تيسير حسن إدريس
الحرية للأستاذ المناضل الصحفي وليد الحسين
المبتدأ:
( يا غريب الدار
إنها أقدار
كل ما في الكون مقدار وأيام له
إلا الهوى
ما يومه يوم...ولا مقداره مقدار
لم نجد فيما قطار العمر
يدنو من بقايا الدرب من ضوء على شيء
وقد ضج الأسى أسرار).
والخبر:
(1)
الأستاذ الصحفي وليد الحسين من الشخصيات الواعدة والمحترمة التي ظهرت بقوة في ساحة الإعلام الإلكتروني؛ وقد حاز في فترة وجيزة احترام الشارع السوداني ونال حب الكثيرين بسبب انحيازه للحق وقضايا شعبه الذي أنهك وضاعت مقدراته وثرواته في ظل نظام باغ لم يراع في أهله ذمة ولا دين؛ لقد شهد السودان في ظل هذا العهد أكبر عملية هجرة جماعية لمواطنيه؛ طالت كل الشرائح الاجتماعية من أدنى الهرم الاجتماعي إلى قمته؛ كثير من هؤلاء لم تكن مغادرتهم الوطن؛ بحثا عن أبواب رزق وحسب؛ ولكن أيضا بحثا عن أمان قد فقد وحل محله الفزع الأكبر من معتقلات وبيوت أشباح وتشريد وقطع أرزاق وحروب أهلية اجتاحت ربوع البلاد أهلكت النسل والزرع وزرعت الفرقة والمحن والفتن في مجتمع كان مضرب الأمثال في التكافل والتراحم.
(2)
حيال هذا الوضع الشاذ لم يكن أمام الكثير من الشباب خيار سوى حمل عصا الترحال والمغادرة نحو المنافي القصية ودول الاغتراب ومن ضمن هذا النفر كانت نفرة الأستاذ وليد الحسين ومئات الآلاف غيره إلى المملكة العربية السعودية أرض الحرمين الشريفين؛ ضيوف عاملين بكد وإخلاص في ظل سلطة عادلة وشعب مضياف كريم؛ بيد أن النظام السوداني الذي ضيق سبل العيش والرزق الحلال على أبنائه في أوطانهم وتخلى عن مسؤولياته تجاه شعبه؛ لم يعجبه أن يراهم في المنافي والغربة على أوجاعها ينعمون بالاستقرار وشيئا من راحة البال وكأن بينه وبين بني جلدته ثأر!!؛ فظل يلاحق من فر بجلده بالمكايد وتمتد يد قواه الأمنية حتى إلى من أختار جمر الاغتراب اتقاء لشره ليفسد عليه حياته أيضا؛ حتى بات المواطن السوداني من فرط حيرته لا يأمن له مستقر ولا يدري إلى أين المفر!!.
(3)
هال الجميع خبر اعتقال الأستاذ وليد؛ بيد أن الجميع أيضا لم يخف عليه؛ حقيقة الأمر فبصمة النظام السوداني لم يعد بينها وبين المواطن المكتوي بنارها حاجب؛ بيد أن شعب السودان يعلم الحكمة والرشد اللذان تتحل بهما قيادة المملكة العربية السعودية؛ لم ينسى؛ انحيازها وعونها الدائم له في الكوارث والملمات؛ كيف ينسى وهو من رأي بأم عينه كيف أن المملكة العربية السعودية قد ميزت بين موقفه كشعب مسالم يرفض الظلم والعدوان وموقف هذا النظام الذي وقف مناصرا لصدام حسين في احتلاله لأرض الكويت الشقيق.
(4)
لقد اتسمت سياسة المملكة العربية السعودية دائما باتزان الموقف ووضوح الهدف، وتجلى ذلك في علاقاتها العربية والإقليمية والدولية، التي تتجاوز الحكومات وتقلبات السياسة دعما غير مشروط للشعوب دون أن يشوب هذا الدعم الكريم منًّا أو أذى؛ فنالت بهذا حب واحترام الجميع؛ كيف لا وقد ظلت مواقفها وسياساتها على الدوام تعبر عن قيم العدل والخير والسلام؛ وترفض العنف وأي ممارسات تهدد الأمن الشخصي والعام أو تكرس الظلم والطغيان، وهي الدولة المبادرة قبل غيرها لإدانة ورفض الإرهاب بكافة أشكاله وأساليبه، ملتزمة في ذلك قواعد القانون الدولي والمعاهدات والمواثيق الدولية؛ لهذا فشعب السودان مطمئنا على سلامة الأستاذ وليد الحسين لأنه بين أيدي أمينة عادلة لا يظلم في جوارها برئ؛ وهو على ثقة تامة من أن الأستاذ وليد الحسين سيطلق سراحه ليعود لحضن أسرته وعمله معززا مكرما (فأنتم كُرَماءُ ووليد الحسين يستحق).
** الديمقراطية قادمة وراشدة لا محال ولو كره المنافقون.
تيسير حسن إدريس 05/09/2015
tai2008idris@gmail.comالراكوبة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق