لندن ـ «القدس العربي» ـ من علي الصالح:
رفع العلم الفلسطيني أمس الأربعاء للمرة الأولى في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، في حدث ينطوي على رمزية عالية، فيما أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن الجانب الفلسطيني يتحلل من جميع الاتفاقات مع إسرائيل.
وقد ارتفع العلم الفلسطيني بألوانه الأحمر والأسود والأبيض والأخضر عند مدخل المؤسسة الدولية، الى جانب إعلام الدول الـ193 الأعضاء في الأمم المتحدة وعلم الفاتيكان الذي يتمتع على غرار فلسطين بوضع الدولة غير العضو.
وحضر حفل رفع العلم مئات الأشخاص في طليعتهم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ووزراء خارجية العشرات من الدول العربية والإسلامية والغربية.
وقبل دقائق من رفع العلم، فجّر الرئيس الفلسطيني في خطابه المطول أمام الدورة الـ 70 للجمعية العامة أمس «قنبلته» التي وعد بها في حوار أجرته معه «القدس العربي»، قبل عشرة أيام. وأعلن الرئيس عباس وسط تصفيق الحاضرين، أن الجانب الفلسطيني يتحلل من جميع الاتفاقات بما فيها العسكرية والأمنية. ودعا إسرائيل إلى تحمل مسؤولياتها واستحقاقاتها كسلطة احتلال، لأن الوضع القائم لا يمكن استمراره.
واتهم الرئيس عباس في خطابه الذي اتسم بالعاطفية، إسرائيل بتدمير كل الأسس التي قامت عليها جميع الاتفاقات، وجعلت الوضع غير قابل للاستمرار «وهي بذلك لم تترك لنا خيارا ولن نبقى الوحيدين الملتزمين بهذه الاتفاقات».
وأوضح أن الجانب الفلسطيني سيبدأ بتنفيذ هذا الإعلان بالطرق والوسائل السلمية والقانونية. واستطرد «فإما أن تكون السلطة الوطنية الفلسطينية ناقلة للشعب الفلسطيني من الاحتلال إلى الاستقلال، وإما أن تتحمل إسرائيل سلطة الاحتلال، مسؤولياتها كافة».
وذكّر أبو مازن مجلس الأمن الدولي بقرار تقسيم فلسطين إلى دولتين إسرائيلية وفلسطينية. وقال إن الشق الأول نفذ بقيام إسرائيل ولا يزال الشق الثاني ينتظر التنفيذ، داعيا الدول الأعضاء إلى دراسة القرارات السابقة. كما دعا جميع الدول التي تتحدث عن خيار حل الدولتين أن تعترف بالدولتين، وليس بدولة واحدة فقط. وأضاف «لم يعد من المفيد تضييع الوقت في المفاوضات من أجل المفاوضات». واستطرد أن «المطلوب إيجاد مظلة دولية تشرف على إنهاء هذا الاحتلال وفق قرارات الشرعية الدولية، ولحين ذلك فإنني أطالب الأمم المتحدة بتوفير حماية دولية للشعب الفلسطيني وفقا للقانون الإنساني الدولي».
وتطرق الرئيس عباس إلى ما تشهده مدينة القدس المحتلة والمقدسات الإسلامية والمسيحية من اعتداءات وانتهاكات يومية على أيدي سلطات الاحتلال وقنواتها ومستوطنيها ومحاولات تقسيمه زمانيا ومكانيا. وقال لن نسمح بتمرير المخططات العدوانية على المسجد الأقصى. وجئت إلى هنا لأدق جرس الخطر لما يحدث في الأقصى» حيث تسعى إسرائيل إلى تحويلها الى حرب دينية».
ولم ينس أبو مازن قضية اللاجئين، ودعا إلى حلها وفق القرار 194 ومبادرة السلام الغربية.
وتحدث الرئيس عباس على نحو درامي عن مجازر العصابات الإسرائيلية، بما فيها حرق عائلة الدوابشة في نابلس ومحمد أبو خضير في القدس، وحتى مجزرة دير ياسين.
وبعد دقائق من انتهاء عباس من خطابه، انتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الرئيس الفلسطيني. وجاء في بيان أصدره مكتب نتنياهو أن «كلمة أبو مازن مخادعة وتشجع على التحريض والتدمير في الشرق الأوسط.»
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق