@ من المؤكد أن نظام الانقاذ بدأ في مرحلة العد التنازلي بعد اصطدامه بالواقع السياسي الداخلي المعقد ، فشله إقتصاديا نقل البلاد الي تجربة النمور الاسيوية خلال ربع قرن من الحكم المطلق ، فشل سياسيا و هو يخادع نفسه بحوار البحث عن الإستقرار السياسي وهو يتعمد يتجاهل القوي المعارضة التأريخية ويضيق عليها معتمدا علي معارضة متوالية مدجنة و مصنوعة مثل صنم العجوة أدمن (لحسها) قبل أن يتهددها الأكل لتبقي لينة مطيعة .اصبحت البلاد في حالة انهيار داخلي و أما خارجيا زادت (الدبرسة) والشعور بالتوحد خاصة بعد ما حدث للرئيس في جنوب افريقيا و تأثيراتها كل هذه العوامل مشتركة (جابت رأس) النظام بضرورة احداث تغيير ولكن ليس بطريقة سِكة غير اللاعب.
@ قوة رأس النظام والقائمين عليه (راكبين راسهم ) وهم يحكمون البلاد بطريقة لا علاقة لها بنظم الحكم المختلفة والمتعارف عليه وسط شعوب العالم . كان علي النظام أن يستفد من رصيد المثل و الاخلاق السودانية الاصيلة و يعترف بفشله وحتما سيجد الجميع يهرعون لدفن سوآته والصفح عنه بعد أن تسترد الحقوق كاملة والسودانيون متسامحون بطبعهم ،طبقوا تجربة العدالة الانتقالية قبل جنوب أفريقيا و المغرب في حسم الصراعات والأحداث القبلية تحت ظلال الاشجار. أزمة حكم الانقاذ لن تحل عبر حوار الطرشان و آلية 7 ×2 لأنها تخدم مصالح النظام الذي يريد أن يواصل في حكمه دون محاسبة عبر فريق متوالي لن يسأل عن (تِلت التلاتة كم) لأنهم خصيان بلاط سياسة الانقاذ ولن ينجح حوار لا يسبقه إعتراف بالفشل .
@ ما يقوم به هذه الايام اتحاد طلاب الحزب الحاكم من لقاءات افطار رمضانية مع الفاعلين في الحكم لم يتم هكذا من بنات أفكار قيادات الطلاب وهم يقومون بذلك بعد أن (كسرت عينهم) بالعربات التي منحت لهم وقبلوها بتهافت وسط استنكار ورفض كل فئات المجتمع السوداني التي تبحث عن المياه في كل الاحياء السكنية وسعر برميل الماء بلغ 100 جنيه . قيادة اتحاد الطلاب تتحرك وفق آلية و موافقة الحكومة لخلق ثغرة بغية الوصول الي أرضية مشتركة تحمل تنازلات واتفاقيات تتم علي صعيد آخر وراء الكواليس بدون هؤلاء الطلاب الذين يؤدون دور محدد حسب سيناريو متفق حوله بدأ بزيارة دكتور نافع وعلي عثمان طه و أخيرا عراب الانقاذ شيخ حسن الترابي الذي استطاع ان يستفد من حديث تلاميذه .
@ في اللقاء الاول الذي كان مع دكتور نافع وبطريقته التي ابعدته من المسرح السياسي لم يك حكيما في تشريح الوضع ليصب هجومه علي المعارضة وينعتها بمختلف قواميس السب في الشهر الفضيل حاول استمالة الطلاب ناحيته للاعتراف بما جاء به . اما الاستاذ علي عثمان طه استغل اللقاء ليطالب الذين فشلوا بالتقاعد عن ممارسة السياسة في اشارة لماحة ليست لدكتور نافع كما يتبادر للذهن ولكنها تتعداه الي استاذه شيخ الترابي الذي فهم الرسالة ليبدو في حديثه متزنا متماسكا بحكمة الشيوخ مطالبا بوحدة الحركة الاسلامية التي تم حلها بموافقته وعلمه بعد وصوله الي الحكم . الترابي نجح في مغازلة احلام أهل قبلة الاسلام السياسي بضرورة الوحدة قبل رمضان المقبل .
@ وحدة الاسلاميين السودانيين والتي تشمل فقط تيار الموتمرين الوطني و الشعبي فقط وهما دائما ما يحتكرون صفة الاسلامي وهو تيار الاسلام السياسي الحاكم . الانقسامات التي تحدث في الاحزاب العقائدية تاريخيا لا يحدث فيها اصطفاف و تراجع لانها قائمة علي مصالح فكرية ومادية فهي علي العكس تقبل مزيد من الانقسامات (تيار غازي و تيارالخال الرئاسي ) وشيخ الترابي يدرك هذه الحقيقة ولكنه اطلق شعاره ليحرج تلامذته الذين قلبوا له ظهر المجن والجميع في الحركة الاسلامية خاصة وسط الشعبيين يعلمون مدي الألم الذي يحسه الترابي من تلامذته وهو ألم لا يغتفر والذين يعرفون الشيخ الذي أصبح طائفي هو الآخر فهو مثل الجمل لا ينس الضغينة كما ألمح بذلك في لقاءات سابقة و إطلاق بالون وحدة الاسلاميين الذي يروج له السذج هي آخر محاولة للشيخ للانتقام من تلاميذه وهي أمنيته قبل أن يرحل الي الدار الآخرة . وأخيرا .. تتوحد الامة العربية ولن تتوحد قبيلة الاسلام السياسي حتي ولو بعد آلاف الرمضانات .
يا كمال النقر .. هذا صراع قبيلة الاسلام السياس والانتهازيون يتفرجون في انتظار الغالب !!
حسن وراق
hasanwaraga@hotmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق