الأربعاء، 30 مارس 2016

جقلبة الإسلاميين



* بدأت جقلبة الإسلاميين بشقيهم الوطني والشعبي إثر إعلان قناة الجزيرة بثها لحوار مع الراحل الدكتور حسن عبدالله الترابي.
* والذي أثار الهلع والجزع في أوساط الإسلاميين، إعلان القناة أن هذا الحوار وبطلب شيخ حسن نفسه أن يبث عقب وفاته ما يؤكد أن الحوار يحوي من الأسرار الكثير وسيكون له ما بعده.

* جقلبة الإسلاميين التي أعنيها متمثلة في تصريح الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي( كمال عمر)بأنهم سيعملون المستحيل للحيلولة دون بث قناة الجزيرة للحوار.

* تصريح غير موفق كالعادة لكمال عمر، ويؤكد أن رأس السوط سيصل الجميع بما فيهم كمال نفسه، ولن يستطيع كمال أن يقنعنا أن تخوفه ناتج عن حب حقيقي للمؤتمر الشعبي أو لشيخه عليه الرحمة.

* شيخ حسن الشخصية الأكثر جدلاً في الساحة السياسية السودانية، دخل في صراع فكري وسياسي طويل مع تلاميذه الذين وثق فيهم وائتمنهم على قيادة البلاد عقب انقلاب 89 الشهير، إلا أن المتغيرات التي حدثت بعد ذلك والتي نتجت عنها المفاصلة الأشهر والتي لم يعلن عن أسبابها (الحقيقية) حتى الآن، وهو أحد الأسباب التي تجعل الجميع بلا استثناء الكل يضع يده على قلبه قبل بث الجزيرة للحوار (الخبطة).

* الإسلاميون يعولون على علاقتهم بدولة قطر بحسب التقارب الذي حدث بينهما خاصة عقب انقلاب الإسلاميين وأحداث رابعة، إلا أن التقارب الأخير بين النظام في السودان ونظام السيسي في مصر أحدث بروداً في العلاقات، بجانب الدور الكبير الذي لعبته المملكة العربية السعودية في هذا التقارب من ناحية، ومن ناحية أخرى التقارب الشديد بين النظام بالسودان والمملكة نفسها ودولة الإمارات العربية المتحدة، ولعل الوجود السوداني الواضح في عاصفة الحزم الأخيرة، أدى لفتور العلاقة مع دولة قطر التي تعتقد أن النظام السوداني لم يعد هو ذات النظام (الطيِّع) المغلوب على أمره، لذا فلن تتوانى الدولة الصغيرة مساحة والكبيرة بثرواتها والمثيرة للجدل في ضرب النظام السوداني بهذا الحوار الذي سيؤدي إلى المزيد من الانشقاقات وسط الإسلاميين بالسودان، ولن يفوت على فطنة الإسلاميين أن قناة الجزيرة ستكون قد أخذت الضوء الأخضر من القيادة العليا لدولة قطر قبل أن تبدأ في الترويج لهذا الحوار.

* لن يستطيع كمال عمر أو أي إسلامي آخر وطني أو شعبي منع هذا الحوار الأشبه بالقنبلة النووية التي ستطيح بالكثير من الرؤوس الإسلامية وغير الإسلامية بالتأكيد، اللهم إلا إن دخلت المساومة السياسية الميس، وهذه تحديداً متوقعة جداً مهما كان الثمن، لأن السياسة دائماً ما تلعب على جميع الحبال.

* عموماً هذه الجقلبة الإسلاموية سيكون لها ما بعدها وما قبلها، والأسرار التي ستغير من خارطة المنظومة السياسية بالداخل، والتي سيمتد تأثيرها لخارج الحدود خاصة دول الخليج ومصر.

* ولا نملك إلا أن نقول اللهم جنب بلادنا شر الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأعني فتن الإسلاميين خاصة من تذوقوا طعم العز من فئة الخمس نجوم، ويعز عليهم العودة إلى مربع الفقر والحاجة والعوز الذي جاءوا منه.

هنادي الصديق
الجريدة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق