حفلات الزفاف …تنوعت وتشعبت ..وصارت الصالات حافلة بكل جديد ومبتكر …اصبحت هناك سيناريوهات ..ومشاهد يتم التدرب عليها …متى تدخل العروس؟ ومتى يرقص العريس ؟… صار حفل الزفاف عبارة عن مسرحية صغيرة..فقط نعرف فيها اسماء الابطال ..أقصد العرسان ..رغم كل التحفظات على المستحدث في يوم الزفاف …الا انني سأظل ممتنة لمن ادخل فكرة اكل العرسان (التورتة ) وشرب العصير أيا كان نوعه…ليه ؟؟ دع الذاكرة عندي ترجع الى الوراء ..القرن الماضي ..يوم زواجي الميمون ..كانت الساعة حوالي الثالثة ظهرا ..وكنت في بيت خالتي ومعي صديقاتي (الوزيرات )..عندما احضرت (صينية الغداء ) ..كان قرار خالتي صارما وواضحا ..(ناهد ..ما تاكلي ..اشربي عصير برتكان ..العروس لازم تكون خفيفة ..بطنها ما مليانة )…من اين اتت بتلك النظرية ؟؟ ..ايدتها صديقاتي ..وجلست انظر اليهن وهن يلتهمن الاكل …اعتقد انني في تلك اللحظة لم اكن جائعة ..فلم أتوقف كثيرا عند تلك النقطة ..ولكني بعد اكتمال لبس فستان الزفاف ..وانا في انتظار مجئ العريس ..بدأت احس بالجوع ..في تلك اللحظة تذكرت انني لم اكل شيئا منذ الصباح ..قلت في نفسي ..تماسكي وتجلدي يا بت ..ليلة وتعدي ..ولكن الجوع كافر ..بدأت معدتي تقرصني ..واصبت بالجمود طوال الطريق الى النادي …وهناك ما ان جلست على الكرسي (الايام ديك كانت كراسي ..ولم تكن كوشة بالملايين )..قلت لذلك الذي لم يمض على زواجه بي الا ساعات قلائل ..همست له في اذنه بهذه العبارة (انا جعاااااااانة)..نظر الى عيني فترة ..ثم انفجر ضاحكا …وقال من بين ضحكاته (انا طول عمري كنت كل ما امشي عرس اشوف العروس بتقول للعريس حاجة في اضانه ..وهو يبتسم ..وكنت افكر في كل العبارات الرومانسية …الا غايتو عبارة انا جعانة دي ..ما خطرت على بالي )..ولكنه رغم ذلك تعاطف مع حالتي ..واشار الى نادية اختي ..وهمس لها عندما اقتربت (ناهد دي قالت جعانة ..جيبي ليها سندوتش اي حاجة )..ما كان منها الا ان خبطت يدا بيد وقالت بحدة (اخر الزمن ..كمان جاء زمن العروس البتاكل في الكوشة ..) ثم نظرت الي بحدة (اصبري ..دا كلام شنو دا )..وطبعا لم يكن بوسعي فعل شئ …وانقضت الحفلة ..وانا اتضور جوعا ..وزوجي يتحسر قائلا وهو ينظر الى جموع الشعب التي تلتهم العشاء (يعني اعشي الناس ديل كلهم علي حسابي ..ومرتي ما اقدر اديها صحن عشاء)…
حكينا هذه القصة لنقول ان ليس كل مستحدث ..بدعة ضارة ..وان هناك من اضافوا شيئا جميلا ومفيدا في حياتنا ..يجب ان نثني عليهم ونقدم لهم ايات الشكر والعرفان ..مثل مخترع حلة البريستو ..و مفراكة الكهرباء ..وكذلك اول من اتى بفكرة ان تأكل العروس من التورتة وتشرب عصير احمر كدا ما عارفاهو فراولة ولا كركدي …وبعد ذلك.. ان رأيتم العروس تميل على اذن العريس لتهمس له شيئا ..فتاكدوا انها (طفاسة ) منها سااااي….وفي نهاية المقال ..اود ان اطمئنكم انني ورغم حالة الجوع تلك ..فانني لا زلت أذكر يوم زواجي بخير ..وكذلك اذكر انني عندما دخلت كان الفنان يغني (حققنا احلامنا ..وكل عاشق عقبى له ).
د. ناهد قرناص
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق