بدا رئيس حزب الأمة القومي “الصادق المهدي” متفائلاً من بلوغ الحوار الوطني السوداني غاياته المنشودة. وقال “المهدي” في حديث لبرنامج (أوراق) الجديد لقناة الخرطوم الفضائية، إن أهل السودان حاكمين ومعارضين تمثلوا الروح السودانية السمحة المتسامحة، الجانحة للعفو والتراضي، وهذا ما يجعل تجاوز عقبات الحوار ممكناً.
وفصل “المهدي” خارطة طريق عودته لأرض الوطن، ونفى ما يشيعه الناس من تردد ينتابه تخوفاً من الاعتقال، ساخراً من ذلك بقوله (الحوت ما بخوفوه بالغرق). وتحدث عن ثلاث مسائل ترتبط بها عودته، أولها مؤتمر طرح نداء استنهاض الأمة العربية الإسلامية، وثانيها مؤتمر مدريد لتناول قضايا المنطقة، والدور الدولي في تأجيج الأزمات، والدور الدولي المنشود في احتوائها، وهذان تم إنجازهما، والثالث لقاء جامع لقوى المعارضة. وأبان أن هذا اللقاء تحدد له التاسع والعاشر من شهر نوفمبر الجاري في العاصمة الفرنسية “باريس”، يشارك فيه مع كل قادة الجبهة الثورية. وجدد “المهدي” تقليله من شأن خلافات قادة الثورية التي وصفها بأنها خلافات تنظيمية لن تؤثر على جوهر القضية، التي بنيت على حتمية حل قضايا الحكم في السودان عبر الحوار. وأكد “المهدي” رفضه القاطع لأية محاولة لتغيير النظام بالقوة. وقال إن العنف سيولد عنفاً مضاداً، يدخل البلاد في متاهات لا تحتمل. وأضاف “المهدي” أنه بعد اللقاء الجامع لقوى المعارضة في “باريس”، سيلتقون مع ممثلي الحكومة، والمتحالفين معها، في العاصمة الإثيوبية “أديس أبابا”. وتوقع لذلك منتصف هذا الشهر، لوضع ملامح المرحلة الأخيرة للحوار. ودعا السيد “الصادق” الحكومة لعدم الحذر والتخوف من ملتقى “أديس”، ولا من بعض قوى الداخل الذين يدعوهم الوسيط الأفريقي “ثابو أمبيكي”، ذلك أن هذا الملتقى خاتمته داخل أرض الوطن.
وجدد “المهدي” دعوته للرئيس المصري “عبد الفتاح السيسي”، لتجنب إعدام قادة الإخوان المسلمين، وناشده إعلان عفو يشكل أرضية لحوار مطلوب في مصر. وتوقع “المهدي” أن تتجاوز مصر هذه المرحلة بسلام، وتعود قائدة ورائدة، كما دعا فرقاء دولة جنوب السودان، لحل خلافاتهم، بما يحقق استقرار دولتهم الوليدة.
المجهر السياسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق