أن تكون أفريقيا ضعيفة وهامدة.

+ بصراحة من الذي يصرف على مجلس الأحزاب الأفريقية وهو يقوم بكل هذا النشاط؟
– السكرتارية هنا مصروفاتها محدودة جداً، لأنها أغلبها من متبرعين.

+ كيف يتم الصرف على المؤتمرات والسفر؟
– نحن صرفنا الرئيسي بنكلف بيه الحزب المعني، يعني مثلاً نحن عملنا مؤتمر تكوين جناح الشباب في إنجمينا والممثلين كلهم تكلفتهم على الأحزاب، والدولة المضيفة بتوفر فقط الإقامة والترحيل الداخلي..

+ هل حدث نفس الشيء في تكوين جناح المرأة بالخرطوم؟
– نعم نفس الشيء، وكل النساء جئن على تكلفة أحزابهن.

+ هل هنالك أزمة ميزانية للمجلس؟
– دون شك في أزمة والعمل السياسي يحتاج قروش، ونحن عندنا اشتراكات محددة وبلائحة مجازة من اللجنة التنفيذية، أن تدفع الأحزاب الميسورة عشرة آلاف دولار في السنة والأحزاب دون ذلك ثلاثة آلاف.

+ لماذا يا دكتور يتواصل المجلس فقط مع الأحزاب الأفريقية الحاكمة وهي طابعها شمولي ومخالف لجوهر عمل المجلس في ترسيخ الديمقراطية؟
– المجلس دا ليس للأحزاب الحاكمة، وفيه الأول والثاني في برلمان أي دولة..

+ الأول والثاني في برلمان أي دولة أفريقية هو الحزب الحاكم؟
– أبداً، هنالك أحزاب معارضة داخل البرلمان شرسة جداً في كثير من البلد، ونحن لا يعنينا ذلك، ولو جرت الانتخابات في أي دولة أفريقية وحزب في المرتبة الثانية خرج ليدخل الثالث بشكل تلقائي، ولكن بالضرورة لو قلت الحزبين الأكثر تمثيلاً في البرلمان الحزب الحاكم بكون واحد فيهم..

+ متى يبوح دكتور نافع بأسراره؟
– النصيحة لله ما عندي أسرار..

+ كنت موجودا في أخطر المواقع خلال عقدين من الزمان؟
– أعتقد أن أي معلومة حصلت عليها من موقع تنفيذي في الحكومة أو في الدولة ليست ملكاً لي ولا أرى فائدة أن أبوح بها..

+ معنى هذا أنك لن تكتب مذكراتك؟
– لن أكتبها بإذن الله.

+ ما الذي تتوقع أن يحدث في الأيام القليلة القادمة على مستوى السودان؟
– يحصل كل خير إن شاء الله، وأعتقد أنه بعد الذي نراه في العالم من تحولات ودول كبيرة مستعدة تتعامل معنا، وفك الإضعاف والهيمنة على المؤسسات الدولية، دي كلها مبشرات.

+ على المستوى الشخصي لماذا تخطط؟
– أخطط لأن أكون سياسيا فاعلا وأعمل لأيسر رزقي الشخصي.

+ ألا تفكر أن تصبح رئيساً للجمهورية؟
– والله أفكر في الموت ما أفكر أصبح رئيسا، وأدعو الله ليل نهار ما اتخت في رأس آخرين.

+ لماذا؟
– دي شقاوة، ونحن خلاص أدينا دورنا وأنا مقتنع بالتغيير وأفضل يجوا ناس لياقتهم الجسمية أكبر وعندهم خبرة فريش (fresh)، وما ممكن ندور كده ليوم القيامة، نخلي ناس تانين يشتغلوا..

+ رسالة أخيرة؟
– لا زلت أفتكر أن الإعلام قوة فاعلة في التحول المجتمعي، ولسه لم يلعب هذا الدور بالشكل المطلوب في التغيير وقضايا الوطن.

اليوم التالي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق