كشفت جلسة المحكمة العليا في بريتوريا بجنوب أفريقيا ، أمس ، ان عمر البشير هرب من جنوب افريقيا مُخفياً اسمه وجواز سفره ضمن ركاب الطائرة التي أقلته عائداً إلى الخرطوم عبر مطار (ووتركلوف) العسكري بجوهانسبيرج.
وأكدت مجموعة من الوثائق التي قدمتها حكومة جنوب افريقيا في المحكمة لتوضيح موقفها من قضية هروب عمر البشير ، ان الوفد المرافق له أخفى اسمه ولم يقم بوضعه ضمن سجلات المغادرين في المطار حسبما تقتضي المعاملات الرسمية بين البلدان ، رغم وجود مندوب عن المراسم في البلاد بصحبة وفد السودان.
كما أكدت الوثائق انه جرى تعميم أوامر المحكمة بمنع مغادرة عمر البشير على (72) من المطارات والموانئ بجنوب افريقيا ، وأوضحت ان إسم عمر البشير مسجل في سجلات الجوازات ضمن القادمين في صباح (14) يونيو فيما لم يظهر اسمه ضمن المغادرين يوم (15) يونيو .
وتؤكد الوثائق في قصة هروب البشير المثيرة والمذلة ، ان الوفد المرافق له طلب تغيير مكان طائرته من المطار الذي وصل منه البلاد وهو مطار (أوليفر تامبو) الدولي – مطار مدني- إلى مطار عسكري لاسباب أمنية وللتزود بالوقود – حسب قولهم .
وقال مسئول شئون الرئاسة في جنوب أفريقيا ماكسيليني أبليني لدي مثوله أمام المحكمة : ان نتائج التحقيقات التي قامت بها الاجهزة الحكومية المختصة بحسب أوامر المحكمة ، أثبتت ان عمر البشير غادر جنوب افريقيا عبر مطار (ووتركلوف) العسكري في تمام الساعة (11.55) يوم 15 يونيو عبر الطائرة السودانية (سودان 01) دون الحصول علي تأشيرة خروج من البلاد.
وأضاف : ( لم يكن جواز عمر البشير ضمن الجوازات التي قدمت لوحدة الجوازات في المطار) ، مشيراً إلى انه تسلم بالفعل من كافة معابر دخول ومغادرة البلاد الـ (72) تأكيداً رسمياً بتلقيهم صورة من قرار المحكمة بعدم السماح لعمر البشير من مغادرة جنوب افريقيا .
وقال : ( لقد توصل التقرير ان عمر البشير قد تم تهريبه إلى داخل الطائرة السودانية (سودان 01) في مطار قاعدة ووتركلوف العسكرية).
واوضح المسئول ان وزارة العلاقات والتعاون الدولي والشرطة والأجهزة الأمنية المختصة كانت تعلم بتحركات الوفد السوداني بحكم مسؤوليتها عن إجراءات المراسم والترتيبات الأمنية للوفد السوداني ضمن الترتيبات العامة المعتادة لكافة الوفود الرسمية الأجنبية التي تزور البلاد.
وأضاف ، ان إجراءات المغادرة في مطار (ووتركلوف) العسكري مختلفة عن غيره من المطارات لانه مطار عسكري ويقع تحت مسئولية وزارة الدفاع في جنوب أفريقا ، مضيفاً بانه لا توجد وحدة جوازات ثابته في المطار العسكري لكن وزارة الدفاع دائماً ما تخطر هيئة الجوزات لانها المسئولة عن إجراءات مغادرة كافة المسافرين من جنوب افريقيا بما في ذلك المسئولين والوفود الرسمية الاجنبية والرؤساء.
وأكد مسئول شئون الرئاسة في شهادته أمام المحكمة ، ان الاجراءات المعتادة في المطار لا تعفي المغادرين من الرؤساء من ضرورة الحصول علي تأشيرة المغادرة الروتينية ، مضيفاً ، ان ( ما يتم عادة هو ان تأتي وحدة من الجوازات لاستكمال إجراءات السفر عبر هذا المطار ، وهذا ما تم مع بقية أفراد الوفد السوداني).
وأوضح بان الإستثناء الوحيد الذي يتم عبر هذا المطار هو عدم ضرورة مثول المسئولين الرسميين بانفسهم أمام ضباط الجوازات للحصول علي التأشيرة ، انما ينوب عنهم أفراد من الوفد المرافق بجانب المسئول عن المراسم في وزارة التعاون الدولي في البلاد : ( انه في حالة مغادرة أو قدوم الوفود الرسمية فان الأمر لا يتطلب مثول الأفراد حاملي جوازات السفر بانفسهم ونكتفي بأحد الافراد من الوفد الاجنبي إلى جانب مسئول المراسم).
وأكد ان مسؤولين في الوفد السوداني المرافق لعمر البشير تعمدوا عدم تقديم قائمة بالمغادرين علي متن الطائرة لضابط الجوازات بل قدموا جوازات جميع المغادرين دون تقديم اسم عمر البشير أو جواز سفره : ( لم يقدموا قائمة بأسماء المسافرين علي متن الطائرة الي ضابط الجوازات ، فقط قدموا جوازات المغادرين).
وقال للمحكمة : ( أؤكد ان ضابط الجوازات المسئول في المطار وكافة الاجهزة المعنية كانوا علي علم بالاوامر التي صدرت بعدم السماح لعمر البشير بالمغادرة ، ولكن ولأن وفد عمر البشير لم يقدموا جواز سفره مع جوازات المغادرين لم تكن هناك عقبة وبالتالي مرّت الإجراءات بصورة عادية حيث سمح للطائرة بالاقلاع من المطار ).
وأضاف ان قواعد البيانات في مطار (ووتركلوف) العسكري ، أكدت ان الطائرة السودانية كانت تقل واحد وخمسين شخصا بينهم (39) من مرافقي عمر البشير ، إضافة لـ (12) هم طاقم الطائرة – وأرفق ممثل حكومة جنوب أفريقيا في الوثائق التي قدمتها حكومته للمحكمة ، صورة من قائمة المسافرين التي قدمها الوفد السوداني لجوازات المطار أظهرت عدم وجود اسم عمر البشير !
حرياتاضغط لقراءة الوثائق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق